أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - ميكافيللي الشرير القابع في زعاماتنا














المزيد.....

ميكافيللي الشرير القابع في زعاماتنا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 12:38
المحور: كتابات ساخرة
    




كنت اتصور أن شيخ النفسانيين ( فرويد ) هو أول من اكتشف أن الانسان تتحكم بسلوكه غريزة العدوان وأنه شرير بطبعه، الى أن أعدت قراءة ( الأمير ) فوجدت أن ميكافيللي أحق من فرويد بهذا الاكتشاف، وأنه أبرع من فهم سيكولوجية السلطة. والمدهش أن ما قاله عن ( الأمير: الملك، رئيس الجمهورية،رئيس الوزراء..) قبل خمسمائة عام ما يزال ينطبق على معظم حكّام العالم، بل أن اغلب من بيده السلطة بالدول النامية يتعاملون مع ( الأمير ) معاملة هتلر وموسوليني وستالين وفرانكو..أعني أنهم يضعونه في مكاتبهم ويعدّونه مستشارهم في ادارة شؤون الدولة.
والمفارقة، أن ميكيافيللي وصف بالشيطان، ووصفه موسوليني- الذي أعدّ اطروحة دكتوراه عنه- بأنه منافق كبير، وانتقده الحكّام الأحياء منهم والأموات مع أن معظمهم طبّقوا ويطّبقون ما اوصى به في تعاملهم مع الرعية. وان كنت في شك بما اقول، أقرا ( الأمير) فستجد أنه يوصي الحاكم أن يكون غدّارا اذا وجد أن محافظته على العهد لا تعود عليه بالفائدة، وأن يكون دعيّا كبيرا ومرائيا عظيما، فالاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها خدمة لمصالح فئة او جماعة سياسية على حساب جموع الناس ورغما عنهم ..يقتضي استعمال ما يلزم من قهر واستبداد لفرض نظام سياسي يروج له على أنه الخير العام. ويضيف (ميكافيللي) أن على الحاكم أن يجمع بين خداع الثعلب ومكر الذئب وضراوة الأسد، وأن لا يخجل في اختيار أي أسلوب مهما تدّنى لتحقيق أهدافه وطموحاته السياسية، وأن لا يتقيد بالمحاذير الأخلاقية التقليدية لتحقيق مبتغاه، فالهدف الرئيس لم يعد وفقا له تحقيق رفاهية شعبه وسعادته بقدر البقاء في الحكم الى ما شاء الله. وأن يتقن الكذب والمراوغة ليحقق مآربه بأية وسيلة ملتوية، ويعطي شعبه في الوقت نفسه الانطباع بأنه رحيم، نزيه، انساني، مستقيم، ومتدين. وينبّه الحاكم الى أن الناس ناكرون للجميل، متقلبون، مراؤون، شديدو الطمع، وهم الى جانبك طالما أنك تفيدهم ..وسيمجدونك حين تكون مرهوب الجانب شديد العقاب.
ياسلام! كم كان هذا ينطبق علينا، حاكما وناسا، قبل ست سنوات. وكم فيه من عبرة وتحذير: ان الشيطان ميكافيللي ما يزال حيا في زعاماتنا التي أصابها الاحتراب الطائفي بالبارانويا! وايصال زعامات محتقنة بشرور جاءت بها ديمقراطية ناقصة عقل ومسؤولية. ولا سبيل للعراقيين غير أن يعطّلوا عقلهم الانفعالي الذي جاءهم ببرلمانيين خذلوهم وأخجلوهم ،ويحكمّوا عقلهم المنطقي في الانتخابات المقبلة بانتقاء من يمتلك القدرة على انقاذ العراق من محنته ،ويمنعوا مجيء ميكافيللي جديد، والا سينطبق عليهم قول تشرشل :" كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها !" وسيبقون ربع قرن آخر مقهورين مشتتين فقراء ..مع أنهم في أغنى بلد بالعالم.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون وبذيء الكلام
- انتخبوا ..القائمة النفسية!
- التعصب والاتجاهات
- نهاية العراق :في الانتخابات المقبلة!
- سادية حاكم ..مازوشية شعب
- زيارة لمدينة الناصرية - قراءة في ثقافة العشيرة
- الفؤوق الجندرية بين العلم والخرافة
- رسالة إلى نفسي
- الانتخابات العراقية ..وسيكولوجيا الاحتواء -قراءة نفسية-سياسي ...
- سيكولوجيا الفوضى بين بغداد وبيروت
- نحو فهم جديد لسيكولوجيا الشيخوخة
- العار ..للقتل غسلا للعار !
- التقاعد = مت وأنت قاعد!
- العراق : وطن بلا طفولة
- دلالات الرموز في أعلام دول العالم
- الحب في زمن الكوليرا
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...
- تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدي ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - ميكافيللي الشرير القابع في زعاماتنا