أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وصفي السامرائي - لماذافشلت التنمية في البلدان العربية؟














المزيد.....

لماذافشلت التنمية في البلدان العربية؟


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 17:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عانت الدول العربية , شان العديد من الدول التي تسمى بالنامية , فشلا ذريعا في مجال تحقيق التنمية لعوامل عديدة ذاتية و موضوعية . فالذاتية تتعلق بتركيبتها السكانية , فهذه الدول كانت قد تاسست على اثر انسلاخها من جسد الدولة العثمانية في بدايات القرن الماضي , بعد ان احتلت من قبل الدول الاستعمارية حينئذ كفرنسا و بريطانيا التي قامت بتنصيب حكومات محلية فيها ارادت لها ان تكون حامية مصالحها في بلدانها. و قد كان من ابرز المشاكل التي واجهتها هذه الحكومات الطبيعة السكانية لمجتمعاتها من حيث التنوع العرقي و الديني و الطائفي , و بدل ان يكون هذا التنوع عامل قوة تحول الى عامل ضعف ينخر جسدها و يستنزف مواردها بعد ان اصبح بولبة للتدخلات الاجنبية في شؤونها الداخلية .
فالعراق , على سبيل المثال كان الدولة فيه في عشرينيات القرن الماضي بعد دمج ثلاث ولايات هي بغداد و البصرة و الموصل التي تاخر ضمها اليه لانها لم تحتل عسكريا من قبل قوات الاحتلال البريطانية انما انسحبت القوات العثمانية طوعا منها , الا ان مصالح بريطانيا الاقتصادية كانت وراء هذا الضم بسبب البترول الذي كانت بشائر ظهوره في اراضيها تلوح في الافق . وضع شرط اساسي لانظمام هذه الولاية الى الدولة العراقية , بعد اجراء استفتاء شعبي حول علاقتها مع العراق , هو ان يتمتع الاكراد بحقوقهم الثقافية و السياسية في ظل هذه الدولة الوليدة .
الا ان الذي حصل ان ظلت كردستان تعاني من اهمال كبير من قبل الدولة في مختلف المجالات الاجتماعية و السياسية , كسيادة العلاقات القبلية والاقطاعية مع انتشار الجهل بسبب قلة عدد المدارس الحديثة و غيرها من الامور الاخرى التي اججت الاحساس بالاضطهاد القومي لدى جماهير كردستان ما دفعهم الى اللجؤ الى العمل المسلح للحصول على حقوقهم . وبدل ان تسعى الحكومات العراقية المتعاقبة على حل المشكلة سلميا لجات الى الحلول العسكرية التي اثبتت فشلها في حل المعضلة الكردية مستنزفة بذلك موارد البلد المادية و البشرية و فتحت الباب واسعا امام التدخلات الاقليمية و الدولية .
كما ان هذه الانظمة التابعة لم تحاول تحقيق تنمية حقيقية لانها وضعت اساسا لخدمة المصالح الامبريالية في بلدانها , كما اسلفنا سابقا , حيث انها سعت الى ابقائها متخلفة كي تظل سوقا لتصريف النتجات الاجنبية فيها و مصدرا للمواد الاولية الرخيصة .
ادى هذا الحال الى تصاعد الغليان الشعبي الذي توج بانقلابات عسكرية في معظمها , اراد القائمين على هذه الانقلابات تحسين اوضاع الجماهير عن طريق القيام بجملة من الاصلاحات الاقتصادية كبناء مراكز صناعية و اخرى زراعية و الاجتماعية التي اصطدمت بمعارضة شديدة من قبل القوى الرجعية لانها لا تريد تغيير الواقع الاجتماعي كي لا تفقد مواقعها في المجتمع . لكن المشكلة الاساسية لهذه الانظمة الجديدة هي طبيعتها الاستبدادية , لانها نتاج مجتمعاتها بالاساس ,التي ادت الى ابعاد العناصر الكفوءة و صعود العناصر الانتهازية بحجة ولائها ( للثورة ) مما سبب تراجع عمليات التنمية و هدر الاموال بسبب الفساد المالي و الاداري و نقص الخبرة .
كان لقيام هذه الانظمة ببناء ترسانات عسكرية هائلة , كلفت خزائن دولها اموالا طائلو بالعملة الصعبة , بحجة الدفاع عن امنها الخارجي و مواجهة العدو الاسرائيلي في حروب كانت معظمها خاسرة ان لم نقل كلها .
هذا على صعيد العوامل الذاتية , اما على صعيد العوامل الموضوعية فقد سعت الدوائر الغربية الى افشال اي مسعى لهذه الدول للقيام بتنمية حقيقية ترفع المستوى المعاشي لجماهيرها لانها تريد ان تبقى متخلفة للاسباب التي ذكرت في سياق الموضوع الذي بين ايديكم , كما سعت الى تغذية الافكار المتخلفة بين الجماهير لمنع انتشار اي فكر ينادي بتطوير هذه المجتمعات و لاستخدام الشباب لاحقا في الحرب الباردة كما حصل على اثر الغزو السوفيتي لافغانستان .
تواجه الدول العربية اليوم جملة مشاكل منها سياسة العولمة المتوحشة و الازمة الاقتصادية التي ضربت الاقتصاد الراسمالي و ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بكواث بيئية ستلقي بظلالها السلبية الثقيلة عليها التصحر و الفيضانات و غيرها مما يضع الانظمة العربية امام مسؤلياتها للتصدي لها .
لخلاص الجماهير في هذه البلدان , لابد ان تقوم الجماهير باخذ زمام المبادرة للضغط على حكوماتها للقيام باصلاحات حقيقية في مختلف جوانب الحياة لان تغيير هذه الانظمة اشبه بالمستحيل لما تمتلكه الانظمة من اجهزة امنية قوية قادرة على قمع اية محاولة من هذا القبيل, بالاضافة الى الدعم الكبير لها من قبل الامبريالية العالمية بحجة الحفاظ على استقرارها كونها تمثل المنطقة الاهم اقتصاديا في عالمنا الحديث . دون ان ننسى الضعف اللافت للنظر للجماهير و قواها التقدمية القادرة على المضي قدما بتطوير اوضاعها.



#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز و انهاء الدولة المدنية
- ظاهرة المثلية الجنسية الاسباب والمعالجات
- ثقافة الاستبداد و المصالحة الوطنية
- شافيز من نصر الى نصر
- مقدمات الاجتياح
- انقلاب 8 شباط دروس وعبر
- بداية الاعصار
- بواكير الازمة العراقية الكويتية
- حرب الخليج الثانية _الحلقة الاولى
- الجماهير الفلسطينية بين اخطاء حماس والغطرسة الاسرائيلية
- التيار القومي العروبي بين سلبيات الماضي و متطلبات المرحلة
- المرأة العراقية بين الموروث القبلي ونار المجتمع
- الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم
- المراة العراقية بين الموروث القبلي و نار المجتمع
- في سبيل بناء مؤتمر فاعل و متجذر
- من اجل بناء اتحاد طلابي ديمقراطي
- اصداء الانتخابات الامريكية على الوضع العراقي
- الاتفاقية الامنية العراقية _الامريكية بين الضغط الامريكي و ا ...
- ابو الغيط في بغداد
- في سبيل بناء دولة مدنيه حديثة


المزيد.....




- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وصفي السامرائي - لماذافشلت التنمية في البلدان العربية؟