أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - ثمن الفراغ السياسي














المزيد.....

ثمن الفراغ السياسي


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




خلف الصورة الحزينة للتعصب الكروي المنفلت من عقاله بين مصر والجزائر والذي فاق في انتشاره وحدته أي ظاهرة شعبية كروية مماثلة في المنطقة العربية منذ زمن طويل , لابد من البحث عن جذور اجتماعية – سياسية , وكل تفسير آخر لايدخل تلك العوامل في حسابه لن يكون مقنعا سوى للفرق الرياضية ذاتها و مشجعيها المشتعلين بالحماس, فالمسالة التي تستحق الاهتمام تكمن في السؤال : لماذا أمكن لحماس كروي تقليدي أن يتحول الى وباء تعصب وكراهية يجتاح فئات اجتماعية واسعة , سواء بمصر او بالجزائر , فتخرج المظاهرات الصاخبة ويتم تدمير ممتلكات كل بلد في البلد الآخر , وتنفذ مقاطعات ثقافية وفنية , وينخرط السياسيون في تلك الحملات المجنونة , ولم يبق سوى ان نحمد الله أن الجزائر لاتمتلك حدودا مشتركة مع مصر لحشد الجيوش على كلا الطرفين!!

على امتداد عقود مضت لم يمل العقلاء في وطننا العربي من التحذير من أجواء التصحر السياسي والفكري , تلك الأجواء التي أنتجها الاستبداد العربي الحديث , والتي أوصلت الأجيال الجديدة الى النظر للفكر السياسي والممارسة السياسية بوصفهما خطرا يفوق أي خطر آخر , وتولت تيارات العنف اكمال ما عجز الاستبداد العربي بمفرده عن انجازه , وبين مطرقة الاستبداد وسندان العنف تم طحن الحياة السياسية وتدميرها , لكن ذلك لايمثل سوى أحد وجوه المسألة , فالوجه الآخر يتمثل في بقاء المعضلات الكبرى دون حل , فالعربي اليوم يشعر أن هويته منتقصة ومهددة بالزوال , في حين لم يكتسب مواطنيته بصورة حقيقية ,وتلاحقه في غرف نومه كوابيس الخذلان الممزوج بالشعور بالألم والعجز تجسدها صور الضحايا في حرب غزة , ولا ينفتح أمامه اي أفق للعدالة الاجتماعية وفرص النهوض , العربي الذي يعيش أزمة وجود وأزمة كرامة وأزمة خبز وأزمة عدالة , مطلوب منه تحت طائلة اقسى العقوبات أن لايفكر بمأساته , وتلك هي المأساة

ما تقوله أحداث مصر والجزائر اليوم هو الآتي : اذا لم تجد الشعوب الفرصة للتعبير عن أزماتها العميقة بطريقة عقلانية فسوف تنفجر تلك الأزمات اليوم أو غدا أو بعد غد بطرق لايعلم اشكالها الا الله , طرق تفتقر للمنطق والعقل , مثلما تفتقر للهدف , والأرجح ان الشعوب العربية ستنخرط بصراعات داخلية بلا أفق , صراعات عبثية تدميرية , وذلك هو ثمن الفراغ السياسي

السياسة ليست سوى ايجاد الحلول العقلانية لادارة المجتمعات , بهدف استمرار وجودها أولا وتحسين كيفية ذلك الوجود , والحياة السياسية هي البيئة التي تحتضن وتنتج السياسة العقلانية , وحين يتم تدمير الحياة السياسية يصبح المجتمع مكشوفا تحت رحمة أقداره

تنذر الكيفية التي تعاملت معها النخبة السياسية الحاكمة في مصر والجزائر على حد سواء مع ظاهرة انفلات التعصب الكروي بأسوأ العواقب , فبدلا من تحجيم ذلك التعصب باستخدام الاعلام وكافة المنابر التي تملكها الدولة , شهدنا نفخا بتلك النار القبيحة واستخداما لها لتلميع صور اولئك السياسيين واظهارهم كابطال وطنيين في معركة الكرة ( المشرفة ), ولا يدل ذلك على خواء السياسيين وأنانيتهم فقط ولكن أيضا على قصر نظرهم المخيف , والرسالة التي أرسلوها للشباب كانت واضحة : الوطنية هي ضد الشقيق وليست ضد العدو الحقيقي , وساحة المعركة هي ملعب الكرة وليست القدس والأقصى , وتعصبكم مفهوم ومحترم ولن نحاسبكم عليه , فقط لاتفكروا في مصائركم!





#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أهمية الحوار الاسلامي – المسيحي
- إعلان دمشق هل حان وقت إعادة التموضع السياسي؟
- في مستقبل الصراع العربي - الصهيوني
- روسيا حين تستيقظ !
- موريتانيا ..انقلاب على طريق الفشل
- البشير مطلوبا
- اللاجئون العراقيون – فضيحة العصر
- سياسة المتعبين
- مأزق أمريكا العراقي – احتواء الهزيمة
- ملاحظات حول اعلان المبادئء المقدم من قبل حزب الاتحاد الاشترا ...
- تراث عبد الناصر وتصفية الحساب
- تسونامي غزة – الحدث والرمز
- أزمة المعارضة في سورية
- في العلاقة بين القومية والوطنية والديمقراطية-2
- انهيار الاستراتيجية الأمريكية في العراق وصراع الأفكار
- مقترحات لتعديل الاستراتيجية الأمريكية
- قراءة في انعكاس أحداث غزة في التفكير السياسي الأمريكي- روبرت ...
- زلازل مابعد العراق
- تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية
- ليس باسمنا


المزيد.....




- 47 قتيلا في غزة بينهم مدير مستشفى وأفراد من عائلته بنيران إس ...
- الغارديان: إسرائيل استخدمت قنبلة زِنتها 500 رطل لقصف مقهى بغ ...
- غرق عبارة تقل 65 شخصا قبالة جزيرة بالي الإندونيسية
- مصدران أمريكيان: إيران جهزت ألغاما بحرية تحسبا لإغلاق مضيق ه ...
- حتى لا يغضب ترامب.. نتنياهو يقبل بهدنة تعزز سلطته وتمكنه من ...
- تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات ...
- كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة عن بعد لتهريب المخدرات
- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - ثمن الفراغ السياسي