أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - لا يزال حيا














المزيد.....

لا يزال حيا


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 17:21
المحور: الادب والفن
    


( أيامها كانت الدنيا حلوة بجد .. كنت حاسس إن كل حاجة متوفرة لي عشان استمتع بيها وانبسط .. كنت متفوق في الدراسة وكل المدرسين بيقدروني وكان عندي اصحاب كتير وبيحبوني جدا لغاية في يوم مقدرش انساه أبدا خرجت من المدرسة لقيتلك شوية عيال بلطجية رابطين واد في شجرة وفاتحين دماغه وقاعدين يلفوا حواليه بالسيوف والسنج ويخبطوه في كل حتة من جسمه .. تخيل مفيش حد قدر يتدخل عشان ينقذه .. رجاله بشنبات وطول بعرض كانوا يعدوا ويقفوا يتفرجوا وبعدين يمشوا من غير ما حد فيهم يفتح بقه .. جاتلي حالة رعب وفزع رهيبة وتخيلت نفسي مكان الواد المسكين ده بعد ما اكتشفت إنه ممكن جدا عيال زي دول يصطادوني مرة وأنا خارج من المدرسة ويعملوا فيّ إللي عملوه فيه ومحدش ها يقدر يعملي حاجة .. حسيت كإن الثقة إللي كانت عندي في الدنيا اتخطفت فجأة من جوايا وإن السعادة إللى كنت عايش فيها قد إيه طلعت ضعيفة ومهددة جدا وأنا مش واخد بالي ..... )


( كانت بالنسبة لي أجمل بنت في الدنيا .. مش قادر أوصفلك قد إيه كنت بحبها .. صدقني لما كنت باروحلها الجامعة علشان أقابلها كنت باحس وأنا شايفها واقفة بعيد مستنياني إن روحي سبقتني ليها .. وأنا معاها كنت ببقى حاسس إني في الجنة ومبكونش عايز أسيبها أبدا ولما كنت بارجع البيت مكنتش ببطل تفكير فيها .. تخيل كان من العادي جدا إننا نلاقي كل واحد فينا بيطلب التاني في التليفون في نفس اللحظة .. كنا بالضبط زي ما بيقولوا بجد روح واحدة في جسدين .. بعد كده لقيت صحاب ليا شافوها معايا بيقولولي عنها كلام مقدرتش استحمله وبرضه واحدة من صاحباتها اتصلت بيا وقالتلي نفس الكلام وفضلت مش مصدق لغاية ما قررت أراقبها وفعلا لقيت كلامهم صح .. تخيل لما قصة حب جميلة زي دي تنتهي باكتشافي إن أول بنت أحبها من قلبي فعلا تطلع شرموطة وليها ملف في الآداب ..... )

( حاولت أكلمه وأفهمه أكتر من مرة عشان أخليه يقتنع بإن الكلية دي ما تناسبنيش وإني مش ها افلح فيها ولكن مفيش فايدة .. طول عمره مصدق نفسه جدا ومتأكد ببشاعة إنه طالما أبويا يبقى هو إللي فاهم كل حاجة وإني مينفعش أختار حاجة لنفسي وإن إللي يقرره لي هو ده إللي في صالح مستقبلي .. حتى بعد ما فضلت أسقط كذا مرة فضل مصر على موقفه ومعندوش استعداد يتنازل ويسيبني أحول لكلية تانية حتى وهو شايف السنين بتعدي من عمري لغاية ما جت النهاية المتوقعة واتفصلت لتجاوز مرات الرسوب فاضطر يسيبني أروح كلية تانية بعد ما عشت أزمات نفسية كتيرة وابتدت تجيلي حالات تشنج وصراخ لسه باتعالج منها عند الدكتور لغاية دلوقت ..... )

( أنا ها أقوم اشتري سجاير ..... )

ربع ساعة مرت .. أعرف أن أقرب محل سجائر على أول الشارع .. لكن ربع ساعة ؟! .. دخل شاب المقهى بأنفاس متعثرة وتوجه نحو الطاولة التي يجلس عليها أصدقائه : ( عربية طايرة هرست واحد على أول الشارع ) ...
تسارعت دقات قلبي وأنا أقف بتلقائية ثم أتجه إلى باب المقهى وقبل أن أصل إليه وجدت صديقي يدخل وفي يده علبة السجائر .. لم تكن الابتسامة التي ارتسمت على وجهي حين رأيته قادرة على الاكتمال .

* * *
http://www.mamdouhrizk.blogspot.com/



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيران الانفتاح تسطو على وطن ما بعد العبور
- كلمة أخيرة عن سرقة مقالي بجريدة القاهرة
- بيت المرايا
- عن ( روجرز ) أحمد ناجي
- كاتبة بجريدة ( القاهرة ) تسطو على مقال ( ممدوح رزق ) عن ( شا ...
- كنت أظنه نائما
- قلت لها أن هذه لم تعد وردة
- صناعة الرواية بطريقة عباس العبد
- قراءة في ( تخاريف خريف ) ل ( مؤمن المحمدي )
- قراءة في ( خمر المسا .. حليب النهار ) ل ( حمدي زيدان )
- بوك ستور
- ( بابل ) .. مجزرة الصدف المدبرة
- قراءة في ( شارع بسادة ) ل ( سيد الوكيل )
- الثقب الذي لا يعنينا في الساحر الطيب
- الروح القدس
- أفراح العين الزجاجية المحتقنة
- مرحاض المونولوجست الفاشل
- الحرمان من التفاؤل واليأس
- تريلر فيلم ( شرج الطفل الممتع )
- ما بعد إنكار الإله لوجود ميدان طلعت حرب


المزيد.....




- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - لا يزال حيا