صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 15:22
المحور:
الادب والفن
أمّي،
تحبّ من تحب،
ولو غضب إخوتي،
أمّي تقول:
أنّني شربت أبيض حليب
وأن كلّ الأشجار تقف جبهة بيضاء في ثديها
بمجرّد أن أغيب
أمّي،
تقول أنّني مرشح لأن أحبّها أكثر ممّا تحبّني بِنِيّةٍ واحدة
حتى تستوي الأشجار بيني وبينها
أمّي تقول:
من فضلك، لا تكن عدوّ نفسك يا غبي
أجمل شقيّ أنت
إن فهمت أنّ الشمس لا تشرق لا من الشرق ولا من الغرب
بل تشرق من الغد
أمّي تقول:
فليكذب كلّ غد على أمسه
كن كالحب، لا تكن كالحبيب
اشرق على أيّ غد يشرق على غده
وعلى الشمس لا تكذب
فأمسُكَ قلبك من حليب
.
.
.
لو تغضب أمّي،
تحترق الأشجار
يموت الأبيض في العشب
لو تغضب أمّي،
يموت الحليب يتما
.
.
.
أمّي،
تحبّ من تحب
أمّي،
لا تحبّ الأحزاب
والبيع المشروط في مغازات العائلات الأصيلة
ولا البائعات المتجوّلات
أمّي،
كم تحبّ أن أكتب وأشرب الشعر
حتى تصبح خدودي حمراء
لون الأخلاق أبيض
أسود عندما تغضب
تحترق الأشجار
لو تغضب،
فالرّجل مورّط حتى يحبّ أمّه
بريئ حتى تلد
صلاح الداودي، 25ديسمبر 2009
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