أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أفندي ودور ولاية امر الله في بناء النظم الإداري-3/5















المزيد.....



المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أفندي ودور ولاية امر الله في بناء النظم الإداري-3/5


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند صعود روح حضرة عبد البهاء(مركز العهد والميثاق)، لم تكن الجامعة البهائيّة قد بلغت من الانتشار نحوًا يسمح بانتخاب الهيئة العليا لنظمها الإداريّ، بحيث يشترك في انتخابها ممثلون عن مختلف الشّعوب والأجناس والثّقافات في العالم؛ فأوصى عبد البهاء بولاية الأمر من بعده إلى حفيده الأرشد شوقي ربّاني، ليتمّم الخطّة الّتي وضعها، وباشر في تنفيذها، من أجل استكمال النّظم الّذي وضع أصوله بهاء الله. ولد شوقي ربّاني بمدينة عكّا في أوّل أيار (مارس) 1898م. بدأ تعليمه في مدارس حيفا، ثم انتقل إلى بيروت لمواصلة دراسته الّتي انتهت في جامعة أكسفورد. وتولّى عبد البهاء تربيته وتوجيهه بنفسه منذ طفولته، ووصفه بأنّه "أبدع جوهرة فريدة عصماء". كان شوقي ربّاني رجلاً مثاليًّا عديم النّظير، لا يحيد عن المبادئ، ولا تأخذه في الحقّ لومة لائم، ذا نظر ثاقب، ورأي صائب، ورؤية جليّة، ومنطق سليم، وتحليل عميق. جمع إلى ذلك رفاهة الحسّ، ورقّة المشاعر، وكثرة المهابة، وشدّة التّواضع. وهو مع ذلك طلق اللّسان، قويّ البيان، سلس الأسلوب، فصيح العبارة، بعيد المغزى. تولّى الأمر وهو في عنفوان الشّباب، وكرّس حياته لرعاية المسؤوليّة الّتي تركها له عبد البهاء، وعمل على تنمية إمكانات العالم البهائيّ، وإرساخ جذور هيكله الإداريّ، ليقوم بتدبير شؤون جامعة عالميّة من بعده، ويحافظ على وحدتها. وبانتهاء ولايته اجتاز الدّين البهائيّ طور الرّئاسة المتمثّلة في شخص واحد إلى رئاسة تتمثّل في هيئات منتخبة على ثلاثة مستويات: المحافل الرّوحانية المحلّية على مستوى المدينة والقرية، والمحافل الرّوحانيّة المركزيّة على مستوى المملكة أو الجمهوريّة، وبيت العدل الأعظم على مستوى العالم. لم تمهل المنيّة شوقي ربّاني ليشهد انتخاب بيت العدل الأعظم في ربيع 1963م، إذ وافاه الأجل المحتوم ليلة ٤ نوفمبر (تشرين الثاني) 1957م، خمس سنوات قبل تأسيس أوّل رئاسة دينيّة جماعيّة، وهيئة تشريعيّة منتخبة بالاقتراع العام على مستوى عالميّ، اشترك في انتخابها أكثر شعوب العالم، وأجناسه، وثقافاته. (من ملخص تاريخ الأمر المبارك Copyright © 2006 Bahai.com)
بيت العدل و ولاية أمر الله مؤسستان توأمان
و يصرح ولي أمر الله شوقي افندي
"... وقد عيّن حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء، بلغة صريحة واضحة، هاتين المؤسّستين التّوأم، بيت العدل وولاية الأمر، خليفتين لهما، وأوكلا إليهما تطبيق المبادئ، تنفيذ الأحكام، حماية المؤسّسات، مطابقة الدّين مع متطلّبات مجتمع متطوّر بغاية الذّكاء والولاء محقّقاً هدف الميراث الّذي خلّفه مؤسّسو الأمر الإلهيّ للعالم". (حضرة وليّ أمر الله – مترجماً – من كتاب النّظام العالميّ لحضرة بهاء الله)
و في رسالة كتبت عن بيت العدل الأعظم
بموجب الميثاق الإلهيّ، كان حضرة شوقي أفندي خلال فترة ولايته، قطب السّلطة للأمر المبارك والّذي أمر الكلّ بالتّوجّه إليه... والنّظام هذا نفسه ينطبق على المركز الّذي يتبوّأه بيت العدل الأعظم في علاقته بالأحبّاء. (من رسالة بالنّيابة عن بيت العدل الأعظم مؤرّخة في 9/11/81 موجّهة لأحد الأحبّاء
"... والفرع المقدّس – أي وليّ أمر الله – وبيت العدل العموميّ الّذي يؤسّس ويشكّل بانتخاب العموم، كلاهما تحت حفظ وصيانة الجمال الأبهى وحراسة العصمة الفائضة من حضرة الأعلى روحي لهما الفداء، كلّ ما يقرّرانه من عند الله. من خالفه وخالفهم فقد خالف الله! ومن عصاهم فقد عصى الله! ومن عارضه فقد عارض الله! ومن نازعهم فقد نازع الله! ومن جادله فقد جادل الله! ومن جحده فقد جحد الله! ومن أنكره فقد أنكر الله! ومن انحاز وافترق واعتزل عنه، فقد اعتزل واجتنب وابتعد عن الله! عليه غضب الله! عليه قهر الله! وعليه نقمة الله! (من وصيّة حضرة عبد البهاء – العهد الأوفى – الطّبعة الثّانية – ص 27)

على رجال بيت العدل أن يجعلوا رائدهم آثار القلم الأعلى في تربية العباد
وَيَجِبُ عَلَى رِجَالِ بَيْتِ الْعَدْلِ الإِلَهِيِّ أَنْ يَجْعَلُوا رَائِدَهُمْ فِي اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ مَا أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ الْقَلَمِ الأَعْلَى فِي تَرْبِيَةِ الْعِبَادِ وَتَعْمِيرِ الْبِلاَدِ وَحِفْظِ النُّفُوسِ وَصِيَانَةِ النَّامُوسِ. (مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله لوح الاشراقات ص 23)
دور بيت العدل في تعميم تعليم اللغة العالمية و المساهمة في ثقافة المواطنة العالمية
إِنَّا أَمَرْنَا أُمَنَاءَ بَيْتِ الْعَدْلِ مِنْ قَبْلُ فِي الأَلْوَاحِ أَنْ يَخْتَارُوا لِسَانَاً مِنَ الأَلْسُنِ الْمَوْجُودَةِ أَوْ يَبْتَدِعُوا لِسَانَاً وَيَخْتَارُوا أَيْضَاً خَطَّاً مِنَ الْخُطُوطِ وَيُعَلِّمُوا الأَطْفَالَ بِهِ فِي مَدَارِسِ الْعَالَمِ حَتَّى يُشَاهَدَ الْعَالَمُ وَطَنَاً وَاحِدَاً وَإِقْلِيمَاً واحداً. إِنَّ أَبْهَى ثَمَرَةٍ لِشَجَرَةِ الْعِرْفَانِ هِيَ هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا: كُلُّكُمْ أَثْمَارُ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَأَوْرَاقُ غُصْنٍ وَاحِدٍ. لَيْسَ الْفَخْرُ لِمَنْ يُحِبُّ الْوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ الْعَالَمَ. وَقَدْ نُزِّلَ مِنْ قَبْلُ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَا هُوَ سَبَبُ عِمَارِ الْعَالَمِ وَاتِّحَادِ الأُمَمِ طُوبَى لِلْفَائِزِينَ وَطُوبَى لِلْعَامِلِينَ. (مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله لوح الاشراقات الإشراق السادس ص 26)
بيت العدل ملهم و مؤيد بالروح القدس
يتفضل حضرة عبد البهاء:
لهذا فإنّ المسائل الكلّيّة التي تكوّن أساس الشّريعة الإلهيّة منصوص عنها، أمّا القوانين الفرعيّة فترجع إلى بيت العدل. والحكمة في هذا هو أنّ الزّمان لا يستمر على نفس المنوال، فالتّغيير والتّبديل من لوازم الإمكان والزّمان والمكان. لهذا يتخذ بيت العدل الإجراء بمقتضاه.
لا مجال للظّنّ بأنّ بيت العدل سوف يتّخذ أيّ قرار تبعاً لرأيه أو فكره، استغفر الله، إن قرارات وأحكام بيت العدل الأعظم تجري بإلهام وتأييد روح القدس، لأنّه في حصن وحماية وصيانة جمال القدم، وإتباع قراراته فرض مسلّم وواجب محتّم ولا مفرّ لأيّ نفس كانت من ذلك أبداً.
قل يا قوم إنّ بيت العدل الأعظم تحت جناح ربّكم الرّحمن الرّحيم، أي صونه وحمايته وحفظه وكلائته، لأنّه أمر المؤمنين الموقنين بإطاعة تلك العصبة الطيّبة الطّاهرة، والثــّلةِ المقدّسة القاهرة، فسلطتها ملكوتيّة رحمانيّة وأحكامها إلهاميّة روحانيّة.
بالاختصار هذا هو المقصود من الحكمة في إرجاع أحكام المجتمع إلى بيت العدل. فشريعة الفرقان أيضا لم تنصص على جميع الأحكام، كلاّ، ولا عُشر عُشر المعشار منها كان منصوصا. ومع أنّ كلّ المسائل المهمّة كانت مذكورة بالذّات، لكن لاشكّ أنّه كان هناك آلاف الأحكام التي لم يأت ذكرها، فقام علماء العصور التّالية باستنباطها من قواعد الشّريعة، وجاء أفراد منهم باستنتاجات متضاربة من الأوامر المنزّلة الأصليّة، وقد طُبِّقَت جميعها. اليوم عمليّة الاستنباط هذه ترجع إلى بيت العدل، ولا يُعْتَمَد على ما يستنبطه أو يستنتجه العلماء إلاّ إذا صادق عليه بيت العدل. الفرق هو هذا: أنّه لن يحصل اختلاف ممّا تستنتجه وتصدّق عليه هيئة بيت العدل الذي انتخب أعضاؤه وعرفهم عموم الجامعة البهائيّة بالعالم، بينما ما يستنتجه أفراد العلماء والحكماء يكون حتماً باعثاً للتّفرقة والتّشتّت والتّبديد، وسبب اضمحلال وحدة كلمة دين الله وتزلزل بنيان شريعة الله. (مترجم من كتاب «رحيق مختوم»– مجلد 1 ص 1/372، الخطوط العريضة أصلها عربي)
طبيعة معصومية بيت العدل الأعظم عصمة صفتية
وخلاصة القول: إنّ العصمة الذّاتيّة محصورة في المظاهر الكلّيّة والعصمة الصفاتيّة موهوبة لكلّ نفس مقدّسة. مثلاً: لو يتشكّل بيت الـعدل الـعمومي بالشرائط الّلازمة، أيّ بانتخاب جميع الملّة، فإنّه يكون تحت عصمة الحقّ وحمايته. وكلّ ما لم ينصص عليه في الكتاب ويقرّره بيت العدل باتّفاق الآراء أو الأكثرية، فإنّ ذلك القرار والحكم يكون محفوظاً من الخطأ. والحال أنّه ليس لكلّ فرد من أعضاء بيت العدل العصمة الذّاتيّة. ولكن هيئة بيت العدل تحت حماية الحقّ وعصمته. وهذه تسمّى بالعصمة الموهوبة. (النور الأبهى في مفاوضات عبد البهاء – طبعة مصر – سنة 1928 ص 153)

اللغة العالمية أداة تقارب ثقافي و قومي بين الشعوب
وَكَذَلِكَ تَفَضَّلَ بِقَوْلِهِ: مِنْ جُمْلَةِ الأُمُورِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى الاتِّحَادِ وَالاتِّفَاقِ وَبِهَا يُرَى جَمِيعُ الْعَالَمِ وَطَنَاً وَاحِدَاً هِيَ أَنْ تَنْتَهِيَ الأَلْسُنُ الْمُتَنَوِّعَةُ إِلَى لِسَانٍ وَاحِدٍ وَكَذَلِكَ خُطُوطُ الْعَالَمِ إِلَى خَطٍّ وَاحِدٍ. عَلَى جَمِيعِ الْمِلَلِ أَنْ يُعَيِّنُوا أَشْخَاصَاً مِنْ ذَوِي الْفَهْمِ وَالْكَمَالِ لِيَجْتَمِعُوا وَيَخْتَارُوا – بِمُشَاوَرَةِ بَعْضِهِمِ الْبَعْضَ – لُغَةً مِنَ اللُّغَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ الْمُتَدَاوَلَةِ أَوْ يَخْتَرِعُوا لُغَةً جَدِيدَةً يُعَلِّمُونَهَا الأَطْفَالَ فِي جَمِيعِ مَدَارِسِ الْعَالَمِ.
سَيَتَزَيَّنُ جَمِيعُ أَهْلِ الْعَالَمِ قَرِيبَاً بِلِسَانٍ وَاحِدٍ وَخَطٍّ وَاحِدٍ وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ إِذَا اتَجَّهَ أَيُّ شَخْصٍ إِلَى بَلَدٍ فَكَأَنَّهُ وَرَدَ إِلَى بَيْتِهِ. إِنَّ هَذِهِ الأُمُورَ لازِمَةٌ وَوَاجِبَةٌ فَعَلَى كُلِّ ذِي بَصَرٍ وَسَمْعٍ أَنْ يَجْهَدَ كُلَّ الْجَهْدِ حَتَّى تَتَحَوَّلَ الْوَسَائِلُ الْمَذْكُورَةُ جَمِيعُهَا مِنْ عَالَمِ الأَلْفَاظِ وَالأَقْوَالِ إِلَى عَرْصَةِ الشُّهُودِ وَالْعَيَانِ. يُرَى الْيَوْمَ هَيْكَلُ الْعَدْلِ تَحْتَ مَخَالِبِ الظُّلْمِ وَالاعْتِسَافِ. اسْأَلُوا اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ لاَ يَحْرِمَ النُّفُوسَ مِنْ بَحْرِ الْعِرْفَانِ حَيْثُ إِنَّهُمْ لَوْ عَلِمُوا لأَدْرَكُوا أَنَّ كُلَّ مَا جَرَى وَثَبَتَ مِنْ قَلَمِ الْحِكْمَةِ هُوَ بِمَثَابَةِ الشَّمْسِ لِلْعَالَمِ وَفِي ذَلِكَ رَاحَةُ الْكُلِّ وَأَمْنُهُمْ وَمَصْلَحَتُهُمْ وَمِنْ دُونِ ذَلِكَ يَنْزِلُ بِالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ بَلآءٌ جَدِيدٌ وَتَقُومُ فِتْنَةٌ جَدِيدَةٌ. عَسَى اللهُ أَنْ يُوَفِّقَ أَهْلَ الْعَالَمِ لِحِفْظِ سُرُجِ الْبَيَانَاتِ الْمُشْفِقَةِ بِمَصَابِيحِ الْحِكْمَةِ. الأَمَلُ أَنْ يَتَحَلَّى الْكُلُّ بِطِرَازِ الْحِكْمَةِ الْحَقِيقِيَّةِ الَّتِي هِيَ أُسُّ أَسَاسِ سِيَاسَةِ الْعَالَمِ. (مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله لوح مقصود ص 145-146)

الجمع بين مزايا النظام الجمهوري و الملكي و دعوة حكام العالم لما فيه الصلاح:
إِنَّ الْجُمْهُورِيَّةَ وَإِنْ كَانَ نَفْعُهَا رَاجِعَاً إِلَى عُمُومِ أَهْلِ الْعَالَمِ وَلَكِنَّ شَوْكَةَ السَّلْطَنَةِ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ لاَ نُحِبُّ أَنْ يُحْرَمَ مِنْهَا مُدُنُ الْعَالَمِ فَإِنْ جَمَعَ أَهْلُ التَّدْبِيرِ بَيْنَ الاثْنَيْنِ فَأَجْرُهُمْ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ.
وَلَمَّا كَانَ مِنَ الْمُحَقَّقِ الثَّابِتِ فِي الْمَذَاهِبِ السَّابِقَةِ حُكْمُ الْجِهَادِ وَمَحْوُ الْكُتُبِ وَالنَّهْيُ عَنِ مُعَاشَرَةِ الْمِلَلِ وَمُصَاحَبَتِهِمْ وَالنَّهْيُ عَنْ قِرَاءَةِ بَعْضِ الْكُتُبِ نَظَرَاً لِمُقْتَضَيَاتِ ذَلِكَ الْوَقْتِ لِذَا أَحَاطَتْ مَوَاهِبُ اللهِ وَأَلْطَافُهُ فِي هَذَا الظُّهُورِ الأَعْظَمِ وَالنَّبَأِ الْعَظِيمِ وَنُزِّلَ الأَمْرُ الْمُبْرَمُ مِنْ أُفُقِ إِرَادَةِ مَالِكِ الْقِدَمِ بِنَسْخِ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنْ هَذِهِ الأَحْكَامِ. نَحْمَدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى مَا أَنْزَلَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ الْعَزِيزِ الْبَدِيعِ. (مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله لوح البشارات البشارة 15 ص 44)

الدعوة لتأييد حكام و رؤساء العالم لكل ما فيه صلاح العالم و خير البشرية
فَلَوْ كَانَ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ جَمِيعِ الْبَشَرِ مَائَةُ أَلْفِ لِسَانٍ وَيَنْطِقُ بِالشُّكْرِ وَالْحَمْدِ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي لاَ آخِرَ لَهُ لاَ يُعَادِلُ جَمِيعُ ذَلِكَ بِحَقِّ عِنَايَةٍ مِنَ الْعِنَايَاتِ الْمَذْكُورَةِ فِي هَذِهِ الْوَرَقَةِ. يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ عَارِفٍ بَصِيرٍ وَكُلُّ عَالِمٍ خَبِيرٍ. أَسْأَلُ الْحَقَّ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ يُؤَيِّدَ حَضَرَاتِ الْمُلُوكِ وَالسَّلاَطِينِ الَّذِينَ هُمْ مَظَاهِرُ الْقُدْرَةِ وَمَطَالِعُ الْعِزَّةِ عَلَى إِجْرَاءِ أَوَامِرِهِ وَأَحْكَامِهِ. إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيرُ وَبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ. (مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله لوح البشارات البشارة 15 ص 44)
طاعة الحكومات و احترام القوانين في البلاد التي يعيش فيها البهائيون
إِنَّ هَذَا الْحِزْبَ إِذَا أَقَامَ فِي بِلادِ أَيِّ دَوْلَةٍ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْلُكَ مَعَ تِلْكَ الدَّوْلَةِ بِالأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ وَالصَّفَاءِ. هَذَا مَا نُزِّلَ مِنْ لَدُنْ آمِرٍ قَدِيمٍ. وَيَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْعَالَمِ طُرَّاً إِعَانَةُ هَذَا الأَمْرِ الأَعْظَمِ الَّذِي نُزِّلَ مِنْ سَمَاءِ إِرَادَةِ مَالِكِ الْقِدَمِ. عَسَى أَنْ تَخْمُدَ نَارُ الْبَغْضَاءِ الْمُشْتَعِلَةُ فِي صُدُورِ بَعْضِ الأَحْزَابِ بِمَاءِ الْحِكْمَةِ الإِلَهِيَّةِ وَالنَّصَائِحِ وَالْمَوَاعِظِ الرَّبَّانِيَّةِ وَتَسْتَضِيءَ الآفَاقُ بِنُورِ الاتِّحَادِ وَالاتِّفَاقِ. نَرْجُو مِنْ عِنَايَةِ مَظَاهِرِ قُدْرَةِ الْحَقِّ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ يَتَبَدَّلَ سِلاَحُ الْعَالَمِ بِالصَّلاَحِ وَأَنْ يَرْتَفِعَ الْفَسَادُ وَالْجِدَالُ مِنْ بَيْنِ الْعِبَادِ. (البِشَارَةُ الْخَامِسَةُ من لوح البشارات مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله ص 39)
فرض نصرة أي ملك من الملوك قام على خدمة الأمر
الْبِشَارَةُ الرَّابِعَةُ
إِذَا قَامَ أَيُّ مَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ وَفَّقَهُم اللهُ عَلَى حِفْظِ هَذَا الْحِزْبِ الْمَظْلُومِ وَإِعَانَتِهِ يَجِبُ عَلَى الْكُلِّ أَنْ يَتَسَابَقُوا فِي مَحَبَّتِهِ وَخِدْمَتِهِ. وَهَذَا فَرْضٌ عَلَى الْكُلِّ. طُوبَى لِلْعَامِلِينَ. (لوح البشارات مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله ص 38)
الحكم الرشيد قائم على جند العدل و العقل
تَفَضَّلَ سَيِّدُ الْوُجُودِ قَائِلاً: إِنَّ خِبَآءَ نَظْمِ الْعَالَمِ يَقُومُ وَيَرْتَفِعُ عَلَى عَمُودَيْنِ: الْمُجَازَاةِ وَالْمُكَافَاةِ. وَيَقُولُ فِي مَقَامٍ آخَرَ بِاللُّغَةِ الْفُصْحَى: لِلْعَدْلِ جُنْدٌ وَهِيَ مَجَازَاةُ الأَعْمَالِ وَمُكَافَاتُهَا بِهِمَا ارْتَفَعَ خِبَآءُ النَّظْمِ فِي الْعَالَمِ وَأَخَذَ كُلُّ طَاغٍ زِمَامَ نَفْسِهِ مِنْ خَشْيَةِ الْجَزَآءِ. وَفِي مَقَامٍ آخَرَ: يَا مَعْشَرَ الأُمَرَآءِ لَيْسَ فِي الْعَالَمِ جُنْدٌ أَقْوَى مِنَ الْعَدْلِ وَالْعَقْلِ. أَلْحَقُّ أَقُولُ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ جُنْدٌ أَقْوَى مِنَ الْعدْلِ وَالْعَقْلِ وَلَنْ يَكُونَ. طُوبَى لِمَلِكٍ يَمْشِي وَتَمْشِي أَمَامَ وَجْهِهِ رَايَةُ الْعَقْلِ وَعَنْ وَرَائِهِ كَتِيبَةُ الْعَدْلِ إِنَّهُ غُرَّةُ جَبِينِ السَّلاَمِ بَيْنَ الأَنَامِ وَشَامَةُ وَجَنَةِ الأَمَانِ فِي الإِمْكَانِ. فِي الْحَقِيقَةِ إِذَا انْقَشَعَ سَحَابُ الظُّلْمِ عَنْ شَمْسِ الْعَدْلِ لِتُرَى الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ. (لَوْحُ مَقْصُودَ من ألواح حضرة بهاء الله ص 144)
ضرورة وضع ميثاق سلام عالمي تتفق عليه دول و حكومات العالم
يتفضل حضرة عبد البهاء في الرسالة المدنية:
نعم إنّ التّمدّن الحقيقيّ لينشر أعلامه في قطب العالم عندما يتقدّم ذوو الهمّة العالية من أعاظم الملوك الّذين هم مشرقون كالشّمس في عالم الغيرة والحميّة، ويعملون بالعزم الأكيد والرّأي السّديد على خير البشر وسعادته، فيطرحون مسألة السّلام العام في مجال المشورة، ويتشبّثون بجميع الوسائل والوسائط ويعقدون مؤتمرًا عالميًا، ويبرمون معاهدة قويّة، ويؤسّسون ميثاقًا بشروط محكمة ثابتة فيعلنونها، ثمّ يؤكّدونها بالاتّفاق مع الهيئة البشريّة بأسرها، فيعتبر كلّ سكّان الأرض هذا الأمر الأتمّ الأقوم الّذي هو في الحقيقة سبب اطمئنان الخليقة أمرًا مقدّسًا، ويهتمّ جميع قوى العالم لثبات هذا العهد الأعظم وبقائه، ثم تعيّن حدود كلّ دولة وتحدّد ثغورها في هذه المعاهدة العامّة، ويعلن بوضوح عن مسلك كلّ حكومة ونهجها، وتتقرّر جميع المعاهدات والاتّفاقات الدّوليّة وتتحدّد الرّوابط والضّوابط بين هيئة الحكومة البشريّة. وكذلك يجب أن تكون الطّاقة الحربيّة لكلّ حكومة معلومة ومحدّدة، ذلك لأنّه إذا ازدادت الاستعدادات الحربيّة والقوى العسكريّة لدى إحدى الدّول، كان ذلك سببًا لتخوّف الدّول الأخرى. وقصارى القول يجب أن يبنى هذا العهد القويم على أساس إنّه إذا أخلّت دولة ما بشرط من الشّروط من بعد إبرامه قامت كلّ دول العالم على اضمحلالها، بل هبّت الهيئة البشريّة جميعًا لتدميرها بكلّ قوّتها. فإن فاز جسم العالَم المريض بهذا الدّواء الأعظم لاكتسب بلا ريب الاعتدال الكامل ونال شفاءً دائمًا. فلاحظوا أنّه لو تيسّرت هذه النّعمة للعالم لما احتاجت أيّة حكومة إلى تهيئة المهمّات الحربيّة، ولما اضطرّت إلى اصطناع الآلات الحربيّة الجديدة لقهر الجنس البشري، بل لاحتاجت فقط إلى عسكر قليل يكون سبب أمن المملكة وتأديب أهل الفساد والشّغب وقمع الفتن الدّاخليّة. وبهذا يستريح الأهلون من عباد الله من تحمّل أعباء نفقات الدّول الحربيّة الباهظة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إنّ الكثير من النّاس لا يقضون أوقاتهم دائمًا في اصطناع الآلات المضرّة الّتي تدلّ على الوحشيّة والتّعطّش للدماء، وتنافي موهبة العالم الإنسانيّ الكلّيّة، بل يسعون في تحصيل ما فيه راحة العالمين وحياتهم، ويكونون بذلك سبب فلاح البشريّة ونجاحها، وتستقرّ جميع دول العالم على سرير الملك بكمال العزّة، وتخلد القبائل عامّة والأمم كافّة إلى الرّاحة في مهاد الطّمأنينة. ويعتبر بعض من لا علم لهم بعلوّ همّة الإنسان أنّ هذا الأمر في غاية التّعقيد والإشكال بل من ضروب المحال، وليس الأمر كذلك، فما من أمر في الوجود مستحيل تحقيقه بفضل الله وعناية مقرّبي عتبته وهمّة الأنفس الكاملة الماهرة الفريدة وأفكارهم الفذّة وآرائهم السّديدة، فالهمّة الهمّة! والغيرة الغيرة! فكم من أمر كان في الأزمنة السّابقة يعتبر من قبيل الممتنعات حيث أن العقول لم تكن تتصوّر وقوعه قطّ، أمّا اليوم فقد أصبح كما نرى سهلا متيسّرا، وكيف إذًا يمكننا أن نفترض استحالة هذا الأمر الأعظم الأقوم الّذي هو في الحقيقة شمس عالم المدنيّة النّوراء، وسبب الفوز والفلاح والرّاحة والنّجاح؟ فلا بدّ من أن يتجلّى شاهد هذه السّعادة في مجمع العالم آخر الأمر، ذلك لان الآلات والأدوات الحربيّة ستبلغ مبلغًا يجعل الحرب فوق طاقة الهيئة البشريّة. (الرسالة المدنية ص42-43)

