أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم عبد العباس الجنابي - قصة قصيرة (الثوب الجديد)














المزيد.....

قصة قصيرة (الثوب الجديد)


باسم عبد العباس الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 13:26
المحور: الادب والفن
    



قصة قصيرة

منير الوافد الجديد لقرية (أم بردية الغربية) حيث مولده ومرتع طفولته،شاب حالم،انهى دراسته الجامعية للتو في العاصمة بغداد،وجهه ضاحك مليح لسانه كأنه الشهد،قامة فارعة،شمس أشرقت في عالم غاف نائم منذ عشرات السنين على شطآن الفرات وسط العراق.
ها هو يصعد مركب (وهاب) ليعبر للضفة الأخرى،حيث شريعة جده ،لاحظ عدة نخلات ساقطة في النهر،وطئت قدماه أرض القرية ،ترك وراءه الشاطىء وكلابا تعوي ،لكن رائحة عنبر المشخاب الزكية انعشت آماله،مشى بخطوات واثقة قوية،تجمع حوله صبية يتدافعون فيما بينهم وكأنما يحفرون صورته ،فأهل القرى معتادون على نشر أخبار زوارهم لاسيما الجدد منهم وبخيالهم الخصب ينسجون حكايات عنهم معظمها صحيح ،كانت له نخلة صغيرة أمام المضيف مسجلة بإسمه،نمت وأثمرت إمتد بصره رأى عددا من النخيل آيل للفناء ،قبل نخلته ،تسلقها ليقفز طائرا في الهواء،دخل منتشيا مضيف جده نهض الحضور لإستقباله حياهم باسما وحسب العرف الجاري سلم من اليمين مصافحا بيمناه الأيادي المرحبة وممسكا سواعدهم بيسراه،ما أن وصل عند الحاج مطرود حتى ندت منه صرخة باغت بها بل أفزع الضيوف وقال:آه يا جدي الحبيب أكاد أذوب شوقا لرؤيتكم وسماع حديثكم فأنت ما تزال في ريعان الصبا وتستحق أن يهديك أحد الحاضرين الزوجة الرابعة عشرة ،أجفل الفلاحون وأنتشى جده التسعيني لاحت لحظات السعادة الحقيقية تعانقا(بث عاطفي حار صادق)،فسمو الإحساس بالحب تتجلى فيه العلاقة الإنسانية وانها حكمة الحياة.إستأذن الشيخ وتابع مصافحة البقية،وعاد يجالسه،لم ينقطع عن الحركة،فتارة يقبله وأخرى يخبره شوق وسلام أبيه وعائلته، ما يزال الصبية يحصون سكناته وينقلونها بالتفاصيل لأهاليهم،فقد أصبح الوافد الجديد حدث وحديث أهل القرية وبات معروفا،مشهوراقبل أن يراهم. إستأذن منير جده قائلا:
لم أعد أطيق صبرا أحن لرؤية جدتي ،أذن له قائلا:تذكر أني بانتظارك فالطعام سيجهز بعد قليل،شاهد الخراف تنحر قرب نخلته ،التي رمقها بنظرة أمل وانجرح لرؤية الدماء،وتساءل مع نفسه متى تتغير هذه العادات والتقاليد؟ لم يكن يمشي ولا حتى يركض ،كان يطير شوقا وحبا لمربيته وجدته،لم يكن ينزله الأرض إلا جمهرة الصبيان الذين سدوا طريقه،فأضطر لإزاحة بعضهم ومداعبة آخرين وقبل معظمهم.