فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 15:34
المحور:
الادب والفن
وطئت قدماه مقهى يتربع على أيكة خضراء زاهية ، تبهر الناظر ،بيده كتاب مستعار ، كان ينوي ان يمنحه حريته بعد ان يلتهم حرفه ،وكانت عيناه تتسكعان بين نهمه وبين التحديق بين الاركان من حوله، باحثا عن مصدر الرائحة التي تصفعه كل هنيهة .
في قرارة نفسه فكر بالانتقال لطاولة اخرى ، فلملم نفسه متأبطا كتابه ومحتضنا فنجانه بيدين وجلتين ، ما ان عانق ظهره الكرسي حتى راشقته الرائحة بسياطها من جديد ، استفزه الامر فابدى تقززا ، ونكاية بها ، غادر الطاولة الى حيث شذى الزهر وعبقه ، مقتعدا مرجا يانعا، يحتضن جدولا ناعسا صافيا رائقا ، مستنشقا عطر المكان .
ما ان هَمَ بفتح الكتاب ليقرأ ، داهمته تلك الرائحة البغيضة ، حتى الزهر واصصه ،ازكمتها تلك الرائحة فمالت ذابلة ، اخنت رؤوسها هربا .
رمى الكتاب هلعا ، فتناثرت اوراقه في المرج ، اسفر عنه هروب رواد المرج .
عاد الى المقهى,جلس الى طاولة يتابع احاديث العشاق..تناثر رذاذها على وجهه ، حين سمعها تقول له :
تستوطنني أحلام قَلوع
وتتشربني الراحة صليلاً
فتلجني أمواج منتهاك
فانتشى ، وارتسمت وجنتاه بلون العيد
فكرة النص : للقاص حسن العلوي - المغرب
رسم الكلمات الشعرية ونكهتها ..فاطمة الفلاحي
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