أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح يوسف - حوار مع مختار ملساوي حول سبل مواجهة التطرف الإسلامي















المزيد.....

حوار مع مختار ملساوي حول سبل مواجهة التطرف الإسلامي


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 08:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعليقاً على مقالتي بعنوان ( هل تؤيد تصفية الدجال يوسف البدري في حال حدوث مكروه لسيد القمني ) والمنشور في الحوار المتمدن على هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179171

كتب السيد مختار ملساوي هذا التعليق حول كيفية مجابهة عنف الإسلاميين أعيد نشره بالكامل حيث إنه سيشكل بؤرة نقاشنا في الموضوع الحالي، وهذا نص تعليق السيد مختار كاملاً:

قراء ة في المقال

تقول سيد صلاح: -لكن أليس من الإنسانية قتل العقارب والأفاعي السامة التي تهدد حياة بني البشر وتملأها خوفاً وجزعاً ورعباً؟-

هذا الكلام فيه إطلاق غير مقبول في رأيي، فلا يجب قتل هذه الكائنات إلا دفاعا عن النفس، وحتى في هذه الحالة يقوم الناس في الغرب المتمدن بإبعاد هذه الحيوانات إلى أماكن مخصصة لها بعيدا عن المناطق الآهلة بالناس.

ثم تتساءل: - أليس من الحكمة محاولة الإجابة على التساؤلات التالية: إلى متى سيكون الموت هو مصير العقل العربي المتحرر من سطوة المعتقدات الخرافية التي عفى عليها الزمن؟ لماذا فرطنا بعقول كبار المفكرين والفلاسفة وتركناهم دون حماية؟!-

وهو تساؤل في محله، عندنا وجد المثقفون أنفسهم وجها لوجه مع الإرهاب فاضطر الكثير إلى الهجرة بعد أن طال الذبح غيرهم، وكانت خسارة فادحة للبلاد. ولم تنتبه السلطة إلا متأخرة، فوفرت أحياء محمية خاصة بالمهددين. أما الذين هاجروا من البلاد فقد تركوا وشأنهم يتخبطون في المنافي، وقد هبت بلدان الغرب ومنظماتها الإنسانية إلى مساعدتهم !!!
ثم تتساءل: -ما الذي سيردع الدجال يوسف البدري عن إرهابه الفظيع بحق الشعراء والأدباء والمفكرين ؟! أليس من العدل تصفية بعض رؤوس الفتنة ومحرضي القتل لكي تستقيم الدنيا؟-
هنا عندي رأي مختلف نسبيا. طبعا يجب مجابهة عنف المتطرفين الإرهابيين بتجنيد قوات الأمن ضدهم، وليس غيرها، وإلا فهي الفوضى. المتطرفون الإسلاميون لا يفهمون إلا لغة القوة، وقد أثبتت التجربة في الجزائر أن كل المساعي السلمية معهم فشلت لأنهم مغلقون أمام أي حوار بسبب اعتقادهم الراسخ أنهم وحدهم على حق، وكان دور الجيش حاسما في كسر شوكتهم. لكن مساعي المصالحة التي يواصلها الرئيس الحالي منذ عشر سنوات لمتأت بنتيجة: ما زالوا يعيثون فسادا في الأرض كلما سنحت لهم الفرصة.

لكني مجابهة عنف الإسلاميين بعنف خصومهم غير مجد ما دام الإسلاميون يجدون بين أيديهم في أوساط الشعب خزانا لا ينضب يزودهم بجند الله. المعركة يجب أن تكون شاملة ضدهم: في الأسرة وفي المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة... وهذا ما لا تقول به الدول الإسلامية. إذا كانت كل هذه المؤسسات القائمة بتكوين العقل تقول يوميا بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان وأنه لو طبق لسادت أجواء الحق والعدل والسلم في العالم، ولا تزال دروس الجهاد تدرس ولا يزال التبشير قائما بجنات عرضها السموات والأرض تنتظر المجاهدين الشهداء، فلا يجب أن نستغرب إذا خرج من بين خريجيها من يحمل السلاح ليفوز بإحدى الجنتين.
خير سلاح هو تجريد هؤلاء من الجماهير الغافلة عبر فتح قنوات تنوير أخرى تحصن الناس وتلقحهم ضد فيروسات التطرف التي هي الجهل والدين بالإضافة إلى إنجاح المشاريع التنموية.
أما مثال البدري فمعالجته تقتضي أن نتعلم كيف نحرك آلات القمع الحديثة من محاكم واتفاقيات بين الدول للجم الداعين إلى العنف وتجفيف مستنقعات تفريخ الإرهاب.
المثال الروسي في رأيي غير ملائم، ونحن نعرف كيف مارس المنتصرون على القيصرية إرهابهم ضد خصومهم، بل ضد أصدقائهم خاصة من المثقفين. التغيير الثوري المسلح خطير لأنه يفضي في النهاية إلى سيطرة المنتصرين وفرضهم لاستبدادهم على غيرهم.
بالنسبة لروسيا كانت هنا بوادر تغيير لبرالي كان سينجح في النهاية لولا أن عالجته الثورة البولشفية بضربة مميتة.

لا أعتقد أن من مهمة المثقف الثوري الحلول محل الجماهير لتحريرها. رأيي أن أقصى ما يمكن أن يقدمه هو تعليم الناس وتهيئتهم لتقبل التغيير والتقدم، فجماهيرنا غير مهيأة حتى لتقبل الديمقراطية وقد رأيناها كيف اختارت، عندما أتيحت لها الفرص، الانسياق وراء أكثر القوى السياسية تخلفا ورجعيا ومعاداة للحداثة والتقدم.

مثال أمريكا مهم وخطوة كبيرة نحو التقدم، ولكن حالة الزنوج فيها لم تتغير مباشرة بعد انتصار الشمال على الجنوب وإعادة توحيد أمريكا. كان يجب انتظار قرن آخر حتى يكون السود قد أصبحوا قوة اجتماعية واعية مؤطرة بآلاف المثقفين لتخوض نضالا سلميا أكسبها التعاطف من الآخرين وحقق لها النجاح. أما الحركات الثورية العنيفة في أمريكا (الفهود السود مثلا) فكانت رديفا لتطرف البيض ليس إلا وتصب الزيت على نفس النار التي تؤججها حركات التطرف الأبيض.

ثم تعاود التأكيد على العنف: -إن الطبقات القديمة المستبدة والطاغية ترفض التنازل طواعية عن سلطتها وامتيازاتها حتى لمصلحة العلم والحقيقة، لذا رأينا أن هذا الصراع لم يحل بطريق مفروشة بالورود والياسمين، بل بالعنف الثوري المضبوط والموجه بدقة نحو أهداف منتقاة بعناية-.

وهذا سلوك لا يختلف عن الإرهاب، لأنه يستحيل التحكم فيه بدقة كما تقول، من جهة، ومن جهة ثانية، فمن يضمن لنا أن لا يتحول هؤلاء القائمون بالعنف الثوري إلى آلة عمياء ضد جميع المختلفين معهم. وقد أمدتنا تجربة الأحزاب القومية والشيوعية بأمثلة لا تحتاج إلى تفصيل.
وحدها الجماهير الواعية قادرة على تحقيق الانتصار الدائم، وهذا بعد أن تكون قد تعلمت أساليب النضال الديمقراطية اللبرالية مثل التنظيم النقابي والحزبي والحركات الجمعوية ونوادي العلم والثقافة والفن والرياضة. وعلى المثقفين تأطيرها وليس الحلول محلها وهي في بلهنية من أمرها.
تحياتي على جهودك الكبيرة.
===============
الحق أنني عندما قرأت المداخلة، سرت في بدني رعشة المتعة الفكرية، فقمت بإحضار زجاجة الويسكي مع قنينة الصودا المثلجة وأخذت كأساً رائعة، وعدت لتفحص المجوهرات التي أتى بها الأستاذ مختار، فهو كعادته يمتلك دماغاً مفكراً وحساً إنسانياً عالياً، ما يحفز المرء على التكفير العميق. ولكي لا أطيل على القاريء فإنني سآتي على ما تفضل به الأستاذ مختار من نقد في قراءته الرائعة التي اختلف معي فيها حول أمور كثيرة.