لم يكف عن توزيع ابتساماته،فقد كانت البلسم والدواءالشافي لحسن استقباله،لكنهم ما يزالون يهرولون عندما دخل الدار شاهد جمعا غفيرا من الأطفال والفتيات والنسوة،أثوابهن زاهية براقة وجوههن منشرحة ،تتوسطهن عروس القرية،وسيدة نسائها،أنى له كتم مشاعر تفيض متدفقة ،تستقبله لؤلؤة الحب والعطاء،عينان دامعتان فرحا،هياج نفسي حاد،قلوب مفعمة سعيدة صافية،اشتبكا في عناق سرمدي ملتهب واع،منظر إنساني خلاب شفاف،كانا يرقصان على أنغام شجية،وانفاسهما تكاد تتقطع،مشهد صدق المشاعر وغزارتها،مشهد لا ينسى،دمعت عيون الحاضرات،كانا أوتارا طروبة ،روحا مشبعة عطرة إمتزجت،وانسابت في أفئدة الموجودات حتى الطيور المتفرجة طربت زقزقت،جلسا كانت في منتهى السعادة والفرح،أشبعها بل التهمها قبلا،همس بأذنها هزت رأسها المدور رافضة،ألح،فأصرت قائلة:لا .. ولا ..وألف لا،نهض موهما إياها بأنه قد زعل قائلا: ما هذا يا جدتي؟ هيا أريني الوشم على بطنك وساقيك ،فقد رأيتهما صغيرا واود ذلك الان!!يتدلل ممثلا بارعا أسعفته حركاته،كان يعرف طيبتهاوسجاياها،فأنطلت عليها لعبته.فقالت له: إختر أية فتاة وستريك وشمها! الفتيات بدون خجلاوات لم يصدقن اقتراحها لحفيدها الجذاب،وقبل أن يتمسكن بثيابهن،أسرع جاذبا عمته (جميلة)،التي يعرفها وتصغره بست سنوات،أمسك بثوبها ،اعترضت طريقه إحدى زوجات جده،لكنه لم يدعها تنطق،وقال يخاطب الجميع:عمتى أحلى الموجودات،واخرج انبوبة عطر ونثره عليها وعلى جدته،فاح شذى الرازقي،توردت وجنتا العمة الصغيرة والجدة الشيخة،ابتهجت وأطمأنت زوجة الجد،قال لجدته:كنت أمزح يا حبيبتي،ومع ذلك قفز وفي لمح البصر أمسك بثوبها قائلا:هيا إنزعيه! لم تعدتطيق صبرا بأفعاله،فقد تمادى كثيرا،أدرك ما يجول بخاطرها،وبدلا رفعه ،فتح حقيبته ،وأخرج منها ثوبا جديدا!من خياطة أخته وأخبرها أنه هدية من والدته لها،ناولها إياه ما يزال ممسكا بالأنبوبة،يقفز متراقصا ضاحكا ينثر العطر على الفتياة فيزداد الجو متعة وسرورا،انهى حفلة لقاء محبوبته بتفوق،وعاد ليجلس بحنكة عنفوان شبابه قرب جدته الحاجة،وقال لها: خذي أذني إقرصيها كما يفعل حبيبك أبي حينما أكون وقحا.تهالكت من الضحك وبعدما تمالكت نفسها قبلته شاكرة قائلة أمام الجميع :الآن سانزع ثوبي!! سادت لحظات ترقب،إندهش الحضور،فلم يصدقوا أن تفعل،نهضت ودخلت غرفتها،فظهرت رافعة القديم،مرتدية ثوبها الجديد.



#باسم_عبد_العباس_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهة الديمقراطية بين الفرسان للعروج إلى شمس الحرية والتح ...
- وأقام الفجر أعراسا لنا
- عرس الحرية ..الحقيقة المرعبة
- التعصب... رق عقلي طاغ جهول
- مبررات انحياز الشعب العراقي للقوى الديمقراطية
- سؤال انطولوجيا الانتخابات ..نكون دولة ديمقراطية أو لا نكون
- ثنائية التقدم والتخلف في الانتخابات المقبلة
- المرشحون والناخبون في المعادل الموضوعي
- جنون احراق العراق الجديد
- الانتخابات .. نقطة الشروع لتنوير المجتمع
- متطلبات الحداثة في الانتخابات المقبلة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم عبد العباس الجنابي - قصة قصيرة (الثوب الجديد)