دليل التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح / عسل في العموميات و سموم في التفاصيل

ادريس الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 18:24
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

دليل التدبيرالمالي لجمعيات" دعم مدرسة النجاح"
( عسل في العموميات و سموم في التفاصيل )

تقديم :

كما عودتنا الدولة في مخططاتها على منهجية " التاكتيك " في تمرير مخططات و إملاءات صندوق النقد الدولي و مؤسسات النظام الرأسمالي و خلاصات اجتماعات "كلاب الحراسة الجدد"(حكومة العالم)، ها نحن لا نفاجأ بكشفها عن الفلسفة الحقيقية الكامنة خلف تأسيس " جمعية دعم مدرسة النجاح". فكما مررت " الميثاق المشؤوم" بطريقة سلسة مغلفة بالديماغوجية و الإيديولوجيا بمستوياتها الثلاث كما أوضحها كارل مركس ( التشويه – التبرير- الإدماج/التطويع) ، و ليس بمستواها المبتسرالذي منحه و إياها كوندياك و أتباعه (علم الأفكار).و كما ستمرر و بنفس التاكتيك " المخطط الاستعجالي" هاهي تفصح عن الخطوط العريضة للتدبير المالي لجمعية دعم مدرسة النجاح عبر دليل إن تدبرنا تفاصيله نقف بالملموس على أن المؤسسات التعليمية بالمغرب استدرجت إلى الشراك من حيث لا تدري .

1- منطلقات إعداد الدليل اللاديمقراطية
و يتضح هذا جليا من من خلال الفقرة التالية :{...و لقد تم إعداد هذا الدليل من طرف مديرية الميزانية بهذا القطاع بإشراك بعض مديري المؤسسات التعليمية بالمجالين القروي و الحضري و السلكين الابتدائي و الثانوي بكل من أكاديميتي الدار البيضاء الكبرى و دكالة –عبدة خلال المراحل النهائية لصياغته و تنقيحه ....}ص 02 .فأين جمعيات و رابطات المديرين ؟ و ما معايير اختيار "بعض المديرين " ؟ و هل ستظل مدن المركز هي القاعدة الخلفية الوحيدة و النموذج الأمثل في الاستشارة ، و الإشراك ؟

2- بخصوص " الأجهزة المقررة " في الجمعية
خلال الاجتماع التأسيسي المتهافت لهذه الجمعية ، و بعد استماعنا لمرجع التأسيس لم نسمع إطلاقا بهذه الأجهزة ، إذ فهمنا حسب طاقاتنا الإدراكية المتواضعة أن الأداة التقريرية الوحيدة هي الجمع العام، فما هي بقية هذه الأجهزة ؟و إن كانت المؤسسات التعليمية قد قامت بعملية التلجين أو خلق أجهزة أخرى فنحن على غير علم بها .

3- بخصوص أنواع المداخيل - الموارد
ورد في الدليل مايلي : { يمكن عرض الموارد التي تحتاجها الجمعية على الشكل التالي :
-موارد بشرية : متدخلون ، مستفيدون ، متطوعون
- موارد فنية : أدوات ، تجهيزات ....
- موارد تقنية : دعم تقني ، دراسات ،توجيهات ، استشارات أو عملية تتبع
- موارد مالية : واجب الانخراط ، منحة ،هبة ، بيع (سلع) ، دخل من نشاط مدر للربح } ص07
فكما نعلم جميعا فمؤسساتنا العمومية – أقرها الله بعينه التي لا تنام – تأوي تلاميذ من طينة أبناء السلالات العائلية التي تتصدر أسماءَها العائلية عبارةُ" ابن "( المترفين) ، الذين سيتسابقون نحو اقتناء تذاكر الاستفادة من الأنشطة داخل المؤسسات ،و اقتناء أدوات و تجهيزات الجمعية ، أو الاستفادة من الدعم التقني و التوجيه و الاستشارة أو عملية التتبع ! ! إن واقع المكتبات و الخزانات و دور الشباب و معارض الكتب وطنيا يقدم الإجابة الصادمة و التي يعيها الجميع . أما واجب انخراط الأعضاء في الجمعية فذلك نقاش آخر ، إذ أن واقع التبطيق في " التضامن الجامعي " و " النقابات" و كذلك أرصدة اللجن الاجتماعية و مبادرات " الإحسان" و التضامن من داخل مؤسساتنا التعليمية واقع يقدم أيضا الإجابة الصادمة . أما المنحة التي ستقدمها المجالس البلدية و القروية – التي تلجأ هي الأخرى إلى الاقتراض- فستكون مثل كبش سيدنا إبراهيم الأملح الأقرن ... ! !

-3 مفاجآت
ورد في الصفحة 08 بصدد المداخيل القارة ما يلي " واجب الانخراط السنوي للأعضاء ، و هو ذلك المبلغ الذي يحدد بقوانين الجمعية و بدونه تظل العضوية ناقصة " فما دلالة العضوية الناقصة في علاقتها بعدم أداء الواجب المادي ؟ و ما مدى تأثيرها على القوة الاقتراحية و التقريرية للعضو المنخرط الذي تلكأ في تسديد واجبه الذي لم يعد اختياريا بل أصبح ملزما بعبارة " تظل عضويته ناقصة " ، بل و أنكى من هذا ، فهو ملزم بأداء ضريبة أخرى سميت في الدليل " بالإشتراكات الإلزامية " و المقصود بها إلزامية شراء منشورات و دوريات تصدرها الجمعية ! !

-4 مداخيل الأنشطة
في هذا البند راهن المشرع على جني الجمعية لمداخيل من وراء تقديم خدمات و تكوينات و بيع منشورات و دلائل و لوحات فنية و صور فوتوغرافية ...بمعنى أن تتحول المؤسسات بقدرة قادر إلى "مكاتب دراسات" و "معاهد تكوين"و معارض "بيكاسو ( بابلو رويس) عبر أستاذ يشكي حاله لحاله أو عبر تلاميذ إمزورن ، إملشيل ، أنفكو .... ! !

مناشدة غير ملزمة / على سبيل الختم :
إن السم الذي وضع في الحليب لازلنا لم نعبُّه بعد ، و إن كانت لدينا غيرة على أبنائنا و بناتنا و مؤسساتنا التعليمية ، فساعة إفراغ هذه الهياكل الصورية دقت ، لنترك الدولة تمرر مخططاتها التدميرية بنفسها – و ليس عبر رجل التعليم- و هذا أضعف المواقف أمام صمت غالبية الأحزاب و المجتمع المدني الحي و جمعيات الآباء و بعض النقابات.
بهذه القراءة المتواضعة أتينا بقبس من نار لاحفة بين طيات هذا الدليل ، و تبقى مجرد رأي ، و نأمل من إخواننا الأعضاء في هذه الجمعية أن يأتوا عبر قراءات أخرى بقبس من نور يخرجونا به من الظلمات .

ذ الحسناوي / ث الحسن 2 / تنجداد/المغرب- 02-01-2010

المراجع : دليل التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل