أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الناصر - قدح الاسلام ونقد الاسلام السياسي وعنفية المسيحية ...الثلاثية الرائجة















المزيد.....



قدح الاسلام ونقد الاسلام السياسي وعنفية المسيحية ...الثلاثية الرائجة


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 07:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمهيد
طالما أحجمت عن الخوض في موضوع لاهوتي لاني اعتقد ان جدلية الأديان عقيمة وغير مثمرة لكن الإنصاف يدعوني ان استعرض بعض الأمور التي يتحتم تناولها بعد ان أصبحت ظاهرة مهاجمة الإسلام وقذفه ديدن بعض المثقفين سواء في المواقع الالكترونية او الصحف الأخرى او في غرف البالتولك.
وبالرغم ما يعتري الإسلام من صور عنفية واضحة الملامح ورغم اصطباغه في العقود الأخيرة بلون الإرهاب بعد ان استشرى المذهب الوهابي المتطرف الذي كان ولا يزال مفرخة للحركات الإرهابية التي تكفر كل الأديان والمذاهب والملل الأخرى وتؤمن بفكرة أحادية المنهج الذي تحاول فرضه على جميع البشر بحيث أصبح هذا الفكر يهدد الأمن والسلم العالمي حتى انبرى له العالم الحر وأشهر سيفه ضده معلناً حرباً ضروس طالت جميع ألوان وأطياف المذاهب الإسلامية الأخرى التي لا تنظر للأمور بنفس هذا المنظار المتطرف وأصبحت الهوية الإسلامية سبة توشم جبين مريديها وتثقل كاهلهم وبالأخص الذين يقطنون الغرب او من دعتهم ملمة ما لزيارته فرأى مالا يستسيغ من سوء المعاملة في المطارات او في الموانئ البحرية من تفتيش يطال جميع ثنايا الجسد للذكور والإناث بعد ان أصبح الجسد لدى بعض الإرهابيين مخبأً لنقل المتفجرات وأدوات القتل والرعب لبلدان آمنة طالما استقبلت المشردين والموتورين من أنظمة الفاشيست التي تجثم على صدور هذه الشعوب المنتجة للرعب والتغول البشري .
قد يكون مهاجمة اللاهوت بالمجمل دون تخصيص او انتقائية حالة صحية لان الأديان حينما تتهلهل وتتدخل في جوانب الحياة ستتقبح وتقبح الحياة معها حيث ساهمت عبر القرون الماضية في شل حركات التطور واستعدت العلم في اغلب العصور ومازالت تطرح أفكار لا يستسيغها العقل المتنور الراهن الذي تجاوز الغيبيات وترعرع في كنف حضارة قرن الحادي والعشرين وعصر التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات وعصر الاستنساخ البشري والخلايا الجذعية واكتشافات الفضاء الهائلة رغم ارجحية الإيمان الظني وليس اليقيني بان هذا الكون لم يوجد عبثا ولم يكن وليد الصدفة وانما هناك كيان عظيم أوجده بهندسة غاية في الدقة قد يسميه علماء الفيزياء بالمهندس الأعظم او المسبب الذكي او يصفه الفلاسفة بالمطلق او كما ينعته اللاهوتيون بالرب او الاله او الخالق او الله وقد تكون هذه الطبيعة بالإجمال جزء من ذاته وكينونته او ان تكون غير ذلك الا ان المحصلة النهائية هي تراجع الكثير من الملحدين الذين كانوا يؤمنون بأزلية الكون الى فكرة وجود الخالق بعد ان ظهرت بشكل مقنع نظرية الانفجار الكبير التي برهنت على ان الكون ليس أزليا وإنما محدث بفترة تتراوح بين العشرين الى الثلاثين مليار سنة لذا نجد هناك دفاع كبير من قبل العالم (ألبرت اينشتاين) ضد فكرة الإلحاد التي كانت رائجة جدا بين الأوساط العلمية التي عاصرته حينما اطلق عبارته الشهيرة (دين بلا علم أعمى وعلم بلا دين أعرج) لذا ظهرت فكرة اللادينية الغير الملحدة او الوجودية الإيمانية التي تؤمن بالخالق دون دين او مذهب تلتصق به .

