أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - رؤية جادة














المزيد.....

رؤية جادة


يحيي رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 08:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المشروع جدا ومن المهم جدا في آن واحد، أن يوسع الشعب الفلسطيني فعالياته، ضد الاستيطان بأكبر قدر ممكن في هذه الأيام على وجه الخصوص، وأن تقوم الهيئات السياسية والوطنية على اختلاف أنواعها بتكثيف التيار المقاوم للاستيطان، والمصطدم مع الاستيطان على مستوى التفاصيل اليومية الدقيقة، لأن المرحلة الحالية تشهد نوعا من التوافق على صيغة ما بين الإسرائيليين والإدارة الأميركية على تجميد جزئي ومؤقت للأنشطة الاستيطانية الظاهرة والعلنية، مثل تلك التي تقوم بها الجرافات الإسرائيلية حين تبدأ الحفر والبناء في قطعة ارض جديدة في الضفة، سواء كانت ملكية خاصة او عامة، وسرعان ما ترتفع أعمدة الاسمنت وتبدأ الخلاطات بصب السقوف، وتبدأ المنطقة المحيطة بهذه البؤرة الاستيطانية الجديدة بالتآكل على هيئة طرق للمستوطنة، ومنشآت عسكرية وأمنية وحكومية وغيرها!

هذا الشكل الاستيطاني يعلن بصخب كبير عن وقفه في المرحلة المقبلة، بل ويتم الاتفاق مع مجالس المستوطنين على الإعلان ظاهريا عن التزامهم بهكذا توافق.

ولكن الاستيطان أوسع من ذلك بكثير، وله ألف وجه غير هذا المظهر التقليدي، حيث "اليشع "وهو المجلس الأعلى للمستوطنين، له قدرات كبيرة ممتدة في المجتمع الإسرائيلي تجعله مفلوت اليد إسرائيليا ولكن بأشكال أخرى!

فقد ثبت طيلة السنوات الماضية أن مجالس المستوطنين اليهودية، والنشاط الاستيطاني بوجه عام، له نفوذ كبير في نسيج دولة إسرائيل رسميا وشعبيا، مثل النفوذ القوي داخل المؤسسة العسكرية وجنرالاتها، والنفوذ في قطاع الأعمال، والنفوذ في الجهاز القضائي والتشريعي، ناهيكم عن النفوذ في المؤسسات الأمنية التي هي جوهر الكيان الإسرائيلي كله.

وعلى سبيل المثال فان هجمة الاستيطان اليهودية ضد القدس، تحاول هذه الأيام أن تجد لها عناوين مخادعة كثيرة، كالقول مثلا أن ما يجري في حي الشيخ جراح هو مجرد استعادة قانونية للأملاك اليهودية ليس إلا!

والادعاء ان المنطقة القريبة من الحرم القدسي كان يوجد فيها ستة كنس يهودية، فأين ذهبت؟
وأن بعض البيوت الفلسطينية التي يتم هدمها الآن في القدس كانت أقامتها وكالة غوث اللاجئين وهي لا تملك الحق في ذلك!
أو أن الأراضي التي أقيمت فوقها هذه البيوت الفلسطينية التي صدر بحقها قرارات هدم في مدينة القدس، منحت بقرار من الحكومة الأردنية قبل الاحتلال في العام1967، وأن الحكومة الأردنية لم تكن تملك الحق, بالإضافة إلى أن جهاز القضاء الإسرائيلي والمحاكم المختصة متورطة بشكل كبير في قبول وثائق ملكية يهودية مزورة، أو على الأقل لا يمكن الاعتداد بها لو كان القضاء الإسرائيلي محايداً وموضوعياً وبعيداً عن الانحياز الأعمى.
خلاصة القول أن الحراك الشعبي الفلسطيني الواسع ضد الاستيطان هو القادر وحده على كشف هذه الحالة الكبيرة من الخداع التي تمارسها دولة إسرائيل.
لنا نحن فلسطينيين في هذه المرحلة ما نفعله على نطاق واسع، وما يخرجنا أيضاً من حالة الركود والإحباط التي نمر بها، وما يجعلنا نجدد نضالنا الوطني ونخرج به من الدوائر التي غرق فيها منذ حدوث الانقسام حتى هذه اللحظة، لأن الانقسام موضوعياً حسب التخطيط الإسرائيلي، كان مقدراً له من الأساس أن يستنفذ الجهد المخصص للحياة الوطنية عن طريق استهلاكه في هذه المتاهات الهابطة التي نراها على مدار اليوم والساعة والدقيقة في حياتنا الفلسطينية، لدرجة أننا أصبحنا مشغولين بأنفسنا، بصراعاتنا الذاتية، بجراحنا التي نسببها لبعضنا، أكثر مما نحن مشغولون بالهم الوطني والأجندة الوطنية وعلى رأسها مواجهة الاستيطان، لأن الاستيطان يعني الأرض، والأرض تعني حلمنا الوحيد ومشروعنا الوحيد الممكن وهو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ثم ان توسيع دائرة الفعاليات الوطنية ضد الاستيطان، لا يقتصر على كشف الخداع الإسرائيلي وإنما يتعدى ذلك الى كشف التراجع والانسحاب من جوهر المشروع الوطني الذي تغرق فيه بعض الأطراف الفلسطينية تحت غطاء من الادعاءات المختلفة!
وهكذا فان توسيع نطاق الفعاليات الوطنية ضد الاستيطان، يمكن بنوع من الرؤيا الجديدة، أن يتحول الى أسلوب شامل للحياة، فما دمنا نعيش فوق أرضنا، ونخوض صراع الحياة والموت من أجلها، فان سلوكنا اليومي سياسياً واجتماعياً وثقافياً يجب أن ينبثق أصلاً من هذه الحقيقة، حقيقة أننا نناضل من أجل أرضنا، وأن هذا النضال لا يقتصر على نخب أو مجموعات صغيرة تنحدر الى مستوى التناقض بينها، بل هو نضال واسع جداً، ومستمر، ومبدع، الى حد أنه يستوعب جهد الملايين من أبناء شعبنا على امتداد أرض الوطن.



#يحيي_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس -محك الامة-
- القدس حتي الرمق الاخير
- القدس تبحث عن مشروع عربي
- مروان يلوح من زنزانتة
- أفيغدور ليبرمان رجل المافيا المعزول
- اشتباك علي مستوي الذاكرة
- فخرى البرغوتى عميد المقاومين
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك
- إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني
- علامات على الطريق-الجبهة الديمقراطية في عيدها الأربعين
- زمن جديد للبطولة
- موسم المزايدات الاسرائيلية !!!
- علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
- ربيع لبنان ربيع فلسطين
- ربيع لبنان وربيع فلسطين
- ثلاثية التهدئه والحصار والحوار
- ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
- الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
- ابتسامة على وجه حزين
- الهروب إلى الخلاف؟؟؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - رؤية جادة