أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - ذكرى ثورة اكتوبر بمفهوم فالح عبد الجبار 1-2















المزيد.....

ذكرى ثورة اكتوبر بمفهوم فالح عبد الجبار 1-2


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلت اليوم ذكرى ثورة اكتوبر العظمى فاثار ذلك فيّ حب الاستطلاع لما يكتب ويقال حول هذه الثورة. فخطر لي ان اتصفح في الحوار المتمدن بعض ما يكتب عن ثورة اكتوبر في هذه المناسبة فوجدت ما لا يقل عن ١٤ بحثا مختلفا عن هذه الثورة. وطبيعي ان هذه البحوث تضمنت اراء مختلفة عنها. والاراء المختلفة ليست سوى انعكاسات الظروف الموضوعية في الدماغ الانساني. فالظروف الموضوعية في هذا الموضوع هي ثورة اكتوبر ونتائجها. اذ ان الثورة ونتائجها هي التاريخ مهما اختلفت اراء الناس عنها. وانعكاسها في ادمغة الباحثين يختلف باختلاف عقلية وتطور الباحثين فكريا. لذا فان نفس الحادث، الثورة، ينعكس في ادمغة مختلف الباحثين بصور مختلفة.
نشأت لدي رغبة في الاطلاع على بعض هذه البحوث والاستفادة منها. وقد تضمنت البحوث اسماء تاريخية معروفة مثل لينين وستالين وتروتسكي وارنست ماندل. واسماء اخرى لا اعرفها عدا مقال فالح عبد الجبار. فقررت ان ابدأ بقراءة مقال فالح عبد الجبار لسبب واحد فقط هو لقاؤنا سابقا حول نفس الموضوع وفي الحوار المتمدن. وفالح عبد الجبار شخصيا صديق لي التقينا في عدة مناسبات وفي اوضاع بعيدة عن السياسة والنظريات وليس لدي راي شخصي ضده ولكن اراءه هي التي جذبتني.
يبدأ فالح مقاله قائلا: "بعد انصرام شهر تشرين الأول (أكتوبر)، واقتراب تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي من خاتمته (في السابع منه)، أيقنت تماماً أن «ثورة اكتوبر»، التي لم يذكرها أحد بسطر، تسربلت بالنسيان. صار الماضي محايداً، شأن النظرية التي حفزته. اليوم تدرس الجامعات الأميركية نظرية ماركس دون وجل، أو محظورات، فلم تعد هذه النظرية «مخيفة»، أما «شبحها»، شبح ثورة أكتوبر، فدخل في باب التسليات التاريخية."
وهنا كان خطؤه الاول اذ اضافة الى انه هو نفسه لم ينس ثورة اكتوبر ولم يصبح شبحها لديه من باب التسليات التاريخية بل وجد حاجة الى كتابة مقاله الحالي عنها ووجدت الى جانبه في الحوار المتمدن ١٣بحثا يتناول ثورة اكتوبر في نفس يوم كتابة مقاله. فكان يقينه بنسيان ثورة اكتوبر غير صحيح. وطبيعي ان نسيان او عدم نسيان ثورة اكتوبر لا يتقرر في صفحات الحوار المتمدن بل يتقرر في المجتمع، لان التاريخ لا يصنعه الحوار المتمدن بل تصنعه الشعوب. فما يحصل في مجتمعات دول الاتحاد السوفييتي السابقة التي حققت وعاشت ثورة اكتوبر ودافعت عنها بعشرات الملايين من خيرة شبابها هو التاريخ. وما يجري في ارجاء العالم بهذه المناسبة هو التاريخ. وخطؤه الثاني في نفس هذه العبارة هو اعتبار ان نسيان ثورة اكتوبر شأنه شأن النظرية التي حفزته. والنظرية التي حفزته هي النظرية الماركسية كما هو معروف وهو نفسه يؤكد ان هذه النظرية ما زالت غير منسية وهي تدرس حسب قوله في الجامعات الاميركية ولم تعد مخيفة لهم. اما شبح ثورة اكتوبر فدخل حسب رأي فالح عبد الجبار في باب التسليات التاريخية فلنتركه يتسلى به كما يشاء في مكتب الدراسات الاستراتيجية. وربما كان من الافضل ان يضيف الى ذلك كلمات يلتسين حين قال ان ثورة اكتوبر كانت خطأ تاريخيا فظيعا.
