أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - الحجاب فرض طقسي بيئي سابق للأديان ..؟














المزيد.....

الحجاب فرض طقسي بيئي سابق للأديان ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 18:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


السؤال الذي يطرح نفسه ، هل من إنسان يملك إرادة نفسه ويتمتع بحريته يرضى
ويقبل العيش والحياة في أرض قاحلة رملية شديدة الحرارة نهاراً وباردة
ليلاً وتخلو من أي نهر سوى من بعض الآبار تقطن حولها جماعة ( قبيلة)
يستقون من مائها ويتخذون المكان موطناً حتى تهاجمهم جماعة أقوى( قبيلة)
وتذبح رجالهم وتسبي نساءهم وأبناءهم وأموالهم ( مواشي وخيول وحمير وجمال
) شريعة الغاب والحق للقوي ... وأما قوة الطقس الرهيبة في مثل هذه
الأمكنة فإنها تفرض سطوتها وجبروتها على نوعية اللباس الذي يرتديه ساكن
الصحراء من لباس خشن وتغطية للرأس وحتى العينين من لسع حرارة الشمس
العالية ولسعات الرمال الحارقة التي تذروها الرياح وتتسلل إلى شعر الرأس
في حال عدم تغطيته فجبروت البيئة وسطوته مفروض على الجميع ذكوراً وإناثاً
صغاراً وكباراً وعلى مر الزمن تحوّل الجبروت الطقسي إلى عادة ملزمة وزياً
شعبياً ، وفي سيبيريا حيث ينعكس الطقس سلباً وتهبط الحرارة إلى 40 تحت
الصفر وندف الثلج والهواء القارس تلسع الأجزاء المكشوفة من جسم الإنسان
ويضطر وبالرغم عنه وتنفيذاً لجبروت الطقس إلى ستر جسده بالكامل تحت ستار
من فروً حيواني دافيء يقيه زمهرير الهواء المهدد بالموت تجمداً فالخالق
وبطريقة غير مباشرة أوعز للطقس والبيئة الحارة والباردة إلى التزام
إ لحجب جسده ورأسه ووجهه اتقاءً من حرارة حارقة أو من برد يجمد .. وعليه
فإن ساكني هذه المناطق الحارة والباردة قد التزموا باللباس الواقي بالرغم
عنهم تنفيذاً للجبروت الطقسي مع رد فعل عكسي في مناطق الغابات الحارة
والتي تولد رطوبة شديدة بحيث لا يطيق الإنسان أي لباس مما أرغم الطقس
الاستوائي الإفريقي فرضية العري من اللباس ذكوراً وأناثاً وصغاراً
وكباراً وأما في المناطق المعتدلة طقسياً فلم يكن هناك من حاجة إلى تغطية
الرأس وسماكة القماش الساتر للجسد ونسبة المستور من الجسد ، وبذلك تنوعت
العادات والتقاليد في الملبس وفقاً للمناخ والطقس السائد فيه ... ولما
كان الرسل جميعاً قد أرسلوا والآديان قد جاءت في هذه البلاد الصحراوية
وبخاصة الإسلام فمسألة الحجاب كان مفروغاً منه لأنه كان عرفاً وتقليداً
راسخاً وزياً شعبياً ملزماً بيئياً وطقسياً ولا حاجة لآيات ملزمة لأمر
مفروغ منه إرادياً ، ونستنتج من آيات الحجاب الثلاث خصوصيتها لأحداث
ووقائع حياتية احتماعية ، منها ما تتعرض لها نساء النبي من الزائرين
والمراجعين والبصاصين لبيت الرسول حيث زوجاته سافرات لوجودهن في منزل
حصين وبناء على مشورة الأصحاب نزلت الآية التي تعني التستر خلف حجاب (
ساتر) لنساء النبي من الغرباء :... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا
أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا .....) ثم حاءت مشكلة
تعرض نساء الرسول وغيرهن إلى التحرش عند خروجهن لقضاء الحاجة حيث كانت
البيوت تفتقر إلى ( المراحيض) فكان الشباب يترصد تلك الحالات ليشبع نهمه
بالتفرج وأحيانا بالتحرش فطلب من نساء الرسول والمؤمنين أن يعلّموا
أنفسهم بحجاب أو علامة ليفرق الشباب بين نساء النبي ونساء المسلمين
الحرائر ليفرقوهن عن الإماه ويتحاشوهن ويكتفون بالتخرش بالإماه وكان عمر
إذا صادف أمة محجبة نزع عنها الحجاب وضربها والأية : قوله تعالى:
"يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ
ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ، ذٰلِكَ
أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً
رَّحِيما" (الأحزاب 59).ومنها يتضح خصوصية هذه الأية أيضاً وعدم شموليتها
وكذلك ماجاء في الأية الثالثة : ، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ
جُيُوبِهِنَّ.. أترك شرح هذه الأية لمحمد عابد الجابري عبر مقاله الحجاب
.... قول فيه مختلف : أما عن قوله تعالى" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ"، فيقول المفسرون: إن الخمار ثوب تضعه المرأة على
رأسها كله أو بعضه وتتركه يتدلى على ظهرها، وأما "الجيوب" فهي جمع "جيب"
وهو فتحة العنق في القميص قد تطول إلى الصدر وقد تقصر، وقد اختلفوا هل
المطلوب من المرأة أن ترخي الخمار على وجهها وصدرها أم تلفه من وراء
ظهرها وتحت إبطها ليتغطي به الجيب على الصدر. واختلف المفسرون أيضا في
تحديد الفرق بين "الزينة الظاهرة" و"الزينة الباطنة". فمنهم من حصر
الزينة الظاهرة في الثياب فقط تلقيه المرأة على جسمها كله، ومنهم من جعل
الزينة الظاهرة تشمل الوجه والكفين، ومنهم من أضاف الذراع أو نصفه وذكروا
في هذا حديثا نبويا. كان منهم من اعتبر الضرورة فأباح للمرأة أن تبدي من
أعضائها حسب الحاجة، كما هو الحل في الفحص الطبي والتوليد وعندما تعجن
الخبز أو تغسل الثياب أو تتحدث مع الرجال. وقد صاغ ابن عطية ذلك بعبارة
عامة فقال: "ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تُبدي، وأن
تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة
حركة فيما لا بدّ منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك. فـ«ما ظهر» على هذا الوجه
مما تؤدّي إليه الضرورة في النساء فهو المعفوّ عنه".( انتهى) في كل
الأحوال المتشددون يصرون على عمومية الحجاب متناسين عن الفرضية الطقسية
والعرفية للحجاب والتحجب بفعل عوامل البيئة .. لتغطية الرأس رجالاً
ونساءً وأطفالاً ولكن دون حجب العقل وان الخالق الذي أنعم على الإنسان
ميزة الفكر والتفكير دون المخلوقات الأخرى لن يسلبه هذه الميزة بخرق
قماشية لاتقدم ولا تؤخر في زمن تجاوز فيه الخرق القماشية إلى العلوم
الخارقة وفق العقول المفكرة وليست تلك المجمدة في دهاليز التخلف ..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونسأل من أين تأتينا البلاوي ومبدأ المساواة يرفضها القرضاوي . ...
- الاعتدال في الإسلام حقيقة أم وهم ..؟
- أين هي الديمقراطية في الوطن العربي ...؟
- الوطن أولاً وأخيراً...؟
- العلمانية الوطنية وديمقراطية الحداثة
- استهداف أقباط مصر هدم للوحدة الوطنية فيها والبلاد العربية وا ...
- نادين البديري ومسرح اللامعقول ...؟
- إذا كان هذا صدر عن القرضاوي .. فلاتسأل من أين تأتينا البلاوي ...
- عطر محبة العيد هدية عبر الأثير لكل إنسان ...؟
- أنفلونزا الجدبان ....؟
- جامع الجكارة بمآذنه ألأربع...؟
- مبروك للحوار في عامه الثامن
- مساجد بلا مآذن .. ؟
- أنفلونزا التيوس ...؟
- الإسلام (فين) والديمقراطية (فين) ...؟
- انفلونزا الحمير ...؟
- الأخضر والنعيسة وفيدرالية الوطن العصرية ...؟
- أيهما أكثر صوناً للمرأة ألعقل أم قطعة قماش ..؟
- ضرب المرأة حتى بوردة إهانة وإذلال ..؟
- أيضاً لا لضرب النساء وحتى فى حال استحالة استمرار الحياة الزو ...


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - الحجاب فرض طقسي بيئي سابق للأديان ..؟