أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - وصفي السامرائي - احتفال و قضبان














المزيد.....

احتفال و قضبان


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 22:59
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كان الموعد الساعة الرابعة عصرا. الموضوع : التحضير للاحتفال بميلاد الحزب. المكان : بيت الرفيق نهرو.كنا جميعا متلهفين لهذا الاجتماع لان الكل يشارك للمرة الاولى في احياء هذه المناسبة لحداثة انتمائنا للحزب. و كما هي العادة مع كل اجتماع فقد كنا نصل الى المنطقة التي يعقد فيها الاجتماع قبل ساعة من الموعد و نظل نتجول حول البيت المعلوم تحسبا لكل طارىء .
وفي الساعة المحددة شرعنا بالتسلل الى بيت الرفيق نهرو فرادا , وبعد حديث متنوع طلب الرفيق ماجد , سكرتير الخالية من الرفيق صهيب القيام بكتابة المحضر . اخذ الرفيق المسؤول بشرح نبذة مختصرة عن تاريخ المناسبة المذكورة , ثم انتقل الى تحديد مهمات كل رفيق , و نحن في هذه الاجواء سمعنا طرقات شديدة على الباب مصحوبة مع جلبة عالية . قام صهيب بالقاء المحضر تحت منضدة التلفزيون , اما علاء فقد حاول الهرب عن طرق التسلل الى سطح الدار لكنه وجد عدد من الرجال المسلحين ببنادق الكلاشنكوف و هم يرتدون الملابس المدنية وما ان راوه حتى قاموا باعتقاله عن طريق توثيق يديه خلف ظهره بعد ان انهالوا عليه بالضرب باعقاب البنادق , ثم انزاوه الى الاسفل حيث كنا نحن ايضا موثقين . ثم قام احدهم بالبحث عن ادلة الادانة وهي عبارة عن مجموعة من الكتب الماركسية الكلاسيكية و المحضر الذي وجدوه بعد طول عناء .
تم اقتيادنا الى مديرية الامن مصحوبين بسيل من السباب , و فور وصولنا الى هناك ادخلونا الى احدى الزنزانات التي يبلغ طولها المترين و النصف و عرضها مترين و قد كانت عارية من اي فراش لنترك فيها لمدة ستة ايام لا نرى احدا لانهم كانوا يلقون الينا الطعام من تحت الباب .و في اليوم السابع فتح الباب ليقتادني احد المنسبين الذي كان طويل القامة قاسي النظرات لم ينطق بنبت شفة الى غرفة ضابط التحقيق الذي كان جالسا خلف منضدة طويلة عريضة وضع امامها كرسيان و بمجرد دخولي حتى اشار لي ان اجلس على احداهما وما ان جلست حتى بدا سيل النصائح يتدفق من فمه حول عدم جدوى العمل مع هذا الحزب و الافضل لي و لمستقبلي ان اتركه و انتمي الى حزب السلطة حيث ستفتح الابواب امامي على مصراعيها و الا فاني ساواجه مصيرا مجهولا . و ما ان اجبته باني لا انتمي الى اي حزب حتى تبدلت سحنته متحولا الى ذئب كاسر قائلا بنبرات ملؤها التهديد و الوعيد بان الادلة واضحة و لا مجال للانكار و انه سينتزع اعترافاتي بالقوة . عندها اجبته بان الحزبين متحالفين و هما يسعيان سوية لبناء مستقبل واعد للبلد . هنا ضحك ضحكة هستيرية و قال عن اي تحالف تتحدث , هذا مجرد مصيدة لكشف الشيوعيين و من ثم القضاء عليهم , و اخيرا قال انه سيقوم بارجاعي الى الزنزانة كي اناقش رفاقي حول الحديث الذي دار بيننا و انه ينتظر منا الجواب في الغد .
لكنه لم يفي بوعده حيث قام باستدعاء صهيب و ما دخل المسكين حتى قاموا بربط قدميه الى الفلقة و شرعوا بضربه طالبين منه الاعتراف و كلما صمد كلما غيروا طريقة التحقيق من كهرباء و الكوي باعقاب السكائر الى ان انهار.
ونحن ننتظر مجيئه فاذا بهم يلقون به امامنا وهو جثة هامدة و الدم ينزف من كل مكان من وجهه , اختلطت مشاعرنا بين الحزن عليه و الخوف من ان نعامل مثله حتى كادت قلوبنا تفر من صدورنا . ولما ذهب عني الروع اخبرتهم بان من يعترف بانه شيوعي فسيطلق سراحه حالا من دون ان يتعرض الى اي مضايقة حسب الاتفاق المبرم بين الحزبين ثم اقنعتهم من عدم جدوى المقاومة لان النتيجة واحدة فسوف تلصق بنا التهمة و يكون مصرينا الى سجن ابو غريب و بعد تلردد وافق الرفاق على اقتراحي لنجد انفسنا في ظهيرة اليوم التالي نتمشى في الشارع الرئيسي لنعود الى بيوتنا.



#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب ثم ذوبان
- لماذافشلت التنمية في البلدان العربية؟
- ثورة 14 تموز و انهاء الدولة المدنية
- ظاهرة المثلية الجنسية الاسباب والمعالجات
- ثقافة الاستبداد و المصالحة الوطنية
- شافيز من نصر الى نصر
- مقدمات الاجتياح
- انقلاب 8 شباط دروس وعبر
- بداية الاعصار
- بواكير الازمة العراقية الكويتية
- حرب الخليج الثانية _الحلقة الاولى
- الجماهير الفلسطينية بين اخطاء حماس والغطرسة الاسرائيلية
- التيار القومي العروبي بين سلبيات الماضي و متطلبات المرحلة
- المرأة العراقية بين الموروث القبلي ونار المجتمع
- الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم
- المراة العراقية بين الموروث القبلي و نار المجتمع
- في سبيل بناء مؤتمر فاعل و متجذر
- من اجل بناء اتحاد طلابي ديمقراطي
- اصداء الانتخابات الامريكية على الوضع العراقي
- الاتفاقية الامنية العراقية _الامريكية بين الضغط الامريكي و ا ...


المزيد.....




- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - وصفي السامرائي - احتفال و قضبان