أولاً: يقول الأستاذ مختار في نقطته الأولى: (( تقول سيد صلاح: -لكن أليس من الإنسانية قتل العقارب والأفاعي السامة التي تهدد حياة بني البشر وتملأها خوفاً وجزعاً ورعباً؟-

هذا الكلام فيه إطلاق غير مقبول في رأيي، فلا يجب قتل هذه الكائنات إلا دفاعا عن النفس، وحتى في هذه الحالة يقوم الناس في الغرب المتمدن بإبعاد هذه الحيوانات إلى أماكن مخصصة لها بعيدا عن المناطق الآهلة بالناس. )) انتهى

صحيح أننا يجب ألا نقتل هذه الكائنات إلا دفاعاً عن النفس وهذا ما قصدته في قولي ( تهدد حياة بني البشر )، أي أننا لن نذهب لأدغال الأمازون للبحث عنها وقتلها بل أتحدث عن كائنات تعيش بيننا وتهدد حياتنا وتفجر الناس في الشوارع والأسواق والمساجد والأعراس.

ثانياً: ثم يكمل الأستاذ مختار قائلاً: ((ثم تتساءل: - أليس من الحكمة محاولة الإجابة على التساؤلات التالية: إلى متى سيكون الموت هو مصير العقل العربي المتحرر من سطوة المعتقدات الخرافية التي عفى عليها الزمن؟ لماذا فرطنا بعقول كبار المفكرين والفلاسفة وتركناهم دون حماية؟!-

وهو تساؤل في محله، عندنا وجد المثقفون أنفسهم وجها لوجه مع الإرهاب فاضطر الكثير إلى الهجرة بعد أن طال الذبح غيرهم، وكانت خسارة فادحة للبلاد. ولم تنتبه السلطة إلا متأخرة، فوفرت أحياء محمية خاصة بالمهددين. أما الذين هاجروا من البلاد فقد تركوا وشأنهم يتخبطون في المنافي، وقد هبت بلدان الغرب ومنظماتها الإنسانية إلى مساعدتهم !!! )) انتهى.

لاحظ يا أستاذ مختار أننا نتحدث بالأساس عن حياة المفكر سيد القمني كمثال، ومصر وضعها يختلف عن وضع الجزائر، فالأزهر ويوسف البدري يتقاضون رواتبهم من الدولة، والتحالف المقزز بين السلطة الفاسدة والمستبدة هناك مع رجال الدين واضح للعيان، وللتذكير فقط، فإن من قام بتكفير طه حسين بعد كتاب في الشعر الجاهلي هو الأزهر ( جهة حكومية )، وهم من قاموا عام 1992 بتكفير فرج فودة ما أدى إلى مقتله، فهل تعتقد أن السلطة المصرية ستكون جادة في الحفاظ على حياة سيد القمني ؟ ألم يفتي هؤلاء بتطليق زوجة نصر أبو زيد ؟!

ثالثاً: تقول ((. طبعا يجب مجابهة عنف المتطرفين الإرهابيين بتجنيد قوات الأمن ضدهم، وليس غيرها، وإلا فهي الفوضى. المتطرفون الإسلاميون لا يفهمون إلا لغة القوة، وقد أثبتت التجربة في الجزائر أن كل المساعي السلمية معهم فشلت لأنهم مغلقون أمام أي حوار بسبب اعتقادهم الراسخ أنهم وحدهم على حق، وكان دور الجيش حاسما في كسر شوكتهم )) انتهى.

نحن متفقون على أن الدولة هي الجهة الوحيدة التي يجب أن تحتكر السلاح والقوة وبالتالي - العنف، ولكن ماذا عندما تكون بنية الدولة من الهشاشة بحيث تفقد سيطرتها ويتمكن الإسلاميون من امتشاق السلاح ضد الدولة والمجتمع ؟ الوضع في مصر لا يشير إلى أن الدولة قادرة على احتكار العنف، وأفضل دليل على ذلك هو سلسلة التفجيرات التي قام بها هؤلاء ضد أماكن سياحية في سيناء. في مطلع التسعينات قام المتطرفون أيضاً بسلسة اعتداءات إجرامية على السياح الأجانب في منطقة الأقصر، فأين كانت الدولة ؟!
نحن إذن نناقش أوضاع المفكرين كأهم أدواتنا للتنوير في هذه المرحلة. التكفير يستعر كلما اشتعلت وتيرة التنوير، وهم مستعدون بالفعل لتصفية القمني وغيره، والدولة غير قادرة على توفير الحماية، بل هناك من قال أن الدولة تواطأت في قتل فرج فودة وأغلقت سريعاً ملف التحقيق. ما العمل إذن ؟؟ ألا تعتقد معي أن الوضع معقد جداً ؟
لدينا في العراق ونظراً لضعف بنية قوات الأمن، لم يكن بداً من زج الشباب والثقفين في مجالس الصحوة التي ساهمت بدورها في الكشف عن عشرات الأماكن التي تقوم القاعدة بتخزين السلاح فيها. لم أتحدث إطلاقاً عن دور المثقفين الروس إلا في جزئية استخدام العنف ضد مصادر الخطر، ولم أقل أنهم يجب أن يستغلوا هذا العنف لكي يصنعوا سلطة مستبدة ويقومون من ثم بمصادرة رأي الجماهير كما حدث في روسيا فيما بعد. لا يمكن أن أؤيد هذا التطرف وهذا التفكير المغامر الذي أثبت فشله بعد سبعين عاماً من الاستبداد والفساد الإدراي والقمع. ما العمل لحماية المفكر سيد القمني من فتاوى الدجال يوسف البدري ؟ أليس من يقوم بإطلاق فتوى التكفير هو القاتل الحقيقي بصرف النظر عن المختل الذي سينفذ الحكم لاحقاً ؟!