أفضل أنواع الحكم الحكم الفديرالي:
وبخصوص وضع الحكومات الجمهوريّة والدّستورية تفضّل: "ستضطرّ أوروبّا وسائر البلاد إلى تطبيق أنظمتكم وستحدث في جميع أوروبّا تغييرات عظيمة وستنتهي المركزيّة في الحكم إلى الاستقلال الدّاخلي للولايات وفي الحقيقة ليس من الإنصاف أن يحكم مركز واحد على مملكة واحدة لأنّه مهما كانت كياسة أعضاء الحكومة المركزيّة وعقولهم كبيرة فإنّها لا علم لها بالاحتياجات المحليّة علمًا تامًّا، ولا ينصفون أعضاءها في بذل الجهد لرقيّ جميع أنحاء المملكة فمثلاً جميع ألمانيا تخدم اليوم برلين وجميع فرنسا تخدم باريس وجميع الممالك والمستعمرات تخدم لندن وتسعى في تجميلها ولكنّ حكومتكم فيها أنظمة طيّبة".وعرض شخص من الحاضرين حول المشاكل السّياسيّة والاقتصاديّة فتفضّل: "إنّ أمريكا لا يمكن قياسها بأوروبّا فمشاكل أمريكا لا شيء بالنّسبة لمشاكل أوروبّا. فإحدى المشاكل في أوروبّا كثرة الجيوش. ففي فرنسا وألمانيا عامّة الشّعب جنود ولكنّكم أنتم مرتاحون من هذه المصيبة الكبرى. فاشكروا الله على أنّه نجّاكم من هذا البلاء. وفي داخل أمريكا أمن وأمان وهنا ترتفع أوّل راية للصّلح العموميّ فأيقنوا بحدوث ذلك لأنّ الإنسان يتوصّل إلى نتيجة كلّيّة من الأوّليات وهي أنّ الصّلح قد استقرّ هنا أوّلاً بين جميع الأمّة وسوف يسري من هنا إلى بقيّة الأطراف. ".( البيانات المباركة في بيت السّيّد بن شو في مصيف ميلفرد في أمريكا في 3 حزيران سنة 1912م كتاب خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا و أمريكا ص 306)

استحالة تطبيق نظم شيوعية قائمة على المساواة المطلقة و فشل الرأسمالية
وسأل سائل حول العلاقات الاقتصاديّة بين الرّأسماليّين والعمّال فتفضّل: "إنّ هذه إحدى المبادئ الأساسيّة لحضرة بهاء الله ولكنّها يجب أن تعالج بالاعتدال لا بالتّهور وإن لم يفصل في هذه المسألة بطريق المحبّة فإنّ الأمر سيؤول أخيرًا إلى الحرب. وإنّ الاشتراك والتّساوي التّام غير ممكنين لأنّ أمور العالم ونظامه يختلاّن. ولكن هناك طريق واحد معتدل وهو أن لا يبقى الفقراء على هذه الحال من الاحتياج ولا يبقى الأغنياء على هذه الحال من الغنى بل يعيش الفقراء ويعيش الأغنياء حسب درجاتهم براحة واطمئنان وسعادة. وقد فكّر بهذا الموضوع قديمًا شخص واحد كان ملكًا لمملكة أسبارطة وضحّى بعرشه من أجل هذا الأمر وكان قد عاش قبل ولادة الإسكندر اليوناني وفكّر في أن يقوم بخدمة لا تفوقها خدمة ويصبح سببًا في سعادة فئة في هذا العالم. لهذا قسم أهالي أسبارطة إلى ثلاثة أقسام أوّلها أهالي المدينة الأصليّون الّذين كانوا زرّاعًا، وثانيها أهل الصّناعة والتّجارة، وثالثها الطّبقة الحاكمة وهم يونانيون من أصل فينيقي. وأراد هذا الملك المدعو ليكارغوس أن يوجد المساواة الحقيقيّة بين هذه الأقسام الثّلاثة وبهذه الطّريقة يؤسّس حكومة عادلة فقال إنّ الأهالي الأصليّين وهم الزّرّاع ليسوا مكلّفين بشيء ما عدا إعطاء عشر حاصلاتهم وليسوا مكلّفين بشيء آخر. وأهل الصّناعة والتّجارة كذلك يقدّمون سنويًّا الخراج وليسوا مكلّفين بشيء آخر. أمّا الطّبقة الثّالثة أي النّجباء والسّلالة الحاكمة الّذين كانت وظيفتهم إشغال المناصب والدّفاع عن الوطن وقت الحرب وإدارة المملكة. فقد مسح جميع أراضي أسبارطة وقسمها بالتّساوي بين أفرادها. فمثلاً كانوا تسعة آلاف شخص فقسّم الأراضي إلى تسعة آلاف قسم وأعطى كلّ شخص من هذه الطّبقة سهمه وقال إنّ عشر الحاصلات في كلّ أرض يعود إلى صاحبها. وكذلك وضع للأهلين بعض القوانين والأنظمة الأخرى وبعد أن وضع أحكام هذه القوانين حسب ما كان يحبّ دعا الأمّة للحضور إلى المعبد وقال لهم إنّي أريد السّفر إلى سوريّة ولكنّني أخاف بعد ذهابي أن تلغوا هذه القوانين ولهذا يجب أن تقسموا اليمين وأن لا تلغوا هذه القوانين أبدًا قبل رجوعي. فأقسموا في المعبد قسمًا غليظًا أن لا يغيّروها وأن يبقوا متمسّكين بها دائمًا حتّى يرجع الملك ولكنّه خرج من المعبد وسافر توًّا وما رجع وترك الملك لكي تبقى هذه القوانين محفوظة. ولم يمضِ زمن طويل على هذه المسألة الاشتراكيّة حتّى دبّت أسباب الخلاف، فقد ولد لأحدهم خمسة أولاد وللآخر ثلاثة أولاد وللثّالث ولدان وحدث التّفاوت بينهم واضطربت الأمور. لهذا فمسألة المساواة مستحيلة وبقي أن يرحم الأغنياء الفقراء طوعًا لا كرهًا ولو فعلوا ذلك كرهًا لما كانت له فائدة. فلا يكون ذلك جبرًا بل بالقانون حتّى يعرف كلّ واحد واجبه حسب القانون العموميّ. فمثلاً شخص غنيّ عنده حاصلات كثيرة وشخص فقير حاصلاته قليلة أو نقول بصورة أوضح إنّ شخصًا غنيًّا له حاصلات تعادل عشرة آلاف كيلو وشخصًا فقيرًا حاصلاته عشرة كيلوات فليس من الإنصاف أن تؤخذ ضرائب متساوية من الاثنين بل يجب إعفاء هذا الفقير في هذه الحال من الضرائب. فلو أعطى الفقير ضريبة العشر وأعطى الغني ضريبة العشر فليس هذا إنصافًا. إذن يجب وضع قانون لإعفاء هذا الفقير الّذي عنده عشرة كيلوات فقط يحتاجها لمعيشته الضّروريّة ولكنّ الغني الّذي عنده عشرة آلاف كيلو لو أعطى عشرًا أو عُشْرَيْن لن يصيبه ضرر. فلو أعطى الغنيّ لبقيت عنده ثمانية آلاف أخرى. وإنسان آخر عنده خمسون ألف كيلو فإنه لو أعطى عشرة آلاف كيلو لبقي لديه بعد ذلك أربعون ألف كيلو. لهذا يجب وضع القوانين على هذا المنوال. أمّا قوانين الأجور الموجودة فيجب إلغاؤها تمامًا. فلو زاد أصحاب المعامل أجور العمال اليوم فإنّهم بعد شهر أو سنة أخرى يتظاهرون أيضًا ويضربون ويطلبون المزيد. وليست لهذا نهاية.
والآن أخبركم بشريعة الله في هذا الباب. فبموجب شريعة الله لا تُعطى أجور فقط لهؤلاء بل يكونون في الحقيقة شركاء في كلّ عمل. فمثلاً زارع في قرية يزرع ويجمع حاصلات زراعيّة فتؤخذ ضريبة العشر من الزّرّاع أغنياء وفقراء حسب حاصلاتهم ويؤسّس في تلك القرية مخزن عموميّ فيه تجمع جميع الضّرائب والحاصلات ثمّ ينظر أيّ النّاس فقير وأيّهم غني. فالزّرّاع الّذين يحصلون على حاصلات تساوي طعامهم ومصروفاتهم لا يؤخذ منهم شيء. وخلاصة القول فإنّ جميع الضّرائب من الحاصلات تجمع في مخزن عموميّ وإن وجد في القرية عاجز يعطى له بقدر معيشته الضّروريّة. وإذا وجد غنيّ يحتاج إلى خمسين ألف كيلو فقط ولكنّ حاصلاته تزيد على مصروفاته بمقدار خمسمائة ألف كيلو يؤخذ منه عُشران وكلّ ما يبقى في المخزن آخر السّنة ينفق على المصروفات العموميّة.
إنّ مسألة الاشتراكيّة مهمّة جدًّا ولا تحلّ بإضراب العمّال ويجب أن تتّفق جميع الدّول وفي مجلس ينتخب أعضاؤه من برلمانات الأمم وأعيانها ويقرّر هؤلاء الأعضاء في منتهى العقل والكفاءة قرارًا لا يتضرّر بموجبه الرّأسماليون كثيرًا ولا يبقى العمال محتاجين، ويضعون قانونًا بمنتهى الاعتدال ثمّ يعلنون أنّ حقوق العمال مضمونة بضمان قويّ وكذلك تحفظ حقوق أصحاب رؤوس الأموال. وإذا تمّ تطبيق هذا القرار برضى الطّرفين فإنّ أيّ إضراب ينشأ فيما بعد يكون عرضة لمقاومة جميع الدّول له. وإلاّ انتهى الأمر إلى خراب أكثر وأكثر وخاصّة في أوروبّا حيث يحدث فيها اضطراب عظيم. ومن بين أسباب الحرب العامّة في أوروبّا هذه المسألة نفسها. فمثلاً يملك أحد الرّأسماليّين منجمًا ويملك الآخر مصنعًا فإذا أمكن أن يشرك صاحب المنجم وصاحب المصنع عمّالهم في الأرباح وبصورة معتدلة بأن يعطوا العمّال نسبة مئويّة من الأرباح فإنّ العمال سيكون لهم بالإضافة إلى أجورهم قسط من الأرباح العامّة ويبذلون الجهد بأرواحهم، فسوف لا يبقى في المستقبل احتكار وسوف تلغى الاحتكارات بالكلّيّة وكذلك يخصّص كلّ مصنع يملك عشرة آلاف سهم ألفي سهم من هذه الآلاف العشرة للعمّال وباسمهم حتّى تكون ملكًا لهم وما يبقى آخر الشّهر أو السّنة من الأرباح يقسّمه أصحاب الأموال بعد دفع الأجور والمصروفات تقسيمًا متناسبًا مع الأسهم بين الطّرفين. وفي الحقيقة قد جرى حتّى الآن ظلم كبير بحقّ العامّ فيجب وضع قوانين لأنّه لا يمكن أن يرضى العمال بالأوضاع الحاضرة فهم يضربون في كلّ شهر وفي كلّ سنة ويكون الضّرر آخر الأمر على الرّأسماليّين. وقد حدث قديمًا إضراب في معسكر عثمانيّ فقال الجيش للحكومة: إنّ رواتبنا قليلة تجب زيادتها فزادت الدّولة رواتبهم مجبرة. ثمّ بعد مرّة أضربوا أيضًا وأخيرًا ذهبت كلّ الضّرائب في جيب الجيش ووصل الأمر إلى درجة أنّ الجنود قتلوا السّلطان قائلين لماذا لم تزد الضّرائب حتّى تزداد رواتبنا؟ فلا يمكن أن تجد مملكة راحة بدون القانون ويجب وضع قانون قويّ في هذه القضيّة بحيث تحمي جميع الدّول هذا القانون. وخلاصة القول إنّ الإضراب سبب الدّمار أمّا القانون فسبب الحياة ويجب وضع قانون وتتمّ المطالبات بالحقوق وفق القانون لا بالإضراب وبالقوّة وبالعنف. وأنتم في هذه اللّيلة تحدّثتم في السّياسة وليست عادتنا أن نتكلّم في السّياسة بل نحن نتكلّم عن عالم الرّوح ونتكلّم عن الثّروة الملكوتيّة لا عن الثّروة النّاسوتيّة. فمقتضى السّياسة هو العنف وأمّا السّعادة لا تتحقّق بالعنف ولا تجتمع السّعادة والقوّة الجبريّة. ما هي السّعادة؟ والمراد من السّعادة أن تعيش الأمّة في منتهى فضائل العالم الإنسانيّ وبقوّة الملكوت الإلهيّ فتلك قصّة وهذه قصّة أخرى غيرها. ( البيانات المباركة في بيت السّيّد بن شو في مصيف ميلفرد في أمريكا في 3 حزيران سنة 1912م كتاب خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا و أمريكا ص 310-311)
حكم النخبة المنتخبة العاقلة المستنيرة الممثلة لشعوبها (الانتخاب غير المباشر)
وتفضل حضرة عبد البهاء:
وسأل أحد الحاضرين: "هل يجب أن يكون حكم الأمّة بيد الأمّة بصورة مطلقة أم بيد العقلاء؟ فتفضّل: "من المعلوم أنّ عموم الأمّة لو انتخبت أفضل رجالها وهؤلاء انتخبوا رؤساء الجمهورية فإنّ هذا أحسن. أي أنّ الرّئيس يكون منتخب المنتخبين لأن عموم الأمّة عوام وليسوا مثقّفين في المسائل السّياسيّة كما ينبغي ويليق بل يجرون وراء حبّ الشّهرة. وفي الحقيقة إنّ كلّ موضوع هامّ يروّجه العقلاء فالعوامّ يلتفون حولهم وإنّ العمل يجب أن يكون في أساسه بيد العقلاء لا بيد العوام ولكنّ العقلاء ينبغي أن يكونوا في منتهى الصّدق والإخلاص ونيّتهم خدمة عموم الأمة وحفظ مصالحها وصيانتها. لاحظوا الأمور الكلّيّة عندما تسلمون مقاليد هذه الأمور إلى يد العوامّ فإنها تنهدم. فإذا تركتم العمل بيد العمّال فإنّ البيت لن يبنى ولا بدّ أن يكون هناك مهندس عاقل. فالعمل يعمله العقلاء والعوامّ يتحملون العناء. والقائد يرسم الخطّة الحربية ولكنّ العوام يحاربون ولا يمكن تسليمهم خريطة المعركة. وهل يمكن أن يكون أفراد الجيش مسؤولين عن إدارة فرقتهم؟ فإذا أردنا الفتح والظّفر وجب علينا تعيين رجل مجرّب عاقل قائدًا".( البيانات المباركة في بيت السّيّد بن شو في مصيف ميلفرد في أمريكا في 3 حزيران سنة 1912م كتاب خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا و أمريكا ص 306-307)
ثمّ تفضّل في المناسبة: "بمرور الزّمن سوف تدخل جميع ممالك أمريكا مثل المكسيك وكندا وأمريكا الجنوبية والوسطى في اتّحاد عام." ".( البيانات المباركة في بيت السّيّد بن شو في مصيف ميلفرد في أمريكا في 3 حزيران سنة 1912م كتاب خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا و أمريكا ص 305)

