أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - الثالوث المقدّس في عقيدة المسلمين













المزيد.....

الثالوث المقدّس في عقيدة المسلمين


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 18:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعيب المسلمون على المسحيين تقديسهم للثالوث ( الآب – الابن – الروح القدس ). لست في الواقع في معرض الدفاع عن عقيدة التثليث في المسيحية، فكاتب السطور كما هو معروف لا يؤمن بالأديان ويعتبرها من مخلفات العصور الحجرية وأنها كانت سبباً في مآس وأحقاد وضغائن كثيرة بين الإنسان وأخيه الإنسان. هذا لكي لا يتهمنا أحد بأننا نكتب للدفاع عن عقيدة بعينها ضد عقيدة أخرى.
لكن لو فكرنا بعمق في قصة الثالوث المقدس، سنجد أن هذا الثالوث موجود بوضوح في العقيدة الإسلامية، بل وأكثر من ذلك، ويتعداه إلى تقديس آلاف البشر تحت بند " علماء الدين والفقهاء "، وهو موجز ما أود توضيحه في مقالتي المتواضعة هذه.

يؤمن المسلمون بالمقدسات التالية بالترتيب:
1- الله
2- محمد
3- إجماع العلماء
أما الشيعة ( الروافض - بالتعريف السني ) فيؤمنون بنفس الترتيب، مع تحويل خبيث لموضوع إجماع العلماء إلى المهدي المنتظر المعصوم ووليه الفقيه على الأرض وجوقة علماء الحوزة التي يقابلها الإجماع عند أعدائهم ( النواصب – بالتعريف الشيعي ).
يقدس المسلمون الله الذي يعرفونه من خلال كلامه الثابت والأزلي المنقوش في اللوح المحفوظ، وهذا الكلام هو القرآن الذي نزل على محمد في غار حراء بداية، ثم تواصل نزوله حسب المناسبات ومقتضيات وحاجات مجتمع المسلمين، ( وأحياناً حسب مزاج وأهواء ومصالح محمد الجنسية ). يصلي المسلمون لله خمس صلوات في اليوم الواحد. هذه الصلوات في اعتقاد المسلمين كان عددها خمسين صلاة، ثم بعد مفاوضات مرجعيتها النبي موسى في السماء الرابعة، تنازل الله عن طلبه، وقلّص عدد هذه الصلوات إلى خمس فقط. ( تخيلوا لو أن محمداً قد وافق على كلام ربه ولم يستمع لنصيحة موسى وتم تقرير خمسين صلاة. هل يكفي اليوم الواحد لجميع الصلوات الخمسين ؟ ). ما علينا سنكمل. تقديس المسلمين لكلام الله ( قرآن محمد )، جعلهم يطبقون أحكامه في حياتهم الأولى، فكان السلب والنهب حلالاً زلالاً لهم، كما مارس محمد وأتباعه شهوتهم الجنسية في نكاح ملك اليمين من السبايا واغتصاب نساء المهزومين في الحرب.
( النساء: 19 – والمحصنات من النساء ). قالها محمد استجابة لطلب أصحابه الذين اشتكوا من حجة يتذرعن بها سبايا أهل الكتاب والمشركات وذلك يوم غزوة خيبر، فجاء الوحي جبريل بالموافقة الفورية على طلب صحابة محمد، وذلك بجواز إتيان السبايا حتى لو كانت متزوجة، وجاء في التفسير أن السبي يسقط ويبطل الزواج الأصلي. ( كل زوج إتيانها زنا إلا ما سبيت ! ). كذلك في حكم الميراث يقول الله ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) ولذلك يلتزم المسلمون التزاماً حديدياً بهذا الأمر، كما يؤمنون بتعدد الزوجات ( انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع أو ما ملكت أيمانكم ..)، ولذلك نجد أغلب المتدينين يعددون النساء تطبيقاً لأحكام الله، وكذلك اقتداء بسنة أشرف الخلق الذي عدد النساء وملك اليمين من الجواري والسراري.
يفتتح المسلمون يومهم صباحاً بتلاوة القرآن، فتجد جميع إذاعات الوطن العربي، تفتتح يومها الإذاعي بآيات ( عطرة من الذكر الحكيم ) تيمناً وطلباً للبركة والرزق، وكأن الثورة الاقتصادية في العالم الآخر من اليابان لأوروبا للنمور الآسيوية، ليست أمام المسلمين، وكأنهم عميان لا يرون منتجاتهم وإبداعاتهم وأرزاقهم التي تتم دون قرآن ودون أدعية ودون خزعبلات.
إن تأثير تقديس ( القرآن ) في حياة المسلمين بالغ الأثر والعمق، فقد أثر القرآن على أخلاق المسلمين، فاستباحوا الأمم الأخرى، التي فرضوا عليها اعتناق الإسلام أو دفع الجزية وهم صاغرون. يعتقد المسلمون كذلك بأن كتاب الله قد احتوى بين طياته علوم السابقين واللاحقين، فترى لهذه المسألة آلاف مؤلفة من الجنود والمرتزقة الذين يقضون سنوات عمرهم في تفصيل هذه الآية أو تلك لتصبح ملائمة لاختراع أو ابتكار علمي حديث كالاستنساخ أو إنزال الحديد وأن الزجاج من مكونات النمل، بدليل كلمة ( ليحطمنكم سليمان ). الأطباء المسلمون، كلهم يمارسون الكذب والتدليس وعدم الاعتراف بالحقيقة، وهي أن القرآن يمثل امتداد لثقافات سابقة، وتكرار لأساطير الأولين، ولا يجرؤون على مصارحة المسلمين بأن السائل المنوي للرجل يأتي من الخصيتين وليس من الظهر ( من بين الصلب والترائب ) كما يقول القرآن.

