أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الانتخابات العراقية ..وسيكولوجيا الاحتواء -قراءة نفسية-سياسية-














المزيد.....

الانتخابات العراقية ..وسيكولوجيا الاحتواء -قراءة نفسية-سياسية-


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خمسينيات القرن الماضي طرح الدبلوماسي " جورج كينان" مفهوم ( الاحتواء ) حين كان سفيرا لأمريكا في موسكو ، ناصحا البيت الأبيض أن يغير سياسته مع " الأتحاد السوفياتي" من الهجوم الى الاحتواء . وما يزال هذا المفهوم مستخدما في السياسة كما هو الحال في علاقة أمريكا بأيران التي تفضّل – حتى الآن – احتواء ايران بدلا من توجيه ضربة عسكرية لها لمنعها من صنع القنبلة!.
ويعني " الاحتواء " في السياسة العالمية : تحجيم دور دولة أو منعها من تحقيق هدف معين باستخدام الوسائل السلمية بدلا من تغيير نظام تلك الدولة بالقوة او توجيه ضربة عسكرية لها . ويعني ايضا : اذا فشلت سياسة الاحتواء ، يتم اللجوء الى اسقاط النظام كما حصل لنظام صدام حسين .
ولا فرق في الآلية النفسية ل"الاحتواء " أن يكون بين دول أو بين قوى سياسية داخل الدولة الواحدة ما دام القاسم المشترك فيما بينها هو الصراع على المصالح . لكن المفارقة في الشأن السياسي العراقي أن " الاحتواء " حصل بعد استخدام القوة بين الفرقاء السياسيين !. فبعد فشل احتراب الطائفتين وعدم تمكّن احداهما من افناء الأخرى ، وفشل الاحترابات الدينية والقومية ، "ارتدّ " الفرقاء السياسيون الى سياسة ( الاحتواء ) ليجرّبوها في انتخابات (2010). فالذي وحّد القوى السياسية في الانتخابات السابقة ، حاجتها الى ( البقاء ) حين واجهت كل الأطراف خطر الافناء ، الذي ألجأ الفرد العراقي الى عشيرته أو طائفته أو قوميته ليحتمي بها ، وأعطى صوته الانتخابي مدفوعا بهذا العامل السيكولوجي الانفعالي الذي أفرزه اصطفاف "جاهلي" .أما الذي يوحّد الانتخابات الحالية فهو الحاجة الى " المصالح " بعد أن أدركت هذه القوى أنها عاجزة عن افناء خصومها ، وحتى تهميشهم . ولا يعني هذا انعدام شعورها الوطني ، ولكنها تغلّب المصالح الفئوية على المصالح الخاصة بالوطن والناس ، لكونها ما تزال مسكونة بهواجس الخوف وبارانويا السياسة . غير أن تراجعها سيؤدي الى أن يتحالف السنّي مع الشيعي ، و العربي مع الكردي...ولكن على أساس " الاحتواء " . فالكتل الكبيرة التي ستتوحد على أساس طائفي ، ستعمل على احتواء منافستها الكبرى من نفس الطائفة ، وتتحد مع أخرى تختلف في توجهاتها وفق مبدأ ( منافس منافسي ..حليفي ) للحيلولة دون تحقيق هدفها في الوصول الى رأس السلطة . والكتل الصغيرة ستحتويها الكتل الكبيرة في عملية نفعية تبادلية : زيادة في قوة الكتلة الكبرى وضمان بقاء ونمو الكتلة الصغيرة . وستشهد هذه المرحلة والتي تليها ظهور أشخاص سيشكّلون رموزا في النظام السياسي العراقي الجديد. وستنسلخ كتل من كتل أكبر تطرح برامج وطنية ،معلنة ضمنيا تبرؤها من أخطاء المرحلة السابقة بما فيها جرائم الطائفية، وهي حالة ايجابية ان صدقت فيها حسن النوايا..ستعمل على تثبيت دعائم الديمقراطية في المجتمع العراقي بزمن أقصر مقارنة بالمجتمعين البريطاني والأمريكي التي احتاجت فيهما الى عقود.
ومع كثرة الأحزاب ومسميات الأئتلافات ! فان هنالك أربعة لاعبين كبار في سياسة الاحتواء ،هم : المال والسلطة والمرجعيتان العشائرية والدينية . وسيكون صاحب الحظ الأوفر في الفوز هو من جمع الأربعة : امتلاك المال لانجاح حملته الانتخابية وتوزيع هدايا على الناخبين وشراء ذمم المحتاجين والانتهازيين ، فيما يضمن له امتلاكه السلطة : طمع الناخب العراقي في اشراكه بالسلطة ، والتماهي (حاجة نفسية مولع بها العراقي ) بصاحب اعتبار سياسي وهيبة اجتماعية ،فضلا عن أصوات من يعتقدون بجدارته وأصوات اليائسين من تغيير الحال الذين يعطونها على طريقة " الشين التعرفه أحسن من الزين المتعرفه ". واذا كانت القوة السياسية الداخلة في الانتخابات على رأس السلطة الحالية او مشاركة فيها ، فهذا يعني أن المرجعية الدينية راضية عنها او غير معترضة عليها . أما المرجعية العشائرية فان تاريخها يحدّثنا أنها مع من يمتلك السلطة والمال ومن تكون ( اللقمة معه أدسم ).
وعلى أساس هذا التحليل سيكون ترتيب الفائزين في الانتخابات المقبلة ، وفقا لامتلاكهم أو حجم رصيدهم في اللاعبين الأربعة ( المال والسلطة والمرجعيتين العشائرية والدينية ).. فيما يظل الوطنيون النزيهون والنخب السياسية المثقفة ينحتون بصخرة الناخب العراقي ، التي هي عند غالبية من يقرر الفائز ، تظل عصية في المرحلة الحالية ، وان سيكسبوا تقدما ملحوظا في الانتخابات المقبلة ، سببه الرئيس :شعور الناخب العراقي بخذلان من انتخبهم الناجم عن انفعال الحيف أكثر من التطور في الوعي . وسيكون بامكان القوى الوطنية والعلمانية تحقيق نتائج أفضل لأن الحالة السيكولوجية للجماهير الشعبية التي أوصلت من أنتخبوهم الى السلطة تشير الى تراجع أقبالهم في الانتخابات المقبلة ، لكن قادتها لن يفعلوا لأن معظمهم مصاب ب "تضخّم الأنا" يحول دون توحّدهم في بديل منقذ.
ان ما يجري في الشأن السياسي العراقي بعد التغيير خضع وسيظل يخضع لقوانين اجتماعية – نفسية . فأسباب المرحلة السابقة انتفت اوضعفت بتحقيق نتائجها التي أفضت الى أسباب جديدة للمرحلة المقبلة ،ستضعف في نهايتها لتؤدي نتائجها الى أسباب جديدة للمرحلة التي تليها ، وهكذا في عملية تطور مستمر ما لم يحصل انقلاب يطيح بالنظام القائم ، وهو أمر صار مستبعدا في المستقبل المنظور. وكما تحكّمت " سيكولوجيا الاحتماء " في مرحلة الانتخابات السابقة ، تتحكم الآن " سيكولوجيا الاحتواء " في مرحلة الانتخابات الحالية ، التي ستمّهد الى مرحلة " سيكولوجيا المواطنة " في المرحلة التي تليها ..أطال الله في عمر الجميع ليعيشوها ..اذا ما صار شي!.
13-9-09





#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا الفوضى بين بغداد وبيروت
- نحو فهم جديد لسيكولوجيا الشيخوخة
- العار ..للقتل غسلا للعار !
- التقاعد = مت وأنت قاعد!
- العراق : وطن بلا طفولة
- دلالات الرموز في أعلام دول العالم
- الحب في زمن الكوليرا
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...
- تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدي ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثانية - التطرفان الديني ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الأولى -
- خذوا الحكمة من جلجامش
- دلالات اللون في اعلام دول العالم
- في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003
- في سيكولوجيا الحزب الشيوعي العراقي
- الصحافة : مهنة المتاعب ..والنفاق ايضا !
- علي الوردي ..وازدواج الشخصية العراقية
- كلنا مصابون بحول في العقل !


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الانتخابات العراقية ..وسيكولوجيا الاحتواء -قراءة نفسية-سياسية-