أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟














المزيد.....

الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 17:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحتل مفهوم الاغتراب ومعه مفهوم الوجود مكان الاولوية لا لدى الاسوياء من الناس فحسب بل لدى ممن تسوء احوالهم نحو التدهور وخصوصا اذا ما تحولت الى حالة من الاضطراب النفسي ويؤكد عالم التحليل النفسي الشهير"لاكان" قوله أفكر حيث لا أوجد أو أوجد حيث لا أفكر ،معبرا أن الاحساس بالوجود لا يتحقق في الذاتية وانما يحصل الانسان على الإحساس بوجوده من خلال الأخر وفي الأخر وبالأخر لذا نحن لا نغالي اذا قلنا ان الاغتراب هو جدلية الوجود ، هو ازمة الإحساس بالوجود ،هذا الاحساس سواءاً نبع من دواخلنا ام داهم احدنا من الخارج "البيئة الخارجية" وما حملت له من قلق وجسامة مرعبة من احداث لاطاقة له على حملها ، فيحاول ان يهرب من هذه البيئة معتقداً انه تحرر منها ومن كل اسمالها واوزارها ولكن الحقيقة ليست كذلك .. ولنا ان نتذكر قول المغنية المصرية المعتزلة شادية في احدى اغانيها .. لو قلنا في البعد ارتحنا ..نبقى نضحك على روحنا ، اذن الاغتراب هو ازمة احساس بالوجود لا بتغيير الامكنة او الاشخاص او البيئة او المناظر المعتادة الى مناظر خلابة وربما اجمل مناظر العالم واروعها .. انه يبدا بقلق الوجود وهو ما يصنفه اطباء النفس بقلق الاكتئاب .
وفي موسوعة علم النفس والتحليل النفسي يشير هذا المفهوم استنادا الى بعض علماء النفس والطب النفسي الى ان الاغتراب العقلي
Mental Alienation
انه زملة الاعراض التي يبدو معها المريض وكأنه غريب عن المجتمع الذي يعيش فيه ، انه التوافق العصابي لعامة حيث الهوة تزداد بين الفرد وعالمه .
ان محنة ازمة الاغتراب لدى الانسان المعاصر ليست حديثة النشأة بقدر ما هي ازمة قديمة ولكن استفحلت ونمت مع تطور الحضارة واتساع متطلبات الحياة والسعي وراء الرفاهية حتى وان كلف ذلك اتزانه النفسي وصحته .
يرى "اريك فروم" ان مصطلح الاغتراب يشير الى عدد من العلاقات المتنوعة مثل علاقة الانسان بذاته وعلاقته بالآخرين وبالطبيعة وبالعمل الانساني ولكن تدور معظم رؤية فروم عن الاغتراب والذي هو اغتراب الانسان عن ذاته وما نعنيه هو الاغتراب النابع من داخل الذات . ويذهب "فروم" قوله ان العقل هو قدرة الانسان على ادراك العالم بالفكر ،ويرى ايضا(فروم) ان العقل يهدف الى القيم ، وانه يفترض التفرد ووجود الانسان على نحو اصيل فلا يمكن لي ان افكر إلا إذا كنت موجوداً ولم افقد فرديتي في المجهول ، هذا المجهول الذي اضاع لدى الكثيرين من سنوات اعمارهم سواءا كانوا في بلدانهم او في بلدان المهجر، انه الاغتراب الحقيقي الذي لا يدري الانسان ما هو علاجه لان انساننا المعاصر يعيش اضطراب وخلل في العلاقات الاجتماعية والعلاقات البين-شخصية اي شعور بغربة الذات والغربة عن المجتمع.
ويرى كمال دسوقي ان الاغتراب هو شعور بالوحدة والغربة وانعدام علاقات المحبة او الصداقة مع الاخرين من الناس .
لا نغالي اذا قلنا ان الاغتراب هو شعور الفرد بالعزلة والضياع والوحدة وربما تتوجها افكار عدم الانتماء او فقدان الثقة بمن حوله يصاحبها احساس شديد بالقلق وقد يكون رفض واضح للقيم والمعايير السائدة في المجتمع ، هذا الاغتراب حينما يعصف بالانسان تختل لديه روابط الحياة الاسرية ورغبة شديدة في التمرد على كل شئ.
يرى سيجموندفرويد مؤسس التحليل النفسي ان الاغتراب ينشأ نتيجة الصراع بين الذات وضوابط الحضارة او المدنية حيث تتولد لدى الفرد مشاعر الضيق والقلق حين يواجه بضغوط الحضارة وتعقيداتها المختلفة وتؤدي بدورها الى الكبت كميكانزم"حيلة" دفاعية تلجأ اليها ألانا كحل للصراع كما عبرعن ذلك (اتو فينخل).
ويعتقد (صلاح مخيمر) ان الاغتراب يتخذ صورة الاختلالات النفسية والعقلية ولنا الحق بالقول ان الاغتراب هو الهم الانساني لدى الانسان المعاصر ممن يعيش في وطنه ولم يجد لذاته الآمان والطمأنينة او غادره عنوة ولم يستطيع التكيف مع الجديد رغم انه مخالف لما يحمله من قيم ومعتقدات ولكن فرض عليه لان يكون فيه آذن تسمع ويد تعمل وعقل يفكر ويتكيف وإلا فإن ما رأه (مخيمر) هو الذي سيحل به .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون وفريضة التساؤل ..عن التدهور في كل شئ!!
- النفس والصراع !! جدل الانسان
- الاستعراضية والتباهي مؤشر للشعور بالنقص!!!
- الكبت والصراع النفسي
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟
- التربية والشعور بالدونية عند الافراد والشعوب
- العراقيون ومخاض الانتماءات .. رؤية نفسية عن الانتخابات القاد ...
- الغِيرة .. الوجه الآخر للشخصية
- من حرية التفكير الى التكفير
- انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!
- كيف يتكون الشعور بالدونية لدى الاطفال
- ولمحنة أيتام العراق احزان
- العراقيون .. بين التعب والملل
- أطفال العراق وألعابهم
- رغباتنا بين الخفاء والعلن !!
- العراقيون بين حلم التحلل وقيود التدين الخاطئة
- التبرير .. لعنة ام رحمة !!!
- شئ من سيكولوجية الحب
- محنتي في انفعالاتي ... رؤية في النفس من الداخل


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