أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م















المزيد.....

لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 04:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لمن يجب أن يوجه الاتهام .. ؟؟!!
نص المرافعة التي قدمتها الى رئيس محكمة أمن الدولة العليا _ فائز النوري –
في الجلسة الثالثة من المحكمة بتاريخ 16 / 11 / 1992 /

*********************

إن كان عندك يازمان بقية مما تهين به الكرام فهاتها

لقد ذكرتني محكمتكم الموقرة أيها السادة , بما جرى لقاضي الاسكندرية وأديبها وشاعرها الكبير , الرشيد بن الزبير في عام /1164 / م الموافق / 559/ هجرية .
سيق القاضي الى المشنقة وهو راكب على جمل بالمقلوب ووضع على رأسه طراطور ووراءه عراضة من الشرطة والزعران والأولاد يقذفونه بالحجارة والأوساخ وهويردد
إ ن كان عندك يازمان بقية مما تهين به الكرام فهاتها
أما السبب فهو تعاطفه مع المسلمين عندما دخلوا الاسكندرية بقيادة نور الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين , تم ذلك بعد استعانة حاكم مصر آنذاك 0 أبو شجاع بن مجيد السعدي بالصليبيين المتواجدين في القدس لأخراج المسلمين من الاسكندرية .
................................................ ...........................
وهل يستطيع هذا الزمن ان يأتي بما هو اسوأ لغريب في وطنه منذ ستتة عشر عاما غربة عرف فيها كل انواع الذل والمهانة قضى منها أكثر من أربع سنوات مطارد يسكنه الخوف أينما حل والباقي خلف القضبان في مساحة لا تزيد عن المتر المربع الواحد في حين يحتل مساحات كبيرة من هذا الوطن , السماسرة والطفيليون والأفاقون واللصوص والوصوليون من كل حدب وصوب . لتتوج هذه الغربة بمحكمة استثنائية تحكم علي بالتجريد من وظيفتي وحقوقي لأصبح عبرة لمن يعتبر, ألهث وراء الرغيف والرغيف يركض أمامي ..
ومع ذلك قد تقولون أيها السادة أن ذلك القاضي ذهب الى المشنقة , وانا هنا أقف أمامكم بقامتي ووعيي لأدافع عن نفسي فما هو وجه الشبه ؟ وأنا بدوري أقول لكم لقد مات مرة واحدة واستراح , أما انا فقد طلبت الموت مرات عديدة هرب مني فيها جميعها ضمن ثلاثة سجون مررت بها قبل ان أمثل بين يديكم , اسمحوا لي أن أزعجكم ببعض الصور عنها , لكن من يدري ؟ قد يمسك العرض هذه المرة بالموت ويجره نحوي جرا , واؤكد لكم أنني سأرحب به لو دفع الي مرة واحدة وبدون أقساط , كما أنني أؤكد لكم لو أنه تم اجماع من قبل رفاقي على مقاطعة هذه المحكمة لما أزعجتكم بكلمة , فهذه المحكمة من وجهة نظري باطلة , لأسباب عديدة , باطلة لأنها محكمة استثنائية , باطلة لأنها تأتي بعد مرور عقد من الزمن على اعتقالي , باطلة لأنه لا حول لكم فيها ولا قوة , ولستم سوى منفذي أوامر وقد تتوقف بكل لحظة و تتجمد بمشيئة غير مشيئتكم , مع كل هذا سأقول كلمتي أمامكم رغم عدم جدواها بتاتا الآن , لكنني على ثقة أنها ستشق طريقها يوما الى التاريخ السوري مهما طال الزمن .
.......................... .....................
ولدت أواخر الأربعينات في قرية نائية مشلوحة بين الصخور , فقيرة بكل شيئ ماعدا هواؤها العليل , الابن الأصغر لفلاح يعمل قسم من أبنائه في لبنان عمالا مياومين من أجل لقمة العيش, في حين تطوع القسم الاخر في الجيش من أجل هذا الغرض , وقد تمكن إخوتي من تعليمي على حساب لقمة أولادهم وتخرجت من الجامعة أمشي الحيط الحيط طالبا الستر كما يريد أهلي , حتى أنني لا أذكر أنني اشتريت جريدة واحدة طيلة حياتي الجامعية , حملت إجازة في العلوم الطبيعية ودبلوم تربية عام 1971 ودخلت سلك التدريس وعينت في منطقة القرداحة .
كان وقع المهنة علي صاعقا تحطمت فيها كل أحلامي , فهي حرب دائمة مع الطلاب , لتقودني تلك المعاناة الى جانب العلوم الطبيعية نحو الفهم المادي للتاريخ والفكر الشيوعي في وقت كانت فيه أحوال عائلتي في صعود , فقد تقاعد أخي الكبير من الجيش برتبة مساعد وبدأ بممارسة مهنة التعهدات في فترتها الذهبية بعد حرب تشرين . وكانت مطالعاتي الأولى كفيلة بإبعادي عن النهج الرسمي للحركة الشيوعية العالمية الرسمية وامتدادها المحلي في سوريا وتحالفها مع البعث بطريقة مخالفة لأبسط تعاليم ذلك الفكر .
انتميت الى الوطن بفهم جديد في وقت كانت تتبلور فيه حركة واسعة الانتشار جاءت الى الشيوعية من موقع وطني , رافعتها الأساسية فيه هزيمة حزيران , فالتقيت مع هذه الحركة التي كان أغلب رموزها , بعثيين , أو ناصريين أو قوميين . بالمناسبة إن عملي ضمن الحلقات الماركسية في سوريا هو اقرب الفترات السياسية الى قلبي , حرمني من تلك المتعة دخول الجيش السوري الى لبنان , لينتصر التيار المتطرف فيها , وليولد تنظيم كامل على الأرض همه الأساسي تقديم خدمة مهما تكون متواضعة للحركة الوطنية اللبنانية كي تستطيع الاستمرارفي مواقعها التي بلغت حوالي 80% من الأراضي اللبناتية .
استقر وضع الجيش السوري في لبنان فتفرغ لنا ,
للحق والتاريخ كان سلاح المنظمة الوحيد هو الكلمة . لم أكن أعلم أن هذا السلاح موجعا بهذه الدرجة لدولة " التقدم والاشتراكية " كنت ألعب بالنار من دون أن أدري , وهكذا وجدت نفسي ممثلا على الأرض لأحد الأفلام السينمائية , ودوري في الفيلم البطل , مثل الأفلام التي كانت تعرض على شاشات السينما والتلفزة حيث المدججون بالسلاح يطوقون الحارات ويفتشون مداخلها ومخارجها بحثا عني .
في الرابع والعشرين من آذار 1977 كنت عائدا من وظيفتي الى بيتي في اللاذقية . أخبرني الجيران قبل وصولي الى البيت باحتلاله من قبل عناصر مسلحة , غيرت طريقي باتجاه مدينة جبلة ومنها قصدت قريتي سيرا على الأقدام, وعند مشارفها فوجئت بالبنادق المشرعة التي تحرثها من الجهات الأربع , يممت وجهي شطر البراري الواسعة . تمكنت من الاتصال بمنظمتي بعد مدة , طلبوا مني الاحتراف السياسي الكامل وامتثلت . أربع سنوات لم يتوقف فيها شبح القمع والمطاردة , كل حملة قمع تدفع المنظمة الى مزيد من الشراسة في مواجهة السلطة ( بالطبع الشراسة في الكلمة المكتوبة ) ولم تنفع اصوات العقل التي كانت ترتفع في داخلها , لقد قطع القمع المعمم الطريق على تلك الأصوات فانتصر صوت الضمير . ولم لا ؟! أليست المنظمة سورية عربية أبناؤها أبناء التاريخ العربي , أليس طبيعيا ان يتجلى هذا التاريخ بالشجاعة والفروسية , لقد حملت مواجهتنا كل الإباء والشيم العربية الحميدة , وقد قادتنا تلك المواجهة الى السجن نحن وكل قارئ لجريدتنا أو متبرع أو متعاطف , ولا شك أن بين يديكم الكثير من الملفات لشباب أمضوا أجمل عقد من حياتهم وراء القضبان .
والعبور الى جحيم دانتي يقتضي المرور بالمطهر , أي التحقيق .
التحقيق :
أنا أستغرب أيها السادة القضاة لم يبق الاسلوب الوحيد لانتزاع المعلومات عندنا هو التعذيب ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين . وفي دولة تعد حضارية وتقدمية واشتراكية , والتعذيب في أقبية فروعنا يحمل من التخلف والجهل والبربرية والحقد ما يتنافى مع أي حضارة . فالدفعة الأولى منه حكما عشوائية تفوق في شراستها ضرب أي فلاح لحماره مهما بلغ غيظه منه , يبقى الفلاح حريصا على حماره ما دام يشعر بملكيته , أما هنا فيبدوا الواردون الى العالم السفلي مجهولي الجهة , ملكيتهم معلقة , ومن يتولى تعذيبهم لا شفقة ولا رحمة في قلبه, و بعد الدفعة الأولى يأتي التعذيب المنظم من الفلقة الى الفروج الى بساط الريح الى الشبح الى التعليق الى الكهرباء . لا تظنوا انني أفتري, ففي جسدي آثار من التعذيب ستلازمني حتى الموت وأثار التعذيب بادية على العديد من رفاقي أكثر مني بكثير لأن اعتقالهم جاء في زمان مختلف .
تابعوا معي رحلة الموت البطيئ في ثلاثة سجون .
1- سجن كفر سوسة :
لسوء حظي , وقعت بين يدي رجال أمن تابعين لفرع أمن الدولة , وما أدراك ما امن الدولة في سوريا !! لقد أمضيت في سجن الفرع المدعو (285) قرابة سنتين ونصف مع معتقلين من كافة الأصناف والأجناس والقوميات , حشاشون , لواطون , . مزورو عملة وجوازات سفر , سارقو قوت الشعب محولين الى محاكم اقتصادية , هاربون من الخدمة , إخوان مسلمون, بعث عراقي و شيوعيون , ووضعت لفترة لست قليلة في مهجع لايوجد فيه أحد غيري سجين سياسي , وكان الجميع يهربون مني بسبب هذه التهمة , وكنت في البداية أظن أن ذلك ناتج عن جهلهم وقلة خبرتهم في الحياة , لكن الأيام كشفت لي ان حسهم العفوي أصدق بكثير من مطالعاتي وأوهامي التي أحيا فيها بين صفحات الكتب المملوءة بالتنظير عن الدولة الوطنية .
ومن المفارقات التي عشتها في ذلك الفرع هي قضية المطوعين في المهاجع ليس من أجل الصلاة . بل رجال نختارهم من بيننا وبرضانا قادرون على تطويع أجسادنا ولهم خبرة في عدم ترك فراغ بين الأعضاء كي يتمكن جزء منا من النوم في حين ينتظر الجزء الآخر دوره , واللغط والتأفف من المطوعين يتم عند تبديل الوجبات وصعوبة إعادة الوضع كما كان عليه سابقا ومن المفارقات الأخرى وما أكثرها في هذا الفرع قضية المخبرين التي كانت تحرص إدارة السجن على تواجدهم الدائم بيننا , ومتى تم افتضاح أمر أحدهم نقل على وجه السرعة , وقد علمت من مدير الفرع عندما استدعاني مرة انه يعرف على أي جنب أنام ومن أي منخر أتنفس وكل كلمة أقولها داخل القاووش .
2- سجن تدمر
ماذا سأقول لكم أيها السادة عن سجن تدمر ؟ ذلك السجن المبني من قبل الفرنسيين لتأديب الوطنيين المعارضين لاستعماره , وحده يحتاج الى سفر كامل , مازال يؤدي مهمته في الصحراء بشكل أكثر مهابة وروعة وحيوية من السابق لكن للإنصاف كان تعاملي ورفاقي مختلف فيه عن بقية السجناء, كنا نستطيع فيه ان نطيل شعرنا ونرفع رؤوسنا ونتطلع الى الجندي ونستقبل أقارب الدرجة الأولى مرة كل ثلاثة أشهر , أما عن الطرف الآخر وأرجو ألا يفهمني السادة القضاة خطأ , فأنا لست بمعرض الدفاع عنهم سياسيا ولم أكن يوما كذلك لا أنا ولا منظمتي . لكن يحق لي أن أتساءل هنا هل يليق بالانسان من كونه إنسان لا يدب على أربع أن يعامل كذلك . أن يتم التبول بطعامه أمام عينيه وإدخاله له !!, أن يجبر على تقليدأصوات الحيوانات .....
سيأتي يوم يتم تصوير ماجرى في ذلك السجن , لكنني على ثقة من أن براعة وخيال وموهبة أي أديب في سوريا لن ترقى الى واقع ما جرى في هذا السجن . أما نحن فقد كنا فيه جزيرة وسط بحر هائج من أصوات التعذيب التي تخترق وحدتنا وحالنا في كل لحظة, وربما كان ذلك بعرف علم النفس أبعد أثرا ممن كانوا في قلب المعمعة .
3- سجن صيدنايا
بعد مرور خمس سنوات على معتقلي حزب العمل في سجن تدمر, تم شحننا بثلاث سيارات يطلق عليها السجناء سيارات اللحمة نظرا لاحتوائها على خطافات نربط بها شبيهه كل الشبه بالخطافات التي تعلق بها الخراف المذبوحة وتنقل قي سيارات مغلقة مثل السيارات التي نقلنا بها , توقفت القافلة بنا بعد ساعات أمام قصر كبير ( لم نكن معصوبي الأعين هذه المرة , استعيض عن ذلك بربطنا جميعا في قيد حديدي واحد ) محاط بأسوار عدة ولما كانت المنطقة سياحية فقد ظننت أنه لأحد مشايخ الخليج , وكم كانت دهشتي عظيمة عندما علمت انه السجن المعد لاستقبالنا, قلت قي سري لا بد انه يحوي ملاعب رياضية وقاعة سينما ومكتبة ولكن السجن ينطبق عليه المثل القائل من برا رخام ومن جوا سخام .
.................................. ...................................
سأختم مرافعتي هذه بدفع التهم الموجهة الي وهذا يقودني الى السياسة , أنا بين يديكم مجرم سياسي كما تدعون .
بادئ ذي بدء أحب أن أسجل أمام محكمتكم, أن قناعتي بالفكر الشيوعي لم تزدها المحنة إلا صلابة . وأن حركة التاريخ هي حركة مد وجزر , تقطع واستمرار, وإن بدا التاريخ وكأنه يمشي بالمقلوب الآن من الاشتراكية الى الرأسمالية , فالسبب يعود الى التطبيق المغلوط للاشتراكية ’ مع ذلك فإن تجربة سبعين سنة من عمر التاريخ ليست شيئا يذكر وقد نحتاج الى عشرات التجارب الاشتراكية الفاشلة حتى نصل الى تجربة اشتراكية لا رجعة عنها تقطر التاريخ الى الأمام , ولو قيض لي أن أعيش لاخترت نفس الطريق بكل آلامه .
تتهموني أيها السادة بالانتماء الى جمعية سرية معادية لأهداف الثورة في الوحدة والحرية والاشتراكية وبالتالي فهي تشوش على مسيرة التحويل الاشتراكي الجاري في القطر . فعلا أنا كنت أنتمي الى منظمة سرية , ولكن من أجبرنا على السرية في عملنا السياسي ؟ إما أن نقول ونردد ونصفق للسلطان وإما أن نعمل بالسر , حسبي دليل على ذلك أحزاب متحالفة في جبهتكم الوطنية لا تستطيع أن تفتح مكتبا واحدا في أي مدينه ترفع عليه اسمها وتستقبل الناس فيه بشكل علني , فكيف سيكون حال المعارض غير المقتنع بهذا التحالف ؟ .
حول الوحدة
ما أعرفه أن منظمتي منذ نشوئها كانت من أشد المتحمسين للقومية العربة وقضيتها المركزية الوحدة وقد أولت هذه القضية اهتماما اساسيا في خطها النظري والاستراتيجي وفي ممارستها السياسية وكانت مع أي وحدة عربية شرط أن تاتي من أسفل وبشكل ديمقراطي كي لا تتكرر مأساة الوحدة المصرية السورية على يد عبد الناصر , حزبنا لايمكن اتهامه بأنه معاد للوحدة , من هو معاد لها من قاتل هو وجيشه الى جانب امريكا ضد حزب شقيق له في العراق
حول الحرية
وأين هي الحرية في سوريا حيث قانون الطوارئ مسلط على رقاب الشعب السوري منذ ثلاثين عاما وقد شحذت الحركة التصحيحية ذلك السيف وطورته وجعلته أكثر مضاء ففي عهدها اذدادت عدد الفروع في كافة المحافظات وفي كل مدرسة وحي وشارع حتى أصبح الشعار المتداول بين العامة استهزاء ( لكل مواطن مخبر من أجل حماية الثورة )
حول الاشتراكية
ليست لدي أيها السادة إحصائيات وأرقام دقيقة لأبيين لكم كيف يتوزع الدخل القومي في سوريا , وما هي حصة المنتجين منه وحصة السماسرة والتجار والطفيليين , لكنني على ثقة أن راقصة تهز بطنها في ملهى الكروان يوازي دخلها اليومي أجر سنة لعامل في أحد معامل نسيج دمشق . بإمكاني أن أضرب أمثلة عن اشتراكيتكم المزعومة من واقعنا في السجن حيث انعدم المكدوس والزيت عند السجناء الفقراء السوريين .
من جهة أخرى إن أي سجين لبناني أو فلسطيني أو من الاخوان المسلمين السوريين يصرف أموالا على الفاتورة يوازي مصروف كل رفاق حزب العمل في السجن . لا يحق لكم أيها السادة ان تحاكموا من وهب حياته وأعصابه وتخلى عن وظيفته وعن كل مغريات الحياة الدنيا وضحى بالغالي والرخيص من أجل ما اعتقد أنه يخدم الاشتراكية , بتهمة معاداة الاشتراكية
*********************

في الختام أيها السادة لقد قالت محكمة التاريخ كلمتها الفصل في أنظمة " الديمقراطية الشعبية " وبينت الاديمقراطية اجتماعية بدون ديمقراطية سياسية وقد بانت الليبرالية البورجوازية وتحديدا الغربية التي تسخر منها صحف دمشق الثلاث صباح مساء , متقدمة على انظمة الديمقراطية الشعبية السابقة واكثر إنسانية وديمومة وقدرة على حل مشاكل المجتمع , ذلك الشكل المفروض على المجتمع من أعلى سقط شر سقوط الى غير رجعة غير مأسوف عليه, لا تقدم اجتماعي أيها السادة بدون احترام الانسان وحقوقه الفردية , وهل هناك نظام يحتقر حقوق الانسان أكثر من نظامنا المفروض من أعلى على المجتمع بقوة القمع والأجهزة الأمنية؟ .
لكن من الانصاف القول هنا أن القيادة السياسية في سوريا لاتتحمل وزر أخطاء المرحلة السابقة وحدها . ما تتحمله القيادة الحالية هو إصرارها على النهج السابق وتمسكها بكل وسخ المرحلة الماضية ) . وإن كانت قيادتنا الحالية قد التقطت المتغيرات في سياستها الخارجية فإن هذا لا يعدو كونه استمرار للسياسة السابقة - محاولة التغطية على قمع الشعب في الداخل بسياسة زكية استندت على الاتحاد السوفياتي - وهذه المرة تريد ان تستند على امريكا بدخولها في تسوية تحت مظلتها وبالشكل التي تريد شريطة ان تتر ك للقيادة تصريف الأمور في الداخل . لكنها هذه المرة واهمة فالنظام العالمي الجديد وإن كانت تتزعمه أمريكا , فإن مسألة حقوق الانسان فيه مسألة حضارية تتعلق بالجنس البشري ككل وليس بأمريكا وحدها .
إن سوريا على مفترق طرق وأمامها طريقين لا ثالث لهما .
الأول : حرب أهلية لا تبقي ولا تزر كما يحصل الآن في يوغسلافيا ومع كل أسف إن سلوك قيادتنا السياسية بدليل إصرارها على تجريمنا في هذه المحكمة يدفعها نحو هذا الطريق .
الثاني . تفكيك النظام القديم خطوة خطوة وبدراسة وبعناية فائقة وبمشاركة كل الغيورين على مصلحة الوطن أحزابا أو مؤسسات أو أفرادا باتجاه دولة الحق والقانون , وعلى كل الشرفاء تناسي أحقاد المرحلة الماضية وتجاوزاتها لدفع البلد على هذا الطريق .
مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة , والخطوة تبدأ منكم أيها السادة القضاة حماة القانون أهيب بكم وبضمائركم أن ترفعوا صوتكم لتدفعوا البلد على هذا الطريق بإحجامكم عن إصدار الأحكام على هذه الملفات السياسية الموجودة بين يديكم وتحويلها الى محاكم مدنية عادلة . فنحن هنا معتقلي رأي نحمل وجهة نظر في الحياة ولسنا مجرمين , وإذا لم تفعلوا ذلك فإن أصابع الاتهام ستوجه نحوكم في المستقبل . فأنا واثق من براءتي وبراءة رفاقي أيضا .

الموقوف . كامل عباس



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد
- قراءة ثانية في كتاب صدام الحضارلت
- التروتسكية والستالينية داخل سوريا في خندق واحد ضد الامبريالي ...
- حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟
- نحو حزب شيوعي سوري من طراز جديد
- مقاطعة الحرة ......... لماذا ياحضرات ............ ؟؟!!
- الإصلاح السياسي المرتقب والدور المفترض أن نلعبه فيه
- مدخل الى فهم عصري لحل المسألة الكردية


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م