أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - شخصيات فولكلورية- ملا نجم يقاطع الحلاقين














المزيد.....

شخصيات فولكلورية- ملا نجم يقاطع الحلاقين


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 15:25
المحور: سيرة ذاتية
    



الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري - ناحية العبارة - بعقوبة - محافظة ديالى

في قرية العبارة التي تعتبر من ضواحي بعقوبة والتي تبعد عنها حوالي سبعة كيلو مترات نشأ ( ملا نجم ) وكالن الوحيد ممن يحسنون القراءة والكتابة اضافة الى مهنة اخرى هي قراءة الطالع وكتابة الرقي و ( حجابات ) المحبة وكان يستعين على مهنته بكتب صفراء من جملتها كتاب ( ابو معشر الفلكي ) الذي يجمع كافة خلق الله في 12 برجاً فقط احدها برج المريخ الذي حمل اسمه وصار يلقب ( ابو المريخ ) ولم يكن الناس يعرفون كيف جاءت هذه التسمية واللقب .
كان ملا نجم حلو المعشر دائم الابتسام تلجأ اليه النسوة حين يصبن بالعين او جفاء الازواج ، فيقوم بكل اريحية ويتناول ورقة وينقل من احد كتبه بعض التعاويذ لابطال الحسد او ابطال السحر الاسود الذي يكتبه الاعداء لافساد العلاقات الزوجية الحميمة ولاينسى ان يكتب اسفل الورقة اسماء الجن والعفاريت التي تثير الضحك لغرابتها ويرسم ثلاث نجمات ايضا لا أدري معنى دلالتها .. ويطلب من المرأة المسكينة ان تجعل منهاً ( حرزاً ) يمنع عنها كل اذى لقاء هدية بسيطة : دجاجة سوداء او ديكأ احمر .. !
كان ( ملا نجم ) في حوالي العشرين من عمره حين احب فتــاة من اقاربه تسكـن قريــة ( جديدة الشط ) والمسافة بين مسكن الحبيب وحبيبته حوالي ( 50 كم ) ، انها مسافة ليست بعيدة على المحبين ، وقرر ان يذهب لرؤيتها مشيا على الاقدام اذ لم تكن وسائط النقل في اوائل الثلاثينيات من القرن الماضي موجودة سوى الحمير .
وانطلق الملا من قرية ( العبارة ) مبكرا ، وكان يرتدي الصاية العزيزي المقلمة ويعتمر بالغترة والعقال وفي قدميه حذاء ( مصلاوي ) يخرج عرقا خاصاً في المسير .. وحين وصل بعقوبة مد يده الى وجهه فوجد خشونة بسيطة فقال في نفسه : من الافضل ان احلق وجهي عند احد الحلاقين .. مد يده الى جيبه فوجد اربع عانات وكانت ( العانة ) تساوي اربعة فلوس فقال في نفسه لابأس ، فحلاقة الوجه فلسان وحلاقة الرأس بعانة .. وحين اقبل على دكان الحلاقة استقبله الحلاق بترحاب غريب : اهلاً شيخ .. شرفتونا شيخ .. استريح شيخ ، كيف حالكم شيخ !! وتبدد سرور الملا بهذا الترحيب والتشييخ المجاني اوجس في نفسه من العاقبة .
جلس (الملا نجم ) على كرسي الحلاقة ، فأخذ الاخير يهتم بشحذ الموس ودلكه في قطعة الجلد الخاصة ، ثم اختار له احسن ما لديه من الصدريات ، وبالغ بغسل وجهه بالصابون المعطر ، ثم باشر بالحلاقة ، وبين لحظة واخرى يخاطبه : كيف الحال ياشيخ ؟ ارجو ان تكون مرتاحاً ياشيخ ! وملا نجم يحتار الرد عليه ، وهل سيصحح له بأنه ليس شيخاً ولا هم يحزنون ؟
بعد ان اتم الحلاق مهمته ، تناول بعض قناني من العطر ومن كل واحد يأخذ قليلاً لتعطير رأس ووجه الملا .
يقول ( ملا نجم ) كنت افكر ووجهي بين يدي الحلاق ، كم سأدفع لهذا الحلاق وهو يعتقد بأني شيخ ، ربما لاني اشبه شيخا معيناً في ذاكرة هذا الحلاق ! قلت في نفسي : الاجرة الاعتيادية نصف عانة فهل يكيفه عانة كاملة ؟ كلا سأعطيه عانتين ، لكن اخشى ان ما كان يدفع له الشيخ الذي يشبهني اكثر .. اذا لادفع له ثلاث عانات ! .. ولم لا ادفع له كل ما في جيبي وهي اربع عانات .. وما حاجتي للنقود وانا سأمشي على اقدامي وغذائي سيكون في بيت الحبيبة وان تأخر العصر !!
وحين نهضت ولبست غترتي وعقالي مددت يدي الى جيبي وأمسكت الاربع عانات ووضعتها بيد الحلاق ، فنظر الي بأشمئزاز واحتقار , ولام نفسه لما اغدقه علي من التكريم وما صرف من عطور .. رمى العانات الاربع في الشارع وهو يبدي اقسى الشعور بالخسارة وخيبة الامل ، هنا التفت اليه قائلاً : الا تذكر كم كنت اعطيك في المرات السابقة ؟ ولم تكن لي معرفة سابقة به !! لقد نسيت نقودي في الصاية الاخرى ومن يدريك اني لا أعوضك في مرة قادمة ؟ هنا نزل الى الشارع وجمع العانات الاربع معللاً نفسه بالاكرامية القادمية .. ومنذ ذلك التاريخ قرر الملا مقاطعة الحلاقين ، وقد تزوج امرأتين لم تكن حبيبته منهما وعمر ثمانين عاماً دون ان يمر بدكان حلاق !! وقد تعلمت زوجتاه كيف يمارسن الحلاقة ...



#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكريات معلم متقاعد 00 ( عدونا الأكبر )
- بداياتي
- التلقيح الاصطناعي في الأبقار
- ذكريات عمرها نصف قرن ( دورة الضباط الاحتياط العاشرة )
- عبد الحسين جليل ..أين أنت الآن ؟
- ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان
- قبل الرحيل 00 أو من أحاديث الشيخوخة
- علي بابا كان أبي
- كيف غزا الشاي بيوتنا
- من ذكريات الطفولة -خرنابات وما حولها
- فلنذكر حسنات موتانا
- كيف كنا نكرم ضيوفنا في الثلاثينيات من القرن الماضي
- وجوه وذكريات ..ابن خرنابات ..الشاعر المبدع محمود الريفي
- ذكريات عمرها أربعين سنة في قرية كردية
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- ذكريات عن الشامية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - شخصيات فولكلورية- ملا نجم يقاطع الحلاقين