استقراء في القضة الكردية 4

حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 10:50
المحور: القضية الكردية
    

استقراء في القضية الكردية 4 / الخارطة السياسية الكردية
لم يظهر على الساحة السياسية الكردية قبل منتصف الاربعينات أي حزب او تنظيم سياسي , أما حركات الشيخ محمود الحفيد فقد اتسمت بالطابع القبلي ولم تطرح منهجاً او رؤيا سياسية واضحة سوى فكرة استقلال الكرد وقيام كيان خاص بهم توكل مهام قيادته الى شخص الحفيد الذي اعلن نفسه حينها ملكاً على كردستان , اما اهم الاحزاب والحركات السياسية العاملة على الساحة الكردية الآن فهي :

1. الحزب الديمقراطي الكردستاني : وتأسس في منطقة مهاباد عام 1946 من قبل الملا مصطفى البارزاني الذي تزعمه حتى وفاته عام 1979ومن ثم انتقلت رئاسة الحزب الى نجله مسعود زعيمه الحالي , ولهذا الحزب أهداف معلنة منها منح الحقوق الثقافية والسياسية للكرد وأعتماد الدراسة والمخاطبات الرسمية باللغة الكردية في المناطق ذات الثقل الكردي وأجراء موازنة في مؤسسات الدولة العراقية وخاصة الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية تراعى فيها نسبة الكرد , اما الأهداف المبطنة لهذا التنظيم فهي قيام دولة كردستان الكبرى , وقد تعرض التنظيم لانتكاسات وانشقاقات كان أخطرها عام 1975 نتيجة انهيار اتفاقية آذار حيث قوضت اغلب قواعده التنظيمية .
ويدار هذا التنظيم وفق نمط عشائري أسري اذ تستحوذ العائلة البارزانية على اغلب المفاصل القيادية المهمة فيه , وقد انسحب هذا العرف بدوره على المناصب الحكومية للاقليم , كما يظهر انحسار واضح لشعبية الحزب في الشارع الكردي مؤخراً بسبب فضائح الفساد التي عمت رموز العائلة البارزانية فضلاً عن القيادات السياسية الاخرى والتي اثقلت بدورها كاهل المواطن الكردي البسيط , يضاف الى ذلك انتهاج الحزب اساليب اوتوقراطية مع تحجيم الحريات العامة والتضييق على الصحافة والإعلام , مما اجبر الالاف من مواطني الاقليم الى النزوح الى اوربا وباقي دول العالم , ومن الجدير بالذكر بان هناك تنظيمات اخرى تحمل ايضاً اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني عاملة في كل من تركيا وايران وسوريا ولها نفس الاهداف.

2. الاتحاد الوطني الكردستاني : وهو التنظيم الثاني الذي يشاطر الحزب الديمقراطي النفوذ على المقدرات المالية والإدارية والوظيفية للاقليم , وقد تأسس في سوريا منتصف السبعينات من قبل بعض الرموز القيادية التي انشقت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وأبرزهم جلال الطالباني الذي يتزعم التنظيم حاليا ونائبه نيشروان مصطفى الذي اعلن قبل فترة استقالته عن التنظيم وآخرين , وللتنظيم حسب طرحه السياسي توجه اشتراكي ليبرالي ويتبنى اتجاهات قومية كردية رغم ان جذور زعيمه جلال الطالباني شيوعية , وقد خاض هذا التنظيم صراعات سياسية وعسكرية ضد السلطة في العراق او مع بعض الاحزاب المناوئة له , كما له علاقات تنظيمية مع بعض الاحزاب العاملة في تركيا كالحزب الاشتراكي الكردستاني وحزب عمال كردستان التركية .

3. الحركة الاسلامية : وتعتبر التنظيم الثالث الذي يستقطب النفوذ في المنطقة بعد الديمقراطي والاتحاد , وقد تشكلت عام 1988 من مجموعة من رجال الدين الكرد ، ثم انضمت اليها عناصر اسلامية من كرد ايران وتركيا وسوريا اضافة الى حركة النهضة الاسلامية حيث تغير اسمها الى حركة الوحدة الاسلامية .
امتد نفوذ الحركة في مناطق حلبجة وبعض المناطق الحدودية مع ايران مثل طويلة وبيارة ، وفي عام 1993 خاضت نزاع دموي مع الاتحاد الوطني الكردستاني تقلص على اثر ذلك نفوذها في المنطقة .
ضمت الحركة الاسلامية عند تشكيلها ثلاثة تيارات رئيسية اولها تيار الملا عثمان عبد العزيز الذي ترأس الحركة وبعد وفاته تزعمها شقيقه علي عبد العزيز , ويوصف تياره بالاعتدال . اما التيار الثاني فيتزعمه علي بابير، وكان يمثل الاتجاه المتطرف في الحركة، وقد انشق عنها بعد خلافات مع الشيخ عثمان عبد العزيز ، ومن ثم قام بتأسيس تنظيم باسم الجماعة الاسلامية في كردستان العراق, وانضم الى حركته الشيخ محمد البرزنجي احد قياديي حركة الوحدة الاسلامية بعد ان انشق عنها . اما التيار الثالث فهو تيار الملا نجم الدين كريكار وقد انشق ايضاً عن الحركة عام 2001 وأسس تنظيم يسمى أنصار الاسلام الذي له ارتباط بتنظيم القاعدة الارهابي.

4. الاتحاد الاسلامي : تأسس عام 1994 بزعامة صلاح الدين محمد بهاء الدين ويحمل افكار الاخوان المسلمين وله علاقة مع تنظيم الاخوان في مصر ومع الزعيم التركي نجم الدين اربكان , وقد اختير رئيس التنظيم ضمن تشكيلة مجلس الحكم بعد الاطاحة بنظام صدام .

5. الحزب الشيوعي الكردستاني : ويترأسه كمال شاكر وقد انفصل هذا التنظيم عن الحزب الشيوعي العراقي منذ التسعينات وله حقيبة وزارية داخل حكومة الاقليم .

6.حزب كادحي كردستان : بقيادة قادر عزيز , ذو توجه يساري له علاقة تحالف قوية مع الحزب الوطني الكردستاني وتدور في أوساط قياداته مشاكل تنظيمية وتناحرات .

7. حزب الحل الديمقراطي الكردستاني برئاسة دياري غريب وهو الفرع العراقي من حزب العمال الكردستاني التركي الذي يؤمن بقيام كردستان الكبرى و قاعدته من الشباب القومي المتطرف , كما توجد عدة احزاب اخرى ليست ذا شأن واغلبها محلية وترتكز على عشائر زعمائها .

وفي الفترة التي تلت سقوط نظام صدام ونتيجة المباحثات والاتفاقيات بين الحزبين الرئيسين لتسوية الخلافات وتوحيد الجهود تشكل التحالف الكردستاني الذي يعد اكبر تجمع تنظيمي للاحزاب والحركات العاملة على الساحة الكردية سواء في البرلمان العراقي او ضمن القوائم المتنافسة التي ستخوض الانتخابات في الاقليم لاحقاً , ويضم هذا التحالف الحزبين الرئيسيين الاتحاد و الديمقراطي اضافة الى الجماعة الإسلامية وحركة كادحي كردستان والحزب الشيوعي الكردستاني و الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكلداني والحزب التركماني.
ويطفو للعيان على الساحة الكردية احتكار واضح للمفاصل القيادية في حكومتي المركز و الإقليم من قبل الحزبين الرئيسيين , مما ادى الى تقزيم وتهميش باقي الاحزاب , ونتيجة لذلك وبسبب فشل الحزبين في ادارة الاقليم مع حضور قضايا الفساد في الوسط الاعلامي وتداولها في الشارع الكردي لرموز حزبية متنفذة اولافراد عائلة البارزاني والطالباني ادت بمجملها الى خلق ازمة تنظيمية وادارية داخل هذين الحزبين , كما اوجدت قطيعة مع الشارع الكردي .
يتبع ...

#حسن_الناصر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل