أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)















المزيد.....

رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 13:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا الجزء يتحفنا الدكتور عمارة بتلخيص كتاب يعتبره حجة من علماء اليهود و شهادة من أهلها علي تحريف و تزييف كتابهم المدعو التوراة و الذي دعاه النصاري (المسيحيون) من بعدهم بالعهد القديم . و الكتاب الذي يحتج به الدكتور عمارة هو :
تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور إلي العصر الحديث – صفحات 196 – 206 – 214 – 215 – 220
المؤلف : زالمان شازار
ترجمة : د. أحمد محمد هويدي , تقديم و مراجعة : د. محمد خليفة حسن
طبعة المجلس الأعلي للثقافة – القاهرة سنة 2000 م

و في البداية أنا أتساءل هل يجرؤ الدكتور أحمد محمد هويدي أن يترجم أي كتاب عن عصمة التوراة من مئآت الكتب التي تفيض بها مكتبات الجامعات و مراكز البحث الأوروبية و اليهودية و هل كان الدكتور محمد خليفة حسن سيجرؤ علي مراجعة و تقديم هذا الكتاب ... يا دكتور عمارة ...أنت و الأساتذة المسلمون الأفاضل المترجمون و المراجعون لماذا تلجأوا إلي أحد كتب النقد العالي فقط .... لماذا لا تترجموا لنا كتب النقد المحافظ التي ألفها علماء الكتاب المقدس من يهود أو مسيحيين ليشهدوا عن دقة و سلامة وحي الأسفار المقدسة... أين الأمانة العلمية في ذكر الرأي و الرأي الآخر ...

لقد قال الدكتور عمارة في بداية مقاله عن هذا الكتاب " هي شهادة علماء اليهود أنفسهم... أولئك الذين تخصصوا في نقد العهد القديم – و منهم العديد من الحاخامات- .. و الذين جمع دراساتهم العالم اليهودي > في كتاب عنوانه.....
و هو الكتاب الذي إمتلأت فصوله و صفحاته بالشهادات اليهودية القاطعة بأن أسفار العهد القديم إنما هي ثمرة لتراكم تراث شفهي , تكوّن عبر قرون طويلة , و عصور مختلفة , و بيئات متباينة , و ثقافات متمايزة , و مصادر متعددة , و مؤلفين مختلفين ... و من ثم فإن أغلب هذه الأسفار لا علاقة لها بموسي عليه السلام و لا بالبيئة الصحراوية – سيناء – التي نزلت فيها توراة موسي"

و يقدم الدكتور عمارة إحدي العبارت التي قال أنها وردت في هذا الكتاب و التي تقول "إن هذه الأسفار المقدسة هي من طبقات مختلفة , و عصور متباينة , و مؤلفين مختلفين , حيث تستوعب هذه الأسفار ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة من الزمن .. فلا إرتباط بينها , سواء في إسلوب اللغة أم في طريقة التأليف"

و أنا أري يا دكتور عمارة إن هذه العبارة الأخيرة التي إقتبستها أنت لتدلل بها علي تحريف الكتاب المقدس إنما هي من أروع ما قرأت أنا عن عظمة الكتاب المقدس ... تسعة و ثلاثون سفرا تكتب بواسطة أكثر من أربعين كاتبا و علي مدي ثلاثة آلاف سنة بأكثر من لغة بل و تترجم ألي أكثر من لغة أخري ثم تجمعها جميعها وحدة الفكر الواحد تحت سلطان الوحي الواحد و كلها تصبوا إلي هدف واحد ... يا دكتور عمارة بدل أن تسمي هذا تحريفا و تبديلا كان ينبغي عليك أن تنحني إحتراما لله العظيم الذي أوحي فأبدع و تكلم فكشف و أنار طريقا للبشر عمره ثلاثة ألاف سنة حتي أتي النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان الذي لم ينزّل عليه وحي بل كان هو في ذاته وحي الله إلي البشرية كلها ... كل من يقبل ... كل من يعطش ... كل من يجوع إلي الله و إلي بِرّه و إلي ملكوته... يسوع المسيح هو وحي الله الكامل الذي ما زال يعمل في كل البشر ... في البعض بعتاب المحبة في الضمير و في البعض بجاذبية المحبة في التطهير ...
هل موسي كتب الأسفار الخمسة الآولي .... من يدّعي ذلك يكون كاذبا ... نعم كتب موسي أجزاء منها ... وجمع البعض منها بوحي من الله من كتابات قديمة و أقوال متناقلة بوحي من الله كقصص الآباء الأولين و قصة أيوب.... و البعض أوحيت إليه هو كرسم خيمة الإجتماع و أوصافها و البعض تكلم الله بها مباشرة إليه كالوصايا و الطقوس و الذبائح و التقدمات و الفرائض و الأحكام ... موسي أوحي إليه و الكتبة كتبوها عنه و نسخوها ليوزعوا نسخها و ينشروها بين أسباط الشعب و قبائله ... الشعب اليهودي القديم إرتد عن الله عشرات المرات و تاب و عاد إلي الله عشرات المرات... في إرتداده لم يحتاج إلي الشريعة ليزوّرها و يحرّفها... كان يرفض الله و يرفض شريعته بجملتها .... لا حاجة لتحريف و لا للتبديل .... و في توبته حرص الشعب علي الرجوع للشريعة بدقة و قداسة .... يا دكتور عمارة الشعب اليهودي القديم لم يكن محتاجا لتحريف الشريعة.... في عصيانه كان يرفضها تماما و في توبته كان يقبلها كلها ....

