أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل خوري - هل اصبح العراق الحديقة الخلفية لايران














المزيد.....

هل اصبح العراق الحديقة الخلفية لايران


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 14:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الى نفس المنطقة التي شهدت اشرس المعارك بين القوات العراقية والقوات الايرانية وباتجاه نفس الحقل النفطي الذي سعى ملالي ايران ابان الحرب العراقية ايرانية وضع اليد عليه باعتباره جزءا لايتجزا من امراطورية الفرس عاد الجنود الايرانيون ليرفعوا علمهم على البئر النفطي رقم اربعة الواقع في حقل الفكة غير ابهين برد فعل حكومة المنطقة الخضراء ولا بالنظام العربي ولابالجامعة العريية التي يحتل العراق مقعدا فيها . بكل بساطة يبرر الملالي انتهاك جنودهم للاراضي العراقية واستيلائهم على هذا البئر النفطي بحجة ان المنطقة تقع ضمن السيادة الايرانية وتبعا لذلك ليس من حق العراقيين ان يعترضوا : الا يذكرنا هذا بنفس الحجج التي ساقوها عند ما توغلت قواتهم في منطقة سيف سعد قبيل اندلاع الحرب العراقية الايرانية الم يتكئ الايريامهر شاه ايران قبل ذلك على نفس الذرائع كلما تسللت قواته عبر الحدود الفاصلة بين البلدين. لا جديد اذا في استقواء ايران على جارتها العراق ولكن الجديد في صيرورة الحدث ان احدا من نواطير الحكومة الخضراء لم يحرك ساكنا للتصدي له او ردعه بالقوة النارية بل اكتفى رئيسهم المالكي بشجبه بعبارات خجولة والتاكيد على حل الخلاف بالطرق الدبلوماسية . حتى كتابة هذه السطور لم تفلح جهود المالكي الدبلوماسية فى زحزحة القوات ايرانية عن البئر النفطي الا بالابتعاد عنه خمسين مترا: ثم هل الايرانيين على درجة من السذاجة الدبلوماسية حتى يذهبوا بعيدا عن منطقة تعوم على احتايطي هائل من الخامات النفطية . ما ينبغي معرفته ان ملالي ايران ما كانوا ليجرؤا على غزو منطقة الفكة لولا انهم قد تمكنو ا من ترتيب الاوضاع في العراق بجعلها بعد الغزو الاميركي وحل الدولة العراقية والجيش العراقي حديقة خلفية لايران تصول وتجول فيها تحت سمع وبصر الحكومة الخضراء وربما بمباركتها فلم يعد خافيا ان اطماع ملالي ايران في الثروة النفطية العراقية وعائدات المراقد الدينية في النجف وغيرها هو ما حفزهم لتقديم تسهيلات لوجستية لقوات الغزو الاميركي وفي توجيه الدعوات للشعب والجيش العراقي لالقاء السلاح بغض النظر عن كل الشعارات الديماغوجية التي رفعوها ضد الشيطان الاكبر وقوى الاستكبار العالمي فكافأهم بوش بفتح ابواب العراق لكي تعبر منها مراجعهم الدينية ومليشياتهم ومخابراتهم وفي ظل هذه التسهيلات تمكنوا من التغلغل في مفاصل الدولة العراقية بما فيها الجيش واجهزة الامن وبفرض سيطرتهم على المراقد الدينية بل انهم في اوج سيطرتهم على الساحة العراقية كانوا قادرين على اسقاط الحكومات العراقية واستبدالها بوجوه ورموز موالية لهم الى حد ان احد ابرز الرموز الطائفية قد اعلن صراحة ان "مظلومية" العراق لايران ابان الحرب العراقية الايرانية ترتب عليها دفع تعوضات لايران. كما كان سهلا على المليشيات المتعاونة مع ايران ان لم تكن تأتمر باوامرها على سرقة النفط العراقي عبر انبوب مدوه من بعض الحقول النفطية الواقعة في جنوب العراق باتجاه الحدود الايرانية وعندما اكتشفته القوات الاميركية واوقفت الضخ منه بدات هذه المليشيات بشتى مسماياتها بشن هجمات ضدها تحت غطاء مقاومة الاحتلال وتحرير العراق ! وللحد من هذه الهجمات لم تجد ادارة بوش مفرا من اجراء عدة جولات من المفاوضات المباشرة مع الايرانيين انتهت بتوقيع اتفاقيات للتنسيق معهم في كل كبيرة وصغيرة لضبط ايقاع الساحة العرقية معترفين بذلك ان ايران باتت شريكا لهم في ادارة شئون العراق بما لك مشاركتهم في جزء من الكعكة العراقية. كما لاينيغي ان ننسى في هدا السياق ان ايران كانت الاكثر حماسا لمشروع فيدرالية العراق لاانحيازا للاقليات القومية وحقها في تقرير مصيرها والذي ترفض تطبيقة على اقلياتها القومية ولا تتردد في تنفيذ حكم الاعدام باي ناشط يطالب فيه بل لسلخ جنوب العراق الغني بالنفط وربطه لاحقا بايران تماما مثلما دمجوا امارة الاحواز الغنية بالنفط في ثلاثينات القرن الماضي . ما جرى في منطقة فكة ليس حادثة حدودية عابرة يمكن حلها بالاتصالات الدبلوماسية كما يحلو لحكومة المالكي ان تروج لها وتتعاطى معها وانما هي حادثة تجسد اطماع ايران في الثروة النفطية العراقية وبسعيها لوضع اليد عليها باسلوب القضم التدريجي لبعضها ولهذا حين ترفع علمها على بئر رقم اربعه في حقل فكة ا و اي بئر نفطي اخر فانما تتصرف على هذا النحو لضمان احتياطى نفطي يعوضها الانخفاض الملموس في احتياطياتها النفطية حيث تؤكد احدث الابحاث الجيولوجية التي نشرت مؤخرا ان انخفاضها ناشىء عن نضوب النفط في اكبر الحقول الايرانية. بهذا المنظور لم تعد معوقات تحرر العراق ونهوضه وتطوره تتمثل في الاحتلال الاميركي ولابتصاعد النفود الايراني فيه فحسب بل في الملشيات الطائفية المنتشرة فية فهي ليست اقل خطرا منهما خاصة حين يتركز نشاطها في العبث بالنسيج الوطني العراقي وبتصفية رموزه التنويرية والجاهزة ابدا لتأجير سلاحها لاية جهة تدفع لها ثمنا اكبر حتى لو كان عدوا طامعا بارض العراق وثرواته . فلا تحرر للعراق ولاتحولات اجتماعية وديمقراطية فيه الا باجتثاث سرطان المليشيات الطائفية.





#خليل_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون الفلسطينيون يزحفون باتجاه وطنهم
- انفلونزا الكساد تجتاح الاقتصاد الاردني!
- قادة الحراك الجنوبي يعزفون على وتر تقسيم اليمن
- اللامعقول في ميلاد المسيح
- الازمة الاقتصادية تطيح بالبرلمان الاردني
- حماس تمنع اطلاق الصواريخ
- الولادة الثانية للدولة الفلسطينية !
- المصالحة الفلسطينية المستحيلة
- ايران توظف النفط وعائدات المراقد الدينية العراقية
- نتنياهو في مواجهة حل السلطة الفلسطينية
- صندوق وفضائية عربية لوقف النمو الاستيطاني اليهودي
- الاستيطان الاسرائيلي


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن سقوط طائرات مسيرة و-أجسام مشبوهة- في عدة ...
- من أسرّة المستشفيات في طهران.. إيرانيون أُصيبوا بالغارات الإ ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف إجمالي عدد المسيرات الإيرانية على البل ...
- -معركة شرسة- داخل الدائرة المقرّبة من ترامب بشأن التعامل مع ...
- -حبوب منع الشخير-.. أخيرا قد يستمتع شريك حياتك بنوم هادئ!
- الولايات المتحدة: خوف وغضب واحتجاجات ضد شرطة الهجرة -الملثمة ...
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- وسيم الأسد تاجر المخدرات الذي ساهم بقمع معارضي النظام السوري ...
- هل تنهار إستراتيجية إيران العظمى؟
- عراقجي يحذر من انضمام واشنطن للحرب وماكرون يتحدث عن تسريع ال ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل خوري - هل اصبح العراق الحديقة الخلفية لايران