أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا العودة الى دهاليز المفاوضات الثنائية ..؟؟















المزيد.....

لماذا العودة الى دهاليز المفاوضات الثنائية ..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.....تتوارد وتتسارع الأنباء عن جهود تبذلها دول عربية وبالذات من معسكر الاعتدال العربي، وبضغط كبير من الإدارة الأمريكية ،من اجل إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المتوقفة،بسبب رفض إسرائيل تنفيذ أي من التزاماتها وفق ما يسمى بخارطة الطريق وما يعرف بخطة أوباما الوقف الشامل للاستيطان في الضفة والقدس مقابل التطبيع مع العالم العربي،ويبدو أن العودة للمفاوضات هذه المرة،ستكون من خلال تراجع السلطة الفلسطينية عن موقفها برفض العودة للمفاوضات ،إلا بالوقف الشامل لغول الاستيطان الذي يلتهم الأرض الفلسطينية ويهدد عروبة القدس بشكل خاص،والعودة هذه تجيء مقابل الحصول على ورقة ضمانة أمريكية لا تسمن ولا تغني من جوع،بإنهاء المفاوضات خلال عامين ومن ثم يتم بحث قضيتي القدس واللاجئين،وبمعنى آخر منح إسرائيل الزمن والمدة الكافية لخلق وقائع جديدة على الأرض واستكمال مخططاتها ومشاريعها الاستيطانية، بحيث يصبح من الضروري الأخذ بها في العملية التفاوضية،ويبدو أن الفشل الذريع الذي انتهى إليه هذا النهج التفاوضي طوال أكثر من ثمانية عشر عاماً ليس كافياً لأصحاب نظرية الحياة مفاوضات،لكي يعيدوا النظر في هذا النهج العبثي والمدمر،من حيث عدم الارتهان للمفاوضات كخيار وحيد لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية،ولا بد من الجمع بين المفاوضات والمقاومة،وكذلك وضع أسس ومعايير ومرجعيات واضحة للمفاوضات،وأن تكون الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة هي الحكم والفيصل في هذا الجانب،وليس ما يتم فرضه عبر بوابة المفاوضات الثنائية،والتي تستخدمها اسرائيل من أجل تكريس وقائع على الأرض،والظهور بمظهر حمامة السلام،في وقت هي فيه ابعد عن السلام بعد الشمس عن الأرض،وما تقوم به من اجراءات وممارسات على الأرض،يكذب ويفضح كل زيفها وإدعاءاتها،ولكن البعض فلسطينياً والذي أضمن التفاوض من أجل التفاوض،وبنى استراتيجية على هذا الخيار،يصر على "حلب الثور" و"طلب الدبس من قفا النمس"،وهو يعلم أن المطروح عليه من أجل استئناف هذه المفاوضات العبثية والمضرة،لن يخرج عن إدارة الأزمة،والظهور بمظهر أن هناك حركة ومفاوضات،من أجل امتصاص الغضب الشعبي العربي والفلسطيني المتصاعدين،وبما يمنع من السقوط النهائي للنظام الرسمي العربي،والذي يثبت يوماً بعد يوم،أنه تخلى عن المصالح والحقوق القومية العربية،لصالح مصالحه القطرية،وأضحى أداة غليظة تمارس ضغطها على الضحية للخضوع لشروط وإملاءات الجلاد.
والشيء الخطير أن السلطة الفلسطينية،وعلى لسان منظري ومؤدلجي نهج المفاوضات، من الرئيس والطاقم التفاوضي المحيط به أعلنوا فشل هذا النهج والخيار،وأنه وصل الى نهاياته ،بل أن الرئيس في الخطاب الذي أعلن فيه عدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى،كان يؤبن التسوية والمفاوضات،مع شعور عالي بالمرارة من خذلان أمريكي وأوروبي له،من خلال انحياز أعمى وكامل للرؤيا والمواقف الإسرائيلية،ولكن أي عاقل ومتبصر في الأمور والسياسة،كان يدرك أن السلطة لم تطلق هذا الخيار،وهي لم ترسم استراتيجية شاملة كبديل عن هذا النهج والخيار،بل كانت تنظر للأمور من الزاوية التكتيكية ،وهي بتهديداتها وتلويحها لاحقاً بالتوجه الى مجلس الأمن الدولي،لاستصدار قرار دولي يعترف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967،لم تكن جادة في هذا الأمر،بل كانت ترى أنه ربما تمارس ضغوط أوروبية وأمريكية على إسرائيل،من أجل القبول بتجميد جزئي للاستيطان ،يتيح لها العودة الى هذه المفاوضات خيارها الوحيد،ولكن إسرائيل لم تأبه بكل ذلك واستمرت في التصرف على الأرض بتكثيف وتوسيع الحملة الاستيطانية على الضفة،وبالهجوم الشامل على القدس والمقدسيين في كل المجالات والميادين،بشراً وحجراً وشجرأ،ومن أجل أن تحد وتمنع من نمو وتصاعد الغليان الشعبي على إجراءاتها وممارساتها،ومن أجل تنفيس هذه الحالة الشعبية المحتقنة،سعت وبالتحالف مع أمريكا ومعسكر الإعتدال العربي،الى ممارسة اللعبة القديمة الجديدة،ألا وهي طرح مبادرة أو مشروع أو خطة جديدة تثار الجلبة حولها وتسلط الأضواء عليها، لحين رحيل الإدارة الأمريكية الحالية وقدوم أدارة جديدة تعيد الكرة بطرح مشاريع أو مبادرات جديدة،يكون عنوانها الجديد تأبيد وشرعنة الإحتلال،مقابل السلام ،لأن إسرائيل تكون قد استكملت مشاريعها من استيلاء على الأرض وتطهير عرقي.
