أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - معقل زهور عدي - اللاجئون العراقيون – فضيحة العصر















المزيد.....

اللاجئون العراقيون – فضيحة العصر


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:25
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من أجل تخليص البشرية من خطر أسلحة التدمير الشامل المزعومة غزت الولايات المتحدة العراق فقتلت منه من المدنيين أكثر مما قتلت القنابل الذرية التي القتها على هيروشيما وناغازاكي بعدة أضعاف ، ومن أجل تخليص العراق من الدكتاتورية وانتهاكات حقوق الانسان دخل السجون العراقية بعد الاحتلال الأمريكي مئات الآلاف ، وبقي منهم حتى الآن عشرات الألوف وشاهدنا بعض النماذج التي تسربت للتعذيب في سجن أبو غريب تنافس التعذيب في سجون أعتى الديكتاتوريات وأسوأها ، اما المقابر الجماعية التي لم يتعب كثيرون من الحديث عنها ( ويدهش المرء لماذا لم تأت لجان مختصة من ال F.B.I او ال C.I.A. او سكوتلاند يارد لتوثيقها واصدار تقارير مهنية عنها) فلم تحتج اليها الميليشيات الطائفية اذ اكتفت بقتل الناس بالمثقب الكهربائي ورميهم بالمئات كل يوم على قارعة الطرقات .

لكن أكثر الانجازات وحشية للحملة الأمريكية لنشر الديمقراطية كان التطهير العرقي الذي تم بمعرفة وتواطؤ سلطة الاحتلال ونتج عنه طرد عدة ملايين من العراقيين من بيوتهم ومدنهم مما لم يحصل مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية ، ولايمكن مقارنته من حيث الحجم بما حدث في البوسنة والهرسك ، هناك يجري الحديث عن مئات الألوف بينما في حالة العراق فالحد الأدنى المقدر حوالي ثلاثة ملايين نسمة ( مليون ونصف في سورية ومليون ومئة ألف في الأردن والباقي موزع على دول العالم ).

وللأسف حتى اليوم لاتتم مقاربة هذه المأساة بما تستحقه من اهتمام ، في البداية تم التعامل معها كظاهرة مؤقتة ، ومن منظور انساني في افضل الأحوال ، لكن الأمر الذي اتضح اليوم ان المسألة ليست مسألة لجوء مؤقت هربا من حالة انفلات امني ، والا لماذا لم يرجع معظم اللاجئين حتى الآن مادام الوضع الأمني في العراق قد تحسن و(أصبحت بغداد أكثر أمنا من أي وقت منذ سقوط نظام صدام ) حسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي !

ما الذي يمنع اليوم ملايين العراقيين من العودة الى بيوتهم ومدنهم ؟

المسألة اذن ليست مسألة لجوء مؤقت هربا من وضع أمني طارىء ، بقدر ماهي عملية تطهير عرقي منظمة باشراف الراعي الأمريكي ومباركته .

نشرت مجلة الشؤون الخارجية التي يصدرها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ( FOREIGN AFFAIRS ) دراسة مسهبة في حزيران – 2008 حول حملة الرئيس بوش التي قادها منذ مطلع 2007 لاستعادة السيطرة على بغداد و(قسم ظهر المقاومة العراقية) والتي كان أبرز ما فيها زيادة عدد القوات الأمريكية في بغداد بمقدار 21500 مقاتل ( أربع فرق عسكرية كاملة ) ، وتهدف تلك الدراسة لالقاء الضوء على نقائص تلك الحملة وتداعياتها السلبية ، حيث تنظر الدراسة لتلك الحملة كاجراء تكتيكي لا يفتح الباب امام ايجاد وضع سياسي مستقر بالعراق رغم نجاحاته المؤقتة .

ما يهمني هنا هو ما اوردته الدراسة في معرض تحليلها للعوامل التي ادت لحصد تلك ( النجاحات ) والمتمثلة في ( كبح المقاومة العراقية ، خفض مستوى العنف ، خفض الخسائر البشرية لدى الجيش الأمريكي ، السيطرة على بغداد وفرض الأمن فيها ) ، تقول الدراسة : لم يتم حصد تلك النجاحات بفضل زيادة القوات الأمريكية فقط لكن ثمة عوامل هامة رافقت الحملة وأسهمت في نجاحها منها الاختراق الذي حصل بسحب جزء من عناصر المقاومة وتشكيل ما يعرف باسم قوات الصحوات ( تدفع أمريكا لكل فرد فيها 360 دولار شهريا ولرؤسائها نسبة 20% من رواتب مجنديهم ) ، وكذلك بفضل التطهير العرقي والذي وصفته الدراسة بالتطهير العرقي الوحشي - يبدو ان الوحشية مفيدة في بعض الأحيان – أي بصريح العبارة لعب التطهير العرقي دورا هاما في نجاح الحملة الأمريكية .

من ذلك يصبح سهلا تقدير من كان بالفعل وراء طرد ملايين العراقيين من بيوتهم ، ولماذا تغلق الأبواب امام عودتهم حتى الآن ؟

واذا كانت حكومة المالكي لا تمنح مسألة اللاجئين أي قدر من الاهتمام ، فكيف يمكن تصور اجراء مصالحة وطنية حقيقية ؟

من المريب ان مسألة اللاجئين العراقيين يتم تقزيمها واستبعادها من الضوء ليس بالنسبة لحكومة المالكي الفاشلة فقط ولكن بالنسبة للسياسيين الغربيين والعراقيين والعرب ، ولوسائل الاعلام الغربية ( الديمقراطية ) والعربية أيضا .

فاذا كانت السياسة الأمريكية لا تخفي ارتياحها للتطهير العرقي ، وتعتبره ( ايجابيا ) ، فمن المنطقي ان نتوقع منها تجاهل مسألة اللاجئين وتحويلها الى قضية انسانية تتكفل بها منظمات الاغاثة والمنظمات الأهلية المحلية والعالمية ، لكن ماذا عن الرأي العام العالمي الحر ؟ ، وماذا عن السياسيين والمثقفين والاعلاميين العرب ؟

هل يرضى كل هؤلاء السير في ذيل السياسة الأمريكية حتى حين يصل بها الانحطاط حد استخدام التطهير العرقي لملايين من المواطنيين العراقيين الأبرياء وتحويلهم الى لاجئين يركضون وراء تأمين المأوى والخبز ؟

بل أين المعارضات الوطنية العربية التي يفترض المرء تحررها من قيود التبعية للسياسة الأمريكية التي ترهق كاهل الحكومات العربية اللاهثة وراء الرضى الأمريكي بأي ثمن ؟

أن يحدث التطهير العرقي في مطلع القرن الحادي عشر على مرأى ومسمع ومباركة قوات الاحتلال الأمريكية في العراق فذلك وصمة عار لاتمحى على صدر السياسة الأمريكية .

لكنه وصمة عار أشد على صدر من صنعوه ومن يحاولون اليوم تسويقه كأمر عادي لايستدعي سوى تقديم اثناعشر مليون دولار لسوريا لمساعدتها في تحمل أعباء اللاجئين !!

وهو أيضا امتحان لضمير المثقفين العرب والمعارضات العربية والسياسيين والحكام حتى لانخلي مسؤولية أحد منهم .

المطلوب هو القاء الضوء على قضية اللاجئين العراقيين باعتبارها مسألة سياسية تقع في صلب معالجة الوضع العراقي ، وتحميل الاحتلال الأمريكي مسؤوليتها باعتباران تلك الجريمة قد تمت من خلال وجوده وسيطرته العسكرية والأمنية على العراق ، والضغط من خلال الرأي العام العربي والعالمي لالزام الولايات المتحدة بحل هذه المسألة ، والاشتراط على حكومة المالكي اعادة اللاجئين العراقيين الى بيوتهم وتأمينهم قبل أي حديث عن تبادل للسفراء او الاعتراف بتلك الحكومة .






#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة المتعبين
- مأزق أمريكا العراقي – احتواء الهزيمة
- ملاحظات حول اعلان المبادئء المقدم من قبل حزب الاتحاد الاشترا ...
- تراث عبد الناصر وتصفية الحساب
- تسونامي غزة – الحدث والرمز
- أزمة المعارضة في سورية
- في العلاقة بين القومية والوطنية والديمقراطية-2
- انهيار الاستراتيجية الأمريكية في العراق وصراع الأفكار
- مقترحات لتعديل الاستراتيجية الأمريكية
- قراءة في انعكاس أحداث غزة في التفكير السياسي الأمريكي- روبرت ...
- زلازل مابعد العراق
- تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية
- ليس باسمنا
- هل يمكن الاستمرار في تجميد الاصلاح السياسي في سورية
- أسوأ من استبداد
- المعارضة السورية والخروج من النفق
- في عشق المدن
- ازمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسطورة التاريخية - الجزء ...
- رحيل مناضلة - نجود اليوسف الكلاّس
- الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - معقل زهور عدي - اللاجئون العراقيون – فضيحة العصر