الاعور الدجال

عبد الرحمن البحراني

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 22:05
المحور: المجتمع المدني
    

من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي وحسبي ونسبي.
أنا الاعور الدجال وما أدراك ما الاعور الدجال وقصتي تجدونها في
سورتي البلد والتين فقد ذهب بعض المفسرين الى ان هاتين السورتين
نزلتا بحقي انا وذلك عندما كنت انسانا سويا قبل ان اتحول الى اعور دجال
وهذا الكلام طبعا للمفسرين وعلى ذمتهم وانا بريء مما يشركون ويظنون
واشهد اللهم اني لا اخوض معهم في ظلموت التفاسير ولا اشاركهم في مناوراتهم
الافلاطونية والطلاسمية التي لا يحل رموزها الا خبراء المفرقعات امثال السيد
حبسبوسن باس.
على اية حال ارجو ان تسمحوا لي بالعودة الى صلب الموضوع فقد جاء في
سورة التين _الاية _4 _ ان الله خلقني في احسن تقويم وجاء في سورة البلد
الايات_8_9_10_11_ان الله جعل لي عينين ولسانا وشفتين وهداني النجدين
ثم قال لي بعد ذلك اقتحم العقبة وهنا عند العقبة موضع الشاهد فقد التبس على الامر
حيث لم افهم بالضبط ما هي العقبة وظننت لاول وهلة ان المقصود بها خليج العقبة
وان الله يامرني ان اقطع هذا الخليج العظيم سباحة وصولا الى الشاطيء الاخر وطبعا في
هذا مخاطرة عظيمة كتبها على الله ليعرف مدى طاعتي له وامتثالي لاوامره وليمتحن
قوة ايماني وقوة تحملي في سبيله كما كتبها من قبل على انبيائه ورسله وعباده الصالحين
خذ مثلا محنة سيدنا ابراهيم الخليل مع محرقة النمرود ومحنته الثانية حين تلقى الامر الالهى
بذبح ولده اسماعيل وخذ مثلا محنة سيدنا يوسف مع زليخا ومحنة سيدنا يونس فبي بطن الحوت
ومحنة سيدنا نوح مع الطوفان وووووو
وادركت في تلك الساعة ان الدنيا تتمخض وان معجزة كبرى على وشك الحدوث ومن حسن الحظ
انني انا المرشح لبطولة هذه المعجزة فلو قدر لى النجاح في عبور الخليج سباحة كما امرني الله
ووصولي الى الشاطيء الاخر سالما غانما فعندئذ ساكون عبريا من العابرين الذين فضلهم الله
على العالمين وادخل في رهط الصالحين ادخل المجد الابدي من باب الانبياء والمرسلين والقديسين
ومن يدري ربما اجد اسمي يوما ما مدونا في صحف سيدنا موسى او صحف سيدنا ابراهيم
او صحف سيدنا اخنوخ المشهور ب ادريس لكثرة دراسته في الصحف والمجلات التي كانت تصدر
في عهده عن مؤسسة عصور ما قبل التاريخ للطباعة والنشر.
على اية حال لنعد ثانية الى صلب الموضوع فقد كنت على اهبة الاستعداد لخوض غمار المخاطرة
وبينما ا ناكذلك سمعت صوتا يزجرني قائلا :
يا حمار لقد خلقتك انسانا وفي احسن تقويم وزودتك بعينين ولسانا وشفتين وهديتك النجدين وسخرت لك
كل شيء ولم ابخل عليك بشيء فتضرب كل هذه الامتيازات عرض الجدار وتتصرف مثل حمار
الم تعلم ان كلامي ظاهر وباطن وان باطنه اكثر من ظاهره وانه نادرا ما يحمل على الظاهر وفي
الاعم الاغلب يكون العمل ببواطن الكلام وانني حين اقول العقبة لا اقصد بذلك خليج العقبة ايها الابله
وانما اقصد عقبة اخرى.
فقلت متسائلا وانا خاشع وذليل :
حنانيك يا رب ما هذه العقبة ؟
وتلقيت الرد مدويا
عقلك يا حمار الا تعلم ان العقل هو العقبة الوحيدة الكأداء التي تقف حائلا بيني وبينك وانك لاتصل
الى مراتب الايمان العليا ما دام عقلك في راسك وان اول خطوة لك على طريق الايمان هي ان تسخر
من عقلك وترميه جانبا أسالك ايها الابله هل رايت في حياتك مؤمنا في راسه عقل سليم او لديه منطق سليم
وخذ العكس اذا شئت هل رايت انسانا يحترم عقله ويتمتع بمنطق سليم يسبح في سراب
قلت في خشوع
وكيف لي ان اتخلص من عقلى يا الهي كي اصل اليك ؟
وما ان اتممت كلامي حتى اخذتني لطمة قوية على وجهى وتحديدا على عيني اليسرى فنسفتها نسفا
وثمة صوت يقول لي خذها لقد فقدت عينك اليسرى والى يوم يبعثون ومن الان فصاعدا سترى الحياة
بعين واحدة وهذا سيساعد عقلك كثيرا في فهم الامور علىحقيقتها وقد يناديك البعض باسم الاعور الدجال
فلا تأبه له واعلم ان من يناديك بهذا ا لاسم انما هو الاعور الدجال واصبر على الاذى في جنبي فاني
احب الصابرين
فقلت سؤال اخير يا الهي
لم نسفت عيني اليسرى وابقيت على اليمنى
لانك من اصحاب اليمين يا غبى

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل