أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسين الحاج صالح - المثقفون وقضية امتهان الإنسان















المزيد.....

المثقفون وقضية امتهان الإنسان


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:43
المحور: حقوق الانسان
    


أثار رد الفعل الساخط من قبل مثقفين وإعلاميين عرب على صور التعذيب والامتهان الذين تعرض لهما سجناء عراقيين في سجن أبو غريب رد فعل ساخطا مقابلا، يتساءل: أين كان هؤلاء المثقفون والإعلاميون حين كانت سجون صدام تشهد تعذيبا مروعا وبهيميا لسجناء رأي ولأقاربهم؟ أين كانوا حين كان السجناء السياسيون يقتلون دون ان يتعرض أحد من قاتليهم للمساءلة، حين كانت أجهزة الأمن في العراق وغير العراق تحيي وتميت وتنهب وتغتصب؟...
السؤال مشروع حتى لو كان غرض طارحيه إضفاء صفة نسبية على قبح الممارسات الأميركية، وحتى لو لم يكن طرحه في سياق "فضيحة أبو غريب" هو المدخل المناسب للتساؤل حول مواقف المثقفين العرب من قضايا التعذيب والقتل والاعتقال خارج القانون في بلدانهم. لا يمس شرعية السؤال أيضا الطرح الخطابي له، أعني طرحه لا طلبا لإجابة شافية بل لإحراج المخاطبين المفترضين وإسكاتهم.
حقا، أين كان المثقفون حين كان سجناء رأي عراقيون وسوريون ولبنانيون وفلسطينيون ومصريون واردنيون ..إلخ يقضون السنين الطوال في سجون تعذيب مثل تدمر السوري وابو غريب العراقي نفسه وأبو جويدة الأردني وغيرها من السجون "الشقيقة"؟ ماذا كان يفعل المثقفون والإعلاميون العرب حين كان مواطنوهم يعتقلون دون محاكمة ويعذبون ويهانون ويقتلون بالمئات والألوف وعشرات الألوف؟ لماذا لم يكن صوتهم مسموعا أو مؤثرا بينما هو مجلجل اليوم ضد تعذيب عراقيين على يد الأميركيين والبريطانيين؟
تحيل هذه التساؤلات إلى قضيتين: (1) موقع المثقفين العرب من قضايا التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية مما لا نشكو من ندرته في معظم بلادنا العربية؛ (2) موقع هذه القضايا في الثقافة العربية المعاصرة. وفي حين أن إجابة مفصلة على التساؤلات المذكورة خطوة لا غني عنها لاستعادة ثقافتنا كرامتها، فإننا لا نطمح هنا لما يتعدى إجابة تخطيطية عليها. فوق ذلك سيقتصر هذا التناول على إطار إحالة أكثر تواضعا، هو سوريا في الربع الأخير من القرن العشرين. إذاً: أين كان المثقفون السوريون حين اعتقل ألوف من مواطنيهم وعذبوا وقتلوا في تلك البرهة، وبالخصوص في العقد التاسع المظلم من القرن العشرين؟

أصناف المثقفين
بصورة أولية يمكن تصنيف المثقفين السوريين إلى ثلاثة أصناف أو اربعة استنادا إلى موقفهم من الملفات الإنسانية في بلدانهم والبلاد العربية المجاورة:
• المثقف الخائف؛
• المثقف المنحاز؛
• المثقف الذي لا يعرف؛
• المثقف الذي تكلم.

المثقف الخائف
هو مثقف لم يحتج على التعذيب والقمع لأنه يخشى أن ينضم إلى حشد المعذبين المقموعين. هذا المثقف خائف من شيء مخيف بالفعل لا "من خياله"، كما يقول تعبير سائر في سوريا، شيء تتداول حكاياته المروعة همسا وراء جدران أربعة. لقد سمع مثلا أن بين خمس مئة وألف سجين قتلوا في سجن تدمر (حزيران 1980) انتقاما لمحاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الراحل حافظ الأسد. وقد سمع (ولم يتح له في الغالب الأعم أن يقرأ) عما جرى في حماه في شباط 1982. وعن قرب، هو يعلم أن جاره قد اختفى منذ سنوات دون أن يعرف شيء عن مصيره. ولعله سمع روايات يصعب التيقن من صحتها عن اختفاء شاعر أو اختطافه وموته لأنه كتب قصيدة مقذعة في حكام البلد. وأن يكون من غير المتاح توكيد أمثال هذه الروايات فأمر يزيد، ولا ينقص، من طاقتها الترويعية، إن صح التعبير.
رغم أن شروط التعذيب والترويع تطلب كلام المثقف وشهادته واعتراضه إلا أنها، هي ذاتها، التي تجعل الكلام والاعتراض مستحيلا.
يتفاوت السؤال الذي يطرح هنا: هل ينبغي على المثقف أن يقول "الحقيقة في وجه السلطة" (إدوارد سعيد) مجازفا برأسه ام ان ينجو برأسه ساكتا على جسد الحقيقة الميت؟ هل كان ثمة ما يمكن فعله أو قوله حيال مجزرة تدمر 1980 أو حماة 1982 مثلا؟ ليس هناك إجابة سهلة، لكن قبل ذلك ليست المسألة سهلة. إنها مسألة قصوى: من يتكلم يمت! من يحتج علنا يقتل!

المثقف المنحاز
ليس من الضروري أن ينحاز المثقف طمعا أو لأنه "مثقف سلطة"؛ قد ينحاز لأنه خصم سياسي أو إيديولوجي للمقموعين (من غير عقيدته أو حزبه أو قومه أو...طائفته).
لم يكن قليلا عدد المثقفين السوريين الذين اعتبروا ما تعرض له مواطنوهم من اعتقال وتعذيب وإذلال في الثمانينات مستحقا. في تصريح مشين قال أشهر الروائيين السوريين في ذلك الوقت، حنا مينا، إنه لن يكتب قصصا أبطالها من المدن التي تبدأ بحرف حاء. المقصود حماة وحلب، وربما حمص. ليس التلميح المتضمن في هذا الكلام خفيا. فالروائي التقدمي والشيوعي ينسب ما جرى في سوريا في تلك السنوات إلى مدن بعينها، وينسب المدن إلى طرف اعتقادي وسياسي "رجعي" وآيل إلى الزوال لأنه يسير يعكس اتجاه "عجلة التاريخ" (لم تكن مفردات الإرهاب والأصولية في التداول السوري يومها)، طرف يقع وإياه على حدي "تناقض تناحري".
لكن ما لا يبدو أن الروائي الكبير قد ادركه هو أنه كان في وسعه أن لا ينصب أحدا من المدن "الحائية" ابطالا في رواياته، وأن لا يدافع عن اية خيارات سياسية وإيديولوجية مرتبطة بصورة ما بـ"الحائيين" دون أن يترتب على ذلك بالضرورة صمته عن تعذيبهم وامتهانهم وقتلهم.
على أن هذا الانحياز الإيديولوجي للمثقف يلقى تعزيزا مهما من انحياز ثقافي مقيم. ففي ثقافتنا المعاصرة ليست فكرة التضامن مع ضحايا الظلم والاضطهاد حية وقوية. إنها موجودة كفكرة مجردة، لكن ليس لدينا بعد تقاليد منسجمة في هذا الشأن، ولا أبطال يستظل باسمائهم ويمثلون مرجعيات رمزية للوقوف ضد الظلم وامتهان الإنسان، ولا أعمال أدبية رفيعة المستوى تعمل على الفكرة وتحييها.
هل يمكن تحميل هذا الانحياز الثقافي مسؤولية عدوانية موقف حنا مينة وافتقاره إلى الحساسية المنتظرة من أديب معروف؟ سنحاول ان نثبت في فقرة لاحقة ان التصور الشائع للانحياز الثقافي منحاز هو ذاته، وانه يخلط المسؤوليات بدلا من فرزها.
على أنه ليس من الضروري أن يكون المثقف المنحاز نضاليا ضد المعذبين. هناك المنحاز الصامت. هذا هو حال معظم المثقفين السوريين في الربع الأخير من القرن العشرين بمن فيهم بعض المشاهير جدا ممن لا جدال في وجود عنصر انحياز (يضاف إلى عنصر خوف) في صمتهم. ولا كلمة واحدة عند شعراء كبار ومفكرين مهمين، بمن فيهم من هجروا البلد اشمئزازا من فظاظة السلطة وعضليتها الرعناء.
من صور انحياز المثقف أن يبرز ما يتعرض له "جماعته" من اضطهاد ويصمت على غيرهم. العلماني يصمت على قمع الإسلاميين، والشيوعي العقائدي على اعتقال من يعتبرهم ليبراليين، والإسلامي على قمع الشيوعيين والعلمانيين. هذا الانحياز هو أقوى الآفات التي تعاني منها فكرة حقوق الإنسان التي حضرت في ثقافتنا وحياتنا العامة بعد سقوط الشيوعية المركزية وورثت غير قليل من عاهاتها وتعنتها.

المثقف الذي لا يعرف
هو مثقف يفتقر إلى معرفة كافية أو لا يعرف شيئا على الإطلاق عن القمع في بلد عربي آخر، مجاور خصوصا (ما دمنا نتحدث عن المثقفين العرب). ولا نعني بالتأكيد انه لا يعرف ما يجري في بلده. فجهله بالتعذيب والقتل في بلده، وهو المثقف، اقبح من الصمت ذاته، وهو مستحيل على كل حال.
هذا ينطبق على السوري حيال ضحايا القمع في العراق ايام صدام حسين، وعلى اللبناني حيال المقموعين السوريين، وعلى المصري حيال ضحايا التمييز والقمع في السودان، وعلى المشرقيين حيال جارهم الفلسطيني المقموع على أيدي سلطاتهم ... والعكس في جميع الحالات.
هنا يتداخل انعدام المعلومات أو ضآلة الموثوق منها ليشكلا عائقا حقيقيا. وقد كان هذا الشرط مؤثرا بالفعل بالنظر إلى حال الإعلام العربي وتدني فرص الحصول على معلومات من مصادر محترمة، وبالخصوص قبل عصر الفضائيات والانترنت. على سبيل المثال كان ثمة شكوى حقيقية في سورية من صمت عربي ودولي مطبق حيال ما جرى في سورية خلال عقد الثمانينات المظلم، ومن المحتمل أن مزيجا من شح المعلومات وضآلة فرص الوصول إلى المتاح منها (مكتوب بلغات أجنبية مثلا: كتاب ميشال سورا عن "الدولة البربرية" الذي يعتقد انه قتل لأنه تكلم، أو تقارير منظمة العفو الدولية) وإبهامها له ضلع في هذا الصمت.
غير أن هذه الحالة مركبة اكثر مما تبدو. فالسوري الذي يتحدث عن ضحايا صدام قد يفتقر إلى الصدقية لأنه يستفيد من سوء العلاقة بين النظامين ليفضح النظام الخصم لا ليدافع عن ضحاياه على ارضية القيم الإنسانية العامة (يقوم بدور مماثل لدور المثقفين الأميركيين الذين كانوا ينتقدون سجل حقوق الإنسان في المعسكر السوفيتيي السابق، ويغضون الطرف عن سجل حكومتهم الداعم لأنظمة وحشية)، وبهذا يكون اهتمامه مغرضا، ودافعه لجمع المعلومات عن طغيان صدام مريبا، وهو فوق ذلك مراء ومنافق لأنه صامت على الضحايا في بلده. وحين يكون نزيها فإنه قد يصمت على حال العراقيين لأنه لا يستطيع الكلام على حال السوريين (يمكن إبدال الأطراف دائما ). وقد يدفع تعقيد هذه الحالة الناس إلى عدم الاهتمام والتجاهل: فلماذا أتابع ما يجري في السودان، في دارفور الآن أو في الجنوب في وقت مضى، بينما أنا لا اجرؤ على قول كلمة واحدة عما يجري في بلدي؟ نريد من ذلك ان الأمر لا يتعلق دائما بجهل او ندرة المعلومات بل بتعمد الجهل لاعتبارات سياسية وأخلاقية.
هذا لا يقلل من ضرورة التغلب على العوز المعلوماتي بنشر معلومات موثقة ودقيقة. فلا شيء يسيء لقضايا حقوق الإنسان أكثر من معلومات منحازة أو جزئية أو مبالغ فيها. ولعلنا نتفهم أهمية المعلومات الدقيقة والشرح الرصين حين نسمع غربيين متعاطفين مع قضايا عربية يلحفون على أصدقائهم العرب أن يشرحوا مرارا وتكرارا للأميركيين والأوربيين ماذا جرى ويجري للفلسطينيين، بدلا من الاستغناء بعدالة القضية الفلسطينية عن الحاجة لشرحها.
ليست قصص التعذيب والقمع معروفة من تلقاء ذاتها. بل باتت معرفتها اليوم حصيلة عمل تخصصي إعلامي وحقوقي وسياسي وثقافي، وليس مجرد أمر يتعلق بالمشاعر وروح التضامن. وابو غريب بالذات مثال مبين. فلو لم تنشر بعض صور التعذيب والإذلال لبقي الكلام المجرد والشهادات الكلامية غير مثيرة للسخط العالمي وغير مؤثرة على اوضاع ضحايا السجن.

المثقف الذي تكلم
الصنف الأخير هذا هو ما يفضل نسيانه أو التكتم عليه عقائديو الأميركانية المتعصبون.
يتعلق الأمر هنا حصرا بمثقف مهاجر أو منفي في عقود الموت العربية (سبعينات القرن العشرين وما بعدها). اهتم مثقفون من هذا النموذج بقضايا حقوق الإنسان قبل عقد من موجة التسعينات. لكن كثيرين هاجروا هربا من السلطة المضادة للثقافة، وحافظوا رغم ذاك على صمت مطبق، خوفا أو انحيازا او أنانية.
لكننا نجد اليوم مثقفين مقيمين في بلدانهم يكشفون وقائع القمع ويدافعوان عن الضحايا. هناك تقدم لا جدال فيه على هذا الصعيد مهما أمكن له ان يكون منقوصا من نواح اخرى.

الانحياز الثقافي
هل يصح لوم المثقفين على صمتهم بينما ثقافتنا هي الصامتة على قضايا التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية؟ وهل المثقفون منحازون ضد بعض المقهورين من مواطنيهم أم أن ثقافتنا منحازة وغير مدركة لانحيازها؟ يستطيب مثقفون كثيرون أسئلة من هذا النوع، وتتراءى لأذهانهم عميقة وحكيمة. لكننا نعتقد انها أسئلة سطحية ومزورة في آن معا، وتقوم على خلط في مفهوم الثقافة وفي مسؤولية المثقفين وفي علاقة المثقفين بالثقافة والمجتمع والسياسة.
فهي تصدر عن منظور ثقافي وسياسي يجعل من الثقافة هوية ومن الهوية ماهية ثابتة ومن الماهية قدرا مقدورا لا يتغير ولا يتزحزح، مدونا في جيناتنا أو في "عقل عربي" متماثل مع ذاته عبر العصور والبلدان. وحيال هذا القدر المُصمّت لا دور للفاعلين الثقافيين، ولا تتعدى خياراتهم الخضوع له والتسليم به فيفقدون تأثيرهم، او رفضه رفضا خارجيا وسلبيا غير مؤثر. وليس ثمة علاقة تفاعل وتأثير بين الثقافة والمثقفين. ويفترض ان صمت شاعر كبير وفظاظة روائي كبير (سابقا) وسلبية مثقفين مرموقين ... هي من ثمار تلك الثقافة القدرية (كلهم خصوم فصحاء جدا لها) ولا علاقة لها بموقع المثقفين، هؤلاء او غيرهم، من بنى السلطة والسياسة والإيديولوجية في بلادهم، ومن مواقعهم الاجتماعية وأنماط حياتهم، ومن انتماءاتهم وولاءاتهم الحديثة وما قبل الحديثة، وبالتاكيد من خوفهم وجهلهم وأهوائهم.
نعم ثمة انحياز ثقافي لا شك فيه، وأول اشكال هذا الانحياز انصراف النظر الاتهامية عن ثقافتنا المعاصرة، الثقافة المعاشة والحية، نحو ما يفترض أنها ماهية عربية او إسلامية ثابتة وفاسدة. وما ثقافتنا المعاصرة؟ إنها ثقافة الخوف من سلطات مخيفة، واحتلال إيديولوجيات متعصبة للضمير والعقل، وشح مصادر المعلومات المستقلة والموثوقة، والرقابة على الإعلام وقمع حرية التعبير، ونظم حكم تسلطية قائمة على الولاء والعصبيات الجزئية... إنها الثقافة التي أنتجت المثقف الخائف والمثقف الغافل والثالث المنحاز وقليلا من الناطقين. والحال إن لهذا الانحراف الثقافي دور أكيد في هزال شاغل فكرة حقوق الإنسان في ثقافتنا المعاصرة، ولو لم يكن ذلك إلا بفضل تثبُّتِه على مقاربة