هل نسيت ثورة اكتوبر حقا؟ في يوم ذكرى اكتوبر شاهدنا استعراضا في الساحة الحمراء سمي جزافا احتفالا بذكرى النصر على الفاشية والنازية واحياء لذكرى الاستعراض الذي جرى في الساحة الحمراء في نفس التاريخ سنة ١٩٤٥. ويبدو لي ان الحكومة الروسية تريد مثل فالح نسيان ثورة اكتوبر او حض الشعب الروسي وحثه على نسيانها. معروف ان يوم النصر على الفاشية والاستعراضات التي تجري بمناسبته تجري في اليوم التاسع من شهر ايار وهذا ما حدث في الساحة الحمراء سابقا وحدث حتى سنة ٢٠٠٩. وان الاستعراض الذي جرى في الساحة الحمراء سنة ١٩٤١ جرى احتفالا بذكرى ثورة اكتوبر رغم وجود الجيش النازي على حدود موسكو وكذلك كان الاستعراض في نفس التاريخ سنة ١٩٤٥ احتفالا بذكرى ثورة اكتوبر وليس احتفالا بالنصر على النازية. ولكن تسمية الاستعراض الذي جرى في هذا التاريخ هذه السنة احتفالا بذكرى الاحتفال بالنصر الذي جرى في ١٩٤٥ قد يكون محاولة لدى الحكومة الروسية لجعل الشعب الروسي ينسى ثورة اكتوبر ولكن هيهات. فرغم ان الحكومة الروسية منعت الاحتفال بثورة اكتوبر في الساحة الحمراء من سنوات عديدة قام الشعب الروسي بالاحتفال بهذه الذكرى في اماكن اخرى رافعا علم الاتحاد السوفييتي وصور قائدي الثورة لينين وستالين. وقد نسمع في الاخبار غدا عن احتفالات جرت في ارجاء روسيا بهذه المناسبة كما حدث في السنوات الماضية.
فتش فالح عبد الجبار عن كل كلمة قالها كاتب او باحث ضد ثورة اكتوبر وعن كل من توقع انهيارها ولم يكلف نفسه عناء اقتباس تصريح واحد من صانع الثورة او قائد الاتحاد السوفييتي بعده. واشد ما يلفت النظر تقديمه لكارل كاوتسكي. اذ يقول فالح عبد الجبار "والمنظر الماركسي الألماني الأول، بل أستاذ زعيم الثورة لينين، كارل كاوتسكي تنبأ بانهيار الثورة الروسية قبيل وفاته عام 1938." وهنا مغالطات تاريخية فظيعة يقوم بها فالح عبد الجبار عن علم وعن سبق اصرار وترصد. فمن المعروف ان كاوتسكي لم يكن المنظر الالماني الاول بالنسبة للماركسية بل كان كارل ماركس. ومن المعروف ايضا ان كاوتسكي كان قائد الحزب الاشتراكي الالماني والقائد المعترف به للاممية الثانية بعد وفاة انجلز. ومن المعروف ايضا ان كاوتسكي لم يكن استاذ لينين بل كان لينين تلميذ ماركس وانجلز وهذا ما تثبته كل كتابات لينين. وقد اعتبر كاوتسكي بعد وفاة انجلز افضل من يواصل نظرية كارل ماركس وهذا ما خوله الحصول على مسودات كارل ماركس التي لم يكمل انجلز نشرها فاصدر الجزء الرابع من الراسمال بثلاثة مجلدات. ولكن فالح عبد الجبار وكل العالم يعرف ان كاوتسكي ارتد عن الماركسية وانحاز الى البرجوازية في بداية الحرب العالمية الاولى بحجة الدفاع عن الوطن. ولابد ان فالح عبد الجبار قرأ كتاب لينين عن كاوتسكي المرتد او سمع عنه على الاقل. كان كاوتسكي معاديا للثورة الاشتراكية منذ يوم اندلاعها وليس قبل وفاته ولعله قبل وفاته كان صديقا لتروتسكي وليون ابنه في برلين وتوقع ان ينهار الاتحاد السوفييتي فور هجوم هتلر عليه كما تمنى تشرتشل عند هجوم الجيوش النازية على الاتحاد السوفييتي ان يقاوم الاتحاد السوفييتي هجوم المانيا الهتلرية ثلاثة اسابيع تكون فترة استراحة للجيوش البريطانية. الا ان "أشد ما يذهل (فالح عبد الجبار) هو اهمال هذه القراءات (التي اقتبسها). وهذا نسيان مزدوج، نسيان للماضي، ونسيان لتمثلاته الفكرية. هنيئا لفالح عبد الجبار بانه لم يهمل هذه القراءات وما زال يتاجر بها.
ينتقل فالح عبد الجبار الى وصف الظروف الاقتصادية في روسيا قبل ثورة اكتوبر وصفا رائعا بقوله: "جاءت الثورة الروسية في أكثر بلدان الرأسمالية تأخراً، ضد صنم (صنم الراسمالية طبعا) لم يظهر بعد. لم تكن روسيا بمنطوق النظرية التي بررتها تصلح لتطور ما بعد رأسمالي مفترض. فنبتات الصناعة الحديثة لم تكن قد ظهرت إلا بالكاد، على شكل جزر صغيرة في المدن الكبرى (بالأحرى في مدينتي موسكو وسان بطرسبرغ). وكان مدراء المصانع يستوردون من انكلترا، ويعملون في ظروف لم يتبلور فيها بعد حتى انضباط العمل المصنعي المعروف. ولم تمد فيها الرأسمالية الصناعية بعد تأثيرها التنظيمي ..."
يعلمنا فالح عبد الجبار في هذه العبارة "ان روسيا لم تكن بمنطوق النظرية التي بررتها (اي النظرية الماركسية) تصلح لتطور بعد راسمالي مفترض." ويمكن مناقشة هذه العبارة من جانبين. نحن نعلم ان ماركس منذ البيان الشيوعي اعتبر ان الدول الراسمالية مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة "تصلح لتطور بعد راسمالي" ولكن هذه الدول وغيرها من الدول الراسمالية الكبرى لم تحقق "تطورا بعد راسمالي" حتى اليوم بل ان الولايات المتحدة صدرت ديمقراطيتها داخل قذائف الفوسفور الابيض واليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية والاسلحة الكيماوية في احتلال العراق بلاد فالح عبد الجبار وافغانستان وغيرهما مما يطول الحديث عنه. وخطأ فالح عبد الجبار في هذا المجال هو ان كون بلد ما يصلح "لتطور بعد راسمالي" يتحدد ويتقرر بعدد المصانع وتطورها وسائر الصفات التي يعددها عن تطور الراسمالية الذي افتقرت اليه روسيا في عهد ثورة اكتوبر. ولم يفكر فالح عبد الجبار مثل لينين ان البلد يصلح "لتطور بعد اراسمالي" وبعبارة اخرى مألوفة للثورة الاشتراكية كما سماها ماركس وكررها لينين اعتمادا على وعي الطبقة العاملة وتنظيمها ووحدتها وقناعتها بضرورة الثورة الاشتراكية وقوة تحالفها مع الفلاحين وعجز السلطة البرجوازية عن تحقيق الصفات التي اوردها فالح عبد الجبار على انها صفات الدول الراسمالية.
ويمكن مناقشة عبارة فالح عبد الجبار حول كون روسيا لم تكن "تصلح لتطور بعد راسمالي مفترض" من ناحية ثانية. حتى لو فرضنا ان كل الصفات التي اوردها فالح عبد الجبار للاقتصاد الروسي صحيحة فان استنتاجه منها غير صحيح بل ان استنتاج لينين كان هو الصحيح والتاريخ برهن على ان استنتاج لينين كان هو الصحيح.
حدثت الثورة الاولى، ثورة شباط البرجوازية، وافلحت في الاطاحة بالنظام القيصري وانشاء نظام حكم جمهوري مزدوج كما هو معروف تاريخيا حتى لدى فالح عبد الجبار. وكان الحكم مزدوجا لان سوفييتات العمال والفلاحين او الجنود كانت قوة هائلة في هذه الثورة وكان شعار لينين انذاك كل السلطة للسوفييتات بانهاء السلطة البرجوازية، حكومة كيرينسكي البرجوازية. ولكن موقف قيادة السوفييتات الانتهازية ادى الى انتهاء الحكم المزدوج والتحول الى سلطة برجوازية خالصة. ولكن السوفييتات بقيت منظمات قوية لها تاثيرها الهائل في المجتمع وازاحت قيادتها الانتهازية واختارت حزب لينين لقيادتها. وهذا كان في راي لينين ما جعل روسيا "صالحة لتطور بعد راسمالي " اي للثورة الاشتراكية.