سماء السياسة الالهية مبنية على العدل و القسط
تَفَضَّلَ سَيِّدُ الْوُجُودِ قَائِلاً: إِنَّ سَمَآءَ السِّيَاسَةِ مُنِيرَةٌ بِنَيِّرِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ الْمُبَارَكَةِ الَّتِي أَشْرَقَتْ مِنْ مَشْرِقِ الإِرَادَةِ. يَنْبَغِي لِكُلِّ آمِرٍ أَنْ يَزِنَ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِمِيزَانِ الْقِسْطِ وَالْعَدْلِ ثُمَّ يَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ وَيَأْمُرَهُمْ بِمَا يَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْحِكْمَةِ وَالْعَقْلِ. (لَوْحُ مَقْصُودَ من ألواح حضرة بهاء الله ص 147)

العالم وطن واحد
يُعْتَبَرُ الْعَالَمُ فِي الْحَقِيقَةِ وَطَنَاً وَاحِدَاً وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ أَهْلُهُ. وَالْمَقْصُودُ مِنَ الاتِّحَادِ وَالاتِّفَاقِ الْمَنْصُوصَيْنِ بِالْقَلَمِ الأَعْلَى فِي كُتُبِ الأَنْبِيَآءِ كَانَ وَلَمْ يَزَلْ فِي أُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ وَلَيْسَ فِي اتِّحَادٍ يُؤَدِّي إِلَى الاخْتِلاَفِ وَاتِّفَاقٍ يُمْسِي عِلَّةً لِلنِّفَاقِ. هَذَا مَقَامُ الْقِيَاسِ وَالْمِقْدَارِ وَمَقَامُ إِعْطَآءِ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. طُوبَى لِمَنْ عَرَفَ وَفَازَ وَيَا حَسْرَةً لِلْغَافِلِينَ. تَشْهَدُ بِذَلِكَ آثَارُ الطَّبِيعَةِ بِنَفْسِهَا وَيَعْلَمُ كُلُّ حَكِيمٍ مَا عَرَضْنَاهُ إلاَّ مَنْ كَانَ مِنْ كَوْثَرِ الإِنْصَافِ مَحْرُومَاً وَفِي هَيْمَآءِ الْغَفْلَةِ وَالْحَمِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ هَائِمَاً. (لَوْحُ مَقْصُودَ من ألواح حضرة بهاء الله ص 148)
مبدأ المواطنة العالمية و المجاهدة بالاعمال و الأخلاق
وَلَقَدْ قِيلَ سَابِقَاً حُبُّ الْوَطَنِ مِنَ الإِيمَانِ وَنَطَقَ لِسَانُ الْعَظَمَةِ فِي يَوْمِ الظُّهُورِ لَيْسَ الْفَخْرُ لِمَنْ يُحِبُّ الْوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ الْعَالَمَ. فَعَلَّمَ طُيورَ الأَفْئِدَةِ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْعَالِيَاتِ طَيَرَانَاً جَدِيدَاً وَمَحَا التَّحْدِيدَ وَالتَّقْلِيدَ مِنَ الْكِتَابِ. إِنَّ هَذَا الْمَظْلُومَ قَدْ مَنَعَ حِزْبَ اللهِ عَنِ الْفَسَادِ وَالنِّزَاعِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الأَعْمَالِ الطَّيِّبَةِ وَالتَّخَلُّقِ بِالأَخْلاَقِ الْمَرْضِيَّةِ الرُّوحَانِيَّةِ. إِنَّ الْجُنُودَ الَّتِي تَنْصُرُ الأَمْرَ فِي هَذَا الْيَوْمِ هِيَ الأَعْمَالُ وَالأَخْلاَقُ طُوبَى لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِمَا وَوَيْلٌ لِلْمُعْرِضِينَ. يَا حِزْبَ اللهِ أُوصِيكُمْ بِالأَدَبِ فَهُوَ سَيِّدُ الأَخْلاَقِ فِي الرُّتْبَةِ الأُولَى. (لَوْحُ الدنيا من ألواح حضرة بهاء الله ص 105)
قُلْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَزْرَعُوا زُؤَانَ الْخُصُومَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَشَوْكَ الشُّكُوكِ فِي الْقُلُوبِ الصَّافِيَةِ الْمُنِيرَةِ. قُلْ يَا أَحِبَّاءَ اللهِ لاَ تَعْمَلُوا مَا يَتَكَدَّرُ بِهِ صَافِي سَلْسَبِيلِ الْمَحَبَّةِ وَيْنَقَطِعُ بِهِ عَرْفُ الْمَوَدَّةِ. لَعَمْرِي قَدْ خُلِقْتُمْ لِلْوِدَادِ لاَ لِلضَّغِينَةِ وَالْعِنَادِ. لَيْسَ الْفَخْرُ لِحُبِّكُمْ أَنْفُسَكُمْ بَلْ لِحُبِّ أَبْنَاءِ جِنْسِكُمْ وَلَيْسَ الْفَضْلُ لِمَنْ يُحِبُّ الْوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ الْعَالَمَ. كُونُوا فِي الطَّرْفِ عَفِيفَاً وَفِي الْيَدِ أَمِينَاً وَفِي اللِّسَانِ صَادِقَاً وَفِي الْقَلْبِ مُتَذَكِّرَاً. (لَوْحُ الحكمة من ألواح حضرة بهاء الله ص 118)
مبدأ الأمن الجماعي و تأسيس الهيئة الأممية الجامعة
وَفِي مَقَامٍ آخَرَ فِي السَّبَبِ الأَوَّلِ وَالْعِلَّةِ الأُولَى لِسُكُونِ الأُمَمِ وَرَاحَتِهَا وَعَمَارِ الْعَالَمِ يَقُولُ سَيِّدُ الْوُجُودِ: لا بُدَّ أَنْ تُشَكَّلَ فِي الأَرْضِ هَيْئَةٌ عُظْمَى يَتَفَاوَضُ الْمُلُوكُ وَالسَّلاَطِينُ فِي تِلْكَ الْهَيْئَةِ بِشَأْنِ الصُّلْحِ الأَكْبَرِ. وَذَلِكَ بِأَنْ تَتَشَبَّثَ الدُّوَلُ الْعُظْمَى بِصُلْحٍ مُحْكَمٍ لِرَاحَةِ الْعَالَمِ. وَإِذَا قَامَ مَلِكٌ عَلَى مَلِكٍ قَامَ الْجَمِيعُ مُتَّفِقِينَ عَلَى مَنْعِهِ. وَبِهَذِهِ الْحَالَةِ لاَ يَحْتَاجُ الْعَالَمُ قَطُّ إِلَى الْمُهِمَّاتِ الْحَرْبِيَّةِ وَالصُّفُوفِ الْعَسْكَرِيَّةِ إِلاَّ عَلَى قَدْرٍ يَحْفَظُونَ بِهِ مَمَالِكَهُمْ وَبُلْدَانَهُمْ. هَذَا هُوَ السَّبَبُ لِرَاحَةِ الدَّوْلَةِ وَالرَّعِيَّةِ وَالْمَمْلَكَةِ. عَسَى أَنْ يَفُوزَ بِمَشِيئَةِ اللهِ الْمُلُوكُ وَالسَّلاَطِينُ الَّذِينَ هُمْ مَرَايَا اسْمِ اللهِ الْعَزِيزِ بِهَذَا الْمَقَامِ وَيَحْفَظُوا الْعَالَمَ مِنْ سَطْوَةِ الظُّلْمِ. (لَوْحُ الدنيا من ألواح حضرة بهاء الله ص 105)