ثقافوية (مبتذلة وحشوية في الواقع رغم بريقها الظاهري) وتجنبه مقاربة قضايا السلطة والثروة والعصبية، وعجزه عن تطوير بعد أخلاقي في مقارباته للحداثة والنقد الثقافي. والغريب أن الانحياز الثقافي يستصلح لنفسه قيم الكونية والحرية والحداثة والعقلانية. لكنه يصدر عن نزعة إنسانية مجردة عاجزة عن التعرف على الإنسان وحب الإنسان والدفاع عن الإنسان في اولئك الناس النثريين حولنا والمنثورين امام اعيننا. لعله لذلك بالذات فإن مفهومه للحداثة تطفلي وللعقلانية اعتقادي وللحرية برجوازي وجمالي وللكونية التحاقي.
ليس الانحياز الثقافي مفهوما على وجهه الصحيح غير تعبير عن تنصل بعض المثقفين من مسؤولياتهم الثقافية (توسيع الطاقة الاستعابية لثقافتنا لتغطي قضايا حقوق الإنسان بطريقة وعمق يختلف عن الاستهلاك الإيديولوجي الحالي) والسياسية ("قول الحق في وجه السلطة") والأخلاقية (التضامن النقدي مع ضحايا القمع).
ثمة مثقفون "حداثيون" و"علمانيون" ينتقدون بلا تضامن، ما يجعل نقدهم بمثابة "لوم للضحايا"، بل إهانة عدوانية وموتورة للمقموعين؛ وهو ما يرده إلى مجرد وجه آخر لتضامن بلا نقد يسهل انحطاطه إلى تعصب وقبلية وسياسة هوية. ضد القبلية كان إدوارد سعيد يقول: لا تضامن بلا نقد، ونكون أوفياء لفكر مؤلف "لوم الضحية" إن قلنا ضد القبليين الجدد: لا نقد بلا تضامن. وهذا صحيح بالخصوص في هذه السنوات حيث أضحى الانحياز الثقافي حداثة و"تحديثا للفكر العربي"، والافتقار إلى الشعور عقلانية، والفظاظة والعجز عن التعاطف مع الضحايا "علمانية"!



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مفهوم اليسار الديمقراطي وسياسته
- غاية الإصلاح: إبدال نظمنا الكاملة بنظم ناقصة
- أوربا تخطئ بإضعاف سوريا
- حزيران 1967 وما بعده تفاعلات الحرب والسلطة
- أخطاء تطبيق في الماضي وانتخابات حرة في ...المستقبل
- اضمن طريق للديمقراطية في العالم العربي -تغيير النظام- في ... ...
- عرض كتاب -صور محطمة: نهضة حركة تحطيم الأيقونات النضالية في س ...
- زمن المقالة وأزمة الثقافة
- ما بعد القامشلي الشأن الكردي والنظام السياسي في سوريا
- أسامة بن لادن، هيغل، وما بعد الحداثة
- اعتقال طلاب الجامعة سياسة العزل السياسي والجيلي
- بين عهدين: قضايا تحليل الانتقال السوري
- -العقد الاجتماعي- البعثي وتناقضاته
- نظام الاستثناء الشرق أوسطي
- ثلاثة برامج قتل وفكرة عزلاء
- اضطرابات الجزيرة ضرورة تجديد التفاهم الوطني السوري
- سوريا أمام المنعطف مــن هنا إلى أيــــن؟
- اعتصام دمشق فاعلون مترددون وإعلام يقيني
- طبائع العمران وصناعة الواقع في الدولة الحزبية
- في السنة الحادية والأربعين فصل حزب البعث عن الدولة ضمانة له ...


المزيد.....




- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسين الحاج صالح - المثقفون وقضية امتهان الإنسان