أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم














المزيد.....

الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 12:43
المحور: كتابات ساخرة
    


كان اعضاء البرلمان في اجتماع مغلق امس الاول حيث دارت العديد من المناقشات حول مواضيع لا علاقة لها في ابناء سوق" العورة" او شارع مريدي في بغداد او حي السيمر و السيف والعشار في البصرة وليس لها علاقة ايضا في احياء كركوك الفقيرة والتي لاتشبه سوى احياء اربيل وزاخو.
كان الجميع يتصنع الاصغاء اذا تكلم احدهم الا عضو البرلمان الذي كان يكنى "ابو العتاوي" ولا احد يعرف من اين اتت له هذه التسمية الا انه من المرجح – حسب القاموس البرلماني العراقي- اشتقت من عتوي وهو القط المعروف بولعه في قتل الحمامات الوليدة حديثا الطليقة وأكل طعام الطيور.
المهم ايها السادة كان "ابو العتاوي" يتحسس جيبه بين حين وآخر ليشعر بحرارة جواز السفر الدبلوماسي الخاص بزوجته والذي صدر هذا اليوم، وسرح به الخيال محدقا في قبة المجلس: سوف يذهب مع زوجته واولاده ليلف مطارات العالم بهذا الجواز دون ان يعترضه احد بل يبتسمون له ولعائلته ابتسامة ملْ الفم وربما يؤدي له افراد الشرطة التحية حين يعرفون انه يحمل جواز سفر دبلوماسي.
وحين استيقظ من احلامه اكتشف ان اعضاء المجلس مازالوا يتكلمون ولكن دون ان يفهم شيئا مما يقولون. لم يطق صبرا في البقاء فاستأذن في الخروج من الاجتماع فلديه موعد مع طبيب الاطفال بعد ساعة ليعرض ابنه المريض عليه.
ركض مسرعا الى سيارته بعد ان نادى على حراسه وانطلق موكب العضو الى البيت ناسيا ان يحمل معه وجبة الطعام المقررة والمجانية من مطعم المنطقة الخضراء ... لايهم الطعام آلان ففرحة الزوجة بجواز سفرها الدبلوماسي سوف ينسيها الجوع الى حين. واطل "ابو العتاوي" كالعادة من فتحة الباب الخارجي قبل ان يدخل ليرى زوجته بانتظاره مبتسمة وسرعان ماأحتضنها ووضع في يدها جواز السفر الميمون. مسكت يده بحنان لم يشعر به منذ سنوات طويلة وقادته نحو صالة الجلوس كطفل لم يتجاوز السابعة من عمره.
قالت له وهي مازالت تبتسم: وآلان يازوجي العزيز اريد ان استاذنك بالسفر الى اوربا انا والاولاد فقط لكي اريهم جواز سفري هذا . سوف اتجول في معظم دول العالم وعبر مطاراتها ساشعر بالفخر اذ لاأحد يفتش حقائبي التي ستكون محملة بالهدايا والمجوهرات والعطور الباريسية والازياء اللندنية .
قاطعها قائلا: ولكن من اين لنا تكاليف هذه السفرة التي تنوين القيام بها.
فردت عليه قائلة وهي مازالت تبتسم: لقد فكرت بذلك ، ان اعضاء البرلمان يعرفون الان ان ابنك ذو السابعة من العمر مريض جدا وقد عرضته على الطبيب المختص الذي اشار عليك بعلاجه بالخارج اذ لاتوجد الاجهزة الطبية المتخصصة في علاجه وطبعا لا أحد يتجرأ ان يشك في كلامك.
سألها : وماذا بعد.
صرخت به: ليس هناك بعد ، كل ما هناك ان تقدم طلبا لايفاد زوجتك مع ابنها على حساب مجلس البرلمان ليتم عرض ابنك على الاطباء المختصون وتذيل الطلب باعتذارك عن مرافقتهما لانك مشغول في اجتماعات المجلس هذه الايام خصوصا وانتم على ابواب الانتخابات.
سألها مرة ثانية: واذا رفضوا؟
صرخت مرة ثانية: كيف يرفضون وانت عضو مجلس البرلمان وتتمتع باغلبية الاصوات والكل يشهد بتأثير حزبك ومذهبك في المجلس وخارجه.
تأفف قائلا :حسنا سأقوم بذلك.
صرخت به مرة ثالثة: لاتتمسكن كن قويا وتخيل زوجتك تجوب مطارات العالم دون ان تفكر بالحصول على تأشيرة لزيارة اي بلد اوروبي كما كانت تفعل في سابق الايام.
اقتربت منه كثيرا وطبعت قبلة سريعة على خده وهي تقول: سأحكي لك حين اعود عن هذه السفرة او هذه السفرات وكيف استقبلني رجال المطارات هناك وكيف ايضا عاملني موظفي الاستقبال في فنادق الدرجة الاولى التي سوف اقيم فيها لمدة يومين فقط حتى يتسنى لي ان انتقل الى اكثر من فندق في العالم خلال ثلاثة اشهر، ولا تنسى ان تتصل باحد المعارف ليدلك على الرجل المختص في اصدار الشهادات الطبية الصادرة من الخارج والذي يقيم كما تعرف في سوق "مريدي".




#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الرضيع ايها الناس يحمل جواز سفر عراقيا دبلوماسيا
- ألا بؤسكم من مسلمين
- البرادعي.. انت كذاب ياسيدي
- نحباني للو
- الحجاج يتلهفون على الحمامات التركية الشعبية
- ياصياد السمك .. اريد -بنية-
- رسالة من بيت الموتى الى الدول الثمانية
- أين العدالة ايها الناس?
- رسالتي الثانية الى رب العزة
- انا ابن الله .. وليخسأ الخاسئون
- ايها العرب أتركوا فلسطين واركضوا نحو كشمير
- أفكار بصوت عال .. لمن يسمع
- الامام الحسين بين ولاية الفقيه والموت من أجل السلطة
- الامام الحسين بين حافظ اسد وحسني مبارك
- كلهم في الجنة ..بأمر الهي وغصبا على اصحاب اللحى
- المساواة بين الرجل والمرأة ... اسطوانة مخرومة
- -اللوتو- مضمون اذا رشحت للبرلمان العراقي
- رجل الدين المعتدل ... عملة صعبة هذه الايام
- ألرائحة النتنة تأتي من البشير هذه المرة
- ملعون – ابو الباميا- ملحق اضافي


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم