أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خالد منصور - لك المجد يا رفيقنا أبا العطا














المزيد.....

لك المجد يا رفيقنا أبا العطا


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 16:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


انطوت صفحة أخرى من سفر المجد والخلود.. وغاب عنا فارس لطالما افتخرنا بأنه أستاذنا ومعلمنا.. وركن أساسي من بنيان حزبنا.. التقيت به مرات قليلة.. وكنت اشعر بحضرته بالهيبة والجلال.. وكان العشرات بل والمئات ممن عرفوه يقولون لنا.. يحق لكم أن تفاخروا الدنيا بان أبو العطا واحدا منكم وعضوا في قيادتكم.. وخصوصا أولئك المعتقلين الذين زاملوه في الزنازين الصهيونية.. وكان كل من عرفه يقول عنه انه أسطورة في الصمود تحت التعذيب وفي الزنازين الانفرادية-- التي أمضى بها ثلاث سنوات ضمن أربعة عاشر عاما من الأسر..
هذا هو قائدنا الراحل عبد الله أبو العطا ابن غزة هاشم.. ابن حي الشجاعية.. ابن الأحياء الشعبية.. الذي كان يأسرك بتواضعه وبحبه للناس.. وبصلابته وعزيمته التي قل نظيرها.. كان وجهه ورغم تجاعيد الزمن يعطيك انطباعا بالرهبة في حضرته.. لكن سرعان ما تجد فيه إنسان طيب القلب محب للعطاء.. وهي الصفات التي قادته منذ خمسينيات القرن الماضي ليلتحق بحزب الشيوعيين.. ليخدم الوطن ويدافع عنه بسلاحه ورأيه، وبتأثيره الآسر على أبناء حيه ومدينته الباسلة.. ولأنه كان مقداما جريئا مؤثرا في الناس.. كان طبيعيا أن يرتقي في صفوف حزبه وليصل إلى عضوية أعلى هيئاته.. ودفع هذا الرفيق ثمن نضاله-- السياسي والعسكري-- سنوات طوال في السجن.. فقد هابه المحتلون وأدركوا خطورته على احتلالهم، وغيبوه مرارا عن ساحة الجماهير، وعاقبوه عقابا شديدا لامتشاقه السلاح بسجنه وبهدم منزله.. لقد هدموا منزله لكنهم لم يهدموا إصراره الفولاذي على مواصلة درب النضال.. لتعاني معه زوجته وأبناءه وبناته وعموم عائلته.. لكنهم صمدوا جميعا وشكلوا الداعم القوي لروحه الكفاحية..
قال لي يوما احد قادة حزبنا عندما زار غزة، وتجول برفقة أبو العطا في شوارع مدينة غزة وطرقات حي الشجاعية، قال-- كان أبو العطا كالنجم المتقد، يعرفه الجميع ويبادروا بالسلام عليه والاطمئنان على صحته التي كانت في ذلك الوقت معتلة.. وأضاف-- لقد أجبرنا على التأخر كثيرا عن موعد اجتماعنا المقرر-- من كثرة ما توقف أبو العطا ليحيي المعارف والأصدقاء.. هؤلاء الناس البسطاء.. هذه الجماهير كانت ترى بابو العطا قائدا لها.. أمينا على مصالحها.. زعيما شعبيا جريئا لم تتلوث سيرته.. ولم يستطع أي خصم أو كاره له أن يتحدث عنه بسوء-- لان أبو العطا عاش ومات وهو يقول : مثلنا لا يملك في هذه الحياة إلا سمعته الطيبة، ونظافة أياديه من كل فساد أو إجرام، وما تربى عليه من إخلاص لوطنه وقضيته ..
عاش ومات رفيقنا الراحل وهو عفيف النفس.. وطني صادق.. وأممي مخلص للأفكار والمبادئ التي ترعرع عليها وناضل من اجلها.. دافع دوما باستماتة عن العمال والفلاحين.. وقاد عشرات المسيرات وأعمال الاحتجاج ضد الظلم والقهر والاستبداد والاستغلال.. كان صادق مع نفسه مؤمن دوما بما يفعل.. كان يكره النفاق والدجل.. ويكره المبالغة بالمظاهر والتعالي على الجماهير .. كان يكره تقديم الوعود التي لا أمل بتحقيقها.. وكانت الجماهير تصدقه.. لأنها ببساطة تعرف أن أبا العطا إن قال فعل وان وعد أوفى..
من المؤكد أن مثلنا الألوف حزنت لفقدان هذا الفارس المغوار، والقائد الشعبي الحكيم العظيم.. وحزننا ازداد بعدم قدرتنا على حضور جنازته والوقوف في بيت عزائه لتلقي التعازي بفراقه.. فلعن الله الاحتلال ولعن الله الانقسام.. لأنهما السببان في حرماننا من القيام بواجب أبو العطا.. لكننا واثقون من قدوم الفجر الآتي لا محالة.. وزوال الاحتلال واندحاره عن عموم أرضنا.. وواثقون كذلك من أن غزة ستعود كما كانت جزء من الوطن الواحد-- الذي يتوق لعودتها وانقشاع ظلمة الليل الذي أبعدها وأطال عمر الانقسام.
مخيم الفارعة – 27/11/2009





#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تنطفئ شمعة بلعين
- ننحني لمن لم ينحن
- اخطأ الرئيس
- ملاحظات أولية على خطة الدكتور سلام فياض
- وللفقر حكومة ترعاه
- شوكة بحلق المحتلين
- بين الحزب السياسي والمنظمة الجماهيرية
- تحية الى مزارعي فرنسا
- أوقفوا التنسيق الامني
- النكبة الم وامل وعمل
- لم نسحب التفويض يا ميلانو
- خارطة طريق فلسطينية
- ارحموا شعبكم من سخف اوهامكم
- الو بنيامين..!!
- المقاطعة شكل من المقاومة
- خيارنا المقاومة الشعبية
- عيب على القيادة
- تدخل امريكي وقح
- الاغاثة الزراعية تستقبل حملة المليون شمعة
- خطر على المنظمة وفي المنظمة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خالد منصور - لك المجد يا رفيقنا أبا العطا