المقدس الثاني عند المسلمين هو محمد وكلام محمد وتصرفات، حبيب الله، ونبي الهدى والرحمة، وصاحب الخلق العظيم، وخاتم المرسلين وسيدهم أيضاً، بل وسيد الخلق أجمعين، وثمة رواية صحيحة تقول بأن الله قد خلق الكون برمته لأجل عيون حبيبه محمد !!! الآخرون بخلاف محمد، ألم يخلقهم الله أيضاً ؟؟ لماذا يفضل الله بشر من خلقه على الآخرين ؟؟؟ إله غير عادل ومنحاز بشكل استفزازي واضح.
لو قلنا أن المسلمين يعبدون محمداً لاستنكروا ورفضوا وههللوا وكبروا، ولكننا نسألهم بإصرار: ماذا يعني أن الله – بجلالة قدره وشأنه – وملائكته أجمعين، يصلون على النبي ؟ الآن سأثبت بطلان ادعائهم من خلال ما يأتي: لو سألنا أي مسلم، لمن تصلي، سيجيب فوراً: لله الواحد القهّار. ولكن أثناء الصلاة التي يؤديها المسلم لله الواحد القهّار، ماذا يقرأ أثناء التشهّد في الصلاة ؟ ألا يقول أثناء الركعة الثانية والرابعة حرفياً: ( اللهم صلي وسلّم وبارك على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ؟ كيف تكون الصلاة لله وحده بينما هو – أثناء نفس الصلاة – يقرأ كلمات التقديس لمحمد وآله ؟؟؟ إذا لم تكن تلك عبادة لمحمد، فماذا تكون العبادة ؟؟؟
من ناحية أخرى، يتناقض المسلمون ويختلفون ويتناحرون، حول ماهية الأحاديث المحمدية، هل كانت تعبيراً عن فهمه الخاص للأمور، أم أن كلامه العادي هو الآخر ( وحي يوحى ). تنقسم الأحاديث بدورها لدى المسلمين إلى مراتب، فهذا متفق عليه، وذاك حسن، والآخر ضعيف حسن، ولدينا قائمة لا تنتهي من الأحاديث التي تم تصنيفها على أنها باطلة ومدسوسة. جميع هذه ( الخلطبيطة ؟ ) هي جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلمين.

