أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شريف حافظ - سقوط الحوائط في الشرق الأوسط















المزيد.....

سقوط الحوائط في الشرق الأوسط


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 21:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بينما تحتفل "الدولة" فى ألمانيا ومعها "دول" الغرب، بالذكرى الـ20 لسقوط حائط برلين فى 9 نوفمبر 1989، واندماج الشرق والغرب "المتقدم" فى أوروبا، يُعانى الشرق الأوسط فى إطار عملية بناء الدولة فيه وبعمق! فلقد ظهر جلياً خلال هذا الأسبوع، أن "الدولة" مُفتقدة فى الشرق الأوسط، العربى، متمثلاً فى اليمن أكثر من غيرها، والمسلم متمثلاً فى إيران، فلا نتذكر "دولة" فى العالم المتقدم، يحدث بها ما يحدث لدينا فى المنطقة، منذ سقوط الجدار فى برلين.

إننا لم نبلغ بعدُ قيام دول حقيقية فى أغلب دويلات المنطقة، فلم تعد الدولة، مجرد سلطة وشعب وإقليم، ولكن مؤسسات ووحدة شعب واقتصاد ناجح وثقافة وفكر وحرية تعبير ومعارضة تطرح البدائل! والحركات المتمردة التى تحدث هنا وهناك، إنما يثبت غياب الدولة، بجلاء!

إن الانقسام العربى حول الركائز الاستراتيجية، ليدل على هذا، ويدل عليه أيضاً، الانقسام الحادث بين الفصائل الفلسطينية، على الهدف النهائى لديهم، مُمدين إسرائيل بذريعة وراء أُخرى لعرقلة الوصول إلى المفاوضات ومن ثم للحل النهائى، بينما خيار الحرب "المتكافئة" مستحيل.

إن مُعضلة تشكيل حكومة فى لبنان، ليمدنا بالظلام الحاد الذى تعانيه الدولة العربية، الأحلاف المختلفة فى "العالم" العربى، تظهر الحقائق التى نتجنب مواجهتها، ما يحدث فى الصومال، اختلق اصطلاح جديد فى العلاقات الدولية، هو "الصوملة" بعد أن أوجد الوضع فى الحرب الأهلية فى لبنان، اصطلاح "اللبننة"! لقد أصبحنا أصحاب السبق فى مد العلوم السياسية بمصطلحات الفوضى، التى يُمكنها من هدم أى دولة، وكأن منطقتنا أصبحت "حقل تجارب"، يختبر فيه علماء السياسة أسباب سقوط الدول أو إيجاد "الفوضى الخلاقة" بها، وبالطبع، فإننا يجب وألا ننسى "الجوكر"، الذى نجده فى أغلب مبانى "الفوضى" بالمنطقة، لعرقلة بناء الدولة: إيران، "اللادولة" أيضاً، والتى تمد كل متمرد بالسلاح، سواء كان هذا المتمرد فى اليمن أو لبنان أو غزة أو السودان، ليس لمواجهة إسرائيل كما كان يبدو، ولكن لمواجهة القوى المعتدلة فى سياسة المنطقة، سواء كانت مصر أو السعودية أو الأردن، وخالقة أجواء من "الارتباك" فى الإقليم ككل، لاستهداف الاستقرار ومنع الحرية ولو كان هذا يضُر بالشعب الإيرانى ذات نفسه أو يفيد الكيان الصهيونى أكثر!!

وبالتأكيد يعنى ما يحدث فى مختلف الدول العربية أو إيران، أن هناك سوء توزيع للثروة، منذ زمن، وليس الأمر وليد اللحظة، كحال اليمن، وفى أحيان أُخرى يعنى الطموح فى السلطة كحال حماس أو فساد السلطة كحال فتح مُسبقاً وعله مُستمر للآن، بالإضافة إلى ضعف تلك السلطة وصدئها! أو يعنى العمالة، كحال حزب الله، أو يعنى انعدام القانون، كحال الصومال، أو يعنى الظلم من قبل الحكومة المركزية، كحال السودان، وإيران تخترق النُظم المختلفة، مستغلة الضعف فى تكوين الدولة أو سوء التوزيع أو النوازع المختلفة والمشتتة للساسة، لتنفيذ آجندتها الخاصة بخلق الفوضى فى "العالم" العربى ككل، والعمل على قيام إمبراطوريتها الأقوى، بينما الضعف يدب فيما حولها. إنها ترفع شعارات الحرب ضد إسرائيل والدولة الدينية والقضاء على الإستبداد، بينما لا تؤمن بأى من هذا، وقد بدأت الثورة تدُب فى أوصالها منذ زمن، حتى ظهرت جلية فى انتخابات الرئاسة الماضية لديها، ومازال الاعتراض مستمراً فى الداخل ونتوقع التغيير ولو أتى بطيئاً، نظراً للبطش والقمع الشديد من قبل الحرس الثورى ضد المناديين بالحرية من مواطنين إيرانيين فى الداخل.

لقد ظهر واضحاً وجلياً، أن إيران تستهدف مصر، بالإضافة إلى السعودية، وكلاهما أيضاً، دول فى طور التكوين، فمازالت عقلية القبيلة تضرب فى الأجواء المصرية، وقد ظهر هذا جلياً فى المؤتمر الأخير للحزب الوطنى، ومواجهة المعارضة له، فكلا القوى، سواء حكومية أو معارضة، تتحرك وفقا لفكر القبيلة، وليس وفقا لفكر السياسة والمصلحة العليا "لمقرطة" البلاد، رُغم أن الحزب الوطنى أكثر تنظيماً وأكثر دقة فى طرح القضايا والحلول، نظراً لإمتلاكه الإمكانات والوعى السياسى الأفضل وإن لم يكن الوعى المثالى. وفى السعودية، حيث المواجهة أيضاً بين الليبراليين والمحافظين، لتعديل شكل الدولة، بمساعدة واضحة من قبل أجنحة قوية بالعائلة المالكة للليبراليين، مازال فكر القبيلة مسيطر. المسألة أصبحت مواجهات من أجل الشكل وليس المضمون. فقلما نسمع عن هذا المضمون، دولة ليبرالية؟ كيف ولماذا؟ أم دولة دينية؟ كيف ولماذا؟ ومراكز القوى تنهش فى جسد الدويلات من داخلها، لأجل مكاسب وقتيه، وليس مكاسب مستمرة! ورؤى تائهة، تملى من قبل البعض فتتوه السياسة الإستراتيجية للبلاد، إن وجدت! فأغلب دويلات المنطقة تُعانى نزاعات داخلية، وإن كانت ليست كلها مُسلحة!

والناس فى الشارع ممن يفكرون، أصبحوا يتساءلون، إن كانت النُظم تدرى بما يحدث على الأرض. لماذا لا توجد سياسة ظاهرة لمواجهة "الخطر" الإيرانى؟ لماذا تترك الدول، إن كانت دولاً أصلاً، جماعات التمرد، سواء حوثيين أو إخوان مسلمين أو مجموعة شاردة من القراصنة أو جماعات مُسلحة مستقلة لديها، تعبث فيها، حتى نسمع دوى الانفجار، بأزمة تهز الأجواء؟ لماذا يُترك السلفيين ينهشون فى الدين وفقاً لرؤاهم الحرفية الضيقة، رغم أن هذا الدين، هو فى كثير من الأحيان، "جهاز أمن الدولة" لدى الكثير من البلدان الهشة فى المنطقة؟ أتتصور دويلات الشرق الأوسط، بما فيها العربية، أن الأمن وحده، الكفيل بحل تلك المُعضلات؟ إن كان هذا ظنهم، فلينظروا إلى إمبراطوريات كان يحكمها الأمن بأياد من حديد، فسقطت وكان دوى سقوطها أعلى من دوى سقوط قنبلتى هيروشيما ونجازاكى! فإن كانت الحكومات تريد أن "تُظهر" أن الديمقراطية هى حرية العابثين بأسس قيام الدول، فانها تجرح هدف الدولة ونفسها قبل جرح الآخرين وتضُر بعنف مبدأ المواطنة المعتزم قيامه كأساس، لأن العابثين من قوى تطيع الخارج باسم الفكر الدينى وليس الدين بحق، إنما تهدف إلى إسقاط كل شىء وتُقيم محل ما تسقطه، الحكم الديكتاتورى اللعين!

لقد بدأت الديمقراطية العراقية الوليدة بحرب بين السنة والشيعة من أبناء البلد الواحد، وهو نموذج يجب ألا يتخطاه أحد! وظلت الحرب الدينية تنهش فى أبناء الوطن الواحد من ديانة واحدة وإن إختلفت المذاهب وكانت إيران تسكب البنزين على النار، ثم تحالفت مع السنة من بلادنا وهم شاهدون على قتل إخوتهم فى العراق! فياللعجب! وأنا هنا، لا أريد أن أفرق بين سنة وشيعة، لأن تلك التفرقة من قبيل الغباء، ولكن وحين نسمع عمن يحارب فكراً، وفى الوقت نفسه يتحالف مع صانعيه ويستمر على محاربته لهذا الفكر، إنما نشعر بشيزوفرنيته المفرطة! ولكنه اعتاد هذا، ولا يهم أحداً من مؤيدوه ما يفعله، رغم رفعه الشعار الدينى ثم لعبه مباراة "الغاية تبرر الوسيلة" وبأفضل من ميكافيلى نفسه!

ولقد سقطت دول بسبب سوء توزيع الثروة، وسقطت أخرى وتفتت بسبب مراكز القوى وفكر القبيلة. وسقطت ثالثة لإتعدام القانون، وتشرست دول، بسبب بطش الأمن، رغم جبروته، ولم تتقدم دول وتقدم للعالم إبداعات دولية، بسبب القمع ومنع حرية التفكير، وسقطت أخرى لغياب الهدف الموحد، وليس حائط المنطقة الذى نتمنى سقوطه هو نظام الملالى فى إيران وفقط، ولكن أيضاً التخبط وعدم رسوخ طبيعة العلاقات بين الدول فى تلك البقعة من العالم، فنحن فى منطقة يُمكن فيها أن يكون صديق اليوم هو عدو الغد، وفقاً لأشياء تُمثل منتهى التفاهة فى بعض الأحيان، مثلما هو حادث اليوم بين الشعبين المصرى والجزائرى من أجل مباراة كرة قدم، رغم أن مصالح مصر فى الجزائر تُقدر بـ6 مليارات من الدولارات!!

إننا كنُظم وحكومات وشعوب، متشابهين، لم نبلغ بعد الأسباب التى تُنمينا كدول، يُمكنها أن تهدم حوائط الفصل فى داخلها أو خارجها، إننا مازلنا فى طور المراهقة، ولا يُمكننا أن نبلغ سمو الدول حتى نعلو إلى مستواها ومكوناتها الأساسية من ثبات السياسة والإستراتيجية والتمدن والفكر والتعليم والاعتدال فى المواقف! وكمواطنين مازلنا نحب ونكره، بدلاً من رؤية المصلحة وفقط ننظر أسفل أرجلنا لمصالح وقتية ونحلم أحلام الملائكة فى عالم لا يوجد به إلا شياطين!! نعتقد أن السياسة هى طريق الخط المستقيم، بينما يوجد هذا فى الأخلاق والأديان فقط!!

أعتقد أن أغلب الدول الاستعمارية وهى خارجة من بلادنا، كانت تنظر إلينا نظرة سخرية: كانت ترى أن كل ما نعانيه اليوم، سوف يحدث عاجلاً أم آجلاً وأننا لن نخطئ الخطى فى بلوغ ما نحياه الآن، نظراً لمراهقنما الشديدة، حتى فى حب الأوطان! فأغلبنا كأفراد فى تلك المنطقة يُعانى من أعراض حب السلطة والسيطرة والقهر والكراهية للآخر والعنصرية وادعاء التدين والعلم والتسامح وحب بإفراط للشهوات من مال ونساء وقبوع الجهل فينا وعشقنا للتشهير والنظر إلى كل ما ليس لدينا برغبة ونهم وعدم الرضا أو القناعة وغياب الفكر والتنظيم والتخطيط والإتحاد!! نحن لسنا إلا وهم، نعتقد أنه حقيقة! ولكى نهدم الحوائط حولنا، يجب أن نعيد النظر داخلنا وأن نقوم بكل ما "نُمثل" أننا نقوم به، ولكن باخلاص، وليس لشىء، إلا لقيام دولة حقيقية، وليس وهمية، مثل التى نعيش فيها فى عقد اجتماعى مع السلطة، كى تحمينا وتحافظ على إنجازاتنا الفردية، مقابل السمع والطاعة دون مساءلة أو مساءلات ليست ذات أهمية! فلنبدأ بالفكر المخلص والجاد، كى نستطيع هدم الجدارات حولنا والانطلاق نحو قيام الدول الحقيقية فى المنطقة الشرق أوسطية، حتى نحيا مثلما يحيون فى العالم "المُفكر" وليس "الجاهل"!



#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة مصرية قوية
- البضاعة -الرقصمالية- للإسلاميين
- علمانية وجدى غنيم
- تقرير جولدستون وعيوب الدبلوماسية العربية
- رسالة مصر إلى محمد حسنين هيكل
- أي كلام
- هل قذف المُحصنات أصبح حلالاً؟ (2)
- هل قذف المُحصنات أصبح حلالاً
- السلع الإسلامية
- واجعل نساءهم غنيمةً لنا
- صباح الفل يا رقابة!
- القوة ليست قنبلة نووية
- أكره اللون
- تجاربنا تكون شخصياتنا
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية -3
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية (2)
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية
- إنها العنصرية وليس الدين!
- الاحتيال باسم الله
- إعادة تعريف الليبرالية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شريف حافظ - سقوط الحوائط في الشرق الأوسط