أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الناصر - السفيه وذو الغفلة














المزيد.....

السفيه وذو الغفلة


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 06:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت متحفزاً لانجاز مقالي الرابع عن القضية الكردية الا ان الحدث اليومي قيدني واجبرني على ان افيض مافي نفسي من جزع على بلادنا المنكوبة , وسلفاً اوجز بان القانون يحجر على السفيه وذو الغفلة ولا تقتصر هذه الاوصاف على هدر المال الخاص بدون تبصر وانما يتسع وصفها باعتقادي ليشمل هدر الاعمار دون مبرر فرأس مال الانسان بالاساس سنين عمره التي يلتهمها الزمن لذا فأن من يهدر عمره سفيه واولى بالحجر ... اقول ماهذا الهراء ؟ هل كتب على شعب العراق البائس ان يحزن ويبكي طول السنة ؟ اين هم رجال الدين عن كل مايجري ؟ ام ان هذا السفه يطربهم كونه يجعل الناس اكثر التصاقاً بهم فيزداد رصيدهم المادي والاعتباري.
انني اعذر الشعب الكردي حين يخطط للانفصال فهم محقين بذلك فالفرح يعانق دمائهم ويتوسد ارواحهم فهم يرقصون للربيع ويغنون للجمال ويبتهجون بازهار الوديان فيما اناسنا يستعذبون الحزن ويتلذذون بالالم , امن الانصاف ان تتحول اغلب ايام السنة في العراق الى مناسبات دينية ولادات , وفيات , اعياد , رمضان , شعبان, محرم ...الخ ؟ اذا كان الاسلام قبيح بهذه الصورة فمرحباً بالبوذية فهي على الاقل ديانة سمحاء تجعل الفلاح البسيط عندما يحرث يلتقط ديدان الارض رحمة بها كي لاتهرسها الماكنة او ان نتعاطى الوجودية ونرفض كل منطوق ديني , فاسلامنا الشيعي قبيح واسلامنا السني دموي , الاول ينشر الحزن والالم والبكاء والثاني ينشر الرعب والقسوة وحز الرقاب , فرجال الدين سنة وشيعة يروجون لثقافة الالم والبكاء والحزن العميق فالشيعي منهم نادباً للتاريخ ناشراً النواح على مصائب آل البيت ويعتاش من ذلك رافعاً شعار (ياحسين ياعزي ودلالي وبجتلتك عيشة جهالي) , اما زميله السني فيعتلي المنبر ويبدء بالعويل والصراخ والتلوي والبكاء من (خشية الله!!!!) وكلاهما اسوء من حرملة بن كاهل واقسى من حاتم كاظم هضم الملقب ب (ابو طبر) , وقطعاً هذا ليس وجه الاسلام الحنيف فكل رسالات السماء جاءت في سبيل اسعاد البشرية وليس اتعاسها, ثم ان الدين دائرة من دوائر الحياة ومن غير الممكن ان يختزل الحياة باسرها لانه سيتقبح ويقبح الحياة .
وامام هذه الظاهرة الفوضوية نجد اصحاب المنابر السياسية بعيدين تماماً عن مايحدث يكتنفهم النفاق دون ان يقرعوا الموضوع بكلمة او ينفوه بعظة فالكل صامت على ما يحدث من رزية في هذا البلد المنكوب بل اغلب الظن انهم يستمرؤون ذلك ويضحكون جذلاً على هؤلاء الذين يصفهم مقتدى الصدر بالجهلة الذين تجلدهم شمس العراق اللاهبة دون كهرباء فيما معالي وزير الكهرباء يقضم ما تبقى من ميزانية الوزارة استعداداً لرحيل ضعنه , وهم بالمقابل يسبحون في ملكوتهم ويحتذون الارض المتربة سيراً على الاقدام في كل مناسبة دينية, لم لاتتحول هذه الحشود المليونية الى مظاهرات لاسقاط وزراء الفساد؟ ايتعظ هؤلاء بسيرة صاحب الذكرى ؟ هذا الامام العظيم الذي قارع ظلم وجبروت بني العباس واغتنامهم مال الناس بالباطل حتى ذهب ضحية جهاده بوشاية من ابن اخيه , وما حدث في ذلك الزمن يحدث مثيله اليوم ان لم يكن افضع واشنع , اتصدق مقولة سيد البلغاء فينا (لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل ولاتبطلون الباطل كأبطالكم الحق)؟ .
اننا كشعب بامس الحاجة الى (فرمتة) عقولنا من هذه التفاهات على ان ننصب نظام متطور ويقبل التحديث (الاوبديت) , فالديمقراطية التي يعتليها السفهاء عقيمة ولاتنتج حضارة مهما طال الزمن , فالحجر السياسي على هؤلاء ضرورة ملحة وهذا الرأي ابانه المرحوم صالج جبرحينما قال (قرارتنا ميأثر عليه حماميل الشورجة) مع وافر احترامي لكل المهن الشريفة ومنها مهنة العتال (الحمال) , اذ ان المعنى ينسحب على المستوى الذهني والقابلية في الادراك والتمييزمابين الصح والخطأ وليس على طبيعة المهنة .
أتعلم الحشود التي تلج العتبات المقدسة بان بعض مدن اسبانيا تفرض غرامة على السائح الذي يردها تسمى (غرامة التلوث) كونه تنفس هوائها واستخدم حماماتها ورمى قمامته في حاوياتها فقيمة الغرامة ما يعادل نفقات رفعها , فكيف بملايين تدخل مدن بصورة مستمرة والجل الاعظم منهم لا يمتلك ابسط مقومات التحضر فكل شيئ يرمى في الطرقات بدءاً من بقايا الاطعمة نهاية بالافرازات البشرية على اختلافها , ويضاف الى ذلك حجم الانفاق الحكومي من امن وخدمات مع هدر الطاقات وشلل الحياة العامة بالتزامن مع هذه المناسبات التي بدأت تتناسل بصورة مروعة .
مبارك علينا السفه وعلى امم الارض العيش الرغيد .



#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقراء في الفضية الكردية 3
- استقراء في القضية الكردية 2
- استقراء في الفضية الكردية
- تقوى ... ورع ... لصوصية
- محنة المثقف المعترب
- مملكة الشر وجارة السوء 3
- مملكة الشر وجارة السوء 2
- مملكة الشر وجارة السوء1
- مملكة الشر وجارة السوء
- رسالة عزة الدوري
- وقفة مع وطبان ابراهيم الحسن
- التكريتي والموسوي
- خارطة الطريق للأمن في العراق
- الرق يعيش بين ظهرانينا
- من هو الافضل السيستاني والقرضاوي و بابا الفاتيكان ام بيل غيت ...
- اسلمة السرقة
- رد على مقالة الامن الوطني بين الوزارة والمستشارية
- يهود العراق والحقوق المهضومة


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الناصر - السفيه وذو الغفلة