أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - عادل إمام ونجع حمادي ...














المزيد.....

عادل إمام ونجع حمادي ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 12:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليسا ببعيدين، وجهان لنفس المحنةِ، حقيقةُ ما تتعرضُ له مصر، ما يُدبرُ لها؛ تهجمَ أحدُ أثرياءِ مفتيي الفضائياتِ علي عادل إمام، أُطلِقَت النيران علي أقباطِ نجع حمادي، أقباط مصر، في يوم عيدِهم. من الفاعل؟ من يريدون السيطرةَ علي مصر، إخضاعِها، كلٌ بطرِيقتِه.
التهجمُ علي عادل إمام وجدَ تبريرَه في أفلامٍ قدَمَها منذ فترةٍ، إنه يَسخرُ من الدعاةِ، لا بدَ من فتحِ الدفاترِ القديمةِ، تأديبِه، تمهيدٌ وإعدادٌ لزمنٍ يرُونه آتٍ، يسودُ فيه من سيحكمون، باسم الدين، من لن تُرَدُ لهم كلمةٌ، لا مكانَ لفكرٍ غيرِ فكرِهم ولا رأيَ غيرَ رأيهِم، هم الكلُ في الكلِ، السادةُ، الملوكُ، المفكرون، المقدسون، المنزهون، الأثرياءُ. في الدولةِ التي يريدونها لا فنَ ولا فكرَ ولا اختلافَ إلا فيما يسمحون به، القيودُ والسجونُ والعِصي لمن يُخالفُهم، من لا يرضون عنه في دنياهِم الموعودةٍ، في دولتِهم، التي لابدَ وأن تتوسعَ وتنتشرَ في العالمِ، القريبِ والبعيدِ.
إطلاقُ النيرانَ علي أقباطٍ في يوم عيدِهم، أمامَ كنيستِهم، ليسَ عشوائياً، ولا بفعلِ مجرمٍ مُنفعلٍ غاضبٍ، الفعلُ كلُه لمناخٍ عامٍ تشَكَلَ في اتجاهٍ الأُحاديةِ، رفضُِ الآخرين، عقيدةً، ديانةً، مذهباً، لوناً. الدولةُ الموعودةُ لا تعرفُ إلا ديناً واحداً، بتصورٍ واحدٍ، من لا يسايرُه أو يدخلًه سيكونُ في المرتبةِ الدنيا، عبداً أعجمياً، مُستباحاً ذليلاً، المواطنةُ مفهومٌ غربيٌ، لا وجودَ لها ولا للديمقراطيةِ، المثلُ عندهم في الماضي، يُجَملونه، يُزيفونه، يُغفلون فشلَه واندثارَه، بفعلِه، بعنصريتِه، بظلمِه، بِقَبليتِه.
لماذا انحدَرَت مصر؟ لماذا تَرَدَت؟ لماذا يرونها سَهلةً مُستباحةً؟ الأسبابُ عديدةٌ، في النظامِ، الشعبِ، الجيرانِ، العالمِ. النظامُ غارِقٌ في قضاياه الخاصةِ، كيف يستمرُ، يبقي، تجَمدَ، شاخَ، مماراساتُه مُتَوقعةٌ ولو تصورها مُفاجئةً، سَخَرَ إعلامَه لغُثاءٍ، تفاهاتٍ، سطحياتٍ، نفاقٍ، تدليسٍ، احتكَرَ كلَ الفرصِ، الوظائفُ لمن يتَفَنَنون في الإلهاءِ، في شَغلِ النفوسِ، تهييجِها بعيداً عنه. نظامٌ فقدَ ثقةَ شعبِه حتي لو كان علي صوابٍ، مصيبةٌ، محنةٌ، أين عقلاؤه؟ هل هم موجودون؟ فاتَ الوقتُ.
الشعبُ تغِلُه العصبياتُ في الفكرِ والتصرفاتِ، التَقاتُلُ من أجلِ مباراةِ كرةٍ، لحادثةِ مرورٍ، لمشاجرةِ أطفالٍ، يُصدِقُ من يهاجمُ النظامَ، من بابِ التشفي أحياناً، مُعاندةٌ في أحيانٍ أخري، وأيضاً كراهيةٌ. سوءُ الحالِ أدي الاختناقِ، سوءِ الخلقِ، الهجرةِ إلي سرابِ حالٍ أفضلٍ، وراءَ البحارِ، في الكيفِ، في الانقيادِ وراءَ من سيخلصون باسمِ الدينِ، ولو كانت النهايةُ علي أيديهم.
أما الجيرانُ، يكرهون مصر، من الشرقِ للغربِ، لنظامِها وشعبِها، يستبيحونها، إعلامُ البترولُ يسبُها من أرضِها، ما لا يقدرُ عليه في صحاريهم يستطيعه في مصر، عقودُ العملِ هي الرِقُ بعينِه، هي فَرضُ ثقافةِ الصحراءِ، العتامةُ، القَيظُ، الغِلظةُ، الجَفافُ، اللِحي المُحناةُ، الجلاليبُ القصيرةُ، الثيابُ الداكنةُ، الشَباشِبُ، الحياةُ المُزدوجةُ، ظاهرُها غيرُ باطنِها، قناعُ فضيلةٍ ومعيشةُ فُجرٍ.
وإلي العالمِ، الحروبٌ تَغلبُه في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال واليمن، دخلَتها المجتمعاتُ كلُها قبلَ الجيوشِ، تفجيراتٌ في مواصلاتٍ عامةٍ في بريطانيا، ضابطٌ أردني يطلقُ النارَ علي زملاءٍ له في معسكرٍ أمريكي، متفجراتٌ في ملابسِ نيجيري علي طائرةٍ أمريكيةٍ، صومالي يحاولُ قتلَ رسامٍ دانماركي، منعٌ للمآذنِ، قيودٌ في المطاراتِ والسفرِ. المزاجُ العامُ في العالمِ معبأٌ ضد ما هو مسلمٌ، الكراهيةُ عيني عينك، هنا وهناك.
ما تُعانيه مصرُ مؤكدٌ، واضحٌ، لما في داخلِها ومن خارجِها، الأقباطُ وكذلك عادل إمام وكلُ فكرٍ، ليسوا جزءاً من حكمٍ يُرادُ إقامتُه ونشرُه، التخلصُ منهم بكلِ وسيلةٍ مباحٌ، مُحَلَلٌ. في الصومال مثالٌ له، لفاتورةٍ ستدفعُها الدولُ الضعيفةُ، الهَشةُ، من وجودِها، من استمرارِها، هل تنجو منها مصر؟

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com







#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزراءٌ من الجُبِ...
- جامعاتُ الحكومةِ والاستمرارُ المستحيلُ...
- الكنائس هنا والمآذن هناك ...
- لا لتدميرِ التعليمِ الهندسي..بلا كللٍٍ
- مصر والجزائر...
- وزاراتُ الفكِ والتركيبِ...
- وزير النقل وحده؟!
- كله إلا مؤتمرات التعليم ..
- دراسة تحليلية لتقرير صحيفة Times الصادر في الأول من أكتوبر20 ...
- عن الجودةِ..والله عيب
- فاروق حسني...وما نيلُ المطالبِ بالتمني
- الاستقواءُ بالدين...
- وانتصرَ الزبالون علي الحكومةِ الإلكترونيةِ...
- لبانة فئة شلن...
- إذاعةُ الحكومةِ في رمضان...
- مجتمعٌ يتزايدُ وأطباؤه يتناقصون؟!!!
- بركاتك يا أبو تريكة...
- جرائمُ الجيرةُ ...
- إنهم يُهاجمون عادل إمام ...
- الهندسةُ الأدبيةُ والمُبتسرةُ .. وتدمير التعليم الهندسي


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - عادل إمام ونجع حمادي ...