ترتيبنا فى الشفافية

نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ أيام، نشر تقرير منظمة الشفافية الدولية الذى يرتب دول العالم المختلفة حسب مستوى خلو جهازها الإدارى والسياسى من الفساد ، ... وطبقا للتقرير ، فقد ظلت الدول العشر الأولى فى العالم ، وهى تلك الدول الحائزة على اعلى الدرجات فى مستوى نظافة وطهارة جهازها السياسى والإدارى ، ظلت فى عام 2008هى نفس الدول التى شغلت المراكز العشرة الأولى فى العالم على مدى السنوات من 2002 حتى 2007 ....,على رأس تلك الدول تقف ثلاثة هى : الدانمرك ونيوزيلندا والسويد التى تشترك جميعا فى المركز الأول مكرر وقد حصلت كل منها فى عام 2008على 93درجة من الحد الأقصى للنزاهة وهو 100درجة مع تراجع طفيف فى درجات الدانمرك ونيوزيلنده التى كان متوسطها فى الأعوام السابقة يتراوح ما بين 94و96 درجة، ...بعد هذه الدول الأوربية الثلاث تأتى دولة آسيوية هى سنغافورة التى تتربع وحدها على المركز الرابع بدرجة قدرها 92، وبعدها تتساوى فنلندا وسويسرا بدرجات قدرها 90لكل منهما وتشغلان بذلك المركز الخامس مكرر، بعدهما تأتى آيسلندا وهولندا فى المركز السابع مكرر بدرجة قدرها 89 لكل منهما ، ..أما المركز التاسع مكرر فتشغله كل من أستراليا وكندا ، ولكل منهما 87درجة ، ...بعد العشرة الأوائل تأتى الدول التى تحتل المسافة ما بين المركز الحادى عشر الذى تشغله لوكسبورج وحدها ( 83درجة) والمركز العشرين ( أو بالأحرى الثامن عشر مكرر) الذى تشغله كل من بلجيكا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية (73درجة لكل منها ) ، ...أما الدول من 21إلى 30فتأتى على رأسها سانت لوسيا ( دويلة صغيرة ناطقة بالإنجليزية تقع فى البحر الكاريبى ) ، وتحتل وحدها المركز الواحد والعشرين بدرجة قدرها71 وفى ذيل قائمة الثلاثين تأتى سانت فنسنت وهى دويلة أخرى من دول البحر الكاريبى بدرجة قدرها 65 ( أى بتقدير جيد بالكاد ) متساوية فى هذه الدرجة مع أسبانيا وقطر ( وهى دويلة عربية تحاول جاهدة أن تثبت وجودها وتميزها فى أى مجال تستطيع فيه أن تحقق إنجازا ما ، وقد نجحت تلك الدويلة بالفعل فى تحقيق نجاح مشهود فى مجال الإعلام من خلال قناة الجزيرة الإخبارية ، كما نجحت كذلك فى تحقيق نجاح مشهود فى محاصرة الفساد الإدارى، بدليل احتلالها مكانا ما فى قائمة الثلاثين ) ، ..أما الدول العشر التالية فتأتى على رأسها قبرص التى تحتل المركز الواحد والثلاثين بدرجة قدرها 64 وفى نهايتها كوريا الجنوبية التى تحتل المركز الأربعين بدرجة قدرها 56 ، ومن أهم دول تلك المجموعة (مجموعة الأربعين الأوائل ) : إسرائيل التى تحتل المركز الثالث والثلاثين بدرجة قدرها 60، والإمارات العربية المتحدة التى تحتل المركز الخامس والثلاثين بدرجة قدرها 59،، ....لا شك أن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو : ما ترتيب مصر بين تلك الدول طبقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية ، والجواب هو أن مصر تحتل المركز 115بدرجة قدرها 28 ، وتتساوى معها فى تلك الدرجة كل من ملاوى ومالديف وموريتانيا والنيجر وزامبيا ، مع ملاحظة أن درجة الشفافية التى تحصل عليها مصر تتراجع عاما بعد عام ، فقد كانت 34 درجة عام 2002، ثم انخفضت إلى 33عام 2003ثم إلى 32عام 2004، ويعود هذا التراجع إلى أسباب شتى : فعلى المستوى السياسى هناك استمرار سيطرة الحزب الواحد الذى يتكون فى معظم الأحوال من عناصر لا يعنيها من الإنتماء الحزبى سوى تحقيق المكاسب الشخصية ، وعلى المستوى الإدارى تنشغل المستويات العليا بتأمين مواقعها وامتيازاتها فحسب ، بينما تنشغل المستويات الدنيا بالبحث عن أى مصدر ولو كان غير مشروع لزيادة الدخل،.. ورغم هذا التراجع الذى شهده عاما 2003و2004 فإن عام 2005 قد شهد تحسنا نسبيا إذ حصلت مصر فى ذلك العام على 34درجة بارتفاع درجتين عن العام السابق ، وربما كان ذلك التحسن النسبى راجعا إلى الحراك السياسى الذى شهده عام 2005 حيث ارتفعت الدعوة إلى الإصلاح التى شاركت فيها قوى كثيرة حتى من جانب بعض العناصر داخل الحزب الوطنى ذاته، لكن هذا التحسن سرعان ما انحسر ، وعاد الوضع فى مصر إلى التراجع المطرد الذى ينذر بعواقب لا يعلمها إلا الله .
[email protected]

#نصارعبدالله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل