أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - بداياتي















المزيد.....

بداياتي


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 13:43
المحور: سيرة ذاتية
    


بداياتي
الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري - ناحية العبارة - بعقوبة - محافظة ديالى
كانت قديمة موغلة بالقدم تمتد على الاقل الى سنة 1944- 1945 حيث انهيت الدراسة الابتدائية بنتيجة الاول في لواء ديالى ، وكان حبي للغة العربية حباً غامراً لا ولم اعرف سببه بعد حصولي على النجاح وانهاء المرحلة الاولى الابتدائية كان المفروض ان اكون طالبا في كلية الملك فيصل في الاعظمية التي كانت تعد الطلبة المتفوقين للبعثات لان الدراسة فيها باللغة الانكليزية .
غير ان الحظ لم يسعفني لهذه النعمة فقبلت في دار المعلمين الريفية في بعقوبة ، وكان يشكل كل جوارحي ان اقود العرب والمسلمين الى حيث المجد والوحدة وسيادة العالم كما سادوه سابقاً !!
ولكن كيف ؟ فكرت بان اكون عالم دين اهز منابر الجوامع بالخطب النارية ، غير اني بعد فترة غيرت اتجاهي افضل شيء ان اكون شيوعياً ، فالشيوعية وحدها تدعوا الى العدالة المطلقة والمساواة .
وظللت اعرض نفسي للعمل مع الشيوعيين دون ان يتقدم احدهم لدعوتي لحزبهم ، ولم نكن نحن طلاب الصف الاول نعرف ما الشيوعية ولكننا جميعاً مستعدون للانخراط بالعمل مع الشيوعيين !
في احد الايام نقل الى دار المعلمين مدرس تاريخ محترم من اعدادية بعقوبة ، قيل انه نقل لانه صفع ابن المتصرف (المحافظ ) وان هذا المدرس شيوعي .
كم عظم هذا الاستاذ الذي يصفع ابن المحافظ لا ابن احد الفقراء ! هذا هو الشيوعي بطل لايخاف ! كان ذلك الاستاذ هو فاضل حسين الذي اصبح الدكتور فاضل حسين رئيس قسم التاريخ في كلية التربية والذي اصبح في ذمة الخلود
احد الطلاب ( المصالوة ) كان صغير الحجم ومشوه اليد رفع يده سائلاً الاستاذ :
- استاذ من فضلك قل لنا ماهي الشيوعية ( تغة ) كلنا شيوعيين
- ضحك الاستاذ لسذاجة تلميذه وقال ( أس ) تريد يحبسونا ؟
ما اروع هذا الجواب لقد جلا لنا كل غموض حول الشيوعية فما دام بها حس فهي افضل المبادئ
نعود الى بداية الاهتمام بالادب .. منذ ان كنت طالباً في الصف السادس الابتدائي ، كنت اذهب الى بعقوبة لبيع بعض انتاجنا الزراعي فامر على مكتبة صغيرة لشراء مجلتي الرسالة والثقافة ..
وكانت امي تعاتبني على هذا التبذير ولم شراء مجلة بـ ( 40 ) فلساً بينما لدي مجلات قديمة تسد الحاجة ؟
ورحت استعير الكتب الخارجية من معلمي في خرنابات لاسيما من المرحوم ابو وليد (عبود عباس ) وتعرفت مبكراً برجال الادب المصريين : العقاد والمازني وطه حسين والزيات واحمد امين .. الخ .. اضافة الى جبران خليل جبران والمنفلوطي الذين كانوا يستدرون دموعي .
سنة 1947 انتقلت الى دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية بعد ان اجتزت مرحلة الدراسة المتوسطة ، وفي دار المعلمين الاتبدائية اخذت مداركي تتفتح ، لان دار المعلمين آنذاك مدرسة لتخريج المناضلين ، عرفت فيها من رجال الفكر الاساتذة الافاضل : الدكتور فيصل السامر الذي كان يرعاني ويقربني ويدعوني لمواصلة التعليم ، اذكر اني كتبت تعريفاً المترجم ( الاسلحة والرجل ورجل الاقدار ) فأعجب بكتاباتي
وفي نفس السنة 1947 كتبت تعريفاً بديوان بدر شاكر السياب ( الازهار الذابلة ) وتصور ان كتاباتي كانت بجريدة اليقظة للصفواني .
كنت اقرأ بنهم واكتب بغزارة ، وظللت اقرأ واكتب واجادل دون ارتباط بحركة سياسية وان كان اتجاهي اشتراكياً يسارياً .. كان الشيوعيون يرتابون بي ويتصورونني شعبياً أي من حزب ( الشعب ) الذي كان يرأسه المناضل المرحوم ( عزيز شريف ) ويضم في لجنته المركزية كلا من عبد الرحيم شريف وعامر عبد الله وتوفيق منير وعبدالله مسعود القريني كما اتذكر .
ونتيجة لغمز الشيوعيين لي واتهامي الباطل بارتباطي بحزب الشعب .. ذهبت برغبتي الى مقر جريدة الوطن وطلبت الانتساب الى حزب الشعب !
واذكر اني كتبت سنة 1948 مقالاً تحت عمود ( حديث الوطن ) وبعنوان ( هذه هي العاصمة ) وعلى اثره طلب الي المرحوم القاص الكبير عبد الملك نوري ان اتولى تحرير هذا العمود يومياً فاعتذرت لاني طالب وعندي الكثير من المهمات .
حين كنت طالباً في دار المعلمين الابتدائية لم اتخلف عن اية مظاهرة ولم اكن افكر باكمال الدراسة لنيل الوظيفة كان تحرير الوطن هو المهمة الاساسية .
منذ ان دخلت دار المعلمين تعرفت على طالب ذي طعم خاص والذي اصبح شخصية معروفة على نطاق العراق وربما ابعد ، ذلك هو ( عبد الله سلوم السامرائي) وقد كان تعرفي عليه لايخلو من طرافة ، لقد كانت لي علاقة فكرية مع رجل دين محترم هو امام جامع سامراء المرحوم ايوب الخطيب وكانت لعبد الله علاقة به ايضاً وكان يدعوه ( خالي ) استقبلني في القسم الداخلي وخذ يعرض علي خدماته ( توفير سرير جيد – فراش مقبول ) سألته : من انت ولماذا تتبرع بتقديم خدماتك لي بدون معرفة ؟ فأجابني بانه يعرفني من زمان ، الست صديق خالد الخطيب ؟
استمرت علاقتنا بضعة اشهر رغم اني لم اكن ارتاح له لاننا نختلف بكل شيء .. انا احب الجلوس في المقهى الذي يرتاده طلبة الدار وكنا نقرأ كل الصحف ولاندفع لصاحب المقهى سوى ( 20 ) فلساً نصفها ثمن الشاي والباقي ثمن قراءة الجرائد
وصاحبي لم يكن يملك العشرة فلوس ويستنكف ان ادفع عنه والافضل مراعاة لكبريائه ان نظل نسير على الكورنيش الى ان ينهينا التعب .
كان يكره ثلاثة هم : الشيوعيون والشيعة واليهود .. وكان يقدس شخصية هتلر وكنت اسكت على كل ذلك بانتظار اللحظة المناسبة لتركه والخلاص من صداقته .. الى ان اشتد وطيس المظاهرات المطالبة بالديمقراطية وتحرير فلسطين الخ .. فكان صاحبي ينبري للمظاهرات ويمزق الشعارات ويدخـل بمعـارك مع المتظاهرين ثم يعود الى حديقة دار المعلمين ليسترد قواه ..
ومضى عام 1948 وانتقل عبد الله سلوم الى دار المعلمين العالية لدراسة التاريخ وهناك تحول الى حزب البعث ولم نكن نعرف شيئاً عنه !
كنا جالسين في احدى المقاهي استعداداً للامتحان النهائي واذا بعبدالله يقتحم جلستنا بلا استئذان فدعونا له بالشي ورحبنا به مجاملة ، واذا به يفتح موضوع الاقطاع والرجعية ويطالب بمستقبل تقدمي اشتراكي ! قلت له : عم تتكلم ؟ هل صرت شيوعياً ؟ قال: ( كلا .. صرت بعثياً ) قلت له لم نسمع بالبعث فماذا يعني ؟ .. وافترقنا الى ان سمعت به وزيراً بعد انقلاب 8 شباط !
سنة 1955 فصلت من التعليم لكبس كتابات لي في جريدتي الوطن والاهالي
وسيق بي الى دورة ضباط الاحتياط سنة 1956 مع الاساتذة الافذاذ ابراهيم كبه ، فيصل السامر ، عبد الوهاب البياتي ، عبد الرزاق عبد الواحد .. ولي ذكريات خاصة مع كل واحد منهم ..