لا كهنوت و لا رجال دين في البهائية
إِنَّهُ وَلَوْ كَانَتْ أَعْمَالُ حَضَرَاتِ الرُّهْبَانِ وَالْقِسِّيسِينَ مِنْ مِلَّةِ حَضْرَةِ الرُّوحِ عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ وَبَهَاؤُهُ مَقْبُولَةً عِنْدَ اللهِ إِلاَّ أَنَّهُ يَجِبُ الْيَوْمَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الإِنْزِوَاءِ إِلَى سِعَةِ الْفَضَاءِ وَيَشْتَغِلُوا بِمَا يَنْفَعُهُم وَيَنْتَفِعُ بِهِ الْعِبَادُ وَأَذِنَّا الْكُلَّ بِالتَّزَوُّجِ. لِيَظْهَرَ مِنْهُمْ مَنْ يَذْكُرُ اللهَ رَبَّ مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ. (البِشَارَةُ الثامنة من لوح البشارات مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله ص 40)
يَا أَهْلَ الأَرْضِ إِنَّ الانْزِوَآءَ وَالرِّيَاضَاتِ الشَّاقَةَ غَيْرُ فَائِزَةٍ بِعِزِّ الْقَبُولِ. وَأَرْبَابُ الْبَصَرِ وَالْعَقْلِ يَنْظُرُونَ إِلَى مَا هُوَ سَبَبُ الرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ. وَظَهَرَتْ أَمْثَالُ هَذِهِ الأُمُورِ مِنْ أَصْلاَبِ الظُّنُونِ وَتَوَلَّدَتْ مِنْ بُطُونِ الأَوْهَامِ. وَلَمْ تَلِقْ لأَهْلِ الْعِلْمِ وَلَنْ تَلِيقَ. (الكلمات الفردوسية الورق العاشر مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله ص 89)
الاعتدال هو سراج الحياة المتمدنة و الحرية الحقيقية
َفَضَّلَ سَيِّدُ الْوُجُودِ قَائِلاً: عَلَى عُلَمَآءِ الْعَصْرِ أَنْ يَأْمُرُوا النَّاسَ بِتَحْصِيلِ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ كَيْ يَنْتَفِعُوا مِنْهَا بِأَنْفُسِهِمْ وَيَنْتَفِعَ مِنْهُ أَهْلُ الْعَالَمِ. كَانَتْ وَمَا زَالَتِ الْعُلُومُ الَّتِي تَبْدَأُ بِالْكَلاَمِ وَتَنْتَهِي بِالْكَلاَمِ دُونَ فَائِدَةٍ. إِنَّ مُعْظَمَ حُكَمَآءِ إِيرَانَ يَصْرِفُونَ أَعْمَارَهُمْ فِي دِرَاسَةِ الْحِكْمَةِ وَلَكِنَّ الْحَاصِلَ لَهُمْ فِي الْعَاقِبَةِ لَيْسَتْ إِلاَّ أَلْفَاظَاً. وَعَلَى الرُّؤَسَآءِ أَنْ يَكُونُوا نَاظِرِينَ إِلَى الاعْتِدَالِ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ حَيْثُ أَنَّ كُلَّ أَمْرٍ جَاوَزَ حَدَّ الاعْتِدَالِ حُرِمَ مِنْ طِرَازِ التَّأْثِيرِ. مِثَالُ ذَلِكَ الْحُرِّيَّةُ وَالتَّمَدُّنُ وَأَمْثَالُهُمَا – بِالرُّغْمِ مِنْ كَوْنِهَا مَوْضِعَ قَبُولِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ – لَوْ جَاوَزَتْ حَدَّ الاعْتِدَالِ أَدَّتْ إِلَى الضَّرَرِ. وَإِذَا أَسْهَبْنَا فِي هَذَا الْمَجَالِ فَإِنَّ الْبَيَانَ يَطُولُ وَيُخْشَى أَنْ يكُونَ سَبَبَاً لِلْمَلَلِ. يَسْأَلُ اللهَ جُلَّ جَلاَلُهُ هَذَا الْفَانِي آمِلاً أَنْ يَهَبَ الْكُلَّ خَيْرَاً. وَفِي الْحَقِيقَةِ كُلُّ نَفْسٍ فَازَتْ بِذَلِكَ مَلَكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. (لَوْحُ مَقْصُودَ من ألواح حضرة بهاء الله ص 149)
القوة المفكرة هي مخزن الصنائع و العلوم
يَا أَهْلَ الْبَهَآءِ إِنَّ الْقُوَّةَ الْمُفَكِّرَةَ هِيَ مَخْزَنُ الصَّنَائِعِ وَالْعُلُومِ وَالْفُنُونِ فَاجْتَهِدُوا حَتَّى تَظْهَرَ مِنْ هَذَا الْمَعْدِنِ الْحَقِيقِيِّ لآلِئُ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ. وَتَكُونَ سَبَبَ الرَّاحَةِ وَالاتِّحَادِ لِلأَحْزَابِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي الْعَالَمِ. وَإِنَّ هَذَا الْمَظْلُومَ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ وَالْعِزَّةِ وَالْعَذَابِ أَمَرَ الْكُلَّ بِالْمَحَبَّةِ وَالْوِدَادِ وَالشَّفَقَةِ وَالاتِّحَادِ. (الكلمات الفردوسية الورق الحادي عشر مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله ص 91)
يجب تسخير العلم و الاعلام الصحف السيارة لجعل العالم قرية واحدة
وَقَدْ انْكَشَفَتِ الْيَوْمَ أَسْرَارُ الأَرْضِ أَمَامَ الأَبْصَارِ وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّ الصُّحُفَ السَّيَّارَةَ مِرْآةُ الْعَالَمِ. تُظْهِرُ أَعْمَالَ الأَحْزَابِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَتُرِي أَفْعَالَهُمْ وَتُسْمِعُهَا فِي آنٍ وَاحِدٍ فَهِيَ مِرْآةٌ ذَاتُ سَمْعٍ وَبَصَرٍ وَلِسَانٍ وَهِيَ ظُهُورٌ عَجِيبٌ وَأَمْرٌ عَظِيمٌ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي لِمُحَرِّرِهَا أَنْ يَكُونَ مُقَدَّسَاً عَنْ أَغْرَاضِ النَّفْسِ وَالْهَوَى وَمُزَيَّنَاً بِطِرَازِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَيَتَحَرَّى الأُمُورَ بِقَدْرٍ مَقْدُورٍ حَتَّى يَطَّلِعَ عَلَى حَقَائِقِهَا ثُمَّ يَنْشُرُهَا. (ألواح الطرازات الطراز السادس مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله ص 56)
أعضاء بيت العدل هم مهبط الالهام و مسؤولون أمام حضرة بهاء الله
"... أثناء تصريفهم لشؤون الأمر الإداريّة، وفي سنّ القوانين المكمّلة لأحكام الكتاب الأقدس، فإنّ أعضاء بيت العدل العموميّ، كما يتفضّل حضرة بهاء الله، ليسوا مسؤولين أمام أولئك الّذين يمثّلوهم، ولا يجوز أن تحكمهم مشاعر الرّأي العام أو اعتقادات جمهور الأحبّاء أو أولئك الّذين قاموا بانتخابهم. إنّ واجبهم هو اتّباع ضمائرهم في جوّ من الابتهال والدّعاء. عليهم التّعرّف على أحوال الجالية، وأن يزنوا الأمور في كلّ حالة بعيدين عن العاطفة. ويبقى الحقّ لهم في اتّخاذ القرار دون قيود. ويؤكّد حضرة بهاء الله (مترجماً) "إنّه يلهمهم ما يشاء". هم وحدهم، وليس الهيئة الّتي تنتخبهم بشكل مباشر أو غير مباشر، جعلوا مهبط الإلهام الغيبيّ الّذي هو مصدر الحياة والحصن لهذا الأمر المبين.(حضرة شوقي أفندي - مترجماً – من كتاب النّظام العالميّ لحضرة بهاء الله)
مكانة بيت العدل مرجعية للعالم في الأمور الروحية و الدينية
إنّ بيت العدل الأعظم، بتأكيد حضرة وليّ أمر الله، سيكون في نهاية المطاف "المرجع الأخير أمام مدنيّة متزلزلة" وهو الآن، في غياب حضرة وليّ أمر الله، تلك الهيئة المرشدة المعصومة الوحيدة في العالم والّتي على الجميع التّوجّه إليها، وعليها تقع مسؤوليّة الحفاظ على وحدة الأمر المبارك وتقدّمه طبعاً للكلمة الإلهيّة. (من رسالة لساحة بيت العدل الأعظم مؤرّخة في 27/5/1966- مترجماً)
صلاحية بيت العدل التشريعية و معصوميته
إنّ عصمة بيت العدل الأعظم ضمن نطاقه الإلهيّ المرسوم لم تعلّق بوجود حضرة وليّ أمر الله عضواً فيه. ... إلاّ أنّ حضرة وليّ أمر الله، بعيداً عن وظيفته كعضو ورئيس مقدّس لبيت العدل الأعظم طيلة حياته وضمن صلاحيّاته يقع واجب تحديد الأعمال التّشريعيّة لبيت العدل الأعظم، وبمعنى آخر فإنّ له الحقّ في تقرير مسألة ما إذا وردت في النّصوص الإلهيّة أم لم ترد حتّى تقع ضمن صلاحيّة بيت العدل الأعظم في وضع التّشريع المناسب لها.
وهنا يبرز سؤال: هل يمكن لبيت العدل الأعظم، في غياب وليّ أمر الله، أن يقع في خطر الخروج عمّا خطّط له والوقوع في الخطأ؟ هنا علينا أن نتذكّر ثلاثة أمور: أوّلها: أنّ حضرة شوقي أفندي، طيلة فترة ولايته لستّ وثلاثين سنة، قد حدّد تلك الصّلاحيّات التّشريعيّة مدعّماً إيّاها بالبيانات الصّادرة عن حضرة عبد البهاء وحضرة بهاء الله نفسه. وكما أعلن في حينه على الأحبّاء فإنّ دراسة دقيقة للآثار المباركة وما لها من تفسيرات تتمّ في أيّ موضوع يرغب بيت العدل الأعظم، إصدار تشريع فيه. وثانيها: إنّ بيت العدل الأعظم، مع تأكّده من الإلهامات الإلهيّة فإنّه مدرك تماماً لمعنى غياب حضرة وليّ أمر الله، وسيقوم بالتّشريع في الأمور بعد التّأكّد من صلاحياته وحدوده الّتي رسمها له حضرة وليّ أمر الله ووصفها بإنّها "محدّدة بوضوح". وثالثها: يجب الاّ ننسى بيان حضرة وليّ أمر الله الثّابت حول هاتين المؤسّستين والقائل: "ليس لأحداهما صلاحيّة التّعدّي على السّلطة المقدّسة الممنوحة للأخرى".
(من رسالة لبيت العدل الأعظم مؤرّخة في 27/5/1966 – مترجماً)

بالإضافة إلى صلاحيّة بيت العدل التّشريعيّة فقد أوكلت إليه مهام حفظ الأمر وصيانة وإدارة شؤونه وحلّ المعضلات الغامضة والبتّ في المواضيع الّتي تثير الأختلاف. (من رسالة لبيت العدل الأعظم مؤرّخة في 7/12/1969 – مترجماً)
طبقاً لما تفضّل به حضرة وليّ أمر الله فإنّ لبيت العدل الأعظم وَحدَهُ الحقّ المطلق في تشريع ما لم يرد ذكره في النّصوص المباركة، ووضع هذه التّشاريع، الخاضعة للتعديل والإلغاء من قبله فقط، موضع التّنفيذ يدعم تطبيق أحكام الشّريعة الإلهيّة. ومع أنّ ذلك المرجع الأعلى لم يأخذ وظيفة المبيّن إلاّ إنّه في مقام يدعوهُ للقيام بكلّ ما شأنه تأسيس نظام حضرة بهاء الله في العالم. لقد حافظت على وحدة الدّين نصوص موثّقة من الألواح والبيانات المباركة ومجلّدات من بيانات حضرة عبد البهاء ووليّ أمر الله والتّأكيد على بطلان أيّ ادّعاء "بالسّلطة" أو "الإلهام" أو اغتصاب لوظيفة أمر الله. إنّ وحدة الإدارة أمر تؤكّده سلطة بيت العدل الأعظم. (من رسالة لبيت العدل الأعظم مؤرّخة في 9/3/1965 – مترجماً)
نُصَّ في الأمر الإلهيّ على وجود مركزين من السّلطة ليتوجّه إليهما جميع الأحبّاء ذلك لأنّ مبيّن الكلمة الإلهيّة في الحقيقة هو امتداد لذلك المركز الّذي هو كلمة الله نفسها. فالكتاب الإلهيّ سجلّ لبيانات حضرة بهاء الله المباركة ولكنّ المبيّن الملهم هو الفم الحيّ لذلك الكتاب وهو وحده فقط المخوّل بتبيين ماذا يعنيه الكتاب، وبذلك فإنّ أحد المركزين هو الكتاب ومبيّنه والثّاني بيت العدل الملهم في تشريع ما لم يرد ذكره في الكتاب صراحة. إنّ طبيعة هذين المركزين والعلاقة بينهما واضحة في كلّ مرحلة من مراحل بروز أمر الله. وفي كتاب الأقدس المستطاب يطلب حضرة بهاء الله من أتباعه أن يتوجّهوا بعد صعوده إلى كتاب الله وإلى "من أراد الله الّذي انشعب من هذا الأصل القديم" وفي كتاب عهدي يوضّح حضرته بجلاء بإنّه إشارة إلى حضرة عبد البهاء. وفي كتاب الأقدس يقررّ حضرة بهاء الله تأسيس بيت العدل الأعظم ويمنحه السّلطة اللازمة للاضطّلاع بمسؤوليّاته والقيام بواجباته. وفي كتاب وصاياه يؤسّس حضرة عبد البهاء، وبكلّ وضوح، ولاية الأمر، والّتي يتفضّل حضرة وليّ أمر الله بأنّها موجودة في آيات كتاب الأقدس، كما يؤكّد في وصاياه على سلطة بيت العدل الأعظم ويوضّحها، ويوجّه أنظار الأحبّاء مرّة أخرى إلى كتاب الله الّذي ينصّ على أنّ "مرجع الكلّ كتاب الأقدس وكلّ مسألة غير منصوصة ترجع إلى البيت العدل الأعظم". وفي نهاية الوصايا يتفضّل حضرته بقوله: "الكلّ يلتمس الهداية من مركز الأمر وبيت العدل الأعظم وما عداهما كلُّ مخالفٍ في ضلال مبين". (من رسالة مؤرّخة في 7/12/1969 – من كتاب رسائل بيت العدل الأعظم من 1968 – 1973 – مترجماً)
قوة ميثاق حضرة بهاء الله مصونة بيد العناية الالهية
"... إنّ قوّة الميثاق تحفظ أمر حضرة بهاء الله من شبهات أهل الضّلال وهي حصن أمر الله الحصين وركن دين الله المتين وليست هناك اليوم من قوّة لتحفظ وحدة العالم البهائيّ غير قوّة الميثاق الإلهيّ وبغيرها تحيط الاختلافات بالعالم البهائيّ إحاطة الطوفان الرّهيب.
ومن البديهيّ أنّ محور وحدة العالم الإنسانيّ هو قوّة الميثاق لا غير... إذن يجب على كلّ فرد قبل كلّ شيء أن يرسّخ قدمه على الميثاق حتّى تحيط به تأييدات حضرة بهاء الله من جميع الجهات وتكون جنود الملأ الأعلى معينة وظهيرة له، وتنفذ نصائح عبد البهاء ووصاياه في القلوب كالنّقش في الحجر". (من اللّوح الثّامن من ألواح الخطّة الإلهيّة – معرّباً عن مكاتيب حضرة عبد البهاء ج3)