الإسلام والنقد المسيحي المتعصب
كوني ابحث عن الحقيقة بشكل مستمر فهي بوصلتي في هذه الدنيا الغريبة فان ظللت استهديت بالعدل والإنصاف فحينما استعرض بعض أساليب المهاجمة أجد شخص المهاجم ليس بعيدا عن خط اللاهوت رغم ارتدائه ثوب العلمنة والوجودية او الإلحاد وإنما في اغلب الأحيان يكون مسيحي متعصب او من أديان أخرى مما يجعل كلامه غير محايد وغير موضوعي بنفس الوقت .
وبما ان مشكلة بلدي العراق حاليا هو وضوح ملامح الإسلام السياسي وهيمنته على الحياة العامة لذا سأخوض في هذا المحور لما يحتويه من اثر فعلي على الساحة العراقية وأقول بأنه يجب التفريق بين الإسلام كثقافة قيمية والإسلام كمنهج سياسي فالعراق لم يشهد هكذا فكر طيلة حقبته التاريخية ولا نستطيع الجزم حتى في الفترتين الأموية والعباسية بان هناك دولة تنتهج نهجا إسلاميا بالشكل الذي يروج له الإسلام السياسي الراهن ويصوغه كبديل سياسي تحت مفهوم (الإسلام دين ودولة) حيث ان اغلب الخلفاء كانوا يتماهون مع لذائذ الدنيا ويحتسون الخمر ويحضرون مجالس اللهو والسمر التي أصبحت ظاهرة عامة في تلك الحقبة الزمنية يرتادها العامة والخاصة من الناس حتى بدت حياة المدن الإسلامية حينها متخاصمة مع صرامة التشريع الإسلامي.
والمترشح عن الموضوع ان الاستعراض المشوه للإسلام من قبل بعض الكتاب المسيحيين بعيد في الأغلب عن الصحة فلو كان الإسلام شنيعا الى هذه الدرجة التي يصفوها لما تبقى للان اي إنسان مسيحي او من باقي الأديان الأخرى حيا في بلدان ذات أغلبية إسلامية مثلما حصل في اسبانيا حينما أجبرت محاكم التفتيش جميع المسلمين هناك على ترك الإسلام والدخول في المسيحية بالقوة والإكراه ولو تمعنى في حوادث التاريخ سنجد بان الكثير من المسيحيين وباقي الأديان الأخرى كان لهم حظوة ونفوذ في الدولة الإسلامية فالأخطل المسيحي كان شاعرا لبلاط بني أمية وكان يلج دواوينهم مرتديا صليبا على صدره ورائحة الخمر تعج من ثناياه وكان محل تقدير واحترام من قبل الكثير من رؤساء القبائل العربية وحنين بن اسحق العبادي الطبيب والباحث المسيحي وابنه اسحق كانا يعيشان في كنف الدولة العباسية حياة ارستقراطية باذخة فهم يمتلكون الإماء ويسكنون القصور الفارهة ويجنون الخيل الأصيلة ويعيشون حياة ملئها الفرح والحبور, كما نجد ملمح آخر يطغى على ما يرد على ألسن المتعصبين حينما نقرأ بان هارون الرشيد يدعو ويبتهل لطبيبه المسيحي بن بختشيوع وهو يؤدي مناسك الحج ولعل أروع صورة تجسدها لنا حالة التسامح في تلك الأزمان ما نجده على لسان الإمام علي في إحدى خطبه حينما غارت خيل معاوية على الانبار بقوله : (...وهذا اخو غامد وقد وردت خيله الانبار وقد قتل حسان بن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها ولقد بلغني ان الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقُلُبها وقلائدها ورعثها ما تمتنع منه الا بالاسترجاع والاسترحام) ثم يقول (فلو ان امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما) فالخليفة يشعر بالأسى والمرارة لان تتعرض المرأة المعاهدة للسلب شأنها شأن أختها المسلمة والمقصود بالمعاهدة هي المرأة الكتابية حسب التوصيف الإسلامي وهي اما يهودية او مسيحية بل انه يتمنى الموت على ان يحدث ذلك , وحتى ما يظهره البعض من تقريح بتلك الحقبة متحججين بالصحيفة العمرية التي ان صحت فهي تصطدم بالسنة النبوية التي تقضمها وتتفوق عليها حيث ورد في المساند والصحاح قول معتبر للنبي محمد هو : (إني لمعاقب من يجحف بحق نصراني ذمي أو يفرض عليه واجبات مرهقة ) .
ان التوصيف القمئ لبعض الأقلام المسيحية المتعصبة التي تدعو للتبشير بصورة مبطنة يصبح محض افتراء اذا استقراءنا توصيفات أخرى لأقلام مسيحية منصفة تجعل من تجلد الإسلام تجاه الأديان الأخرى وهم كبير لا يصمد أمام البحث حين نجد شاعر مسيحي بمستوى بولص سلامة يكيل لهذا الدين المديح بملحمة شعرية من ثلاثة آلاف بيت مستذكرا النبي محمد وأهل بيته ونجد أيضا كاتبا بمستوى البروفيسور فيليب حتي يستعرض مناقب الدولة الإسلامية في كتابه الشهير (تاريخ العرب) بنسختيه الموسعة والمختصرة والذي ترجم الى اغلب لغات العالم حيث مجد الدولة الإسلامية وقدح بأوربا باسلوب لا يرتقي اليه حتى المسلم المغالي وقريبا من نفس المعنى يسطر جورج جرداق موسوعته في استعراض الجوانب الثرية لشخصية الإمام علي .
ان الكثير من الحوادث ألصقت بالإسلام جزافا فحتى مجازر الأرمن والسريان في بداية القرن الماضي لم تحدث في تركيا العثمانية وإنما في تركيا العلمانية رغم عدم تبرئتي لبعض الفتاوى الإسلامية الدموية التي تصدر من رجل دين متعفن من هنا او هناك .
وتفصح الذاكرة البغدادية عن الكثير من مشاهد التعايش السلمي وحسن الجيرة والأخوة بين الأديان والمذاهب على اختلاف مشاربها عندما كانت هذه الأديان لا تشكل سوى هوية لا غير دون تبحر في أحكامها ونصوصها التي أصبحت منهلا لكل من هب ودب يشرعن ويحلل ويفتي ويستبيح ويحرم ويكفر حتى أمست بهذا القبح فالمسلمين كانوا يؤمون بعض الأديرة المسيحية ومنها كنيسة مريم العذراء ويعتقدون حرمة المكان والصابئة كانوا يزورون المزارات الإسلامية المعتبرة ويعتقدون بحرمتها وتجتمع الأديان والمذاهب على اختلافها في مقام خضر الياس على مشرعة نهر دجلة كما نجد أحيانا بعض الأسر المسيحية البغدادية تشارك جيرانها الشيعة في مراسم عاشوراء ولعل القصة الطريفة للمسيحي (عبد الحسين ) توحي بدلالات التآخي الديني في المجتمع البغدادي قد لا نجد له شبيه في باقي أنحاء العراق فهذا الرجل هو وليد أسرة مسيحية لا تنجب وقد أعيتهم الحيلة واستنفذوا السبل حتى اقترحت عليهم إحدى السيدات المسلمات اصطحاب الزوجة الى كربلاء لزيارة الأضرحة هناك فلبت هذه المرأة تحت وابل اليأس والقنوط وقد بان عليها بعد ذلك آثار حمل قد يكون عامل الصدفة من أوجده او ان لحظة الأمل التي سرت في أوصال هذه السيدة ساهم في الإخصاب المتعثر لتنجب ذكرا أسمته (عبد الحسين) ولم يستوجب الأمر ان تتخلى هذه المرأة ولا وليدها عن ديانتهما المسيحية ويصبحا مسلمين كما يشتهي دعاة التطرف الإسلامي الراهن ولكنهم احتفظوا بذكرى جميلة عن التآخي الديني .