تبقى مشكلة اللجوء إلى أدوات القمع الحديثة. تقول ((أما مثال البدري فمعالجته تقتضي أن نتعلم كيف نحرك آلات القمع الحديثة من محاكم واتفاقيات بين الدول للجم الداعين إلى العنف وتجفيف مستنقعات تفريخ الإرهاب. )) انتهى

مشكلة هذه الأدوات أنها غير فاعلة في الوقت الحاضر للأسباب التالية:
1- التسييس: مثلما حدث في ملف التحقيق في قضية اغتيال الحريري، فالحقيرة أمريكا أغلقت ملف التحقيق أو قامت بتجميده بعد صفاء أجواء العلاقات الأمريكية السورية، وكذلك سيحدث مع مشكلة مجرم السودان حسن البشير.
2- افتقار المحاكم الدولية للقوة التنفيذية اللازمة لتنفيذ قراراتها، وأصدق دليل على هذا هو أن قرار محكمة لاهاي الدولية بشأن الجدار العنصري الفاصل الذي أقامته إسرائيل – ظل حبراً على ورق.

ثالثاً: حولا المواجهة الشاملة مع الإسلاميين تقول (( المعركة يجب أن تكون شاملة ضدهم: في الأسرة وفي المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة )) ثم تستدرك دون أن يقوم أحد بتنبيهك فتقول ((وهذا ما لا تقول به الدول الإسلامية. إذا كانت كل هذه المؤسسات القائمة بتكوين العقل تقول يوميا بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان وأنه لو طبق لسادت أجواء الحق والعدل والسلم في العالم، ولا تزال دروس الجهاد تدرس ولا يزال التبشير قائما بجنات عرضها السموات والأرض تنتظر المجاهدين الشهداء، فلا يجب أن نستغرب إذا خرج من بين خريجيها من يحمل السلاح ليفوز بإحدى الجنتين. )) وتقترح بالتالي ((خير سلاح هو تجريد هؤلاء من الجماهير الغافلة عبر فتح قنوات تنوير أخرى تحصن الناس وتلقحهم ضد فيروسات التطرف التي هي الجهل والدين بالإضافة إلى إنجاح المشاريع التنموية. ))
كنت أتمنى أن تذكر القنوات الأخرى، هل هي فضائيات ؟ مواقع إنترنت ؟ هل تعلم يا أستاذ مختار أن الأمية الهجائية في العالم العربي قد بلغت 72% حسب تقرير التمنية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2002 ؟! لنا إذن أن نخمن بشكل لا لبس فيه أن الجهل هو أهم مصادر القوة للحركات الإسلامية، أي أننا ندور في حلقة عدمية مفرغة قد تدوم لمئات السنين، ذلك أنه بدون مكافحة الأمية لن يكون التنوير مقتصراً إلا على نخبة من القراء.
لكن أليس سيد القمني هو أحد الأدوات الفكرية والثقافية العلمانية الساعية لتعميق الوعي المدني والمؤسساتي وبالتالي فإن فقدانه يمثل خسارة جسيمة للمشروع العلماني ؟ أنا لم أطرح فكرة تصفية الهمجي يوسف البدري إلا في حالة حدوث مكروه لسيد القمني، وأشرت إلى دور المثقفين الروس والمثقفين الصينيين ثم مجالس الصحوة في العراق لكي أبرهن على أن المثقفين يجب أن يمتلكوا القوة الكافية للدفاع عن أنفسهم فقط في حال سيادة الفوضى كما هو الحال في الدول العربية ( العراق، السودان، الصومال، الجزائر، مصر، اليمن )، علماً بأن الإسلاميين كذلك يخوضون حربهم ضد العلمانية بصورة شاملة، في المدارس وخطب الجمعة وفي الإذاعات والفضائيات وملايين مواقع الإنترنت، وكذلك بالسلاح وبالمفخخات.

