أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - راندا شوقى الحمامصى - عدة الطريق إلى السلام















المزيد.....

عدة الطريق إلى السلام


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 02:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كانت بداية القرن التاسع عشر خاتمة عهد من تاريخ الإنسانية ملئ بالحروب والثورات الوطنية والفكرية , وواكبه الانقلاب الصناعى والتطور الاقتصادى 0وابتدأ بذلك عهد جديد , مازال الى اليوم فى سبيل التكوين والاستقرار مُبشرا بحضارة تمضى بالإنسانية نحو السمو على أسس روحية0 وصار للاكتشافات العلمية والصناعية اثر بعيد على صناعة الحرب , إذ استعملت الآليات والطائرات والكيماويات فى الحروب الحديثة بكثرة ومغالاة وفظاعة لم يسبق لها مثيل مما أدى الى خراب مستحكم وقتل ملايين البشر بالجملة , وخلفت الحروب بين معظم الأمم عداوات مستحكمة لم يبرأ العالم من شرورها للآن0ولقد تعددت المبادئ والنظم الداعية الى حل هذه المشاكل متوخية السلم العام ولكن دون جدوى بل أسفرت في النهاية عن نتيجة سلبية لاتحسد عليها فلم يفـد الناس منها فـتيـلاً0
والمؤسسات القديمة تدلل كل يوم بعجزها عن مواجهة المشاكل العالمية بعجزها وإفلاسها وقصورها عن ان تكون مناط لآمال الناس وملاذهم0
ومع ذلك فالكل يترقبون ظهور ذلك اليوم الذى يتقرر فيه نظام عالمى جديد يدعو الى الوحدة والسلام , كعامل أساسى لتحقيق سعادة البشرية وجميع حقوق الإنسان بضمانات قوية , وقد اشتد الطلب أخيراً بعد الحربين العالميتين الأخيرتين , وبالتالى اشتد البحث عن نظام جديد يحمل فى ثناياه الدواء اللازم لتضميد جراح الإنسانية المهلهلة الخائفة , إنسانية تسيطر عليها تيارات هدامة جامحة وأفكار رجعية عنيفة وأخرى متهورة متطرفة طائشة , او غـير مبـالية , لاهـية0
ان النجاة الحقيقية متوقفة على توجه الإنسانية للدعوة الإلهية الجديدة - آلا وهى الـبهـائـية -
وفيها الكفاية لما تصبو إليه البشرية وما يوافق مشارب جميع الناس0 وفيها الضمان الكافى لسلم عالمى وطيـد الاركـان0
وقد أوضح عبد البهاء ان هذا الأمر روحانى محض يمنع الحروب والجدال والنزاع بين القبائل والامـم0 وان مبادئ جديدة كهذه ضحى آلاف من الناس بحياتهم على مذبحها لدليل صادق على قداسة مصدرها وقوة تأثيرها وثبات فاعليتها0 ولم يعلم الناس ما فى هذه الدعوة من خير لفتشوا عن الحقيقة غير مراعين عرفاً ولا تقليداً0
ويقيناً ان الباحث المدقق المنزه عن الغرض لابد ان يصل الى النتيجة الحتمية الكامنة فى هذا الدين الجديد وهى انه ليس جديداً بالمعنى المألوف , بل استمرار وتطور الوحى الإلهى فى صورة أوضح ومدى اشمل , وداع الى تجديد الهيئة الإجتماعية غير ناقض لما سبقه من الأديان أو ناسخ لكتب الله المقدسة ,بل مضيفاً لها بعض الحقائق الثابتة وموسعاً لقاعدتها , وجامعاً لأصولها فى ثوب جديد وبأسلوب اشمل مناسب لهذا العصر الذى يؤمن بقيمة الزمن0 ولسوف تثبت السنين القادمة انه لامناص للعالم من تعاليم بهاء الله التى تتغلغل فى جميع الأوساط فى كافة أرجاء هذا الكوكب , وبخطى ثابتة وطيدة , وتبرز للعيان بشكل ظاهر معلنة أنها(يوتوبيا)جديدة عملية لعصر جديد , خصوصا بعد ان اتضح إفلاس وخلل معظم المدارس الفكرية والمبادئ الاجتماعية المادية الحاضرة وعجزها المخجل المتراكمة المتزايدة التفاقم والتشابك0
والبهائية ترى ان المنوط بحل المشاكل الإنسانية فى العصور المختلفة هو الله وحده بواسطة رسله المختارين الذى يوكل بهم مهمة تغيير طبائع البشر وهداية النفوس وتطهير القلوب واجتذابها الى الحق0
وقد بين بهاء الله ان الدين هو السبب الأعظم لتنظيم العالم , واطمئنان من فى الإمكان0 وان ضعفه يزيد فى قوة الجهال وكثرة الهـرج والمـرج والاضطراب والمفاسـد0
ومن اظهر واهم أسس هذا الدين هو إيجاد بيت العدل الإلهى العالمى الذى يرعى حقوق جميع سكان المعمورة ويطبق مبادئ العدالة والإنصاف متوخياً فى ذلك المساواة التامة بين البشر كافة ومراعاة توخى الحكومات العدل والحق فى قيامها بتطبيق الشرائع والأحكام وفرض السلام العام وتقييد التسليح والتجنيد بما يحتاج إليه صون السلام فقط , ومنع الحروب العدوانية , ويؤسس محكمة عالمية عليا تقوم بحسم النزاع بين الدول وتصفية ما أُشكل من أمور0
وعالم الغد000 تطبق فيه مبادئ التسامح والمحبة والإخاء العام , وتنبذ فيه التعصبات بكافة أشكالها حتى يتحقق حلم البشرية فيما اسماه بهاء الله(الصلح الأكبر) بين جميع الأمم والملل , والذى وعد به الرسل والأنبياء السابقون , وتخيله الشعراء , وحلم به الفلاسفة , وبينه بهاء الله فى ألواحه0
والسلام بحسب الوضع الذى يحدده يتحقق بنفحة روحانية رحمانية فى هيكل العالم , فتتأسـس وحدة بنى الإنسان ويتخلص العالم من أسباب الهلاك والدمار فى عصر يسر المواصلات وتقارب الشعوب0
وشعار العمل الجديد : الوحدة فى تنوع , وترك المركزية المفرطة او التوحيد الصرف الذى يؤدى الى الخلط والدمج0
وهذه الأسس الواضحة تشير الى كمال التطور الإنسانى المرتقب , الذى سوف تبلغه الإنسانية بعد رحلتها القاسية والتى بوصولها إليه تكون قد نهضت وسمت الى مرتبة منقطعة النظير فى الرقى المستمر 0
وقد ظهرت دلائل شتى تثبت بوضوح وجلاء سير العالم قدما نحو تحقيق هذه الأهداف السامية المنبعثة بقوة , من الروح الإلهى الفائض على العالم , والتى دلت على ضرورتها ولزومها لإصلاح مدنيتنا وتوحيد العالم روحانيا واداريا واقتصاديا وعلميا ولغويا , وتجديد هيكل الحياة الاجتماعية0
وليس من كفيل بهذا كله000 إلا القوة الإلهية المحيطة العالمة المدبرة الخبيرة بمواطن الضعف وطرق العلاج والإصلاح , وتوافر الشروط لنفعها وتطبيقها0
ان العالم إذا استحال الى صورة موحدة متحدة من النظام والاتجاهات يكون تربة صالحة لازدياد هذا النضج وان الفرصة سانحة فى الوقت الحاضر وسوف تتمخض حتماً عن هذا النظم الجديد الدقيق فيتم البناء الإلهى النهائى الأشـم فى هذا الصرح المشيد فى القلوب والمتأصل فى الأفكار , التى ترنو لتحقيق اعظم حضارة لذلك العصـر الذهـبى المنتـظر0
وليس كـفيل بإبراز هذه الحقيقة إلا ما دون من قلـم بهـاء الله وبيـانات عبـد البهـاء وإرشـادات شـوقى أفنـدى 0
وكلـها آثـار نـاطـقة بعـالمـية هذا الأمـر وجـدارته بإرسـاء الحضـارة الجـديدة التى يترقـبها نـيرى العـقول بتلـهـف وشـوق زائــد0




