أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نرين طلعت حاج محمود - مكابرون حتى الرمق الأخير














المزيد.....

مكابرون حتى الرمق الأخير


نرين طلعت حاج محمود

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 05:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن الملايين من الشعوب العربية و الإسلامية ,نحن الملايين من الأفراد الذين لا تخلو حياة واحد منهم من معاناة أو أزمة أو ضائقة إما بحياة زوجية بائسة و تعيسة أو أبناء فاشلين أو عاقين و نعيش بضائقات مالية متكررة و مشاكل متنوعة مع الأقرباء و الجيران و الزملاء , نحن البائسون نفسيا و روحيا و إنسانيا و ماديا نريد أن نتحدث بصوت منخفض جدا, بصوت خفي و لا نريد لأحد أن يسمعنا و لن نكون جريئين بحيث نُسمع كلماتنا لأحد إلا إذا كنا في حالة سكر عارم شامل تجعلنا نقعد على كرسي الاعتراف و نُسر بأمور و نحن مطمئنون أن أحدا لا يرانا و لا نراه و أن أحدا لن يعرف أسرارنا لأن كبريائنا يمنعنا من قوله كي لا يصبح ممسكا علينا و لن نكون قادرين على التراجع عنه فيما لو انتقدنا احد و أردنا أن نرد عنا انتقاده ,فنحن نتهم كل من ينتقدنا بأنه عدو مبين لأنه واضح في انتقاده لنا رغم أننا نعرف الحكمة القائلة من الأفضل أن يبنينا النقد على أن يهدمنا المديح و لكننا لا نستطيع تقبل ذلك نفسيا فأي نقد يتعلق بنشاط من نشاطاتنا نشعر كأنه يمس ذاتنا مباشرة و نشعر بأنه يهدد وجودنا لأننا منهزمون تماما في داخلنا و نعاني هشاشة نفسيّة لا نستطيع معها الثبات أمام النقد .
نحن منهزمون تماما من عصور و عصور و لو قبلنا ما يُكتب عنا و صدقنا النقد الموجه إلينا فإننا سوف ننهار تماما فليس لنا في حياتنا البائسة من سند يشعرنا بأننا مهمين و يحقق لنا ذواتنا سوى تمسكنا بأوهامنا , و اعترافنا بأوهامنا يعني انهيارنا , فأوهامنا تتيح لنا بعض التوازن النفسي في هذه الحياة التي نعيشها متنقلين من مأزق إلى مأزق و من بؤس إلى بؤس فنعمد إلى شتى الأساليب و الحيل التي توحي لنا بأننا بخير , و لأننا بخير و مهمين جدا فالآخرين يتمنون النيل منا نظرا لأهميتنا , ألم تلاحظوا أن ديننا يمنعنا من الانتحار و لأن حياتنا بائسة و خوفا من أن نستبدل جحيما بجحيم آخر وجدنا طرقا شتى للانتحار على ألا يكون اسمها انتحارا كي نحفظ لأنفسنا على الأقل مكانا في الجنة بعد بؤس هذه الحياة فدعونا نحن المنتحرون ببطء نموت و نحن مطمئنين بأننا الأهم في هذا العالم , دعوا كبرياءنا يحقق لنا بعض التوازن النفسي بتحوله إلى جدار صلب يحمي داخلنا المنهار و المهزوم منذ آلاف السنين , دعونا نستكبر و لو في أحلامنا على بلاد الحضارة حيث للساعة قيمة و للثانية قيمة و للحياة قيمة و نحن نحتال على الانتحار كي لا يسمى انتحارا , لا نريد لأحد أن يكشف عيوبنا ,هل تعتقدون أننا لا نعرف شيئا عن بلاد الحضارة هل تعتقدون أننا لألف مرة في اليوم و في كل حديث عابر نقول في الخارج لديهم كذا و كذا للدلالة على مدى حضارتهم فيما نعرفه و فيما لا نعرفه , هل تعتقدون أننا لا نعرف أن أصول البحث العلمي كان عرابه الرجل الأبيض و بفضل هذا البحث الذي أخذنا منجزاته بكل سرور من الغرب و على يد العلماء الغربيين الذين عالجوا الأمراض في بلادنا من الجدري و الملاريا و البلهارسيا و الكوليرا حتى أصبح تعدادنا يربو على مليار نسمة و كنا قبل ذلك و عبر قرون نعاني من قلة الكثافة السكانية في بلادنا الواسعة التي جدبت و أقحلت و جفت آبارها , نعم نحن نعرف أنهم هم من جعلونا نصبح خمس سكان العالم و لكننا نريد أن نكرر و نقول أن ديننا ينتشر بسرعة كبيرة رغم أننا نعرف أن زيادة عددنا هي وراء ذلك بسبب زيادة المواليد عندنا دون التفكير بأية حياة كريمة هذه التي نقدمها لأبنائنا بل إننا بكل أنانية ننجبهم على أمل أن يساعدونا في الانتقال من مأزق إلى مأزق في حياتنا و ما كان لنا تحقيق ذلك إلا بفضل الأدوية الغربية و العقاقير الغربية و الاكتشافات التي قادها الرجل الأوربي الذي نكرهه و لكنا لو اعترفنا بفضله علينا فماذا يتبقى لنا فارحمونا و لا تدفعونا إلى اعتراف صعب علينا .



#نرين_طلعت_حاج_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة و وجدانية الرجال
- الكرسي و الطاولة
- الموؤدات
- حبة شعير
- حجز العقول
- مسؤولية المؤسسة الدينية عن الأخلاق العامة في المجتمعات الإسل ...
- المرأة في عرف المجتمع
- شلة حسب الله و الهوية الجديدة
- حرب الشيشان حرب تحرير وطني و ليست حربا دينية
- أخلاق الرعيان ...إلى متى ؟


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نرين طلعت حاج محمود - مكابرون حتى الرمق الأخير