رابعاً: تقول ((ثم تعاود التأكيد على العنف: -إن الطبقات القديمة المستبدة والطاغية ترفض التنازل طواعية عن سلطتها وامتيازاتها حتى لمصلحة العلم والحقيقة، لذا رأينا أن هذا الصراع لم يحل بطريق مفروشة بالورود والياسمين، بل بالعنف الثوري المضبوط والموجه بدقة نحو أهداف منتقاة بعناية-.

وهذا سلوك لا يختلف عن الإرهاب، لأنه يستحيل التحكم فيه بدقة كما تقول، من جهة، ومن جهة ثانية، فمن يضمن لنا أن لا يتحول هؤلاء القائمون بالعنف الثوري إلى آلة عمياء ضد جميع المختلفين معهم. وقد أمدتنا تجربة الأحزاب القومية والشيوعية بأمثلة لا تحتاج إلى تفصيل. )) انتهى

إذا عرفنا السرقة الموصوفة بأنها جريمة تستخدم فيها القوة، وعقابها: الإعدام إذا أدت إلى القتل، فإن كل القوانين سواء منها الدينية أو البشرية تنفي عن فعل السرقة هذه صفة الجريمة حتى لو أدت إلى القتل، وذلك إذا كان السارق قد خاف على نفسه من الهلاك جوعاً أو عطشاً، ولا يوجد بحوزته ما يستطيع أن يسد به رمقه، فقام بفعل السرقة – واستطراداً القتل، إزاء من حال بينه وبين حاجته فقط. نحن هنا نناقش حالة فريدة يتم فيها قتل العلماء والمفكرين وبالتالي حرمان أمة بأسرها من النهوض للقيام بواجباتها الإنسانية تجاه ذاتها وتجاه الآخرين، فكان السؤال: ماذا لو أدت فتوى يوسف البدري إلى مقتل سيد القمني ؟! هل ندعو الله بأن ينتقم من الظالم ؟ هل نرفع قضية ضد يوسف البدري في محكمة الجنايات الدولية ؟ في هذه الحالة يجب الحصول على تسجيلات كاملة وموثقة ينطق فيها يوسف البدري حكم تكفير سيد القمني بشكل مباشر ودون التواءات قابلة لأي تأويل.
عموماً، أنا لم أطرح مثل تلك الدعوة إلا بقصد استفزاز المثقفين للتفكير في التحركات الملائمة لمواجهة مبدأ التكفير الإجرامي، ولم يكن قراراً يحتاج إلى تنفيذ، ولا ننس أنه كان مشروطاً ب " لو " التي تفتح عمل الشيطان. ما العمل لو حدث مكروه لسيد القمني ؟ هذا كان السؤال وهو ما زال مطروحاً. أعتقد أن على المثقفين إيجاد آلية حاسمة للدفاع عن عقولهم وعدم تركها فريسة للهمجية والتخلف، في حالة ضعف الدولة وعدم حيادها وانحيازها للمفكرين بل وعدم قدرتها على احتكار العنف. المطلوب خطوات دفاعية ضد هجوم التخلف الشرس وليس سلطة مثقفين تحوز السلطة وتتحول بدورها إلى سلطة قمعية.
أوافق على ضرورة تعليم الجماهير أساليب النضال الديمقراطي وأساليب تأطير ذاتها في أحزاب ونقابات وجمعيات ذات أهدف إنسانية، لكن من سيقوم بتعليم الجماهير أساليب النضال الديمقراطي والليبرالي، أليس المفكرين والمثقفين ؟؟!

تحياتي وتقبل احترامي ومودتي



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والليبرالية
- هل تؤيد تصفية الدجال يوسف البدري في حال حدوث مكروه لسيد القم ...
- سيد القمني شعلة التقدم الإنساني في وجه الظلام !
- الشرف الغربي والشرف العربي الإسلامي
- حماية الحوار المتمدن من المتطفلين ومرضى الوهابية: الحائرة نم ...
- الإسلاميون في الحوار المتمدن


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح يوسف - حوار مع مختار ملساوي حول سبل مواجهة التطرف الإسلامي