ومن هنا فإننا نرى أن عودة السلطة الفلسطينية الى المفاوضات على أساس ورقة ضمانات أمريكية لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به،لكونها غير ملزمة وتفتقر إلى الآليات التنفيذية،والهدف منها خدمة إسرائيل وأهدافها ومشاريعها في المنطقة، كما أن تلك العودة ستشكل ذبحاً كاملاً للمشروع الوطني،وأيضاً تكريساً وتعميقاً لحالة الانقسام السياسي والفصل الجغرافي القائمتين،واهداراً وإضاعة للوقت والجهود التي يجب أن تستثمر في إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وبناء إستراتيجية فلسطينية موحدة وجديدة،استراتيجية تؤمن إيمانا راسخاً بأن نهج المفاوضات الثنائية قد فشل فشلاً ذريعاً وألحق أضراراً خطيرة بالمشروع الوطني الفلسطيني ووحدته الجغرافية والسياسية،وأنه يجب البحث عن إستراتيجية تجمع بين المقاومة والمفاوضات،مع اعتماد أسس ومعايير ومرجعيات واضحة للمفاوضات، ويجب الإقلاع عن سياسة الاعتراف الأحادي ونبذ"العنف" والتقيد بالاتفاقيات والالتزامات من جانب واحد الى غير رجعة،وإعادة الاعتبار الى البعدين العربي والدولي للقضية الفلسطينية.
ورؤيتنا للمخاطر والأضرار والتداعيات الخطيرة لعودة السلطة الفلسطينية الى المفاوضات العبثية،نابعة ليس من رؤيا عدمية أو رفض من أجل الرفض أو المزايدة أو "الفنتازيا" السياسية،بل أن الكثير من الشواهد والوقائع العملية والأمثلة الحسية والحقائق على الأرض،تدعم وجهة نظرنا هذه.
فالجميع يعرف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي"نتنياهو" رفض تنفيذ اتفاق الخليل وأصر على إعادة التفاوض على المتفاوض عليه،والجميع يعرف أن اتفاقيات أوسلو نصت على عدم المس بمؤسسات منظمة التحرير في القدس،والتي لم تبقى أي منها عاملة بالقدس ،بل جرى إغلاقها إسرائيليا وبمباركة أمريكية وأوروبية غربية،والجميع يعرف أنه حتى المداخل الأمنية لحل القضية الفلسطينية،كخارطة الطريق لم تنفذ إسرائيل أي من الالتزامات المترتبة عليها فيها،والجميع يعرف مصير وديعة الراحل رابين عند الأمريكان بالنسبة للجولان،والجميع يعرف مصير رؤية"المؤمن الكبير" قاتل أطفال العراق"بوش" ووعده الخماسي بإقامة الدولة الفلسطينية،والجميع يعرف مصير خطة أوباما لإقامة الدولة الفلسطينية خلال أربع سنوات،والتي جرى التراجع عنها قبل أن يجف حبرها،رغم التهليل والتطبيل والتزمير العربي والفلسطيني غير المسبوق لها .
أن أي عودة فلسطينية للمفاوضات،لمجرد الحصول على ورقة ضمانة أمريكية،سيشكل ربحاً صافياً لإسرائيل ومشاريعها ورؤيتها وبرامجها،وسيعمق من نزف الجرح الفلسطيني سياسياً وجغرافياً،وسيفتح الباب واسعاً على مصرعيه،للمزيد من التآكل في الوضع الداخلي الفلسطيني،قد تتحول معه حالة النزف الى ذبح كلي وشامل للمشروع الوطني الفلسطيني،وستطفو على السطح المشاريع البديلة من الضم والألحاق للوطن الفلسطيني ولأكثر من بلد ودولة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد عام فلسطيني منصرم
- سياسة الأهمال الطبي في السجون/ الأسير محمد الريماوي نموذجاً ...
- بعد عام على العدوان/ العدوان والحصار مستمرين
- عودة الى محاكم التفتيش
- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر/ الأسير المناضل علاء البازيان..
- غزة والعصر الطيني...
- تسيفي ليفني والبشير وجرائم الحرب ..
- المستوطنون ....عربدات .....وانفلات/ والعرب ....شجب .....استن ...
- حذاري من صفقة تبادا بدون أسرى 48 ...
- لماذا نحن مهزومون ...؟؟
- وثيقة الإتحاد الأوروبي خطوة الى الأمام ولكن ..؟؟
- هل تحتفل الجبهة الشعبية بإنطلاقتها بوجود أمينها العام ...؟؟
- العيد لم يحمل أي بجديد..
- في العيد نتنياهو مستمر في مناوراته ....وصفقة التبادل لم تنجز ...
- مباراة الجزائر ...مصر/ عصر ما بعد الإنحطاط
- القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..
- هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
- عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
- أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
- هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا العودة الى دهاليز المفاوضات الثنائية ..؟؟