الحكومة البرجوازية لم تحقق اي هدف جذري من اهداف الثورة البرجوازية ذاتها. فلم تنه النظام الاقتصادي الاقطاعي في البلاد ولم توزع الاراضي الاميرية على الفلاحين ولم تنه الحرب التي دمرت الشعب الروسي والاقتصاد الروسي اربع سنوات وواصلت ارسال الجنود الروس لمحاربة الالمان حفاة الاقدام. فما الذي كان على لينين ان يعمل "وفقا لمنطوق النظرية" اي الماركسية؟ كانت الطبقة العاملة وتحالفها مع الفلاحين وخصوصا الجنود قوة هائلة باستطاعتها ان تسقط هذه الحكومة البرجوازية الضعيفة القليلة الخبرة التي نشات بعد ثورة شباط. فهل كان على لينين ان يمنع الطبقة العاملة عن القيام بالثورة وفقا لمنطوق النظرية الماركسية؟ صحيح ان الحكومة البرجوازية لم تحقق اهداف الثورة البرجوازية ولم يكن بامكانها ان تحقق هذه الاهداف. ولكن الطبقة العاملة حين تحقق ثورتها وتستولي على السلطة بامكانها ان تحقق اهداف الثورة البرجوازية التي عجزت الحكومة البرجوازية عن تحقيقها اضافة الى اهداف الثورة الاشتراكية. وقد ظهر ذلك واضحا في اليوم الاول من تشكيل حكومة الثورة الاشتراكية، الحكومة السوفييتية، حين جعلت الارض الروسية ملكا للدولة ووزعت الاراضي على الفلاحين لزراعتها بدون مقابل ومنعت تملكها او بيعها او شراءها او رهنها، اضافة الى مصادرة جميع املاك الشركات الراسمالية المحلية والاجنبية بدون مقابل وهذا من اهم اهداف الثورة الاشتراكية في بدايتها. برهن الشعب الروسي على قناعته واعتزازه وتمسكه بالثورة الاشتراكية حين دافع عنها حافي الاقدام في ظروف تقرب من الموت جوعا ضد عشرين دولة عظمى اضافة الى الاعداء الداخليين من الاقطاعيين والبرجوازيين واقسام من البتي برجوازية الموالين للراسمالية.
بعد ان يحلل فالح الثورة الاشتراكية بانها تعبر عن ثلاثة تمردات متلاحمة وتشبيهها بما حدث في اوروبا من تطور قومي (النازية والفاشية) ينتقل الى ما جرى في الاتحاد السوفييتي بعد الثورة حيث يقول: "نعرف ان تقاليد الثورة الروسية انجبت دولة بيروقراطية، مركزية، استبدادية، دولة بلا أي معلم ديموقراطي (حتى لصانعيها)، دولة هيمنت فيها طبقة تكنوقراط وموظفين على الاقتصاد والسياسة، على الثقافة والتفكير، باسم التاريخ وباسم طبقة عاملة مفترضة.وعاش هذا النموذج انفصالاً بين واقعه المتخلف ، غير ان النموذج الروسي على بنيته شديد التمركز، واقتصاده الأوامري، لعب دوره في تطوير جزئي لروسيا (التصنيع، الكهربة)، وارغم الليبرالية في أوروبا الغربية على التكيف لحاجات الطبقة الرابعة، والقبول بنظام الرفاه الاجتماعي."
هنا وصف "دقيق وجميل" للمجتمع الاشتراكي الذي نشأ بعد ثورة اكتوبر بكل ما خلقه الله من المساوئ الاجتماعية. ولكنه مع ذلك يعترف اولا ان النظام الاشتراكي "لعب دوره في تطوير جزئي لروسيا (التصنيع ، الكهربة)". فما هو هذا التطوير الجزئي عزيزي فالح عبد الجبار؟ ان المجتمع المدمر اقتصاديا وزراعيا واجتماعيا كما وصفته اعلاه تحول في ظرف ١٥ عاما، اي خلال ثلاثة برامج خمسية، الى ثاني دولة صناعية في العالم والى اعظم دولة زراعية من حيث استخدام العلم واعلى انواع التطور الصناعي في تطوير زراعته. نتج ان الاتحاد السوفييتي في رغم بداية تحوله عن الاشتراكية والعودة الى الراسمالية نجح في ١٩٥٧ اطلاق سبوتنيك ثم لايكا وثم غاغارين الى الفضاء الخارجي حين عجزت الولايات المتحدة عن اطلاق كرة وزنها ٤ كيلوغرامات الى الفضاء الخارجي.
ويعترف ثانيا انها ارغمت "الليبرالية في أوروبا الغربية على التكيف لحاجات الطبقة الرابعة، (بدون ان يقول لنا من هي الطبقة الرابعة) والقبول بنظام الرفاه الاجتماعي." فما الذي اجبر الليبرالية في اوروبا على هذا التكيف "والقبول بنظام الرفاه الاجتماعي"؟ هل كان "(تدني الانتاج، ضعف المؤسسات المجتمعية، وغياب التمايز المؤسساتي في الدولة)"؟ ام كان تطور المجتمع السوفييتي نحو تحقيق "ادعائه الايديولوجي بأنه يبني الجنة الموعودة، جنة التحرر من الحاجات المادية"؟ من المعروف تاريخيا ان الازمة الاقتصادية في سنوات ١٩٢٩- ١٩٣٣ التي شملت العالم الراسمالي وجميع انحاء العالم مثل الازمة والانهيار الحالي لم تمس الاتحاد السوفييتي. ففي الاتحاد السوفييتي لم تحدث اية علامة من علامات الازمة الاقتصادية بل كان يتقدم بخطوات هائلة في تقدمه الصناعي والزراعي والقضاء على الفقر والبطالة وتحقيق كل الامتيازات التي لم ولن يحلم بها اي عامل في النظام الراسمالي بمن فيهم عمال دول الاتحاد السوفييتي السابق الذين عاشوها وفقدوها بعودة الراسمالية. ولكن شعوب الاتحاد السوفييتي لم تحقق التطور الصناعي والزراعي مثل الدول الراسمالية عن طريق ابادة شعوب اميركا واستراليا ونيوزيلندة وغيرها، لم تحقق تطورها الصناعي والزراعي عن طريق اصطياد شعوب افريقيا وتحويلهم الى عبيد وممارسة تجارة العبيد الرابحة، لم تحقق تطورها الصناعي والزراعي عن طريق نهب ثروات جميع شعوب العالم، لم تحقق تطورها الصناعي والزراعي عن طريق تشجيع القرصنة وجعل القراصنة ابطالا قوميين، بل حققت تطورها الصناعي والزراعي بهذه السرعة الهائلة عن طريق استخدام ثرواتها الطبيعية استخداما عقلانيا اي بما يتفق وقوانين النظام الاشتراكي الطبيعية التي نشأت بنشوء مثل هذا المجتمع وبدون وجود الراسماليين.




#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع د, وسام جواد
- ملاحظة حول مقال -التناقض بين المادية والديالكتيكية-
- ملاحظة حول قانون فناء الضدين
- ملاحظة حول مقال د. صباح الشاهر -ليس اليسار يسار القاعة-
- متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (اخيرة)
- متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (رابعة)
- متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (ثالثة)
- ملاحظات حول كتاب تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بقلم طارق اسماع ...
- متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (ثانية)
- متى يجوز للماركسي التحالف ومع من (اولى)
- ملاحظة حول القانون الديالكتيكي تحول التغيرات الكمية الى نوعي ...
- الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية
- حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)
- حوار مع يعقوب ابراهامي 3
- حوار مع يعقوب ابراهامي 2
- حوار مع يعقوب ابراهامي 1
- من ينسى ماضيه لن يعرف حاضره ولا يؤمن مستقبله
- تعددت الماركسيات والدرب واحد
- تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (ثانية)
- تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (اولى)


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - ذكرى ثورة اكتوبر بمفهوم فالح عبد الجبار 1-2