أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نزار بيرو - العراقيون غرباء في الداخل و الخارج














المزيد.....

العراقيون غرباء في الداخل و الخارج


نزار بيرو

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 00:32
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



في فترة حكم النظام السابق و الحروب التي خاضه ذلك النظام، كان الكوردي و العربي و المسيحي و الأزيدي و السني والشيعي و غيرهم من الطوائف في العراق، يعانون من ظلم النظام، و من تهورات قائد العراق، ومعاركه المتتالية، والتي جلبت الدمار والخراب والجوع، وأبادت جيلاً كاملاً، بين من سقطوا في جبهات القتال، ومن بقوا ، أصبحُ عاجزين يتضورون من النتائج، وآثار محو مرحلة زمنية طويلة من حياتهم، تعتبر من أهم وانضج سنوات العمر. في المغترب، شاءت الصدفة، أن التقي بشخص عراقي مسيحي من حملة شهادة الماجستير في الكهرباء، وكان قبل أن يترك العراق، يُحَضِرُ لتقديم أطروحة الدكتوراء، في جامعة مدينته التي ترعرع فيها وعَرفَ أزقتها وأهلها، يشاركهم أحزانهم وأفراحهم، وكان شاهداً على كوارث بلاده، والحروب التي جلبت الُمرَ و الجوع و الحرمان أيام الحصار الاقتصادي. إلا أن ضاقت بهم الآمر. و خوفاً من القتل، و رسائل التهديد، أن يترك هو و زوجته وطفليهما العراق، إلى إحدى دول الجوار مستغيثين إحدى الكنائس فيها، لتوفر لهم ما يسد رمقهم، وهم ينتظرون الحصول على اللجوء في إحدى دول العالم . أما صدفة لقاءي به، فكان من خلال مكان عملي في إحدى الشركات السويدية المتخصصة في صناعة الطاقة الكهربائية. يومها قال لي رئيس المهندسين في الشركة، انه في اليوم التالي، سيكون بيننا زائر يتكلم نفس لغتك، وهو من بلدك الذي جئت منه. في اليوم التالي، عرفت الضيف على أقسام الشركة وعندما غادر، قال لي رئيسي اعذرني أن أسألك هذا السؤال، هذا إذا أنت أردت أن تجاوبني، وهو أن تفصح لي عن معتقدك! ( لأنه في السويد لا احد يسأل عن بلدك و لا معتقدك, الكل سواسية و القانون هو الحَكَمْ ) فقلت له، أنا مسلم ! فسألني، الم تكن لك من قبل معرفة بالضيف، وخاصة انه وعائلته يعيشون في بلدتنا الصغيرة ؟ فقلت له لا. فقال لي، تَعَرفْ عليه ، انه إنسان جيد. وكنت قد سمعت إن مجموعة من العوائل العراقية، من هؤلاء الذين التجأ إلى دول الجوار العراقي، في الأحداث الأخيرة في العراق قد استضافتهم السويد في بلدتنا الصغيرة . ولكنني كنت حائراً، و أسأل نفسي، ما علاقة الضيف بمعتقدي؟ وما سبب اهتمام رئيسي بالضيف؟ ولماذا طلب مني أن أتَعَرفَ عليه ؟ كل ذلك دفعني استفسر عنه, أو حتى أن أتَعَرفَ عليه.أو استفسر عن أهل بلدي الذين حلُ ببلدتنا الصغيرة.( ظل جرس الهاتف يرن في الطرف الأخر, انقطع الجرس، سمعت صوتاً يقول، سمير ، مرحبى أستاذ سمير، أهلاً و مرحبى منو ؟) . كان هذا بداية حديثي مع الأستاذ سمير. بعد التعارف، والحديث عن ما مر به العراق. وما آلت إليه الأمور. وجدته شخصاً مثقفاً و ذو علم و خبرة، فاستفسرت عن سبب تركه للعراق، والعراق بأمس الحاجة إليه، ومن أمثاله، ليبنوا ما دُمِرَ خلال أكثر من نصف قرن، ومعللا له، قبل أن يسألني هو، نفس السؤال ( كوني تركت العراق في وقت كان العراق يأن من نظام صدام ، أما هو فترك العراق بعد رحيل صدام بثلاث سنوات). فقال لي ( أنا ليس لي وطن ، أنا ابحث لي عن وطن! ). فقلت له، أنا اعرف أسباب تركنا للوطن، وان نصبح لاجئين. ولكن ما لا افهمه كيف نكون بلا وطن و كل مواطن لا بد أن يكون له وطن. و أيمكنني أن أسألك ما هو الوطن ؟ و ألم تسمع ما قاله الشاعر محمود درويش عن الوطن ،( هو البيت، وشجرة التوت، و قن الدجاج ، و قفير النحل، و رائحة الخبز، والسماء الأولى )، فجاوبني صاحبي، إني أفهم ما تقصده من سؤالك هذا. دعني أجاوبك بنفس صيغة سؤالك، و هو أن تسمع ما قاله زميل آخر لشاعرك، ( سَعدْ أبني كُبَر، وبصَف الأول صارْ، وأنْطو أول دَرسْ دورْ و دار، َردُ سألني الطفلْ، أشتعني بابا، الدارْ؟ كِلِتلة الوطن يَعْني الدارْ، و الدورْ يَعْني الجارْ، كاللي غُرفتنا بابا، الوَطن؟ كِلِتلة إي بابا، غُرفتنا وَطنْ، لكن وَطَنْ بالإيجارْ ..... إنْ لَمْ يَعِشْ حراً بِمَوطِنهِ الفتى، فسَم ِ الفتى ميتاً و مَوطُنهُ قَبرْ)!!!



#نزار_بيرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين نحن من الديمقراطيات و أنصاف الديمقراطيات و الدكتاتوريات ...
- هل يتحول التغيير إلى ثورة ثقافية في كوردستان؟
- قيادات في الديمقراطي الكوردستاني بين الأيمان بنهج القيادة ال ...
- توزيع قطع ألأراضي في دهوك حقق آمال البعض وخيب آمال آخرين
- دوام واستمرارية القائد، في أداءه و مواقفه
- بعد ان أصبحت كوردستان فردوساَ ، كانت فردوسُ قد ماتت !
- ثلاثة أكوام من الحجارة
- فانوس*فاتىٌ
- هل سيحول القيادات الكوردية حق تقرير المصير وفكرة الدولة الكو ...
- مذكرة اعتذار
- رسالة دكتاتور
- طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي
- حكاية عَلَمْ
- قائمة التغيير ظاهرة جماهيرية أم استغلال ظرف ؟
- من أوراق ذكرياتي عن انتخابات عام اثنان وتسعون.
- عصفور النار


المزيد.....




- حقق ملايين المشاهدات.. فيديو لرد فعل غير متوقعة لرضيعة تريد ...
- منّاع للدستور الأردنية: RT العربية تمكنت من مواجهة الضغوط وإ ...
- فيديو: محافظة خراسان تودع إبراهيم رئيسي قبل دفنه في مشهد مسق ...
- ألمانيا تحتفل بمرور 75 عاما على إقرار الدستور
- منح محتجين ضد حرب غزة مهلة لمغادرة جامعة ألمانية -بسلام-
- رغم الإشادات.. مدرب ليفركوزن: كنا نستحق الخسارة!
- -المصريون سيدفنوننا تحت التراب حال الحرب معهم-.. قراءة مصرية ...
- وسائل إعلام: البرتغال تريد الاعتراف بفلسطين
- إيران.. دفن رئيسي في أقدس مكان ببلاده (صور + فيديو)
- مصريان ينتحران بطريقة مروعة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نزار بيرو - العراقيون غرباء في الداخل و الخارج