أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية















المزيد.....

الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 08:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حفزني على كتابة هذا الموضوع عنوان لمقال نشر في الحوار المتمدن حول التناقض بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية. واضافة الى ذلك ما دار بيني وبين يعقوب ابراهامي وكتابات اخرى جذبت انتباهي. فقد قام شخص سابق يدعي الماركسية بترجمة كتاب لبليخانوف وكتب في المقدمة ان بليخانوف هو الوحيد في العالم الذي بحث المادية التاريخية. يبدو ان مسألة الوحيد في العالم مرض معد مثل انفلوانزا الخنازير.
لم اقرأ المقال حول التناقض بين المادية الديالكتيكة والمادية التاريخية ولا اريد ان يكون بحثي هذا مناقشة لهذا المقال ولا لمقال غيره. لان نقاش المقالات يتطلب اقتباسات من المقال وابداء الراي فيه رغبة في التوصل الى ما اعتبره الراي الصحيح. وجدت ان من الافضل للقراء ان ادلي برايي حول الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية كما علمني اياه معلمو الطبقة العاملة مساهمة في مثل هذا الموضوع الهام.
ان التعريف الواسع النطاق للمادية الديالكتية هو انها قوانين الحركة. والماركسية تعتبر ان لا وجود للحركة بدون المادة ولا وجود للمادة بدون الحركة. وعلى هذا الاساس يمكن محاولة بحث الموضوع بحثا موضوعيا مفصلا.
ان عدم وجود المادة بدون حركة وعدم وجود الحركة بدون مادة يعني ان قوانين الحركة تسري على المادة بكل اشكالها. والحركة والمادة موجودان طالما وجد الكون وسيبقيان طالما بقي الكون. فقد كانت الطبيعة باكملها وما زالت تتطور وتتغير وفقا للقوانين الديالكتيكة. واهم القوانين الديالكتيكية هو قانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات نوعية وتحول التغيرات النوعية الى تغيرات كمية. وهذا كان يحدث وما زال يحدث في الطبيعة سواء اوجد الانسان ام لم يوجد. أما الماركسية فهي نتاج تطور حركة الدماغ الانساني وتطوره الى درجة القدرة على اكتشاف وتمييز هذه القوانين التي تحدث في الطبيعة. ان هيغل لم يضع القوانين الديالكتيكية وانما اكتشفها رغم انه اضفى عليها طابعا مثاليا وكان دور كارل ماركس انه قلب ديالكتيك هيغل الذي كان واقفا على راسه الى ديالكتيك واقف على قدميه. ان المادية الديالكتيكية هي اكتشاف الدماغ الانساني لطرق الحركة في الكون. فالطبيعة في حركتها تحقق التغيرات الكمية والتغيرات النوعية لكي تنشأ ظواهر جديدة او مواد جديدة في الطبيعة. المادة حسب النظرية الماركسية لا يمكن خلقها او ازالتها. ان ما يحدث في الطبيعة هو تحول المادة من شكل الى اخر بدون زيادة او نقصان. ان الامثلة على ذلك يمكن ايجادها بالملايين ومئات الملايين خلال تطور الكرة الارضية التي نسكنها والتي انتجتنا في حركتها وتطورها الذي يجري وفقا للقوانين الديالكتيكية.
اود في هذا المقال ان اتناول بعض مثل هذه التطورات على الكرة الارضية بشتى اشكالها. اول مثل اريد ان اتناوله بالبحث هو الماء لبساطة بحثه ولصعوبة بحثي امثلة اكثر تعقيدا لضحالة معلوماتي في العلوم الطبيعية. كانت المواد الضرورية لخلق الماء اي الاوكيسجين والهيدروجين موجودة في الكرة الارضية منذ نشوئها. وهذا شرط ضروري لخلق هذه المادة التي اسمها الماء. ومع ذلك لم يكن الماء موجودا منذ نشوء الكرة الارضية. اذ ان مئات ملايين التغيرات الكمية والتغيرات النوعية حصلت الى ان نشأت الظروف الطبيعية المناسبة لنشوء الماء. وعندئذ عقدت الطبيعة زواج الاوكسيجين من الهيدروجين فنشأت العائلة المائية. لم يحضر كارل ماركس عقد الزواج بين الاوكسيجين والهيدروجين لتكوين العائلة المائية ولكنه احد احفاد هذه العائلة الكريمة.
كان ظهور الماء احد اعظم التغيرات النوعية في الطبيعة الارضية. ولكنه عند نشوئه اصبح تغيرا كميا في اغلب عمليات التطور الاخرى في الطبيعة. فكما نشأ الماء عن طريق تحول تغيرات كمية الى تغير نوعي تحول الماء الى تغير كمي في التطورات الاخرى. وهذا هو القانون الديالكتيكي الذي يعتبر ان التغيرات الكمية تتحول الى تغيرات نوعية وبالعكس تتحول التغيرات النوعية الى تغيرات كمية.
كانت المواد اللازمة لنشوء الحجيرة الحية موجودة في الطبيعة منذ نشوئها ولكنها لم تتحول الى حجيرة حية قبل مرور الكرة الارضية بتحولات استغرقت مليارات السنين وكان نشوء الماء من اهم التغيرات الكمية في عملية تكون الحجيرة الحية. وحين نشأت الظروف الطبيعية اللازمة لنشوء الحجيرة الحية على الكرة الارضية استطاعت الطبيعة ان تخلق الحجيرة الحية من المواد الضرورية التي كانت متوفرة فيها منذ نشوئها.
ولكي نتعلم التغيرات الكمية وتحولها الى تغيرات نوعية وبالعس في تطور الحياة على الارض علينا ان ندرس دارون ومن تبعه من العلماء لان دارون هو الذي اكتشف الحركات الطبيعية الحية التي كانت تحدث على الكرة الارضية حتى بلغ بها الى التحول النوعي الكبير، انفصال الانسان عن المجتمعات الحيوانية. لم يكن دارون ديالكتيكيا بصورة واعية اذ مارس عمله قبل معرفة الانسان للقوانين الديالكتيكية. ولكن عمله، كعمل كل العلماء في المجال العلمي الدقيق، عمل ديالكتيكي. درس دارون التغيرات الكمية في عملية تطور الحياة على الكرة الارضية وتحولها الى تغيرات نوعية وتحول التغيرات النوعية الى تغيرات كمية في عملية تطور اخرى. يمكن بكل دقة القول بان دارون وضع تاريخ تطور الحياة على الكرة الارضية.
يمكن اعتبار نشوء الحجيرة الحية احدى اكبر التغيرات النوعية في تاريخ الكرة الارضية. وحال نشوئها اصبحت تغيرا كميا في عمليات تطور الحياة الى الشكل الذي نعرفه حتى اليوم. وفي الحجيرة الحية نشأ تغير كمي هو القدرة على تحسس المحيط. وبعد تغيرات نوعية كثيرة تحولت هذه القدرة الى ما نسميه في علم الحياة بالحجيرات العصبية وبعدها الجهاز العصبي. وفي عملية تطور الحياة تطور الجهاز العصبي الى ما نسميه الدماغ. وهو تغير كيفي جعل لدى الاجسام الحية امكانية تحسس المحيط بدرجات تطور متفاوتة ومتقدمة في تطور الاحياء. كان نشوء الدماغ تغيرا نوعيا عظيما في عملية تطور الحياة على الارض ولكنه فور نشوئه اصبح تغيرا كميا في نفس عملية تطور الحياة. والعلم اليوم قد توصل الى تاريخ تطور الجهاز العصبي والدماغ الى مستوى الدماغ الانساني.
لم يكن على الارض شيء اسمه العلوم خلال مليارات السنين من تطور الطبيعة على الكرة الارضية. كان ذلك يتطلب تطورا هائلا في خلق الكيانات اللازمة لنشوء العلوم. احدى اهم هذه الشروط هي التغيرات الكمية والنوعية التي طرأت على تطور الدماغ في الاجسام الحية الى ان بلغت مستوى الدماغ الانساني. فالدماغ الانساني هو نتاج لعملية خلق استغرقت ملايين السنين وجرت حسب القوانين الديالكتيكية. فالعلوم ظاهرة انسانية لا وجود لها الا لدى الانسان الذي تعلم اكتشاف القوانين الطبيعية.
كانت اهم التغيرات النوعية التي شكلت انفصال الانسان عن المملكة الحيوانية، او ما احب تسميته المجتمعات الحيوانية لاننا تعلمنا عن وجود مجتمعات عديدة في هذه المملكة الحيوانية وعلى المثال وليس الحصر مجتمع النمل ومجتمع النحل ومجتمع الاسود ومجتمع القرود والكثير من المجتمعات الزاخرة في حياة المملكة الحيوانية، التغير النوعي الهائل في انتصاب جسم الانسان وتحول يديه الى اداة للعمل وليست اداة للسير على الاربع. كان هذا اهم ما يميز الانسان الاول عن القرد المتطور.
حتى قبل ان ينشأ الانسان على الكرة الارضية كان الدماغ الحيواني قد تطور الى درجة تعلم بعض القوانين الطبيعية. كان يميز بين المطر والشمس وكان يعرف كيف يحصل على طعامه عن طريق تسلق الاشجار او عن تعلم طرق مهاجمة الفريسة من اجل اصطيادها لسد رمقه من الجوع. كان يعرف خطر النار والماء والعواصف ويعمل على تحاشي نتائجها الخطرة على حياته. ولكن نشوء الانسان على الارض شكل تغيرا نوعيا هائلا في عملية تطور الدماغ. تعلم الدماغ الانساني ليس فقط ان يكتشف القوانين الطبيعية بل ان يتعلم تقليدها والاستفادة منها بقدرته على العمل وتحويل الطبيعة بيديه. وكما في كل خطوة من هذه العملية الهائلة توجد ملايين الامثلة في تطور حياة الانسان الاولى تبرهن على ان الانسان قادر على اكتشاف هذه القوانين وعلى تقليدها بالعمل والاستفادة منها. تعلم من الطبيعة ان سقوط جسم ثقيل على جسم حي يؤدي الى وفاته فقلدها واستخدم الحجارة لصيد ما يستطيع صيده من الحيوانات لسد رمقه. اكتشف النار وقلدها واستفاد من تقليدها في تجنب الموت في عصر جليدي كما حدث في العصور الجليدية قبل اكتشاف النار. فقد استخدم الانسان النار ليس للتدفئة فقط بل لطرد الحيوانات المفترسة من المغاور والاحتماء فيها من البرد. هذا التعرف الواعي للقوانين الطبيعية هو ما نسميه اليوم العلم. فكما اكتشف الانسان قانون النار اكتشف نيوتن قانون الجاذبية واكتشف اينشتاين قانون النسبية.
كل اكتشاف يحققه الانسان في معرفة القوانين الطبيعية كان تغيرا نوعيا في عملية تطور الدماغ الانساني. وكل تطور نوعي كهذا اصبح تغيرا كميا في عمليات التطور التالية. ولكن المجتمع الانساني لم يطلق على اكتشاف النار والقوس والنشاب والزراعة وتدجين الحيوانات علما. بل ميز بين الاكتشافات العلمية القديمة في حياة الانسان البدائي وبين الاكتشافات العلمية المتطورة في حياة الانسان المتطور نسبيا. فقد قسم الانسان تقسيما ذاتيا تطور المجتمع الانساني الى تاريخين اسمى الاول ما قبل التاريخ واسمى الثاني ما بعد التاريخ. وهذا التمييز هو من منتجات العقل الانساني. ولكن الحقيقة هي انه لولا اكتشاف الانسان للنار والزراعة وتدجين الحيوانات وصهر المعادن وغيرها لما ظهرت العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والطب والصيدلة وسائر العلوم التي اكتشفها الانسان من الطبيعة بنفس الطريقة التي اكتشف الانسان البدائي فيها الزراعة والصناعة والصيد والنسيج في تلك الحقبة الاولية من تطور المجتمع الانساني. فالعلوم باختصار هي عملية اكتشاف الدماغ الانساني للقوانين التي تسري في الطبيعة وتقليدها بالعمل والاستفادة من خواصها لتطوير الحياة الاجتماعية.
قد اكون اطلت الحديث عن مثل هذه الامور في موضوع يهدف الى تبيان الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية. اعتقد ان ما جاء اعلاه واكثر منه يمكن ان يساعد على تمييز المادية الديالاكتيكية عن المادية التاريخية. ولكي يمكن التوصل الى هذا الهدف اجد من الضروري الحديث قليلا عن كلمة تاريخ. التاريخ هو تسلسل عمليات التطور لظاهرة معينة حتى بلوغ مرحلتها القائمة وتسلسلها في تطور مراحلها القادمة. اذا اقتصرنا على محيطنا المحلي، الكرة الارضية، فقد كان لها تاريخ من التطور دام مليارات السنين لكي تصل الى شكل الارض الذي نعرفه اليوم وما زال هذا التاريخ مستمرا ليدل على ما سيحدث على الارض من تغيرات في المستقبل ايضا سواء اجاءت التغيرات بصورة طبيعية او جاءت نتيجة للعمل الانساني سلبا ام ايجابا.
وهناك تاريخ تطور الحياة على الارض منذ نشوء الحجيرة الحية الى عملية انفصال الانسان عن المجتمعات الحيوانية. وهناك تاريخ لتطور الحياة الحيوانية تمييزا عن تاريخ تطور الحياة النباتية. وهناك تاريخ لتطور القشرة الارضية وتحولها الى الشكل الذي نعرفه اليوم ويدرس علماء الجيولوجيا هذا التاريخ وهناك تاريخ لتطور المجتمع الانساني حتى بلوغ الانسان الى المرحلة الحالية من تطوره وعمليات التطور التي تلي المرحلة التي بلغها الانسان حاليا.
ولكن الانسان لم يطلق على كل هذه التواريخ اسم التاريخ بل اطلق عليها اسماء مختلفة واقتصر كلمة التاريخ على تطور الحياة الاجتماعية للانسان. وعلى هذا الاساس قسم تاريخ تطور المجتمعات الانسانية الى ما قبل التاريخ وما بعد التاريخ وفقا لحدود هو الذي اخترعها او وضعها.
لننتقل الان الى موضوعنا الاساسي، الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية. راينا ان جميع عمليات التطور على الكرة الارضية كانت عمليات تجري وفق القوانين الديالكتيكية بدون استثناء. ولذلك فان مصطلح المادية الديالكتيكية يشمل جميع عمليات التطور هذه التي حدثت على الكرة الارضية والتي ستحدث في المستقبل ايضا. فاذا تحدثنا عن المادية الديالكتيكية في عملية تطور الكرة الارضية فاننا عمليا نتحدث عن تاريخ هذه العملية، عن التسلسل التاريخي للتغيرات الكمية والتغيرات النوعية في هذه العملية. لذلك يمكن ان نقول ان المادية الديالكتيكية فيما يتعلق بتطور الكرة الارضية هي المادية التاريخية لتطور الكرة الارضية.
واذا تتبعنا التغيرات الكمية والتغيرات النوعية التي حصلت على تطور الحياة على الكرة الارضية، اي المادية الديالكتيكية في عملية تطور الحياة على الكرة الارضية، يمكننا ان نقول انها المادية التاريخية لتطور الحياة على الكرة الارضية. وهكذا يمكننا ان نطلق مصطلح المادية التاريخية على تسلسل اية عملية طويلة متطورة تسري ضمن تطور الكرة الارضية.
ولكن بما ان الانسان اقتصر عبارة التاريخ على تسلسل عمليات تطور المجتمع الانساني ادى ذلك الى اقتصار مصطلح المادية التاريخية على هذا التطور. فحين نتحدث بصورة عامة عن المادية التاريخية نقصد تسلسل عمليات التطور الديالكتيكي لحياة المجتمع الانساني.
ان كتاب الراسمال هو اعظم بحث معروف للمادية التاريخية. فهو قد ناقش ديالكتيكيا التغيرات التي طرأت على الانتاج الاجتماعي منذ نشوء الانسان حتى يومنا هذا وحتى ما ينبغي ان يحدث بموجب القوانين الديالكتيكية في المستقبل ايضا. بين ان المجتمع الانساني بخلاف المجتمعات الاخرى بدأ يكتشف القوانين الطبيعية ويقلدها ويستفيد من تطبيقها منذ تحول يديه الى وسيلة للعمل وليس للسير. بين ان الانتاج الاجتماعي لا يتم الا عن طريق اتحاد العمل الانساني بالطبيعة. وعلى هذا الاساس اطلق كارل ماركس على الانسان العامل والطبيعة اسم قوى الانتاج. فالانتاج الاجتماعي مستحيل بدون اتحاد العمل الانساني والطبيعة. بين كارل ماركس التغيرات الكمية في تطور الانتاج الاجتماعي منذ ان كان الصيد طريقة الانسان في الحصول على ما يسد رمقه. وسار في تحليل التطورات الكمية التي تحولت الى تغيرات نوعية بحيث ادت مثلا الى نشوء السلعة وتاثير نشوء السلعة على العلاقة بين اعضاء المجتمع الانساني. بين نشوء سلعة تصبح مقياسا لجميع السلع الاخرى هي النقود. بين تحول النقود الى راسمال. ان سرد التحولات الكمية والتحولات النوعية كما جاءت في الراسمال يطول ولا يمكن اختصاره في عبارات قصيرة في هذا المقال.
بين الراسمال ان الانسان منذ بدايته كان اجتماعيا. فلم يكن يعمل منفردا بل كان عمله مرتبطا بعمل الاخرين سواء على شكل عائلة ام قبيلة ام اي شكل من اشكال الارتباط الاجتماعي المعروفة تاريخيا. واطلق ماركس على هذه العلاقات بين افراد المجتمع اسم علاقات الانتاج. وبين ان علاقات الانتاج بجوهرها هي كيفية امتلاك الانتاج وكيفية توزيعه.
بين الراسمال ان تطور قوى الانتاج يؤدي حتما الى ضرورة تغير في علاقات الانتاج. بين التغيرات الكمية التي تحولت الى تغير نوعي بظهور طبقة من المجتمع تستولي على الانتاج الاجتماعي وتتصرف في توزيعه وطبقة اخرى تقوم بالانتاج ولا تمتلكه ولا تشرف على توزيعه. وبين كيف ان هذه التحولات الكيفية تكون مفيدة لتطور قوى الانتاج لفترة معينة وتصبح عائقا في طريق تطور قوى الانتاج فترة اخرى مما يحتم تغييرها الى علاقات انتاج اخرى اكثر تطورا. هذا التطور للمجتمع الانساني والعلاقة بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج والصراع بينها هو ما نسميه باللغة الماركسية المادية التاريخية. وهذه المادية التاريخية هي الطريق الديالكتيكي الذي سلكه تطور الانتاج الاجتماعي وما نشأ عنه من طبقات ودول وحروب وصراعات وثورات وتحولات. اي ان المادية التاريخية هي عبارة عن مسيرة المادية الديالكتيكية في نطاق الانتاج والتطور الاجتماعي.
فما هو الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية؟ الفرق الوحيد هو ان المادية الديالكتيكية هي الاسم الذي يشمل جميع تسلسلات العمليات في تطور الكرة الارضية والكون كله. اما المادية التاريخية فهي المادية الديالكتيكية المتعلقة بتاريخ تسلسل التطور في تاريخ ظاهرة معينة على الارض ويطلقها الانسان خصوصا على تسلسل عمليات تاريخ تطور المجتمع البشري. ليس هناك فرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية سوى ان المادية الديالكتيكية هي المصطلح الذي يشمل كافة العمليات في الكون وان المادية التاريخية تبحث جزءا معينا من تسلسل تطورات ظاهرة معينة كتطور حياة الانسان والمجتمع الانساني على الكرة الارضية.
الخلاصة هي ان المادية الديالكتيكية هي طريقة تطور الحركة في الكون عموما وان المادية التاريخية هي طريقة تطور الحركة في جزء معين من هذا الكون وخصوصا الجزء الانساني منه. ولا معنى لوجود تناقض بين الاثنين لان المصطلحين كلاهما يعنيان حركة ديالكتيكية واحدة هي اما الحركة الكونية عموما او الحركة الكونية خصوصا في احد اجزائه.





#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)
- حوار مع يعقوب ابراهامي 3
- حوار مع يعقوب ابراهامي 2
- حوار مع يعقوب ابراهامي 1
- من ينسى ماضيه لن يعرف حاضره ولا يؤمن مستقبله
- تعددت الماركسيات والدرب واحد
- تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (ثانية)
- تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (اولى)
- صفحات منسية من الانتصار
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اخيرة)
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (ثانية)
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اولى)
- خطاب لستالين ينشر لاول مرة
- اول ايار يوم الاعتراف بان عمال العالم طبقة واحدة
- دور الحزب الماركسي في الحركة العمالية
- موقع الطبيب في الاصطفاف الطبقي
- متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟
- سذاجة طرح الماركسية على التصويت
- الحزب الماركسي حزب الطبقة العاملة فقط
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اخيرة)


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الفرق بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية