أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - انتصار الميالي - حين انشد الشرقي الصغير للمرأة















المزيد.....

حين انشد الشرقي الصغير للمرأة


انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 19:33
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


تبرز الصور الاجتماعية في شعر الشرقي وهي ترفل بجلباب أنيق موشى بأبهى ألوان الزينة وأجمل أنماط الحلية ولانعجب إذا وجدنا إن هذه الصور الحية نابضة بالروعة والإبداع لان الشاعر عاشها ووفق في حصرها على صور في إطار من الشعر حافل بالبهاء والرونق لما إلف في واقعيتها وحقيقتها مما حدا به لمثل هذا التوفيق.
ولعل القدر وفر لشاعرنا إن تحمل إشعاره طابعا يتسم بالجمال والقوة والمتانة وظهرت وهي ترسم نهجا رائعا وسبيلا يكشف عن براعة في التصوير وجودة في الأسلوب.
وهنا نرى روعة المشاعر في عرض الفكرة وقد اظهر شعوره المتدفق في حقيقة المرأة وواجبها في حياتها وما يتطلبه المجتمع ومنها من متطلبات، فنراه يقول فيها:

اطلي فأنت ربيع الحياة بسلسالها أخصب البلقع
وغذي بضرعك هذا الرضيع لبان العلوم وما ينفع
ورقيه من خلقك المستقيم فخلق الرضيع بما يرضع
وضميه للصدر حيث الحنان يفيض به قلبك المترع

أنها نفحات تعبق بأريج التربية السلسة وشذى يعطر بتوجيه إلام السليم وانسام عذاب تشم من طيات هذه الابيات انها خلجات نفسية اعتملت في نفس الشاعر فطفقت تصور حنان إلام، ويمضي الشاعر في وصف إلام والتزامها بواجبها التربوي ويقول:

اطلي فما برح السائرون نياما وقد سارت القافلة
ولا تتركيهم فأن الحياة مسالكـــها وعرة قاحلة
فكوني لهم مقلة في الظلام وكفا إذا ما كبت جاهلة
وسيري بأجيالنا للعلاء إلى حيث أمالنا الكاملة

وأي توجيه يبلغ به مثل هذا التوجيه وأي إعداد يبلغ مثل هذا الإعداد،يلزم المرأة إن تعده ليلطف بها نطاق التربية بين حدب وتعب وإشراف وسهر وعمل مضني ياله من وصف يضم إليه مسؤولية المرأة الخطيرة في الحياة.

ويظل الشاعر يناشد المرأة بإحساس مرهف ويصفها وهي تثقف الأجيال فيقول:

اطلي فأنت سناء البلاد إذا ما بدا ليلنا الداجر
وأنت عماد البلاد الذي يشاد به صرحنا العامر
وأنت منار إلى السائرين إذ تاه في دربه الحائر
وانك مدرسة الناشئين سناء البلاد بها زاهر
فشقي طريقك حيث الحياة تجلى بها الأمل الزاخر
وإياك والجهل فهو الفناء لمجتمع ركبــــه سائر

وهنا يبدع الشاعر في تجسيد دور المرأة في تربية الجيل وتعليمهم وأدخلهم المدارس التي تنير دروبهم وتبدد الظلمة التي يعيشها المجتمع.
وقد جسد الشرقي المرأة في كثير من الصور الاجتماعية كما في قصيدته (عمياء) 1956 و(المطلقة) 1959 وهي واقعية.، وقصيدته الرائعة(لاجئة) 1960 والتي يصور لنا فيها جانب الحقيقة الماثلة إلى العيان بأسلوب يجمع الدقة في العرض وجمال المسلك صورة ناطقة بمأساة مروعة تثير الأسى والألم انطلقت من لاجئة فلسطينية روعها الاستعمار باغتصاب أرضها واحتلال بقعتها وطردها وأطفالها وشيوخها لتسكن العراء وتفترش التراب فيقول:

إنا هاهنا صور الشقاء وقصة الماضي الرهيب
صور تسمى- لاجئون- على الشوارع والدروب
نجتر إلام الحياة وترتوي بدم القلوب
قسما بأشلاء الضحايا فوق شارعنا الخضيب
سنعود نحن- اللاجئين- غدا إلى الوطن السليب
سنعود نفرش دربنا الدامي بأزهار وطيب
ونعانق الأشجار مااحلى لقائنا كالحبيب
سنعود لا خيم ولا نفحات رمل من لهيب
سنعود خلف قوافل الأحرار للوطن الحريب

ماابدعه من قسم ليعبد الطريق للعودة بتخضيب الدماء فيه وبذل النفس والمهج لنفترش بها سوح النضال والجهاد وليعد المشردون إلى بلدهم.
ولو تابعنا ماكتبه الشرقي وهو يرد على قصيدة أيوب طه والتي غيب فيها دور المرأة واغفل وجودها الرئيسي في الحياة وفيها تعويض واضح في المرأة رادا عليه بقصيدة كتبها عام 1955 تفيض بروعة ودور المرأة الرئيسي في الحياة يسلط الأضواء فيها على دورها المشرف فيقول:

هن الحياة وصفوها وجمال هذا الكون هن
والحب سر في الوجود وسحره في خلقــــــهن
والفكر يستوحي البيان ولحنـــه من وجـــههن

ثم يمضي مخاطبا أيوب بقوله:

رحماك لاتجرح بشعرك يااخـــــي شعورهــن
ما أنت إلا قطعــة غراء من أكبادهن
هل ينكر الفرع الأصول ولا يقـــر بفضلهن
الساهرات على الرضيع ولا تنام عيونهـن

ويمضي مخاطبا الشاعر بقوله وهو يكشف دور المرأة الرئيسي في الحياة:

والبانيات إلى البلاد صروحها بكفاحهن
والواهبات إلى رصاص الغاشمين صدورهن
العالمات الشاعرات القائـدات جيوشــهن
يا حبذا إعمالهن وحـبذا نهضاتهن

لقد كتبت هذه اللوحات والمقاطع والصور الشعرية الرائعة قبل الستينيات من القرن الماضي أبدع فيها الشاعر عبدالهادي بن الشيخ محمد جواد كاظم يوسف أحفاد الشيخ محمد حسن الشرقي الذي ولد عام 1933 في النجف ودرس الابتدائية والمتوسطة في النجف ايضا، ونال شهادة الثانوية في بغداد 1953 والتحق بكلية الحقوق وتخرج منها في 1959 وعين موظفا في سلك الموظفين الإداريين في الدولة عام1961 وكان لنشأته الأولى في مدينة العلم والأدب ومنتج الشعراء مثل الجواهري الأثر الكبير في صقل موهبته الأدبية وتميز بسلاسة الكلمة ورقة المعنى. ولو أمعنا النظر جيدا وأعدنا قراءة القصائد والسنوات التي كتبت فيها لوجدنا إن الشرقي كتبها في سنواته العشرين الأولى من العمر،فيالها من موهبة أنصفت في قصائدها المرأة وخلدته وهو يصورها ويجسدها في قصائده المتأججة وهو يعرض ألوانا رائعة مما تحفل به المرأة من دور ريادي ونضالي في صنع الحياة في المجتمع..واليوم وبعد مرور نصف قرن على هذه السطور الرائعة التي كتبها الشرقي الصغير لا نلاحظ المرأة الا في شعارات تزين برامج وخطب العديد من الساسة البعيدين كل البعد عن المرأة وهمومها ومعاناتها اللامنتهية،ولو امعنا النظر اكثر لوجدنا ان دورة الحياة التي تعيشها المرأة العراقية تعود بها الى الوراء حيث التحجيم والتهميش والاقصاء وتحديد دورها بالادوار الروتينية والنمطية البعيدة عن المواقع القيادية والسيادية التي بقيت حكرا للرجل الشرقي فقط
اخيرا...لايسعني الى ان اقول عشت ياشرقي وعاشت قصائدك محفورة في ذاكرتنا...



#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ختان الفتيات) عنف تتعرض له النساء في بعض قرى كردستان
- أعتراف
- ابحث عنك
- عيد الثورة
- إلى من (؟) اطلبهُ الكثير....
- دور(المجتمع المدني) والمؤسسات والبرلمان في حماية الطفل
- باقة ورد عراقية وكاسات حناء إلى....د.معصومة المبارك..د.سلوى ...
- تحت المجهر... إلى من يتساءلون عن تجمع الفرات الأوسط...مع الت ...
- اعترافات في الخامس من نيسان
- إلى كرنفال الفرح بالعيد الماسي
- عيد أمرأة رابطية
- ذكريات آذارية
- قطرات ندى في صباح شباطي
- لقطات تستحق العرض والمشاهدة
- إليك في العام الجديد
- الاصولية...الوجه الاخر للعنف والارهاب
- الديمقراطية وبناء الدولة المدنية في العراق
- عصر للحب
- الطفولة...ضحية العنف المبررْ للأهل والمجتمع
- كامل شياع بعد 60 يوماً


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - انتصار الميالي - حين انشد الشرقي الصغير للمرأة