أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يحيى رباح - فخرى البرغوتى عميد المقاومين














المزيد.....

فخرى البرغوتى عميد المقاومين


يحيى رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 08:33
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كلما ادلهمت أيام الانقسام الفلسطيني ولياليه الحالكة السواد، وكلما تاهت بنود الأجندة الوطنية وسط غاية المصالح المتشابكة للقوى الإقليمية والدولية، فإنني أحاول أن أنجو بنفسي، فأذهب إلى حيث الينابيع الأولى لكي ترتوي روحي من جديد وأذهب إلى حيث حدائق الذاكرة التي لا تتساقط ورودها أبداً، وقد فرحت كثيراً بخبر الاحتفال الذي أقيم في قصر الثقافة في رام الله، تكريما لعميد الأسرى فخري البرغوثي لمناسبة دخوله اليوم الأول من عامه الثاني والثلاثين في سجون الاحتلال، حيث تم اعتقاله في الثالث والعشرين من حزيران عام 1978، على أثر عملية عسكرية مميزة نفذها في منطقة النبي صالح أسفرت عن مقتل ضابط مظلي إسرائيلي في بداية العام نفسه.

المفارقة المذهلة: أن الذي يأتي بعد فخري البرغوثي في الأقدميه في سجون الاحتلال هو ابن عمة نائل البرغوثي، فليس بينهما سوى بضعة أيام، وكان لنائل البرغوثي حكاية أشبه بحكايات الخيال، لأنه عند اعتقاله كان له ابن واحد في سن الطفولة، حوالي السنة من العمر وأسمه شادي، وكانت زوجته حامل في أيامها الأولى، فأنجبت الابن الثاني هادي، ولم يلتق الأب مع ولدية إلا في سجن عسقلان، حيث كبر الولدان وأصبحا مقاتلين اعتقلتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي وتم اللقاء مع والدهما في المعتقل، حيث كان اللقاء نوعاً من التراجيديا الإنسانية المذهلة.

وما دمنا نذهب إلى الينابيع، وما دمنا نحتمي من أيامنا بحدائق الذاكرة، فمن المهم أن نتحدث عن آل البرغوثي الذين قدموا هذا العدد الهائل من المقاومين والمقاتلين والمعتقلين والشهداء، ومازالوا على العهد لا يتوقفون أبداً، فالبراغثة كما يلقبهم الفلسطينيون هم من أحفاد مقاتل عريق اسمه بر بن غوث قائد احدى الفرق في جيش صلاح الدين الأيوبي، والذي ظلت العائلة تتوارث سيفه جيلاً بعد جيل إلى أن تسلمه المحامي عمر الصالح البرغوثي، وكان السيف معلقا في صالون مكتبه في شارع يافا في القدس حين اجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة القدس وضاع السيف ضمن ملايين الأشياء التي ضاعت في استمرار النكبة الفلسطينية.

البراغثة، أو أحفاد البر بن غوث قاتلوا الصليبيين في جيش صلاح الدين الأيوبي، وقاتلوا المغول والتتار في جيش المماليك أيام قطز والظاهر بيبرس، وقاتلوا ميمنة جيش نابليون بونابرت بالاشتراك مع آل جرار في معركة عزون العتمة الشهيرة، وقاتلوا الاحتلال البريطاني، ويقاتلون بلا هوادة الاحتلال الإسرائيلي!!!.

إنه تراث مستمر لهذه العائلة المنتشرة في عدة قرى في وسط الضفة مثل دير غسانة وكوبر وبيت ريما وكفر عين ودير أبو مشعل وعبود، وكان بعضهم قد وصل إلى سينجل، بل إن بعضهم كان قد وصل إلى صفد وهذا التراث النضالي العظيم يجسده قادتهم البارزين مثل فخري البرغوثي ونائل البرغوثي، ومروان البرغوثي القائد الفتحاوي المعروف، وعبد الله البرغوثي الذي حكمت علية محاكم الاحتلال بالسجن المؤبد سبعه وستين مرة ويعترف الاحتلال نفسه بحجم هذا التراث النضالي والقتالي لأبطال هذه العائلة، حيث يرفض الإفراج عن هؤلاء الأبطال رغم أن أسمائهم هي التي تتصدر قوائم المطلوب الإفراج عنهم عندما يتم الحديث عن صفقات تبادل الأسرى، وأخرها صفقة التبادل مع جلعاد شاليط الذي يتم الحديث عنها منذ ثلاث سنوات دون جدوى.

بقي أن أقول لكم: أن الاحتفال بتكريم الأسير البطل فخري البرغوثي لمناسبة دخوله العام الثاني والثلاثين في المعتقل، نظمته لجنة التضامن مع الأسير مروان البرغوثي، وكان ذلك بمثابة رسالة قوية بأن قضية الأسرى والمعتقلين هي من أبرز الأولويات الأولى على أجندتنا الوطنية، فهؤلاء الأسرى والمعتقلين هم ينابيعنا الصافية التي تخلصنا من كدر الأيام الصعبة، وهم حديقة ذاكرتنا الجماعية التي لا يشوشها الانقسام بتداعياته السلبية المفتعلة!!! فها نحن لنا جرح واحد نتوجع منه، ولنا أمل واحد ننتظره، ولنا أخوة وأبناء وآباء ورفاق سلاح نريدهم أن يعودوا من وراء القضبان.

هذه تحية غزاوية بمذاق مميز، نرسلها إلى المناضل الكبير، عميد الأسرى، فخري البرغوثي، ولكل رفاقه وزملائه واخوتة في الحركة الفلسطينية الأسيرة، ونقول لهم أنتم ضوء في العتمة، أنتم أمل في زمن الإحباط، ومشاعل تضحياتكم أكبر ألف مرة من تراشق الانقسام.



#يحيى_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك
- إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني
- علامات على الطريق-الجبهة الديمقراطية في عيدها الأربعين
- زمن جديد للبطولة
- موسم المزايدات الاسرائيلية !!!
- علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
- ربيع لبنان ربيع فلسطين
- ربيع لبنان وربيع فلسطين
- ثلاثية التهدئه والحصار والحوار
- ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
- الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
- ابتسامة على وجه حزين
- الهروب إلى الخلاف؟؟؟
- هنا القاهرة
- اول الوطن ام اول الكاؤثة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يحيى رباح - فخرى البرغوتى عميد المقاومين