أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عواد احمد صالح - لا لم يتغير لون السيناريو ولكن هل ينبغي البقاء مكتوفي الأيدي ؟؟؟















المزيد.....

لا لم يتغير لون السيناريو ولكن هل ينبغي البقاء مكتوفي الأيدي ؟؟؟


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 00:18
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


قرات مقال (جاسم محمد كاظم ) حول دخول الحزب الشيوعي العمالي العراقي العملية الانتخابية المقبلة.. وانا اشكره على ملاحظاته واود ان اطرح وجهة نظري الشخصية حول هذا الموضوع الحساس واذكره ان وجهة نظري لا تمثل السياسة الرسمية للحزب التي يقررها المكتب السياسي ولكني ساحاول التعبير بقدر استطاعتي عن وجهة نظر الحزب او اكون قريبا منها :
1-ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي وهو المعروف بردكاليته وجذرية انتقاده لما جرى في العراق منذ عام 2003 الاحتلال الامريكي ، المحاصصة الطائفية والقومية ، حرب المليشيات والارهاب تقسيم البشر في العراق على اساس الهويات الطائفية والقومية امتهان حقوق النساء والشبيبة ، هذه الخطوط العريضة لما سماه الحزب السيناريو الاسود ادت الى نتائج وخيمة على المجتمع العراقي مقتل عشرات الالاف من المواطنين ، التهجير والتطهير الطائفي والعرقي وتدمير البنية المادية والنفسية للمجتمع العراقي ، شيوع اكثر الافكار ظلامية وتخلفا في اوساط المجتمع والعودة الى الماضي وتدمير الظواهر المدنية والثقافية واعادة بعث افكار الرجعية واليمين ..هذه باختصار هي ملامح السيناريو الاسود .
في اغلب الحالات لم تتغير ملامح هذا السيناريو ولكن مما لاشك فيه فقد حصلت بعض التطورات على المستوى الامني ومن جهة تقلص وانحسار حضور الاحتلال في الشارع العراقي رغم انه في واقع الامر مازال باقيا ومؤثرا في المعادلة السياسية وان بشكل غير مباشر . ويجب ان لا ننسى ان هناك شرائح اجتماعية تقدمية وعلمانية ومتحضرة مازالت تقاوم نتائج هذا السيناريو وهي متمسكة بضرورة الحفاظ على المكتسبات المدنية والحضارية والثقافية التي حققها المجتمع العراقي عبرعشرات السنين ومنذ قيام الدولة العراقية الحديثة .
2- لقد وقف الحزب موقفا انتقاديا شديدا من سيناريو الاحتلال ونتائجه وهو مازال يحتفظ بهذا الموقف النقدي ولكن لابد من اتخاذ مواقف سياسية عملية وملموسة ومن داخل " العملية السياسية " لابراز افكار الحزب ومواقفه واسماع صوته بشكل واضح في الدفاع عن مصالح الجماهير وحقوقها في حياة حرة كريمة ومدنية ومن خلال المشاركة في الانتخابات ...وثمة سؤال يطرح نفسه هل ينبغي على اليسار الرديكالي والثوري التخندق وراء الشعارات والبقاء بعيدا عن اللعبة السياسية بحجة انها لعبة برجوازية ماكرة ام انه لابد من حساب متطلبات كل مرحلة وظروفها الواقعية والعملية ..ولو افترضنا ان ملامح السيناريو الاسود استمرت لمدة عشرين سنة هل يبقى الحزب ناقدا ومتفرجا ومكتوف الايدي ازاء ما يحصل ام يجب علية ان يكون طرفا وقطبا مؤثرا في المعادلة السياسية ومعادلة السلطة خاصة .؟؟ ولذلك لابد من استخدام جميع وسائل النضال الممكنة والشديدة التنوع من الناحية السياسية وبشكل لا يتناقض مع الرؤية الفكرية والايديولوجية أي الانطلاق من الواقع ومتغيراته بشكل اساسي .
3- لم يعتبر الحزب يوما في برامجه وايديولوجيته البرلمان البرجوازي هو الميدان الرئيس للصراع السياسي والاجتماعي بل هو كان دائما يؤكد ان نضال الجماهير الطبقي والاجتماعي خارج البرلمان وفي مختلف الميادين هو العامل الحاسم للتغيير الاجتماعي " ويمكن الاطلاع على ذلك في برنامج الحزب (عالم افضل ) بشكل مفصل (انظر فقرة الثورة والإصلاحات ).
4- يقول الكاتب في تعليقه على لفظة الجماهير ((ومشكلة الحزب الشيوعي العمالي انة لازال ينعت سكان العراق بلفظة " الجماهير" التي ظهرت في ثورة البرجوازية الفرنسية مع العلم ان هذا التكتل السكاني المبعثر لم يصل بعد الى هذا التجريد التقدمي .. فمشكلة هذة الشعوب انها لازالت تعيش مورثا فكريا يابى ان يرحل من مخيلاتها وعلى هذا الموروث الديني العشائري الابوي بنيت السلطة واقتصادها البدائي بدء بالعائلة الى العشيرة والمؤسسة الى اعلى مراحل السلطة الابوية التي تحكم الهرم ودخل النظام العشائري الديني حتى مضمار المحاكم والاحكام الجزائية .))
ليست المشكلة في مفهوم " الجماهير " الذي يستخدمه الحزب دائما في ادبياته بل المشكلة في الواقع الاجتماعي السياسي الفكري واسهاب الكاتب في تحليل طبيعة ذلك الواقع في معظمه صحيح لكن مفهوم الجماهير الذي يستخدمة الحزب هو مفهوم سياسي وتربوي يحاول الحزب من خلاله اشعار الجماهير في العراق بان تلك التقسيمات والاطر والاجتماعية الناجمة عن تقاليد المجتمع الابوي العشائري الديني وكل العقائد الرجعية والخرافية هي تقسيمات زائفة ومتخلفة ولابد من تجاوزها الى حالة اعم واوسع وارقى هي الحالة الانسانية ،و "الوطنية " الحزب لايعترف بتقسيم الانسان وان كان الواقع يسير خلاف ذلك ، اما الطبقة العمالية والشرائح الاجتماعية الاخرى الشباب والنساء وغيرهم فهم يمثلون طيفا واسعا من المجتمع العراقي وهم المعنيين بالتغيير والحرية والمساواة لانهم في غالب الاحيان محرومون من حياة الرفاه ومضطهدون تستأثر بجهودهم وتضطهدهم القوى الرجعية والطبقات المالكة واذا كان هذا الطيف لايمتلك اليوم الوعي الثوري والتقدمي بسبب الانسياق وراء الايديولوجيات الرجعية فهل ينبغي ان نيأس ؟؟ الجواب كلا لابد من اذن من ترويج خطاب سياسي ثوري تقدمي وانساني مغاير لما هو قائم بهدف تربية الجماهير واحداث منعطفات فكرية في وعيها السياسي والاجتماعي . وفي هذا السياق فان بيان الحزب في 12 ايلول سبتمبر (قائمة الحرية والمساواة ) يضمن برنامجا انسانيا اولا وطبقيا يجيب على الاشكالات القائمة في الواقع العراقي ((يعمل الحزب و عبر قائمته الانتخابية على تحقيق المطالب الفورية للجماهير: الأمان، الأمان الاقتصادي والمعيشي، توفير الخدمات من الكهرباء والماء الصالح للشرب و المحروقات، الحريات السياسية، حق المواطنة المتساوية للجميع، حق التنظيم والتجمع والإضراب، ضمان البطالة لكل العاطلين عن العمل، حرية الرأي والتعبير، ، المساواة التامة بين المرأة والرجل، فصل الدين والقومية عن الدولة والتربية والتعليم، إلغاء حكم الإعدام كمطالب فورية و ملحة.

علاوة على تقدم الحزب الشيوعي العمالي العراقي لخوض الانتخابات البرلمانية، يؤمن الحزب ايمانا قاطعا بان الخلاص لا ياتي من البرلمان، بل من قدرة الجماهير على ان تسمع صوتها في الشارع واضحا و قويا جنبا الى جنب صوت ممثليها في البرلمان. ))
واخيرا ادعو للكاتب الفاضل جاسم محمد كاظم الى عدم الاستغراق في نزعة تشائمية مفرطة حول استحالة تغيير تلك التقسيمات الموجودة في المجتمع العراقي واذكره بان التطور التاريخي لا يشهد تقدما وتطورا دائما وان النكوص والاحباط يصيب الشعوب في المنعطفات التاريخية الحادة : الحروب والاحتلال والديكتاتورية من هنا يذهب الوعي الجماهيري الساذج والبدائي الى الماضي بحثا عن المثال والخلاص والى القومية والعشيرة والخصوصيات المحلية بحثا عن الخلاص ايضا مما يسبب تعمق الصراعات والتناقضات بين الجماهير التي تعيش على جغرافية واحدة (العراق ) فيبدو الوطن اشبه بالتجريد !! كما يقول الكاتب . ان فترات الردة الرجعية والنكوص لايمكن ان تستمر الى الابد ، لابد ان نذكر بدور العوامل الخارجية في بعث وتأجيج تلك النزعات . ان الاحتلال ونظام العولمة المتوحشة والصراعات بين الدول الامبريالية لاعادة اقتسام مناطق النفوذ لعبت دورا مباشرا ومؤكدا في خلق وادامة هذا السيناريو المظلم .. والعبرة تكمن في النضال المستحيل الذي لابد منه امام كل مثقف ومواطن تحرري وتقدمي وعقلاني للاسهام في التغيير وفي بناء مجتمع انساني عادل ومتوازن .



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر حول انتخابات مجالس المحافظات
- أوباما ومنطق التغيير على الطريقة الأمريكية
- الإسلام السياسي يحاول تحسين صورته
- بأي معنى يمكن الحديث عن تصحيح المسار في الحزب الشيوعي العراق ...
- العولمة ونتائجها وأفق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة
- الماركسية بعد 125 سنة على رحيل ماركس
- موضوعات حول المسألة القومية في عصر العولمة
- احتدام الخلافات بين اطراف الحكومة الحالية يعكس الازمة العميق ...
- قضية المرأة ومحنة التغيير
- سيطرة حماس على غزة : نتائج ودلالات
- محاولة لترميم الوهن
- في الذكرى الرابعة للحرب واحتلال العراق -محاولة لتحليل الحرب ...
- ماهي دلالات قمة الرياض
- التعايش في مجتمعات الاختلاف ليس ممكنا فقط بل ضروريا
- حتمية فشل استراتيجية بوش الجديدة في العراق
- إشكالية ثقافة التمدن والاختلاف الفكري والسياسي في المجتمعات ...
- هواجس تحت حظر التجوال
- بلاغة الاسم
- الفيدرالية هل هي ضرورة وحاجة واقعية للعراق ؟؟
- مساهمة في النقاش حول وحدة الماركسيين والأحزاب الماركسية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عواد احمد صالح - لا لم يتغير لون السيناريو ولكن هل ينبغي البقاء مكتوفي الأيدي ؟؟؟