وقصة سارة خاتون الفتاة المسيحية الجميلة والثرية تحمل من التواتر في المعنى مدار بحثنا هذا الشئ الكثير حين التجأت الى عبد الرحمن النقيب طالبة الحماية من محاولات والي بغداد الذي شغفته حبا وحاول الاقتران بها مستغلا مركزه الوظيفي مما حدا بالنقيب وهو شخصية بغدادية أثيرة وله حظوة في الباب العالي ان يكاتب السلطان العثماني الذي بدوره أقال هذا الوالي العاشق حينما تجاوز حدود الكياسة وأشرأب بفحولته الى فتاة بغدادية أثارت حفيظة المجتمع البغدادي الغيور .
وحري بنا ان نستشهد بخصوص هذا الموضوع بقول الناقد الانكليزي (روم لاندو) أستاذ الدراسات الإسلامية في المجمع الأمريكي للدراسات الآسيوية في سان فرانسيسكو:
(على نقيض الإمبراطورية النصرانية التي حاولت أن تفرض المسيحية على جميع رعاياها فرضًا، اعترف العرب بالأقليات الدينية وقبلوا بوجودها. كان النصارى واليهود والزرادشتيون يعرفون عندهم بـأهل الذمة، أو الشعوب المتمتعة بالحماية. لقد ضمنت حرية العبادة لهم من طريق الجزية.. التي أمست تدفع بدلاً من الخدمة العسكرية. وكانت هذه الضريبة مضافًا إليها الخراج، اقل في مجموعها من الضرائب التي كانت مفروضة في ظل الحكم البيزنطي. كانت كل فرقة من الفرق التي تعامل كملّة، أي كطائفة نصف مستقلة استقلالاً ذاتيًا ضمن الدولة. وكانت كل ملّة تخضع لرئيسها الديني) .
عنفية المسيحية وهم ام حقيقة
يتصدى البعض بالقول ان الإسلام يحوي تشريعات مغلظة تجاه الآخرين او ان القرآن يحتوي على آيات عنفية تجعل من هذا الدين مرتعا للرعب والقتل وهذه نصف الحقيقة فالإسلام ليس بعيدا عن هكذا سلوك فقد استباح أمما وشعوب ونشر بالسيف الذي قد يكون اجتهاد سئ للمتصدين للسلطة السياسية فيه تجرعت على أثره أمم شتى مرارة الاجتياح والعبودية ولست بصدد الدفاع عن هذا الدين فله مريدون كثر تدافع وتنافح بضراوة عنه تحيد بموجبها عن الحق وتجمّل قبح الحقيقة أحيانا كثيرة وتصيب أحيانا أخرى كما تبدو لي ظاهرة تبرير الأحداث الإسلامية الدموية بعبارة (إنها لا تمثل روح الإسلام) فنطازيا لا تهضمها العقول لكن الذي يعنيني في هذا العرض هل هناك دين إبراهيمي آخر برئ من العنف والتغول تجاه الآخرين ؟ اعتقد بان الإجابة كلا. وكذا نجد طرح البعض بالتصريح او التلميح عن المسيحية كبديل مسالم للأديان الأخرى أكذوبة لا تقوى على الجرح والتعديل والتفنيد ولا تستسيغها الأقلام الحرة .
الباحث في تاريخ الديانة المسيحية يجد الإكراه ديدن النشر والاحتواء بدءا من عصر قسطنطين الذي اعتنقها وبدء بنشرها بالقوة والعنف حتى انه أصدر أمرا بقطع آذان اليهود ونفيهم الى بلدان أخرى في حين أمر الإمبراطور فالنتاين بقتل كل من لا يعتنق المسيحية كديانة له وقد قتل الآلاف ممن رفضوا هذا الأمر وكذلك نجد أمرا مشابها فرضه قيصر روسيا فلاديمير على أبناء شعبه ونجد شبيهه في الدنمرك أيضا من قبل الملك كنوت وفي النرويج على يد الملك اولاف في حين فرضت المسيحية على السكسون بالإكراه من قبل الملك شارلمان ملك فرنسا اما الدماء التي أريقت على منحر الخلافات المذهبية بين الطوائف المسيحية فهي لا تنحصر بعدد او بتاريخ ونوجز بعضها للتنويه دون توسع :
1. الحروب التي حدثت في ايرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت بسبب فرض المذهب البروتستانتي واستمرت قرون طويلة حتى تمخضت في العقود الماضية عن حركة كانت تطلق على نفسها الجيش الجمهوري الايرلندي السري .
2. الحرب المذهبية بين الكاثوليك والبروتستانت في ألمانيا في القرن السابع عشر والتي أطلق عليها بحرب الثلاثين عاما وراح ضحيتها الملايين من الناس .
3. مجزرة سانت بارتليميو في عام 1572 حيث قتل أكثر من 230 ألف من البروتستانت بأمر من ملك فرنسا شارل التاسع وبتحريض من أمه كاترينا ومباركة البابا غريغوري الثالث عشر.

4. الحرب الأهلية التي جرت في اسبانيا عام 1936 واستمرت ثلاث سنوات يعتقد البعض بأنها كانت لأبعاد طائفية وبغطاء سياسي حيث قتل فيها أكثر من 2 مليون إنسان .
5. أوامر الملكة اليزابيث بقتل قساوسة الكاثوليك في بريطانيا وهدم كنائسهم ومصادرة أموالهم.
ومن الجدير بالذكر أيضا ان نشير الى ماعاناه المسلمون من جور واضطهاد على يد المسيحية وخاصة في اسبانيا من قبل محاكم التفتيش وقد أشار لبعضها غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب بقوله (يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين ، فلقد عمدوهم عنوة، و سلموهم لمحاكم التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع ) وقد اقترح احد القساوسة ويدعى (بليدا) قطع رؤوس كل من لم يعتنق المسيحية وبضمنهم الشيوخ والنساء والأطفال بل انه طالب بقتل جميع العرب حتى ممن اعتنقوا المسيحية بحجة عدم التمييز بين الصادقين والكاذبين منهم وان (الرب هو الحاكم بينهم في الآخرة) وقد قُتل وشُرد أكثر من ثلاثة ملايين مسلم.
أما الحروب الصليبية فهي سفر دامي آخر اقترفته المسيحية باسم الحرب المقدسة ضد المسلمين فقد ذُبح سبعون ألف مسلم وبضمنهم نساء وأطفال وشيوخ وأُحرق البعض الآخر بالنار ورمى الجند بالرضع من سطوح المنازل وحطموا رؤوس الأطفال على الجدران .
كما قتل الملايين من الهنود الحمر لدى اجتياح العنصر الأوربي لأراضي أميركا حيث أقيمت على هذه الأراضي المغتصبة مدن احتضنت كنائس تصدح بشعائر المسيحية وتحت ثراها أجساد الضحايا من سكان الأرض الأصليين .
وتتبجح بعض الأصوات بان المسيحية لا تتدخل في السياسية وقد التمست نهجا علمانيا وهذا يجافي حقيقة التاريخ الكنسي من كافة الصور ففي عام 1075 أعلن البابا غريغوريوس السابع ان البابا يمثل على الأرض السلطان الأسمى وله ان يعيّن الأباطرة ويثبتهم . ومن أجل سيطرة الباباوية على شؤون السياسة أعلن البابا اربانس الثاني عام 1085 الحملة الصليبية الأولى ضد المسلمين، وبعدها أسس البابا كالاتس الثاني عام 1122 م جيشا بأسم (الميليشيا المقدسة) لمساعدته في تدبير شؤون الناس . ولدى دخول صلاح الدين الايوبي الى القدس عام 1187 تدنى دور البابا كما تلاشت كل الحملات الصليبية الأخرى. ومن ثم عادت الباباوية في عهد انوقنطيوس الثالث عام 1200 م إلى الاهتمام بشؤون أوروبا من خلال تأسيس الرهبانيات، فأسس رهبنة الفرنسيسكان عام 1210 م والدومنيكان عام 1215 م. وعاد البابا يفرض على الملوك الانصياع لإرادته، فأصدر البابا غريغوريوس التاسع عام 1228 أمرا الى الإمبراطور فريدريك لشن حملة صليبية جديدة ولما حاول الإمبراطور التهرب بحجة المرض، حرمه البابا من بركات الكنيسة مما تسبب بصراع كبير بين الطرفين كان من أهم مظاهره إقامة محاكم التفتيش بإيعاز من قبل البابا فيما رد الإمبراطور بإحراق رهبان البابا .
وقد كان تدخل الكنيسة في شؤون السلطة والحياة الدنيوية يفور ويخف أواره حسب قوة وضعف الملوك والأباطرة في أوربا ففي عام 1300 تضخم دور الباباوية في السيطرة الدنيوية حيث نظم البابا بونيفاقيوس الثامن تجمع كبير للمؤمنين وراح يصرخ بهم (انا هو القيصر انا هو الإمبراطور) وفي عام 1471 أعطى الرئيس العام للرهبنة الفرنسيكانية الباباوية سكستس الرابع صلاحيات كبيرة للرهبان و تحولت الكنيسة في عهده إلى مؤسسة دنيوية يشرف عليها ويحركها الكرادلة من عائلة روفيري الذين اهتموا بالسيطرة على المدن والاستيلاء على خزائن الفاتيكان، حيث رفع البابا أسعار صكوك الغفران والضرائب التي بلغت قمتها مع محارق محاكم التفتيش. وبعد موته فرض أحفاده بابا آخر باسم انوقنطيوس الثامن له ولدان غير شرعيين حيث راجت في عهده المحارق للنساء اللواتي اتهمن بالسحر والهرطقة كما منع البابا مؤتمراً دولياً للفلسفة ينادي بحرية الإنسان في الإيمان أو الإلحاد ثم أتى من بعده البابا يوليوس الثاني عام 1506 م الذي أنشأ الحرس الباباوي وسيطر على نصف أوروبا واستمر هذا الصراع على السلطة الزمنية من قبل الكنيسة حتى نهاية القرن الثامن عشر .
ولم تبتعد المسيحية الراهنة كليا عن السياسة وتتبنى العلمانية حسب ادعاء بعض المتشدقين حين نتلمس العرف الدستوري في لبنان الذي يفرض منصب رئيس الجمهورية بالحصر للمسيحيين الموارنة يتماهى في الأغلب وأهواء رجال الكنيسة ولا يستطيع اي مسلم التسلق في الرتب العسكرية وإنما يحال على التقاعد برتبة محددة .
الكتاب المقدس والعنف
ان من يقول ما حدث من مظاهر عنفية تبنتها الكنيسة هو في زمن ولى وغبر نطلب منه توضيحا عن دماء المسلمين في البوسنة والهرسك التي سفكها الصرب في عقد التسعينات المنصرم عدى حالات الاغتصاب التي لا يحصرها عدد حتى صرخت إحدى الفتيات البوسنيات في إحدى وسائل الإعلام تستحث نجدة العالم بقولها (إن عجزتم عن مدنا بالسلاح للدفاع عن شرفنا وديننا فأمدونا بحبوب منع الحمل حتى لا تتعاظم المصيبة) .
اما الاستعراض بان المسيحية لا تتحمل وزر الكنيسة التي اجتهدت برأيها وعليها وزر هذا الاجتهاد الخاطئ فأراه استعراضا واهنا لان الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يحوي آيات عنفية تدعو للقتل وأتمنى ان لا يظهر لنا منافح من التبشيريين يناور ويسوف ويجمّل ويحيّد هذه الآيات بالمسار الذي يبتغيه مثلما يفعل زميله الداعية الإسلامي في ترويض الآيات القرآنية التي تدعو للعنف , ونجمل بعض هذه الآيات التي تدور بهذا المنزلق وكما يلي :
1. العدد 21 ( آية 34و35) " فقال الرب لموسى لا تخف من عوج فأنا أسلمته الى يدك هو وجميع قومه وأرضه تفعل به كما فعلت بسيحون ملك الأموريين المقيم في حشبون فضربه بنو إسرائيل هو وبنوه وجميع قومه حتى لم يبق له شريد وامتلكوا أرضه".
2. العدد 31 من (آية7 الى الآية 11) " فقاتلوا مديان كما أمر الرب موسى وقتلوا كل ذكر ومنهم ملوك مديان الخمسة...وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم وجميع بهائمهم ومواشيهم وغنموا ممتلكاتهم وأحرقوا بالنار جميع مدنهم بمساكنها وقصورها واخذوا جميع الأسلاب والغنائم من الناس والبهائم"
3. العدد 31 ( آية 17 و18) " فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة ضاجعت رجلا وأما الإناث من الأطفال والنساء اللواتي لم يضاجعن رجلا فاستبقوهن لكم"
4. التثنية 2 ( من آية 31 الى آية 34) " فقال لي الرب ها أنا بدأت أسلم سيحون وأرضه الى أيديكم فابدؤوا بامتلاك أرضه فخرج سيحون الى ياهص بجميع قومه الى محاربتنا فأسلمه الرب إلهنا الى أيدينا فقتلناه هو وبنيه وجميع قومه وفتحنا جميع مدنه في ذلك الوقت وحللنا في كل مدينة قتل جميع الرجال والنساء والأطفال فلم نبق باقيا".
5. التثنية 3 ( آية 6 و7) " فحللنا في كل مدينة قتل جميع الرجال والنساء والأطفال كما فعلنا في مدن سيحون ملك حشبون وأما البهائم والمدن فغنمناها لأنفسنا.."
6. التثنية 20 ( من آية 10 الى آية 17) " فاذا اقتربتم من مدينة لتحاربوها فأعرضوا عليها السلم أولا فاذا استسلمت وفتحت لكم أبوابها فجميع سكانها يكونون لكم تحت الجزية ويخدمونكم . واذا لم تسالمكم بل حاربتكم فحاصرتموها فأسلمها الرب الهكم الى أيديكم فاضربوا كل ذكر فيها بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة فاغنموها لأنفسكم وتمتعوا بغنيمة أعدائكم التي أعطاكم الرب الهكم. فهكذا تفعلون بجميع المدن البعيدة منكم جدا التي لا تخص هؤلاء الأمم التي يعطيها لكم الرب الهكم ملكا فلا تبقوا أحد منا حيا بل تحللون ابادتهم.."
7. التثنية 21 ( من آية 10 الى آية 14) " اذا خرجتم لمحاربة أعدائكم فأسلمهم الرب الهكم الى أيديكم فسبيتم منهم سبيا ورأى أحدكم في السبي امرأة جميلة المنظر فتعلق بها قلبه وتزوجها فحين يدخلها بيته يحلق رأسها ويقلم أضافرها وينزع عنها ثياب سبيها وتقيم في بيته تبكي أباها وأمها شهرا وبعد ذلك يدخل عليها ويكون لها زوجا وهي تكون له زوجة وان أراد من بعد أن لا يحتفظ بها فعليه أن يطلقها حرة ولا يبيعها بمال ولا يستعبدها لأنه أجبرها على مضاجعته"
8. متى:10 عدد34على لسان المسيح:لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.
9. متى :10 عدد35على لسان المسيح: فاني جئت لأفرّق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها.
10. متى:10 عدد37على لسان المسيح: من أحب أبا او اما أكثر مني فلا يستحقني ومن أحب ابنا او ابنة أكثر مني فلا يستحقني.
11. لوقا :14 عدد26: ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذ.
12. في إنجيل لوقا 22: 37 على لسان المسيح "فَقَالَ لَهُمْ "يسوع": لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".
13. وفي إنجيل لوقا 12: 49-53” على لسان المسيح :جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا“
14. و في انجيل لوقا 19: 27 على لسان المسيح .. "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي" .
15. وفي سفر إرمياء 48/10 "ملعون من يمنع سيفه عن الدم" ..
16. وفي سفر إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم"
17. ففي سفر هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق"
18. و في سفر يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ"
19. و في سفر يشوع 11: 10-12 "وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.
20. و في سفر القضاة 21: 10-11 واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال وهذا ما تعملونه. تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر"
21. و في سفر صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ"
22. و في سفر أخبار الأيام الأول 20: 3 "وَأَخْرَجَ داود الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ"
23. و في سفر المزامير 137: 8-9 يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!"