لي ذكرى طريفة مع المرحوم الشاعر حسين مردان ، لقد كنت من محبيه عن بعد رغم اننا نجلس في مقهى قرب حافظ القاضي تدعةى مقهى المختار ..
كان من اصدقائه كل من حسين الحاج وداي الذي وصل الى القيادة القطرية لحزب البعث سنة 1963 ، علما بانه كان رفيقي في حزب الشعب ثم تحول الى الحزب الشيوعي ومن ثم تحول الى قيادة حزب البعث .
كنت افتش عن عمل في احدى الصحف المحلية وباي مبلغ ! وكان صداق الازدي صاحب مجلة ( قرندل ) صديقاً لحسن وداي وقدمني له باعتباري يمكن الاستفادة مني كمحرر ، غير ان الازدي اعتذر بان امكانيات المجلة لا تتحمل دفع راتب شهري وما علي سوى ان احرر لهم مقالات او قصصا ويدفع دينارين عن كل قطعة بشرط ان تكون المواضيع مثيرة ! ولا ادري ما الذي دفع لي للكتابة عن حسين مردان الذي كنت احبه ، وحين اخبرته بانه سوف اكتب عن الشاعر حسين مردان رحب بذلك فكتبت مقالاً مثيراً بعنوان ( حسين مردان في الميزان ) وقبضت عنه دينارين وهذه اول وآخر مرة اتقاضى اجراً عن قلمي !
وكتبت ريبورتاجاً مطولاً لجريدة الزمان عن الشحاذين لكي يطلع صاحب الجريدة على امكانيتي فلم احصل منه سوى كلمة ( عفية .. انت اديب مقتدر ومكانك في الجريدة متى يحصل الشاغر .. ) ولم يحصل الشاغر .
لقد ظللت اواصل الكتابة اما القراءة فمصيبتي اليوم لايزيد على 24 ساعة ، اشتهي الا افارق الكتاب لحظة واحدة ، وصرت بعد ان بلغت من العمر 80 عاما" اشعر بالندم والحسرة لاني لم اتعلم اللغة الانكليزية على الاقل واشعر بالندم والاسى لعدم اكمال دراستي الاكاديمية ولكن عزائي هم اولادي الذين اجدهم امتداد لحياتي ووجودي ..
في بداية الستينات جمعت في دفتر كبير مجموعة مما نشرته من مقالات وقصتين او ثلاث قصص وقدمتها لاتحاد الادباء في بغداد وبيد الشاعر سعدي يوسف وبعد مدة اعتذر بان الدفتر قد ضاع عند الاستاذ الدجيلي وقد قرأ انتاجي واعجب به ولكن ما الفائدة ؟
من المقالات التي اعتز بها ولها طعمها الخاص مقالة (( منا الله والشمندفر وتربة الوطن )) وهي خطبة لاحد ( الموامنة ) من اصل غير عربي ، اراد من المؤمنين عدم استعمال القطار الذي هو ( الشمندفر) لان الله قد خلق لنا الحمير ! واتكلم على من يعتبرون الفكر الاشتراكي استيراداً من خارج تربة الوطن ! وقد نشر المقال كما اتذكر في جريدة ( صوت الاحرار ) وقد رد عليها يونس الطائي بمقال يقطر تذمرا" وعصبية في اليوم التالي بجريدة ( الثورة ) التي كانت سلاح القوى اليمينية في عهد عبد الكريم قاسم .



#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلقيح الاصطناعي في الأبقار
- ذكريات عمرها نصف قرن ( دورة الضباط الاحتياط العاشرة )
- عبد الحسين جليل ..أين أنت الآن ؟
- ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان
- قبل الرحيل 00 أو من أحاديث الشيخوخة
- علي بابا كان أبي
- كيف غزا الشاي بيوتنا
- من ذكريات الطفولة -خرنابات وما حولها
- فلنذكر حسنات موتانا
- كيف كنا نكرم ضيوفنا في الثلاثينيات من القرن الماضي
- وجوه وذكريات ..ابن خرنابات ..الشاعر المبدع محمود الريفي
- ذكريات عمرها أربعين سنة في قرية كردية
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- ذكريات عن الشامية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - بداياتي