أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - ثقافة الاستبداد و المصالحة الوطنية














المزيد.....

ثقافة الاستبداد و المصالحة الوطنية


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اراد الانجليز بناء الدولة العراقية الحديثة , في بدايات القرن الماضي , كان لابد من تنظيم العلاقة مع هذه الدولة بربطها بمعاهدة طويلة الامد , ولتحقيق هذا الهدف كان من الضروري اجراء انتخابات المجلس التاسيسي ,البرلمان, الذي سيقوم بالتصديق على المعاهدة وسن القانون الاساسي ,الدستور .
جوبهت مساعيهم الرامية لتحقيق هدفهم المذكور بمعارضة شديدة تزعمها المرجع الشيعي مهدي الخالصي , و على الرغم من الجهود المضنية التي بذلت لثنيه عن موقفه المذكور سواء من قبل الملك فيصل الاول او منقبل المندوب السامي البريطاني دون جدوى , و لم يكتفي بهذا الحد من الممانعة انما ذهب البعد من ذلك عندما افتى بحرمة الانتخابات تحت الاحتلال .
ولما كانت الحكومة تسعى جاهدة لامرار المعاهدة لايمانها بعدم قدرة العراق على حماية امنه الخارجي و الداخلي دون مساعدة الانجليز فقد قامت بنفي الخالصي الى ايران كي تتخلص منه مما دفع ببعض المراجع الدسنية من الاصول غير العربية الى التضامن مع الخالصي باعلانهم عن رغبتهم بالسفر الى ذات البلد ولم تبدي الحكومة العراقية اية ممانعة بل سهلت لهم السفلر.
الا ان هؤلاء المراجع سرعان ما قرروا العودة الى العراق ,لاسبا ب لا مجال لذكرها هنا , فكتبوا الى الحكومة كي تسمح لهم بتنفيذ ما يريدون لكن الاخيرة اشترطت عليهم ان هي وافقت على عودتهم ان يوقعوا على وثيقة يتعهدون من خلالها بعدم التدخل بالسياسة فتم لها ما ارادت.
بعدها اصبحت العلاقة بين المؤوسسة الشيعية والحكومة سلبية , بسبب محاولتها , اي المرجعية , الى حث اتباعها بعدم المشاركة بالمناصب العامة لكنها لم تفلح لما لهذة المناصب من مغريات مادية و معنوية .
ظنت الحكومة ان الامور اصبحت ممهدة لتحقيق ما تصبوا الية الا ان فالها خاب لضهور معارضة جديدة تمثلت بطبقة المثقفين الذين استطاعوا تاليب الجاماهير مستغلين الاوضاع السيئة لمعظمهم اجتماعيا و اقتصاديا, وبدل ان تلجا السلطات الى فتح قنوات الحوار مع معارضيها لجات الى الاجراءات التنكيلية لامرار المعاهدة. ساهمت هذه الاجراءات وغيرها الى حدوث قطيعة بين جماهير الشعب و السلطة.
في اعقاب الحرب العالمية الثانية و ما الت اليه الامور من تغيير كبير في موازين القوى و ظهور حركات التحرر في الدول التابعة للسيطرة الامبريالية , و لامتصاص النقمة الجماهيرية اعلنت الحكومة و على لسلن الوصي عن سعيها الى السماح بتاسيس الاحزاب العلنية , وبالفعل فقد اجازت بعض الاحزاب لكنها عملت في ذلت الوقت الى التضييق عليها و انتهت المور الى سحب اجازات معظمها.
على اثر هذه الاعمال الجائرة قررت الاحزاب العاملة على الساحة السياسية يومها الى الدخول في تحالف عريض هدفه اسقاط النظام برمته , ولما عجزت عن تحقيق هذا الهدف قام العسكر بتنفيذ المهمة بانقلاب عسكري اطاح بالنظام الملكي واعلان الجمهورية.
و بعد نجاح الانقلاب حصلت صراعات واسعة سواء بين العسكر او بين الاحزاب التي اتلفت في التحالف المذكور وصل الى حد الاقتتال بهدف الانفراد بالسلطة .
وفي نهاية المطاف تحالف القوميون و البعثيون لاسقاط نظام قاسم , الا ان تحالفهم سرعان ما انفرط عقده و لذات الاسباب , ليقوم عبد السلام عارف بالانقلاب على البعثيين و ينكل بهم اشد تنكيل . وبعد وفاة عارف في حادث الطائرة المعروف جرت انتخابات لاختيار رئيس جديد للدولة اسفر عن فوز عبد الرحمن البزاز الذي كان يريد بناء حياة دستورية طبيعية لكنه تنازل عن منصبه بسبب تهديد العسكر له بالقيام بانقلاب عسكري و بدعم من عبد الناصر.
الا ان عبد الرحمن عارف الذي تسلم السلطة بعد وغاة اخيه لم يدم له الامر طويلا حيث اطاح به البعثيون ب (ثورتهم البيضاء ) ليعلنوا عن نيتهم بفتح صفحة جديدة و القيام ببناء نظام ديمقراطي الا ان الحقيقة انهم ارادوا ذر الرماد في العيون ليقع العراق تحت اعتى ديكتاتورية عرفها في تاريخه الحديث مهدت الطرق امام الغزو الامريكي للبلد في ال 2003.
ارادت الاحزاب التي جاءت مع المحتل الاستاثار بالسلطة لكنها لم تتمكن من ذلك لاسباب لا تخفى على احد مما دفعها للاعلان عن رغبتها بتحقيق المصالحة الوطنية التي عقدت من اجلها العديد من المؤتمرات داخل و خارج البلاد الا ان مقرراتها بقيت حبرا على ورق لعدم وجود رغبة حقيقية لدى جميع الاطرف لتنازل عن مواقفها.
لتحقيق المصالحة الوطنية لابد من طي صفحة الماضي بان تتسامى الاحزاب التي ظلمت على جراحها في حين تعلن القوى الاخرى عن اعترافها بالاخطاء التي ارتكبت و بعدها يتم بناء نظام ديمقراطي حقيقي يتم من خالاله تبادل السلطة سلميا مع احترام الجميع للراي الاخر ولا فان دوامة العنف لن تتوقف و سيظل العراق ساحة لتصفية الحسابات سواء بين الدول الاقليمية او العالمية.



#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شافيز من نصر الى نصر
- مقدمات الاجتياح
- انقلاب 8 شباط دروس وعبر
- بداية الاعصار
- بواكير الازمة العراقية الكويتية
- حرب الخليج الثانية _الحلقة الاولى
- الجماهير الفلسطينية بين اخطاء حماس والغطرسة الاسرائيلية
- التيار القومي العروبي بين سلبيات الماضي و متطلبات المرحلة
- المرأة العراقية بين الموروث القبلي ونار المجتمع
- الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم
- المراة العراقية بين الموروث القبلي و نار المجتمع
- في سبيل بناء مؤتمر فاعل و متجذر
- من اجل بناء اتحاد طلابي ديمقراطي
- اصداء الانتخابات الامريكية على الوضع العراقي
- الاتفاقية الامنية العراقية _الامريكية بين الضغط الامريكي و ا ...
- ابو الغيط في بغداد
- في سبيل بناء دولة مدنيه حديثة
- ماذا وراء تصاعد اعمال العنف
- لا لانتهاك حقوق الانسان
- هل صحى الدب الروسي من سباته


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - ثقافة الاستبداد و المصالحة الوطنية