أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - من ذكريات معلم متقاعد 00 ( عدونا الأكبر )














المزيد.....

من ذكريات معلم متقاعد 00 ( عدونا الأكبر )


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 09:30
المحور: سيرة ذاتية
    


كان ذلك سنة 1981 م والحرب العراقية الايرانية على اشدها ، وكان مطلوباً من المعلمين كافة ان يخصصوا الدقائق الاولى من كل درس للتوعية .. والمقصود هو تبرير الحرب واعتبارها حرب دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي ، ضد التيار الخميني الطائفي الذي يستهدف احتلال البلاد العربية الواحدة تلو الاخرى !!
دق جرس الدرس ، توجهت نحو الصف وما ان وصلت الى الباب حتى هتف المراقب : قيام ، نهض الطلاب جميعاً ، قلت : جلوس ، فهتفوا : يسقط الفرس المجوس !! تجري هذه الحكاية كل درس وكل يوم ، وبعد الانتهاء من واجب التوعية ، بدأت بدرس القراءة ، كتبت نصف الموضوع على السبورة ، قرأته مرتين وشرحت مفرداته ثم طلبت من تلاميذي أي منهم يستطيع قراءته ؟ سكت الجميع ، قلت لهم : الم أقرأه مرتين امامكم .. ما الصعوبة في قراءة المكتوب على السبورة ؟ وماذا لو كتبت الموضوع كله ؟ قالوا : لم نحفظه ! ومن قال لكم اني اريد تحفيظه لكم ؟ الا تعرفون الحروف ؟ وأشرت الى حرف الكاف فقال بعضهم انه القاف ! واين الهاء فقالوا حرف الحاء .. ! عجيب امر تلامذة الصف الرابع الذي يفترض انهم يقرأون كل ما مكتوب بالحروف العربية سواء كان مقالاً في جريدة او قصة في مجلة لاني اتذكر عن نفسي اني كتبت رسائل وانا خريج الاول الابتدائي .. فما الذي جرى ؟
اني اعرف زملائي المعلمين وكلهم حمية واخلاص وتذمر من تخلف تلامذتنا في التحصيل ، واخيراً ادركت ان اكبر جناية على تلامذتنا هي الغاء القراءة الخلدونية والتخلي عن التهجأة .. كان التلميذ بعد اجتياز الصف الاول الابتدائي يستوعب الحروف جميعاً باسمائها واصواتها ومن الحرون يكون الكلمات والجمل ويقرأ كل ما يجده مكتوبا بهذه الحروف ، وبعد ان اجبر المعلمون على استعمال القراءة التوليفية حدثت الكارثة وصار التلميذ ينتهي من الصف السادس الابتدائي وهو لايقدر على قراءة او كتابة سطر صحيح .؟
على كل حال كنت اريد ان انتقل الى موضوع طريف وانا ادرس في الصف الرابع مادة القراءة ، واذا بباب الصف يطرق ومدير الناحية يستأذن ، فرحبت به وقام تلاميذي احتراماً وكرروا امامه : قيام : تعيش قادسية صدام ، جلوس : يسقط الفرس المجوس ! فانتشى سيادته وبانت على محياه علائم السرور ، والتفت الى التلاميذ موجهاً هذا السؤال ( ابنائي من هو العدو الاكبر لبلادنا ؟ ) ظل الجميع ينظر احدهم بوجه الاخر ولم يعرفوا الجواب ! اعاد سيادته السؤال ( ابنائي من هو العدو الاكبر لبلادنا ؟ ) من اخر الصف رفع تلميذ غبي يده مردداً : استاذ .. استاذ .. – أي ابني ، قال هو صدام حسين بالسين ، قلت لهم ، صدام رئيسنا ، الظاهر انكم لم تفهموا السؤال ، نظرت الى وجه السيد المدير ، كان ينطق بالحرب وخيبة الاول والحقد على المعلم الذي لم يحسن توعية تلاميذه .
خرج المدير غاضبا وظللت في الصف متوقفاً عن مواصلة الدرس وافكر بالسيد مدير الناحية الذي سيستغل هذه الحادثة ( ليفرم البصل على اذاني ) امام مدير المدرسة وزملائي المعلمين .
وعندما دق جرس الفرصة ، ناديت على ذلك التلميذ الغبي واخذت بيده واقتدته الى الادارة وهو لايدري ما انوي فعله ، ولما دخلت على السيد مدير الناحية رجوته ان يسأل تلميذي .. من هو ربه ؟ قال له : من هو ربك يا ولدي ؟ اجاب بكل بساطة : محمد سيدي . فرحت بجوابه وحمدت الله عليه ، قلت للتلميذ : اخرج ، وعدت الى السيد مدير الناحية : حضرة الاستاذ ، لقد مرت على هذا التلميذ اربع سنوات وهو يردد ( الله ربنا ، محمد نبينا ، الاسلام ديننا ) اربع سنوات وكل يوم يردد اغنية بمنتهى البساطة وهو لايعرف من هو ربه اتريد منه ان يعرف عدونا الاكبر ؟ وهل يعرف معنى عدونا ؟ لقد تلقفت اذنه ( الاكبر ) وهو يدري ان لا احد اكبر من صدام حسين ، وازيدك علماً انه ينتمي الى عائلة مشهورة بغبائها فجده الاعلى حمزة الكاظم كان يحلف وحق نبينا علي ( منا بيطالب ) فهو لم يعرف نطق علي بن ابي طالب ويجعله نبينا ، وهذه العائلة لايتزوج احدها الا من بنت عمه او خاله لرخص المهر المتفق عليه بينهم ولهذا تركز الغباء في ذريتهم وهذا التلميذ واحداً منهم .. فهل تريد منه ان يعرف عدونا الاكبر ؟ هنا انفرجت اسارير مدير الناحية والتفت نحوي قائلــ : بارك الله بك



#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداياتي
- التلقيح الاصطناعي في الأبقار
- ذكريات عمرها نصف قرن ( دورة الضباط الاحتياط العاشرة )
- عبد الحسين جليل ..أين أنت الآن ؟
- ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان
- قبل الرحيل 00 أو من أحاديث الشيخوخة
- علي بابا كان أبي
- كيف غزا الشاي بيوتنا
- من ذكريات الطفولة -خرنابات وما حولها
- فلنذكر حسنات موتانا
- كيف كنا نكرم ضيوفنا في الثلاثينيات من القرن الماضي
- وجوه وذكريات ..ابن خرنابات ..الشاعر المبدع محمود الريفي
- ذكريات عمرها أربعين سنة في قرية كردية
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- ذكريات عن الشامية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - من ذكريات معلم متقاعد 00 ( عدونا الأكبر )