أما المقدس الثالث في عقيدة المسلمين، وهو الأكثر خطورة، فهو إجماع العلماء ( ؟ )، مثل ابن تيمية وابن القيم والشافعي ومالك وأبو حنيفة وابن حنبل .. وهلما جرا، إلى أن نصل لفقهاء اليوم مثل ابن باز وابن عثيمين ونبيل العوضي والقرضاوي. فتاوى هؤلاء مقدسة وواجبة الطاعة لدى جمهور عامة المسلمين، لأن هؤلاء، وحسب الاعتقاد وما يشاع، إنما يمثلون امتداداً للمقدسات الأولى والثانية ( القرآن – محمد )، وهم لا يتحدثون بناء على أهوائهم الشخصية، بل يشتقون الرأي والقرار من القرآن ( وصحيح ؟؟!؟! ) السنّة المحمدية ! هذا القرآن الذي ذبح الصحابة بعضهم أثناء جمعه وتدوينه، كما ذبحوا بعضهم لأجل تفسيره، وقد اعترف علي بن أبي طالب بأن ( القرآن حمّال أوجه، وفي رواية أخرى، حمّال معانٍ). وهكذا أصبح للبشر وأصحاب القرار، حصتهم ونصيبهم من التقديس مثلهم في ذلك مثل الله ومحمد !!

لكن هذا المقدس الثالث، وهو كما قلنا، الأكثر خطورة، ينشطر بدوره إلى ملايين المقدسين والمعصومين، من خطباء المساجد، الذين ينقلون بدورهم، رأي الإسلام ( رأي الله )، في هذه المسألة أو تلك، ورغم أن مؤلف القرآن قد أقر بشكل واضح في آية له بأن الله قد استكمل هذا الدين من تحريم وتحليل ( اليوم أكملت لكم دينكم )، إلا أن هؤلاء، ممثلي الإرادة الإلهية، يرفضون ذلك بشدة، ومن ثم، فهم يقومون باستكمال دور الله والنبي محمد، في تحريم هذا الأمر وتحليل ذاك.

وهكذا عزيزي القاريء / ة، فإن عقيدة الإسلام، ومن الناحية الواقعية والعملية، تقوم على مقدسات ثلاث رئيسية. هذه المقدسات تلتهم حياتهم منذ الفجر وحتى صلاة العشاء، فلا أدب ولا ثقافة وعلم، إلا أدب القرآن وأخلاق وكلام محمد وفتاوى الفقهاء. لقد كبّل هذا الثالوث عقول المسلمين فأصابها بالتحجر والتكلس والضمور، فتجاوزتهم الأمم، فالله في القرآن سخّر للمسلمين الخيل والحمير والبغال، بينما الإنسان في العالم المتقدم تفوق على إله المسلمين باختراع السيارات والطائرات والغواصات ومركبات الفضاء والصواريخ. المسلمون يلتهمون حبوب " الفياجرا " لكي يضاعفوا من قدرتهم على مضاجعة الحريم، بينما يكتب المشائخ عن فوائد التمر والزنجبيل. الغرب وحضارته المتقدمه يتعالجون بالجراحة الليزيرية وباكتشاف المورثات السيئة وتربية الخلايا الجذعية، بينما المسلمون يتبعون وصفات محمد من الحبة السوداء وحتى العسل والرقية الشرعية وطرد الجن بالأحذية.
ألف مبارك للمسلمين على ثالوثهم المقدس ( الله – محمد – الفقهاء )، وليتهم يتوقفون عن الاستهزاء بعقيدة التثليث لدى المسيحيين، فالكل في الهمّ سواء.



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاعلات الزملاء والقراء مع مقال قثم بن عبد اللات
- قثم بن عبد اللات – حول ضرورة الحجر على نبي الإسلام !!!
- من إبداعات العقيدة الإسلامية - الملائكة العشر !
- في نقد العقيدة الإسلامية
- حوار مع جلال صادق العظم حول الإسلام والعلمانية
- عظمة الإسلام بين الحقيقة والوهم
- أخلاق المسلمين وأخلاق اليابانيين
- حوار مع مختار ملساوي حول سبل مواجهة التطرف الإسلامي
- الإسلام والليبرالية
- هل تؤيد تصفية الدجال يوسف البدري في حال حدوث مكروه لسيد القم ...
- سيد القمني شعلة التقدم الإنساني في وجه الظلام !
- الشرف الغربي والشرف العربي الإسلامي
- حماية الحوار المتمدن من المتطفلين ومرضى الوهابية: الحائرة نم ...
- الإسلاميون في الحوار المتمدن


المزيد.....




- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - الثالوث المقدّس في عقيدة المسلمين