أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الرابعة)















المزيد.....

الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الرابعة)


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 14:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هذه الحلقة سنقرأ عن: "الجماعة" مقابل "الفرد"... الفردانية الغربية... العالم كما هو عليه، أو كما يجب أن يكون؟... ردّاً على التقاليد والأعراف...

غالباً ما يلجأ الفلاسفة إلى استخدام كلمات مثل: مبادئ أخلاقية Morality، وأخلاق Ethics للإشارة إلى الشكل الذي يجب أن يكون عليه سلوك البشر. والسلوك الأخلاقي أو السلوك المستقيم هو دائماً الأمر الصّائب. أمّا السلوك اللا أخلاقي فهو السلوك غير الصّائب. أسئلة كثيرة عن كيفيّة التصرّف بشكل صحيح ولائق، ثمّ أسئلة عن الجيّد والسّيئ، الخير والشر... إلخ.
إنّ مجال الأخلاق هو مجال فلسفي حيوي في أيامنا هذه كما كان أيام الإغريق القدماء. منذ عهد الوصايا العشر حتى عصر الاستنساخ الجيني، لم يكن اهتمام علم الأخلاق متعلّقاً بالناس الذين يفكّرون بهذه المسائل، بل بالناس العاديين مثلي ومثلك أنت. هل يجب أن تكون العقوبات القضائية قائمة على الظروف الشخصية للفرد؟... أو بغضّ النظر عن الظروف المختلفة، هل هناك معيار أخلاقي مثالي يمكن الأخذ به؟... هل يولد البشر بميّزات تخوّلهم أن يتصرّفوا بشكلٍ مختلف _أخلاقياً_ عن بعضهم البعض؟
بحث الفلاسفة في هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخلاقية، بحكم كونهم فلاسفة، وافتراضاتهم الخاصّة حول العالم الخارجي.
*******************
تُعَدّ تعاليم الفيلسوف الصيني "كونفوشيوس Cunfucius" التي وضعها قبل 500 سنة قبل الميلاد من أكثر التعاليم الأخلاقية تأثيراً. في الواقع إنّ فلسفة كونفوشيوس مرتكزة على فكرة السلوك القويم. كما أنه فكّر في موضوع "الكينونة" و"المعرفة"، لكنّ هذه المسائل لم تكن بمثل أهمية بحثه في علاقة الفرد مع الآخرين ومع العالم ككل. وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا للانطلاق من عنده في هذه الحلقة.
كان "كونفوشيوس" معروفاً بشكلٍ واسع كشخصية دينية محترمة وكان له وزنه الديني مثل: موسى، عيسى، محمد، أو بوذا. إلا أنّ فلسفته كانت ذات طابع علماني صرف لأن تعاليمه الأخلاقية كانت خالية من أيّة إشارة إلى الإله [الله] أو إلى حياة أخرى بعد الموت.
قال كونفوشيوس أنّ أهمّ شيء في السّلوك هو ما يطلق عليه اسم "التناغم Harmony". فإذا كانت أعمالك وأفعالك متناغمة مع المجتمع، عندها تكون أفعالاً أخلاقية وتكون أنت شخصاً جيداً. والمجتمع بالنسبة لكونفوشيوس يشبه الموسيقى، وكلّ الأجزاء المختلفة عليها أن تعمل معاً في وحدة متناغمة.
يرى كونفوشيوس أنه إذا كانت أفعالك تتناسب مع المجتمع فإنّ ذلك يعتمد على ما يفعله الآخرون. أنت لست وحيداً، بل أنت متماهٍ في صلة عميقة مع مجموعتك. إذن فالناس الآخرين يحدّدون كيفيّة سلوكك وتصرّفاتك إلى حدٍ ما. وبالنسبة لكونفوشيوس من المهمّ جداً أن يتكيّف الإنسان مع جماعته مهما كان هذا الشخص.
ومع ذلك فقد أدرك كونفوشيوس أيضاً أنّ الناس يمكنهم أن يضعوا قوانين متنوّعة في المجتمع. فالناس لا يؤدون فقط أعمالاً معينة تختلف من فرد لآخر، بل هناك بعض الناس يقومون بأعمال أكثر أهمية من غيرهم ولها دور كبير في جعل المجتمع يعمل بشكل متناغم. وعندما علّم كونفوشيوس أنّنا يجب أن نتصرّف بتناغم مع المجتمع، فقد كان يفكّر بمجتمع تراتبي أو هرمي، أي مجتمع حيث يحتل فيه الناس مراتب متفاوتة الأهمّيّة، من الفلاّح والمزارع إلى الحاكم.