إذن ثبّتوا أقدامكم وقوموا بمنتهى القوّة على نشر نفحات الله وإعلاء كلمة الله والثّبات على ميثاقه. وأيقنوا أنّه لو قامت نفس بكمال الاستقامة على إعلاء النّداء إلى الملكوت ورَوّجت ميثاق الله بعزم وقوّة فسيفر منها الفيل العظيم حتّى لو كانت نملة ضعيفة، وستكسر أجنحة العقاب الكاسر ولو كانت بعوضة هزيلة. (من مكاتيب حضرة عبد البهاء – مترجماً)

إنّ النّمو المطّرد للأمر يجعلنا ننظر بثقة إلى اليوم الّذي تصل فيه هذه الجالية إلى المراحل الّتي تنبّأ بها حضرة وليّ أمر الله، وتكون قد رفعت على هذا الكوكب المتألّم صرح ملكوت الله، لينتهي الاضطّراب والهيجان والحيرة والخراب الّذي جلبته الإنسانيّة المعذّبة لنفسها، وتتحوّل الكراهيّة والعنف إلى جوّ من الإخوّة العالميّة والسّلام. كلّ هذه الأمور ستتحقّق في نطاق ميثاق الأب الأبديّ، ميثاق حضرة بهاء الله.
(بيت العدل الأعظم – رسالة الرّضوان 1973 إلى أحبّاء العالم)
صرح ملكوت الله، لينتهي الاضطّراب والهيجان والحيرة والخراب الّذي جلبته الإنسانيّة المعذّبة لنفسها، وتتحوّل الكراهيّة والعنف إلى جوّ من الإخوّة العالميّة والسّلام. كلّ هذه الأمور ستتحقّق في نطاق ميثاق الأب الأبديّ، ميثاق حضرة بهاء الله.
(بيت العدل الأعظم – رسالة الرّضوان 1973 إلى أحبّاء العالم)
على الأحبّاء أن يوقنوا تماماً بأنّ أمر الله محفوظ ومصون بيد العناية الإلهيّة وأنّ ميثاق حضرة بهاء الله لا يعتريه الفساد وأن يثقوا تماماً بمقدرة بيت العدل الأعظم على العمل تحت "صون وحفظ الجمال الأبهى وفي كنف ورعاية الرّبّ الأعلى". (من رسالة بالنيابة عن بيت العدل الأعظم موجّهة إلى أحد الأحّباء في 28/5/75)
قوة العهد و الميثاق النباضة في جسم العالم
"إنّ القوّة النبّاضة في شريان جسم العالم اليوم هي روح الميثاق، الرّوح الواهبة للحياة. وكلّ من أحيته تلك الرّوح، ولد ولادة جديدة وتعمّد بروح القدس وكست حياته حلّة جديدة من الجمال والصّفاء وتحرّر من قيد الظّلم والطّغيان والغفلة والقسوة ونجا من الموت الرّوحانيّ وفاز بالحياة الأبديّة.الحمد لله أنّك ثابت على العهد والميثاق ومتوجّه وناظر إلى نيّر الآفاق، حضرة بهاء الله". (حضرة عبد البهاء – من مجلّة نجمة الغرب – مترجماً)
"من البديهي أنّ قوّة الميثاق دون سواها هي محور وحدة العالم الإنسانيّ... مثل الميثاق كمثل حرارة الشّمس الّتي تربّي جميع الكائنات على الأرض وتنشّئها وتنمّيها. كذلك يربّي نور الميثاق عالم العقول والنّفوس والقلوب والأرواح..." (حضرة عبد البهاء – من كتاب القرن البديع ص 289)
إنّ ربّ الجنود اليوم هو حارس الميثاق وقوى الملكوت حافظته والنّفوس السّماويّة خادمته وملائكة الملكوت مروّجته بل لو يُنظر بعين البصيرة لترى جميع قوى العالم خادمة للميثاق.
(من كتاب منتخبات من كتابات حضرة عبد البهاء)
لا يمكن لأيّ قوّة أن تزيل أسباب سوء الفهم ما عدا قوّة الميثاق. فقوّة الميثاق هي الكلمة الجامعة، تحلّ جميع المعضلات إذ تفضّل القلم الأعلى بنصّ صريح في حال حدوث أيّ سوء فهم يجب الرّجوع إلى مركز العهد والميثاق. (حضرة عبد البهاء – مترجماً)
العهد و الميثاق وفر حماية هيكل الأمر المبارك من الانقسام
"لولا قوّة الميثاق الواقية لحصن أمر الله الحصين لبرزت بين الأحبّاء في يوم واحد ألف طائفة مختلفة كما حدث في العصور السّالفة. ولكنّ في هذا الدّور المبارك ولأجل دوام الأمر الإلهيّ وحفظ الأحبّاء من الاختلاف، فإنّ الجمال المبارك، روحي له الفداء، وبقلمه الأعلى قد سطر العهد والميثاق". (حضرة عبد البهاء – مترجماً)

العهد و الميثاق هو محور الوحدة و قبوله هو قبول حضرة بهاء الله

إنّ العهد والميثاق هو "محور وحدة العالم الإنسانيّ" لإنّه يحافظ على اتّحاد الأمر المبارك ذاته وتماسكه وحمايته من الفوضى والتّمزّق نتيجة اقتناع بعض الأفراد أنّ فهمهم للتّعاليم هو الفهم الصّحيح الوحيد. وقد كانت هذه النّفوس سبباً للانشقاق في الظّهورات السّابقة.
كما أنّ العهد والميثاق جزء لا يتجزّأ من آثار حضرة بهاء الله نفسه لذلك وكما ترى بوضوح فإنّ قبول حضرة بهاء الله هو قبول كتاب عهده ورفض كتاب عهده هو رفض لحضرته. (من رسالة كتبت بالنّيابة عن بيت العدل الأعظم لأحد الأحبّاء مؤرّخة 3/1/1982)

سفينة العهد و الميثاق لا تغرقها الأعاصير
ومن خلال هذه المجهودات (أي المجهودات الّتي رافقت تقديم الأمر المبارك إلى الغرب) تبحر سفينة ميثاق حضرة بهاء الله وعهده في بحر متلاطم من البلايا والمحن المتلاحقة، توجّه دفّتها ذراع حضرة عبد البهاء القويّة، وتدفع أشرعتها المبادرة الشّجاعة والحيويّة الفيّاضة لتلك العصبة من الحواريّين الممتحنين. ومنذ تلك الأيّام وسفينة العهد والميثاق تتابع سيرها بثبات غير آبهة بعواصف البلايا المريرة الّتي هبّت ولا بدّ أن تستمرّ في الهبوب دائماً لتدفع بالسّفينة قدماً نحو مرفاً السّلام والأمان. (رسالة لحضرة شوقي أفندي مؤرّخة في 21/4/1933 في كتاب "النّظام العالميّ لحضرة بهاء الله – رسائل مختارة" الطّبعة الثّانية. النّاشر "دار الطّبع البهائيّة – ويلمت 1974 ص 84)


وانتظرونا في الجزء الرابع القادم........تحياتي




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي -مقدمة عن النظم الاد ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(3/3)
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(2/3)
- الرؤية لعالم مُتّحد-1/3
- هاتوا برهانكم -(3/3)
- هاتوا برهانكم -كمال الخطّة الإلهية الأصلية- (2/3)
- هاتوا برهانكم - (1/3)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(3) ...
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(2)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟ -(1 ...
- عدة الطريق إلى السلام
- مشكلة الأرهاب وعلاجها
- تحرِّي الحقيقة وترك التقاليد
- لن يصل العالم إلى مستوايات النضج بدون القوة الخلاّقة للدين ا ...
- التأليف بين قلوب البشر و الترفُّع على النزعة السلطوية و الأن ...
- بناء مدنيّة دائمة التقدم
- يكفي قرن ونصف من الاضطهاد والسكوت!
- أنّ المعايير الاقتصادية والماديّة الّتي توجِّه بشكل رئيسي نش ...
- العلم والدين والإنسان


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أفندي ودور ولاية امر الله في بناء النظم الإداري-3/5