أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - الدر المعين في معرفة أحوال الشياطين!!!؟















المزيد.....

الدر المعين في معرفة أحوال الشياطين!!!؟


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 18:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((عنوان إبليس: عند ملتقى خط الاستواء، بخط طول 140 درجة))
نعم عزيزي القارئ، لا أقصد هنا أن أستخف بعقلك _فأنا بدوري قد أحسست بالمرارة والضياع عندما قرأت هذه العبارة لأول مرة_ ولكن وردت هذه العبارة في كتاب المحامي العبقري والجهبذ عيد الورداني: "قصة الخلق من العرش إلى الفرش"، حيث فجر قنبلته وحدد بدقة بالغة عنوان الشيطان الرجيم وهو الشيء الذي عجز الغرب وعلماؤه على تحقيقه بالرغم من كل ما لديهم من تكنولوجيا وعلوم وتقدم. وأود التنويه هنا أنه تمت طباعة هذا الكتاب ونشره في القاهرة عام 1999 بعد موافقة الأزهر عليه، إلا أنه تم سحبه من الأسواق فيما بعد نتيجة الهجوم الإعلامي الكبير الذي تم شنه على هذا الكتاب المعجزة، مما دعا هذا العبقري إلى الاعتذار عما ورد فيه. ولا بد أن هذا الفطحل قد توصل إلى اكتشافه هذا بعد الرجوع إلى التراث والبحث الصارم في كتب السلف الصالح، وبما أنه خير خلف لخير سلف على ما يبدو، فما كان منه سوى أنه اتبع منهاج السلف في بحثه وتقصيه عن الحقائق... ومن قال أننا نفتقر إلى البحث العلمي؟!!
من لم يصدق كلامي فلن يكلفه الأمر سوى مشوار قصيرة إلى أقرب مكتبة أو فلينتظر قيام أقرب معرض للكتاب العربي ولينظر بأم عينه كمية الكتب التي تتناول مواضيع الشياطين والجن والخرافات التي يتم توجيهها للتلاعب بعقول البسطاء والعامة من الناس، وكلها تحمل عناوين لا تخطر على البال ولا على الخاطر: "الجن والشياطين بين العلم والدين"، "الإنسان بين السحر والعين والجان"، "الفتح الرباني لعلاج المس الشيطاني"، "الدر والمرجان في ترقية الإنس والجان"، "مقابلة صحفية مع الشيطان"، "حوار مع الجن" وهو بالمناسبة من تأليف أحد الصحفيين المرموقين [هكذا] أسامة الكرم.
..............................
ذرية إبليس
من كان ليعرف أن لإبليس اللعين ذرية يعتمد عليها في صراعه الأبدي ضد إرادة ربه، بعد أن تحداه وتوعده بأنه سيعمل كل جهده لكي يبعد بني آدم عن عبادته، ويلهيهم عن ذكره. إلا أن كتب السلف الصالح تكاد تكون متخمة بأخبار إبليس وذريته الملاعين إلى يوم الدين، حيث يمكننا ملاحظة أنهم قد نقلوا لنا كافة أخباره وأخبار أولاده ومكان ولادته وتفريخه _مع أننا نعرف جميعاً أن كافة المصادر الإسلامية، ومنها الحديث والقرآن قد خاطب إبليس بلغة المذكر، إلا أن الكتب الصفراء تنقل لنا أخباراً بأن إبليس قد باض وفرخ... على الأقل بتنا نعلم أن إبليس ليس من الثدييات، بل هو من المخلوقات [البيوضة].
((قال رسول الله ((لا تكن أول من يدخل إلى السوق ولا آخر من يخرج منها فبها باض الشيطان وفرخ)) قال عطية: وقول [ذريته] ظاهر اللفظ يقتضي الموسوسين من الشياطين الذين يأتون بالمنكر ويحملون على الباطل... وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه، وأنه قد فرخ وأنجب الكثير من الشياطين أعوانه ليعينونه على المؤمنين.))
وذكر الطبري وغيره أن مجاهداً قال: ذرية إبليس الشياطين، وكان يعدهم:
زلبور صاحب الأسواق، يضع رايته في كل سوق بين الأرض والسماء، يجعل تلك الراية على حانوت أول من يفتح وآخر من يغلق، إلا أننا نستنتج من هذا الحديث على أنه لا يجوز لأي مؤمن أن يكون أول من يفتح حانوته وآخر من يغلق حانوته في السوق، باعتبار أن الشيطان قد نصب رايته عند أول حانوت يفتح وآخر حانوت يغلق، فإذا اعتبرنا أن السوق يعج بالمؤمنين فهل سيفتح السوق أبداً، أم أن الكفار هم الذين سيبدأون بفتح محلاتهم، ثم يتبعهم المؤمنون
وهناك ثبر صاحب المصائب، يأمر بضرب الوجوه وشق الجيوب، والدعاء بالويل والحرب... إذن فهو شيطان اللصوص وقطاعي الطرق والبلطجية.
والأعور صاحب أبواب الزنى.
ومسوط صاحب الأخبار، يأتي بها فيلقيها في أفواه الناس فلا يجدون لها أصلاً.
وداسم الذي إذا دخل الرجل بيته فلم يسلم ولم يذكر اسم الله بصره من المتاع ما لم يرفع وما لم يحسن موضعه، وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه.
وهناك الأبيض وهو يوسوس للأنبياء، ولعله هو الشيطان المقصود في رواية الآيات الشيطانية، حيث وسوس الشيطان لنبي الله بكلام قاله على لسانه بعد أن حشره بين الآيات التي كان محمد يلقيها على قومه.
وصخر وهو الذي اختلس خاتم سليمان.
والولهان وهو صاحب الطهارة يوسوس فيها.
والأقيس وهو صاحب الصلاة يوسوس فيها.
ومرة وهو صاحب المزامير وبه يكنى.
والهفاف يكون بالصحارى يضل الناس ويتيههم، ومنهم الغيلان.
وقال الدارني أن لإبليس شيطاناً يقال له المتقاضي، يتقاضى ابن آدم فيخبر بعمل كان قد عمله في السر منذ عشرين عاماً، فيحدث به في العلانية.
وقال العارف بالله صلاح الدين العويكة أن لإبليس ولدان كل واحد منهما أسوأ من الآخر، هما الزغلول والخليد، فالأول يوسوس في العلم، أما الآخر فيوسوس في نفوس البشر ويفتنهم ضد بعضهم البعض.
وورد في كتاب الجامع لأحكام القرآن للطبري أنه سمع الإمام محمد عبد المعطي بثغر الإسكندرية يقول: إن شيطاناً يقال له البيضاوي يتمثل للفقراء المواصلين في الصيام فإذا استحكم منهم الجوع أو أضر بأدمغتهم يكشف لهم عن ضياء ونور حتى يملأ عليهم البيوت فيظنون أنهم قد وصلوا وأن ذلك من الله وليس كما ظنوا.
ويقال أن الجن أو الجان هم جند إبليس الحقيقيين، وهم من الجان الكفار. والذليل أن هناك جنوداً يستخدمهم إبليس، وبأنهم يتسابقون لعمل الشر ونيل رضاه، ورد في الحديث التالي:
عن جابر عن رسول الله قال((إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم مرتبة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً. قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله. قال: فيدنيه أو قال فيلتزمه ويقول نعم أنت)).
..............................
الوسوسة في نفوس الأنبياء
لا شك أن من أكبر ألاعيب إبليس هي الوسوسة في قلوب البشر وخصوصاً المؤمنين بالله والأنبياء لإشغالهم وإبعادهم عنه. وقد ورد ذكر ذلك في القرآن ((من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس)) [سورة الناس، 4- 5] وقد ورد في تفسير الجلالين أن الوسواس هو الشيطان. وهو يوسوس في صدور الناس وأفئدتهم كلما غفلوا عن ذكر الله.
وقد سئل ابن مسعود عن الوسوسة فقال: هي برزخ بين الشك واليقين. [الاستيعاب، ابن عبد البر]
وقد حذر القرآن نبي الله وأتباعه من غواية الشيطان حين قال ((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)) [سورة الحج 52] وتشير الآية إلى أن جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله كانوا يتمنون وبذلك كانوا عرضة لغواية الشيطان. وبذلك أمر الرسول أتباعه بالتعوذ عند الشروع بقراءة القرآن وعند الانتهاء من القراءة.
وقد نقلت لنا كتب التراث أخباراً عن الأبيض وهو _المخصص للأنبياء_ أحد مردة الشياطين، حيث جمع إبليس حاشيته وطلب منهم أن يتولوا أمر الكاهن برصيصا، وهو كاهن زاهد ومؤمن من بني إسرائيل كان قد أعيا إبليس، فقال إبليس: ألا أجد منكم من يكفيني أمر برصيصا؟ قال الأبيض، أنا أكفيكه، فتنكر بزي الرهبان وانطلق إلى صومعة برصيصا. فسأله الكاهن: ما حاجتك؟ فقال: أن أكون معك، فأتأدب بأدبك وأقتبس من عملك، ونجتمع على العبادة، فلما لم يعر الكاهن أي انتباه إلى الغريب قال له الأبيض: عندي دعوات يشفي الله بها السقيم والمبتلي والمجنون، فعلمه إياها. ثم جاء إلى إبليس فقال: قد والله أهلكت الرجل. ثم تعرض لرجل فخنقه، ثم قال لأهله _وقد تصور في صورة الآدميين_: إن بصاحبكم جنوناً أفأطبه؟ قالوا: نعم. فقال: ل أقوى على جنيته، ولكن اذهبوا إلى برصيصا، فإن عنده اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به فأعطى، وإذا دعي به أجاب، فجاؤوه فدعا بتلك الدعوات، فذهب عنه الشيطان.
ثم راح الأبيض يكرر فعلته هذه مع العديد من الناس ويرشدهم إلى برصيصا، فانطلق إلى جارية من بنات الملوك بين ثلاثة أخوة، وكان أخوهم ملكاً بعد أن مات والدهم، وكان عمهم ملكاً في بني إسرائيل، فعذبها وخنقها. ثم جاء إليهم في صورة رجل متطبب ليعالجها، ولما لم يقدر على ذلك، أرشدهم إلى برصيصا، ولما دعا لها برئت. إلا أنهم تركوها أمانة في عهدته، فظل الشيطان يخنقها ويطببها برصيصا، حتى جاءه في إحدى المرات وقال له: ويحك! واقعها، فما تجد مثلها ثم تتوب بعد ذلك. فواقعها الكاهن فحملت وظهر حملها. فقتلها برصيصا ودفنها ليلاً، وأخذها الشيطان وأخفاها في الليل، ثم ذهب إلى إخوتها في المنام وأخبرهم بما فعل برصيصا بأختهم، ثم دلهم على مكان جثتها، وظل يأتيهم في المنام مراراً وتكراراً حتى ذهبوا على المكان الذي دلهم عليه الشيطان ووجدوا جثة أختهم، فهدموا صومعة الكاهن وأنزلوه وخنقوه، وجملوه إلى الملك فأقر على نفسه فأمر بقتله. فلما صلب قال الشيطان: أتعرفني؟ قال: لا والله. قال: أنا صاحبك الذي علمتك الدعوات، أما اتقيت الله أما استحيت وأنت أعبد بني غسرائيل ثم لم يكفك صنيعك حتى فضحت نفسك، وأقررت عليها وفضحت اشباهك من الناس فإن مت على هذه الحالة لم يفلح أحد من نظرائك بعدك. فقال: كيف اصنع؟ قال: تطيعني في خصلة واحدة وأنجيك منهم وآخذ بأعينهم. قال: وما ذاك؟ قال: تسجد لي سجدة واحدة، فقال: أنا أفعل، فسجد له من دون الله. فقال: يا برصيصا، هذا أردت منك، كان عاقبة أمرك أن كفرت بربك، إني أخاف الله رب العالمين)) [الجامع لأحكام القرآن، سورة الحشر، ج12، تاج العروس، ص 4403]
لا تعليق !!...
..............................
الصلاة والوضوء
وقد خص إبليس من ذريته أيضاً شياطين من أجل الوضوء والصلاة محاولاً بذلك تقييد المؤمنين وشل حرمتهم في جميع نواحي حياتهم، وليس شغله الشاغل سوى ضرب طريقة حياة المسلمين وتعكير صفوهم، لذلك فرخ شيطانين ماكرين وجندهما لهذا الغرض.
قال عمرو بن العاص للنبي: يا رسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وقرائتي. فقال: ذلك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
والخنزب: كما ورد في لسان العرب هو قطعة اللحم المنتنة. وهو ابن إبليس الذي يحاول نيل رضا والده من خلال قطع صلاة المسلمين وتعكير صفو إيمانهم. ولا نعرف بالضبط طريقة عمل خنزب هذا إذ لم تذكر المراجع أي شيء عن طريقة وسوسته، إلا أننا يمكننا أن نتكهن بأنه يقوم بإدخال نفسه بين المؤمن وصلاته فلا يعرف المودؤمن إذا كان قد زاد أو أنقص. ((عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إذا أذن المؤذن خرج الشيطان من المسجد له حصاص فإذا سكت المؤذن رجع وإذا أقام المؤذن الصلاة خرج من المسجد وله ضراط فإذا سكت رجع حتى يأتي المرء المسلم في صلاته فيدخل بينه وبين نفسه لا يدري أزاد في صلاته أم نقص فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم ثم يسلم)).
ويقال أن هناك شيطان آخر للصلاة يسمى بالأقيس.
ولكي يضمن إبليس نجاحه في خطته قام بتطويق المؤمنين من كل الوجهات، لذلك خصص شيطاناً للوسوسة في الوضوء يقال له الولهان، ومهمته تدنيس الطهارة وإفساد الوضوء.
((عن أبي بن كعب عن النبي قال: إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان، فاتقوا وسواس الماء.))
..............................
النكاح إهانة للشياطين !!!
من المعلوم جداً أن الإسلام قد فضل النكاح وشجع أتباعه على ممارسته، وبكثرة. وقد قال النبي ((تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة...)) وهذا يشير إلى دور النكاح في الإسلام وإلى أنه يلعب دور العادة المحورية من أجل إكثار أبناء المسلمين وذرياتهم كي يكونوا فخراً للنبي يوم القيامة.
وهناك دليل آخر على دور النكاح المفصلي في حياة النبي وأتباعه عندما قال ((النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فقد رغب عني)) وقال أيضاً ((النكاح سنتي فمن أحب فطرتي فليستن بسنتي)).
إلا أن النبي أمر أتباعه بأن يحتاطوا من الشيطان لأنه قد يوقعهم في حبائله، وذلك عن طريق النكاح حيث قال ((إن المرأة إذا أقبلت، أقبلت بصورة شيطان ))
من هذا الحديث نتعرف على إحدى الطرق التي يتبعها الشيطان في إلحاق الضرر والأذية بعباد الله وهي في أنه يأتي على شكل امرأة لغواية رجال المؤمنين، إلا أن هناك طريق أخرى قد يتبعها إبليس في مكائده. قال رسول الله ((لا تدخلوا على المغيبات وهي التي غاب زوجها عنها فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم. قلنا: ومنك يا رسول الله؟. قال: ومني، ولكن الله أعانني عليه فأسلم))
وقال سفيان بن عيينة: فأسلم معناه [فأسلم أنا منه] وهذا معناه، فالشيطان لا يسلم أبداً.
وهناك بعض الفرق التي تذهب إلى أن الشيطان قد يجد طريقه إلى مخدع الزوجين إذا [تناكحا] دون أن يقرآ بعض سور القرآن أو يصليا عدداً معيناً من الركعات قبل الشروع إلى النكاح.
وفي كتاب "إحياء علوم الدين" يتحفنا الإمام الغزالي بقنبلته العقلية حيث يقول ((أما بعد: فإن النكاح معين على الدين ومهين للشياطين وحصن دون عدو الله حصين وسبب للتكثير الذي به مباهاة سيد المرسلين لسائر النبيين...))
إذن لا خوف علينا ولا هم يحزنون، فأمتنا تهين الشياطين كل يوم ملايين المرات، وتحصن نفسها ضد أعداء الدين، كي تفاخر بنفسها يوم القيامة أمام كافة النبيين الذين اتبعوا هذه السنة نفسها كما أخبرنا الغزالي إمام المتقين [المتقدين] ((فالنكاح سنة ماضية وخلق من أخلاق النبيين)) [إحياء علوم الدين، باب آداب النكاح]
والبقية تستنبط من هنا
..............................
الضراط والفساء من عمل الشيطان
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاء الشيطان فأيس به كما يئس الرجل بدابته فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن الصلاة فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً.))
أي أن ضراط الشيطان هو ضراط صوت وليس ضراط رائحة كما يبدو.
إذن نفهم من هنا أن المصلي إذا شعر بالرغبة بالضراط أو الفساء أو إخراج ريح أثناء الصلاة فذلك من عمل الشيطان الرجيم، حيث أنه يحاول أن يقطع صلاته ويلهيه عنها. إلا أننا لم نعرف كيف يتمكن الشيطان من إضراط المؤمن المصلي وهو بين يدي ربه، وما هي الطريقة التي يلجأ إليها.
[ما علينا]
كما أن الضراط من السمات التي تميز الشيطان، وبإمكان المسلمين معرفة الشيطان وتمييزه من خلال هذه الخاصية أو الميزة ودليل ذلك في رواية العابد الإسرائيلي الذي حاول التعبد في غار منعزلة. وهذا ما حدث بالضبط ((حدثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان، قال: تعبّد رجل من بني إسرائيل في غار، فبعث إبليسُ شيطانًا فدخل الغار فجعل يُصلّي معه، فقال له العابد: من أنت؟ قال: أتعبّدُ معك، ثم قال: هل أدُلّك على أفضل ممّا نحن فيه؟ قال: وما هو؟ قال: اخْرُجْ بنا نطلب قريةً فنأمُر بالمَعْروف، فأطاعه. فأقبلَ رجلٌ إليهما عند باب القرية فجعلَ الشّيطانُ حين رآه يضرطُ، فأخَذَه الرّجلُ فذبَحَهُ. فقال له العابد: ما صنعت؟ قتلتَ خيرَ النّاس. قال، فقال: إنّما هذا شيطانٌ وأنا رحمةٌ رحمَكَ بها رَبُّك)) [حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني: ج 2، 284]
إلا أن السلف الصالح لم يترك خلفه الفالح معلقاً من دون أن يبتكر طرقاً فعالة لطرد الشيطان، وتقييد شروره.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الآذان...))
ويخبرنا أبو نعيم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه قال: ((ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط))
إذن فقراءة بعض الآيات من سورة البقرة تطرد الشيطان من البيت وهو يضرط من شدة الخوف.
ختاماً أقول: ألم نكتف من هذا الكم من الاستهزاء والسخرية بالعقل العربي، أليس الأفضل لنا أن نلقي كافة تلك الكتب الصفراء المهترئة في البحر، ونبحث في مجالات أكثر فائدة لنا وللبشر بدل أن نضيع أوقاتنا وأوقات أبنائنا وأحفادنا ومن بعدهم بجميع هذه الترهات التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه في الوقت الحالي؟... لا يسعني سوى أن أقول: يا لك من مسكين أيها الشيطان الرجيم الذي ستستمر معاناتك في بلداننا الإسلامية غداةً وعشيا، حيث أن الأذان يرفع في بلاد الإسلام خمس مرات في اليوم _ولولا النبي موسى لكان سيرفع خمسين مرة_ فكلما يسمع الشيطان صوت المؤذن سيدبر وهو يضرط، وسيبقى على هذه الحال حتى يوم الدين _ ونحن أيضاً.

والعقل وليّ التوفيق
***********************************
المراجع والمصادر
1) صحيح البخاري ومسلم
2) الاستيعاب في تمييز الأصحاب، ابن عبد البر
3) حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني
4) لسان العرب، لابن منظور
5) إحياء علوم الدين، الغزالي
6) الجامع لأحكام القرآن، الطبري
7) تاج العروس، الزبيدي
8) الدر الثمين في طرد الجان والشياطين، الشيخ صلاح الدين العويكة




#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الرابعة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثالثة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثانية)
- هذا هو ردي
- ما العدمية؟
- دكتور عالم أم شيخ مفتي؟!!
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الأولى)
- أوديب: بطل على مفترق طرق
- الشواش: العلم الجديد
- سيكولوجية الخضوع 2
- سيكولوجية الخضوع والطاعة (1/2)


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - الدر المعين في معرفة أحوال الشياطين!!!؟