إذا حاول الفلاّح التصرّف كالحاكم فإنّ ذلك سيؤدّي إلى موقف غير متناغم، موقف يشبه وجود طبّال في أوركسترا يحاول أن يعزف المقطوعة المخصّصة لعازف المزمار، أو أنّ عازف الترومبيت توقف عن العزف وتولّى قيادة الأوركسترا.
لذلك، فكيفية تصرّفك بالشكل الصحيح يعتمد على كيفية تناغمك مع باقي المجموعة. ومن خلال فهمك طريقة عمل جماعتك، بإمكانك أن تعرف كيف تؤدّي عملك.
كانت الفلسفة الكونفوشية، بتأكيدها على الانسجام الاجتماعي، ذات تأثير بالغ الأهمية على مدى قرون عديدة. فالاعتقاد القائل بأنّ الانسجام الاجتماعي أكثر أهمّيّة من الرّغبات الفرديّة ما زال شائعاً في الكثير من الثقافات الآسيوية حتى يومنا هذا. وقد ساعد هذا المعتقد على تفسير سبب النجاح الباهر للنظام الشيوعي Communism في جمهورية الصّين. كما أنه ساعد على تفسير سبب العمل الجماعي المركّز في معامل الآلات اليابانية وغيرها من المصانع والشركات.
هذا لا يعني أنّ جميع الآسيويين يقرؤون ما كتبه كونفوشيوس، لكنّ أفكار كونفوشيوس لها صدى كبير جداً في الثقافة الشرقية، كما أنّ للأفكار اليهودية ـ المسيحية تأثير كبير على التفكير الغربي، حتى بالنسبة للناس الذين لا يعتبرون أنفسهم متديّنين.
بشكلٍ عام، إنّ الفلسفة الغربية التقليدية تركّزت بشكلٍ أقلّ ثقلاً من الفكر الشرقي في المجتمع. فالفكر الغربي يميل إلى أن يكون أكثر انشغالاً بالفرد. وكنتيجة لذلك فالناس في الغرب ينزعون إلى أن يكونوا أكثر "فردانيةً"، فهم يميلون إلى التفكير بأنفسهم بوصفهم أحراراً، أفراد مستقلّين أكثر من مجرّد مراكز اجتماعية محدّدة بدقّة. ومن جهةٍ أخرى فالناس في الشرق هم أكثر اشتراكية "اشتراكيين" بشكلٍ عام، فهم ينزعون إلى التفكير بأنفسهم في سياق علاقاتهم ببعضهم البعض.
إنّ القيم الديمقراطية "كالحرّية freedom" و"المساواة equality" تعكس لنا الفردانية الغربية. وتقترح هذه القيم أنّ الناس يجب أن يكونوا قادرين على أن يفعلوا ما يشاؤون وألا يلقوا بالاً عمّا يتوقّعه منهم المجتمع. وهذا يعني أنهم لا يحاولون أن ينظروا إلى الناس الآخرين ليعرفوا كيف يؤدّون عملهم الخاصّ، لكن بدلاً من ذلك هم ينظرون إلى داخل أنفسهم ليجدوا ما يريدونه. كما أنهم يعتقدون أنّ القوانين يجب أن تنطبق على الجميع ومن دون استثناء.
ولكن هذا لا يعني أنه من الأفضل التأكيد دوماً إلى أنّ مصلحة المجتمع فوق مصلحة الفرد. ففي الصّين مثلاً هناك مشكلة كبيرة مع الأشخاص المستَغَلّين _يعملون أوقات طويلة، ساعات إضافية مرهقة من أجل أجرٍ زهيد. الدّولة تستفيد من جهودهم، لكن هل تستحق أن تعاش الحياة في دولة كتلك حيث يمكن أن تحدث مثل تلك الأمور لك؟ هل سترغب بالعيش ضمن مجتمع حيث ستضطرّ إلى التضحية بحرّيتك من أجل مصلحة الدولة؟.
*******************
الجانب السلبي للنزعة الفردانية هو أنّ الأفراد ينسون أحياناً أهمية الناس الآخرين في حياتهم. فنحن جميعنا نحتاج إلى المساعدة من الآخرين سواءً أدركنا ذلك أم لا، حتى ولو فكّرنا أننا مستقلّين. على سبيل المثال قد يصبح شخصٌ ما ناجحاً إلى حدٍ ما بسبب الفرص التي أتيحت له بفضل علاقاته الشخصية. فإذا كان هذا الشخص فردانياً، فمن المحتمل أنه سيغفل العلاقات والصلات الاجتماعية التي عقدها ويخسر جميع فرص نجاحه.
تلك هي واحدة من المشكلات الكثيرة للفردانية، وهناك مشكلة أخرى في أنها تشجّع الناس على التنافس بدلاً من المشاركة والتعاون فيما بينهم. فالفردانيون يريدون أن ينجحوا ويصعدوا على حساب الآخرين.
هنا نورد عدد من العوامل التي روّجت للمذهب الفرداني في الغرب على مدى قرون عديدة:
• ركّز الفكر الدّيني الغربي على علاقة الفرد بالله.
• ركّزت الفلسفة الغربية منذ عهد أفلاطون وحتى القرن السابع عشر على علاقة الفرد بالحقيقة الكاملة
• ركّز العلم الغربي بشكلٍ واسع على علاقة الفرد بالقوانين الفيزيائية للطبيعة.
• ركّزت الرأسمالية الغربية على الفرد كوحدة اقتصادية مستقلة.
• إنّ الديمقراطية الأمريكية ترى أنّ جميع الأفراد متساويين وأحرار أكثر ممّا هم مرتبطين ببعضهم البعض بطريقة معيّنة.
جميع هذه الأمور يمكن أن تتفاعل مع بعضها كمجموعة من الأمور التي تمنع الناس من رؤية أهمية المجتمع بذاته.
*******************
● دور الفكر الدّيني في ظهور النزعة الفردانيّة
إنّ الفردانية الغربية كانت متعلّقة بشكل جزئي بتأثير الأديان الغربية الرئيسية وتأكيداتها على العلاقة بين الفرد والله. وذلك بالتشديد على أهمية مسؤوليات الفرد وواجباته تجاه ربّه، وقد قلّلت الدّيانة الغربية من شأن الدّور الذي يلعبه المجتمع.
في الحقيقة، كان ينظر إلى المجتمع كشيء سيء في العديد من روايات الكتاب المقدّس. فقد استعبد المجتمع المصري الإسرائيليين. ثمّ خلال خروجهم، عوقِب الإسرائيليين بعد أن أقاموا مجتمعاً سيئاً وضالاً قائماً على عبادة إله مزيّف. فالمجتمعات في المدن مثل "سدوم" و"عمّورة" كانت مجتمعات شرّيرة للغاية لدرجة أنّ هذه المدن قد تمّ تدميرها بيد الإله وإبادتها عن بكرة أبيها.
إنّ الاستياء الديني بالمجتمع وتعاليمه لم يتوقف عند هذا الحدّ. فقد انتقد "يسوع المسيح" طائفة "الفريسيين" [وهم طائفة يهودية قديمة عرفت بتظاهرها بالتقوى] والفلسطينيين القدماء الذين اعتمدوا بشدّة على التفكير التقليدي وركّزوا على "رسالة القانون" بشكلٍ أكبر من روحها. كما أنه حذّر بأنّ العلاقات الأسرية يمكن أن تقف عثرة في طريق البحث عن الصراط المستقيم.
بعد ذلك بعدّة قرون، رفض القساوسة المسيحيون في "القسطنطينية" توجيهات الكنيسة في "روما" وانشقّوا عنها ليشكّلوا الكنيسة الأرثوذوكسيّة الشرقية. بعد ذلك، انشق "البروتستانت" عن الكنيسة، مؤمنين أنها فقدت صلتها مع نوايا الله. الفكرة هنا هي كما عبّر عنها الفيلسوف الأمريكي جاي ستيفنسون أنه عندما تصبح طريقة التفكير تقليدية وقديمة، فالناس في الغرب غالباً يتصرّفون عكس التقاليد عن طريق التشديد على أهمّيّة الفرد.
لاحقاً، شعر العديد من الفلاسفة أنّ الديّن بشكلٍ عام مارس ضغوطاً اجتماعية استعبدت عقول الناسوهذا يعني أنّه من الممكن في بعض الأحيان إيجاد أمور خاطئة في الأفكار التي تبقي المجتمع متماسكاً. على مدى عدّة قرون، حاول المفكّرون اللاهوتيون والفلاسفة الغربيون إيجاد حلول للمشاكل الإنسانية من خلال البحث في ما وراء المجتمع _بالله، بالعالم الطبيعي، وبالفرد.
*******************
كان للفردانية الغربية دور كبير في نزوع العديد من الفلسفات الغربية إلى التركيز على "الكينونة being" أولاً، ثمّ "السلوك acting" ثانيا. فمثلاً عندما فكّر أفلاطون وتلامذته في علاقة الناس ببعضهم البعض، فقد استخدموا أفكارهم المثالية عن العالم كمقياس للسّلوك. والأفكار عن الله يمكن أن يكون لها نفس التأثير على الفردانية كما هي الأفكار عن الكينونة والوجود. فإذا كنت مؤمناً فأنت أولاً مسؤول أمام الله أو أمام واقع مثالي مجرّد لأفعالك، وعندها ستكون على الأغلب أقلّ انتباهاً إلى تأثير أفعالك على الناس الآخرين، وهذا ما نلاحظه جيداً في عالمنا الإسلامي.
"توماس أكويناس Thomas Aquinas" فيلسوف لاهوتي شدّد على أنّ أفعال الإنسان لا تعتمد على المجتمع فحسب، بل على الحقيقة المقدّسة. وقد قال أكويناس: "إنّ القوانين البشرية تستمدّ شرعيتها استناداً إلى توافقها وانسجامها مع العقل القويم، إذن فمن الواضح أنّها تنبع من القوانين الأزلية. وبقدر ما تنحرف عن مسار العقل المستقيم يمكن تسميتها بالقوانين الجائرة. وفي هذه الحالة ليس هناك أيّة قوانين، بل بالأحرى تأكيد على العنف ".
فهو يقول أنّ "القوانين الأزلية" و"العقل القويم" موجودان بشكلٍ مستقل عن المجتمع البشري. والناس الذين يفكّرون بهذه الطريقة لا يمعنون النظر في الآخرين بحثاً عن إشارات ليعرفوا كيف عليهم أن يتصرّفوا، بل هم ينظرون إلى مُثلِهِم الخاصّة بهم.
*******************
في النهاية، كانت الأفكار الفلسفية لأفلاطون وتوماس أكويناس قد أفسحت المجال لظهور أشكال من التفكير أكثر علمية وتجريبية، بينما استمرّت بذور النزعة الفردانية بالنموّ. وقد ساعد العلم التجريبي في ترويج النزعة الفردانية في الغرب عن طريق إهمال دور المجتمع وإبراز الفردانية. لقد حلّ العلم محلّ المقدّس، وتمّ استبدال القوانين الأزلية التي تكلّم عنها أكويناس بالقوانين الفيزيائية، الطبيعية. هذه القوانين يُفترض أن تكون قد فُهِمَت "بموضوعية" وباستقلالية عن المجتمع وعن الناس الذين وضعوها.
أخيراً، إنّ النشاط الاقتصادي المعروف "بالرأسمالية Capitalism" _الشراء والبيع ضمن سوق حرّة مفتوحة_ كان له دور في ترويج النزعة الفردانية. فقبل بروز النظام الرأسمالي، كان الناس يعيشون في ظلّ مجتمع إقطاعي. فأفعالك كانت تعتمد على ما فعله أهلك من قبلك، وأنت ترث حالتهم بكلّ تفاصيلها ومن ضمنها وضعهم في الحياة ومقتنياتهم. فلم يكن هناك حالة انتقال من وضع اجتماعي إلى وضع آخر.
في المجتمع الرأسمالي، يمكن لأيّ شخص أن يجمع مالاً عن طريق بيع أو شراء أشياء أو خدمات معيّنة، لذلك يتمتع المجتمع الرأسمالي بالكثير من المراحل الانتقالية الاجتماعية. يمكن للناس أن يطوّروا أوضاعهم كأفراد أو قد يخسروا كلّ ما جمعوه بسهولة أكبر من النظام الاقتصادي الاشتراكي. في الواقع إنّ السّواد الأعظم من الناس في الغرب عليهم أن يخرجوا ويعملوا لكي يكسبوا قوت يومهم وقد دفعهم هذا الأمر إلى التفكير بأنفسهم كأفراد مستقلّين وأحرار.
خلال العصور الوسطى كانت كلمة "ملكية Estate" لا تستخدم فقط للكلام عن ملكيّتك الخاصة، بل أيضاً عملك لكسب رزقك. وخلال العصر الإقطاعي لم يكن تغيّر الحالة الاجتماعية والملكية أمراً مألوفاً لدى الناس، بل كانوا يرثونها عن أهلهم وأجدادهم.
كلّ هذه الأفكار التي تقبع خلف الفلسفة الفردانية قد أثّرت على الثقافة الغربية في أسلوب تفكيرها حول كيفيّة التصرّف. فقد ساعدت في تفسير لماذا هناك العديد من الغربيين الذين يؤمنون بأنّ كلّ شخص يجب أن يعتني بنفسه جيداً وأن يترك الآخرين يعتنون بأنفسهم، أن يعيش ويدع غيره يعيش. ومع ذلك ليست الفردانية هي الفلسفة الغربية الوحيدة. بل كان هناك ضمن الفردانية ذاتها مساحة واسعة للعديد من الفلاسفة كي يتحدّثوا عن أنماط السلوك القويم والصحيح.
إنّ الاختيار بين الفردانية والاشتراكية له علاقة كبيرة بماهية شعورك تجاه العرف الاجتماعي. فقد آمن كونفوشيوس أنّ العُرف الاجتماعي كان أمراً هاماً وحيوياً للغاية. وقد ربطه بما سمّاه باسم "التاو Tao" أو "الدّرب". وقد جاء فلاسفة آخرون بتشكيلة متنوّعة من المواقف تجاه هذه المسألة.
هل الأعراف والتقاليد الاجتماعية مفيدة أم ضارّة؟ هنا نورد مجموعة من التوصيات التي قدّمها الفلاسفة للتعامل مع هذا السؤال:
• كونفوشيوس: علينا أن نلتزم بها من أجل تحقيق التناغم والانسجام الاجتماعي.
• أفلاطون: اعرِف إذا كانت تناسب النماذج المثالية للفضيلة.
• لوك والتجريبيين: كُن موافقاً لها كي تتجنّب المشاكل.
• كانت والمثاليين: أطِع العُرف الحقيقي الوحيد، وهو أن تعامل الآخرين كما تريد منهم أن يعاملوك.
• كيركجارد والوجوديين: حاول أن تنظر من خلاله إلى حقيقتك الخاصّة.
• فوكو وما بعد البنيويين: لا تتوقف عن الصّراع معها، فليس هناك طريقة للهروب من سلطتها.
حتى الآن قمنا بتسليط الضوء على بعض المواضيع المفتاحية ضمن الفروع الرئيسية الثلاث في الفلسفة بغية تكوين نظرة شاملة. أمّا الفصول التالية فهي تتكلّم عن كلّ فلسفة على حدة: بدءاً من الفلسفة اليونانية (الإغريقية)، الهندية، الصينية، حتى الفلسفات المعاصرة.

يتبع...



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة لجميع الناس...(الحلقة الثالثة)
- الفلسفة لجميع الناس (لحلقة الثانية)
- الفلسفة لجميع الناس (الحلقة الأولى)
- فيروس العقل: ليس مجرد كتاب
- من الإنجيل إلى الإسلام: مقابلة مع كريستوف لوكسنبرغ
- حدذ الرّدّة وحقوق الإنسان... ابن الورّاق
- الإسلام والإرهاب الفكري... ابن الوراق
- الحور العين، وما أدراك ما الحور العين؟!... ابن الورّاق
- العار في الإسلام: نزع حجاب الدموع... ابن الوراق
- تهافت المقال: مقالة محمد علي السلمي أنموذجاً
- الحوار المتمدن... إلى أين؟
- منكر ونكير: ملكان أم شيطانان ساديان؟!!
- هل علم النفس -علم-؟
- الدر المعين في معرفة أحوال الشياطين!!!؟
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الرابعة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثالثة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثانية)
- هذا هو ردي
- ما العدمية؟
- دكتور عالم أم شيخ مفتي؟!!


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الرابعة)