24. و في سفر حزقيال 9: 5-7 "لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا. فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ".
25. الإصحاح الأول من سفر القضاة “مَنْ مِنَّا يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَوَّلاً لِمُحَارَبَتِهِمْ” فَقَالَ الرَّبُّ: “يَهُوذَا يَصْعَدُ. هُوَذَا قَدْ دَفَعْتُ الأَرْضَ لِيَدِهِ”.فَقَالَ يَهُوذَا لِشِمْعُونَ أَخِيهِ: “اِصْعَدْ مَعِي فِي قُرْعَتِي لِكَيْ نُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ، فَأَصْعَدَ أَنَا أَيْضًا مَعَكَ فِي قُرْعَتِكَ”. فَذَهَبَ شِمْعُونُ مَعَهُ. فَصَعِدَ يَهُوذَا، وَدَفَعَ الرَّبُّ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ بِيَدِهِمْ، فَضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشَرَةَ آلاَفِ رَجُل. وَوَجَدُوا أَدُونِيَ بَازَقَ فِي بَازَقَ، فَحَارَبُوهُ وَضَرَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ .


الخاتمة
على المتصدي لأي طرح ممنهج الغرض منه تقزيم الإسلام السياسي وإبعاده عن الحياة السياسية ان يتجنب قدح الإسلام كدين يحمل ارث متجذر في نفوس خمس سكان البشرية بواقع مليار ونصف إنسان كونه سيؤدي الى نتائج عكسية تعطي تبريرا للاسلامويين باحتواء السذج من عوام الناس بفكرة الدفاع عن الإسلام ضد ما يسموه ب(الهجمة الصليبية) كما ان صياغة البديل المسيحي له يعطي صورة طوباوية للمعالجة وان سلوك هكذا مسار يجعل من مهمة العلماني في اي بلد إسلامي عسيرة ومتعثرة لما يحتويه من مطبات مزدوجة يضعها كل من الناقدين والمدافعين عن الإسلام ولعل تجربتي تركيا وماليزيا العلمانيتين تخرس الألسن التي تصرخ بان الإسلام يصطرع مع العلمانية والمسيحية تصالحت معها حيث ان العلمانية ستحرز الظفر آجلا ام عاجلا دون ادنى شك .
لذا اجد من الضروري إنهاء دور الإسلام السياسي بأسلوب متحضر بعد ان بات مظهرا قبيحا للحياة وللدين معا دون الولوج في امتهان الإسلام كثقافة قيمية او كمعتقد لان الناتج بهكذا دور سيكون عكسي لما يحرك من مكامن التعصب والفئوية الكامنة في الذات البشرية ويثير النقابية حتى لدى اللاديني واعتقد بان دورة الحضارة بالتالي ستؤدي دورها في قضم جميع الأديان وإنهاء الفكر اللاهوتي وجعله تراث تنظر اليه البشرية بلامبالاة لكن بتصالح ودون ازدراء .



#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلف التشريع العراقي الراهن / قانون الخدمة والتقاعد العسكري ...
- أرهابي + دلالة + مضمد + كيشواني = برلمان + حكومة
- مقارنة مجازية بين الزعيم عبد الكريم قاسم ونوري المالكي
- تخصيص اراضي محاذية لنهر دجلة للمسؤولين
- استقراء في القضية الكردية 6 / التطرف في المشروع الكردي
- تضخم كمّي وغباء نوعي
- الحظ ولعبة القدر مع المالكي
- استقراء في القضة الكردية 5 / أزمة الاتحاد الوطني الكردستاني
- همسات في غسق
- انطق ايها الحجر
- الانعطاف الاميركي
- استقراء في القضة الكردية 4
- السفيه وذو الغفلة
- استقراء في الفضية الكردية 3
- استقراء في القضية الكردية 2
- استقراء في الفضية الكردية
- تقوى ... ورع ... لصوصية
- محنة المثقف المعترب
- مملكة الشر وجارة السوء 3
- مملكة الشر وجارة السوء 2


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الناصر - قدح الاسلام ونقد الاسلام السياسي وعنفية المسيحية ...الثلاثية الرائجة