لقد قدمت لنا ما إقتبسته من الكتاب المذكور عن طريقة تجمبع و ترتيب أسفار العهد القديم لكن لم تقل لنا أين هو التناقض و التحريف ... و أين هو و ما هو النص الغير محرّف بحسب رأيك .... و أهم سؤآل .. ما هو الغرض من التحريف ؟ ماذا يريد اليهود أن يخفوا ... أو ماذا أضافوا ؟ ... كُتب الأنبياء مثل أشعياء و حزقيال و أرميا مكتوبة بأكثر من شخص واحد .... ما الخطأ في هذا ؟ يا دكتور عمارة إن هذه الأسفار من إعداد مدارس الأنبياء المسؤلين عن تعليم الأسفار للشعب ... و مدارس الكتبة المسؤلين عن النسخ و نشر الأسفار بين الشعب ... و يُفهم من سفر صموئيل الأول إن هذه المدارس كانت موجودة قبل تكوين مملكة إسرائيل... النبوة و الوحي با دكتور عمارة كانت في شعب إسرائيل ... و كلهم بمدارس أنبيائهم و كتبتهم مسؤلون عن حفظ أقوال الله .... متي ضلوا تركوا الشريعة و متي تابوا عادوا إليها... و يتكلم القرآن عن حصر النبوة في الشعب و ليس فقط في أشخاص الأنبياء...فيقول عن نسل إبراهيم "..... أولئك الذين آتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة...." (الأنعام 89) ... و أيضا في سورة العنكبوت 29 "و وهبنا له إسحق و يعقوب و جعلنا في ذريته النبوة و الكتاب..." ... و عن بني إسرائيل عموما يقول القرآن "و لقد آتينا بني إسرائيل الكتاب و الحكم و النبوة..." (الجاثية 16"

و هناك نقطة مهمة هي ماذا قال القرآن عن هذه الأسفار التي تتهمها أنت بالتحريف و ما موقفه منها...
في سورة البقرة يخاطب بني إسرائيل قائلا..."يابني إسراءيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم .... و آمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم..."(40 – 41)
فالقرآن هنا يقول لليهود في عصر النبي محمد إن ما أنزل علي النبي محمد بعد أكثر من ستمائة سنة بعد ميلاد المسيح إنما هو مصدق لما معهم ... أي التوراة الموجودة مع اليهود ستمائة سنة بعد المسيح.... فكيف يأتي القرآن مصدقا لشئ مزيف و محرف ...
و هذه التوراة ذاتها كانت موجودة من قبل في عصر المسيح ... فقال القرآن علي لسان المسيح في سورة آل عمران " و مصدقا لما بين يدي من التوراة...." (50)... فهنا نري التوراة محفوظة بين أيدي اليهود بشهادة القرآن علي مر العصور... و إلا فكيف يصادق القرآن علي شئ مزيف.... أيهما أصدق الآن يا دكتور عماره ... القرآن أم قولك عن علماء اليهود الذين أنت تستشهد بهم؟
ثم إذا كان القرآن قد نزل مصدقا لهذه الأسفار فلابد إن العرب المسلمين كانوا يعرفونها و يعرفون أنها صحيحة و محفوظة ... فلماذا لم يحفظها العرب ... إلا إذا كانت هذه الأسفار التي بين أيدينا اليوم هي نفسها التي صادق عليها القرآن و هي التي حفظها المسلمون الأولون و كانت هي نفسها في أيام بداية الإسلام كما هي بنفسها أيضا كما هي في أيدينا اليوم....و لا يمكن للمسلمين أن يكوانوا شهودا علي تحريف التوراة الأمر الذي لم يذكره القرآن و لم نسمع أنه حدث منذ ظهور الإسلام إلي الآن ... التوراة قائمة منذ بداية تجميعها علي يد موسي و حتي إكتمل شكلها النهائي بآخر أنبياء العهد القديم (ملاخي) و شهد لها المسيح ... و شهد لها النبي محمد ... و شهد لها القرآن .... و كذّبها الكتور عمارة....

يا دكتور عمارة كنت أتوقع أنك أنت الذي تدافع عن التوراة و صدقها و سلامتها و ألا تكفر بآيات القرآن و أنت من أهل الكتاب و السنة....
مع دعائي إلي الله من أجلك أن يكافئ الله تعبك و جهادك في غيرتك علي إسمه العزيز المبارك...



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (2)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (1)
- إصلاح مصر ... أولا: ما هي المشكلة و أين الداء؟
- إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً
- الموت ... قرين الحياة و رفيقها
- نعم الدكتور سيد القمني دكتور رغم أنف محمود سلطان و بقية إخوا ...
- الموت... ما هو و كيف و متي و لماذا
- تساؤلات منطقية حول تفسير الآيات القرآنية
- جمال مبارك رئيسا لجمهورية مصر ... بيدي لا بيد عمرو
- يسوع المسيح الناصري و المسيح عيسي إبن مريم ...ضدان مفترقان ب ...
- صراع أربعة عشر قرنا من الزمان ...و سيدوم إلي الأبد
- حماس ...السلطة الشرعية في غزة...المخطط الإسرائيلي...و الأخطا ...
- قرار الحرب في غزة ...بيد من؟
- في غزة الجريحة...الدم الفلسطيني في خدمة الإقتصاد الإسرائيلي
- غزه ...و راحت
- صواريخ حماس الطائشة...و العاب إسرائيل النارية...و مصر لا أسم ...
- الحوار المتمدن...صوت صارخ في البرية
- صراع الأديان بين الكتاب المقدس و القرآن
- حوار الأديان ... متي يكون صحيحا و متي يكون مجرد هذيان؟
- عندما يعتنق باراك حسين أوباما الإسلام ...إستجابة لدعوة بن لا ...


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)