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الأرهاب وعلاجها
- تحرِّي الحقيقة وترك التقاليد
- لن يصل العالم إلى مستوايات النضج بدون القوة الخلاّقة للدين ا ...
- التأليف بين قلوب البشر و الترفُّع على النزعة السلطوية و الأن ...
- بناء مدنيّة دائمة التقدم
- يكفي قرن ونصف من الاضطهاد والسكوت!
- أنّ المعايير الاقتصادية والماديّة الّتي توجِّه بشكل رئيسي نش ...
- العلم والدين والإنسان
- (هناك نفوس موفّقة للأعمال الخيرية ومُحبة الخير للعموم ومكارم ...
- أين الله -حوار مابين مؤمن وملحد
- أحد روّاد النّهضة العربيّة في مصر يُعرّف عبد البهاء والبهائي ...
- وحدانيةُ الله من المنظور البهائي
- نداء إلى أهل العالم من صغيره إلى كبيره
- الأدب والدين
- نحو مجتمعات متآزرة في عالم عناصره متفاعلة متحدة
- ماهو الدين ؟؟؟؟
- ما هو الدين؟؟؟؟؟
- فليسقط الخلاف ولنُبعد الاختلاف-فلا خلاف ولا اختلاف
- الوصيّة في البهائية وأهميتها-الجزء الثالث والأخير-(3)
- الوصيّة في البهائية وأهميتها-(2)


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - راندا شوقى الحمامصى - عدة الطريق إلى السلام