أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في حال المثقف العربي














المزيد.....

في حال المثقف العربي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أن الثقافة ليست سوى التجربة البشرية المتراكمة على مدى حقب النضال والكفاح من أجل ديمومة الحياة والتطور الانساني العصري. وهي فعل سياسي اجتماعي تاريخي مندمج في الزمان والمكان ، وفي الوقت نفسه ارث حضاري ينتقل من جيل الى جيل ويعيد خلق وأنتاج القيم الثقافية والديمقراطية الحضارية ، التي يتحدد على أساسها الوعي والموقف الملتزم،سياسياً وفكرياً وأخلاقياً.
وما من شك أن الجبهة الثقافية هي الأهم في حياة الشعوب وفي حياة الأمة العربية لأجل بلورة وصياغة ملامح المستقبل المنظور، وطالما بقيت هذه الجبهة مشلولة وعاجزة فما من شيء سيتغير في الواقع العربي وستتواصل حالة التقهقر والأحباط والسقوط والانهزام التي تعيشها شعوبنا العربية من المحيط وحتى الخليج منذ انهيار وغياب المشروع القومي الوحدوي العربي بعد وفاة الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر.
وفي واقع الأمر أن المثقف العربي أدمن حالة الانكسار واستأنس بها ، وبات يعاني حالة العزلة والاغتراب وانسداد الأفق وخيبة الأمل والرجاء من أحداث أي تغيير يذكر في البنية الاجتماعية العربية. كما أنه يعيش القلق الدائم والمرارة والألم والمأساة بكل جوانبها وتفاصيلها ويواجه أزمة حادة تصل درجة الجنون، ويحمل فكراً ثورياً مختلفاً ومغايراً لا يستطيع ممارسته بحرية تامة في ظل القمع المؤسساتي السلطوي وتضييق الخناق على حرية الفكر والابداع وحرية التعبير وتأميم الفكر واغتياله، وبالتالي فأن هذا المثقف أمام خيارات عديدة ، منها: اللحاق بركب السلطة والضرب بسيف الحاكم، أو الصمت والانكفاء على الذات، أو الهجرة القسرية، أو المواجهة ، وفي جميع هذه الخيارات فأنه الخاسر الوحيد وأن كان الخيار الأخير هو الخيار الأفضل حتى لو كلفه ذلك حياته.
المثقف العربي مطارد وملاحق ومطلوب للعدالة ويبحث عن وطن، ولن نطالبه بالصمت لأن قدره ودوره أن يكتب ويبدع ويدق جدران الخزان، حتى يستجيب السلطان صاغراً لحقيقة واحدة ، وهي أطلاق الحريات وتوسيع الهامش الديمقراطي. وما يميز المثقفون على طول وامتداد التاريخ الانساني قدرتهم على ممارسة الهموم الحضارية ـ أي التفكير المستقبلي فيما يحتاج اليه المجتمع والانسان لضمان المساهمة الثورية والفكرية الخلاقة تجاه أنفسهم، أولاً وتجاه شعبهم وتجاه الانسانية ثانياً. وبناءً على ذلك وأزاء الوضع العربي الراهن الذي يتسم بالبؤس الثقافي هناك حاجة حضارية الى استعادة دور المثقفين الحقيقي وتعميق المضمون الاجتماعي التقدمي وتصحيح الخلل في حركة الثقافة العربية .زد على ذلك خلق وابتداع وسائل فعالة ومؤثرة لنشر الثقافة الوطنية التقدمية الديمقراطية بين أوساط الناس، بما تعنيه هذه الثقافة من احترام للعقل وحرية الرأي والتعبير وتعددية المواقف والاراء، وكذلك صياغة استراتيجية ثقافية تتلاءم وتتوافق مع هموم وتطلعات الجماهير الشعبية وتعتمد على قدرات ومقومات هذه الجماهير في العطاء والتضحية والمواجهة والابداع.
وختاماً فأن المجتمعات والشعوب العربية تحتاج الى المثقف النقدي القادم من عمق وقلب الجماهير التي يحمل همها وعذابها وألمها الانساني ،وليس للمثقف النخبوي المقيم في "برج عاجي"، والسؤال: هل المثقف العربي قادر على تجاوز الحالة الر اهنة والخروج من عنق الزجاجة وتجسيد التحدي الحضاري المطالب به في زمن المحنة والانكسار والواقع التراجيدي ومناخات التشويه والتزييف الرامية الى تهميش الوعي العربي لصالح الخطاب الثقافي السلطوي؟!



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي العلوي من رواد الفكر العربي الانعتاقي الحر
- محمد أركون المثقف النقدي المتبحر في محيطات المعرفة الاسلامية
- دور الثقافة ازاء الواقع البائس
- الدكتور فرج فودة..ضحية الارهاب الديني المتطرف
- في ظلال المفكر والمؤرخ عبدالله العروي
- جديد مجلة -الاصلاح - الثقافية
- برهان غليون .. صوت العقل ضد اغتيال وتغييب العقل
- ما أحوج مجتمعنا العربي للتعددية والحوار العقلاني والحضاري
- محمد عابد الجابري .. الباحث والمفكر الذي يقرأ تراثنا الفلسفي ...
- التضامن العربي..!!
- التضامن العرب..!!
- الذكرى الثانية لوفاة الشاعر العراقي سركون بولص
- مظفر النواب... شاعر الرفض والشتيمة السياسية
- محمد جابر الأنصاري .. شجاعة فكرية بلا حدود
- خبر للنشر في باب اصدارات
- الكاتبة والباحثة المغربية فاطمة المرنيسي
- ابراهيم محمود ..باحث يقتحم المناطق الحرام والمحظورة
- فؤاد نصار في الذكرى ال33 لرحيله
- الطيب تيزيني ..أيقظ بفكره وقلمه العقول الصدئة
- ادوارد سعيد في ذكرى بقائه


المزيد.....




- ستوكهولم: محاضرة قانونية سياسية حول اتفاقية خور عبد الله للد ...
- ضغوط داخلية وانتقادات خارجية.. خطة نتنياهو أمام مجلس الامن
- وسائل إعلام صينية تؤكد أن رقائق (إتش20) المطورة من إنفيديا ا ...
- ألمانيا تقر تعديلا قانونيا لتعزيز مكافحة غسل الأموال
- -كنت شاهدا على مذابح الفرنسيين في مصر-
- قنبلة -ليتل بوي- السلاح النووي الذي دمر ثلثي هيروشيما
- شاهد.. محرز يزور تدريبات مانشستر سيتي ويحظى باستقبال مميز
- مارسيل خليفة يغني لغزة ولبنان في مهرجان صيدا
- تعرف على أسعار السلع الأساسية في غزة
- عاجل | نتنياهو: هدفنا نزع سلاح حماس وإنشاء إدارة مدنية غير إ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في حال المثقف العربي