أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم هداد - كوميديا أم سخافة عراقية ؟!














المزيد.....

كوميديا أم سخافة عراقية ؟!


عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)


الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


إنتهى شهر رمضان، وإنتهى الكم الهائل من البرامج التلفزيونية الصاخبة على الفضائيات العراقية، ولم تشمل إلا على فقدان الوضوح في الرؤية والهدف الثقافي العام. وبقيت هذه البرامج هذه رازحة تحت أثقال الترهل العام في الإعداد البعيد عن الطموح للإرتقاء بذائقة المشاهد العراقي، الذي باتت الحاجة واضحة لإعادة تكويناته السلوكية وأساسيات الممارسة اليومية، التي رسختها ثقافة الحروب والحصارات ومنتديات التوجيه السياسي لمهرجانات التعبئة والمسخ والتطبيل. وقد كانت سنيناً عجاف في الحياة العراقية التي توقف فيها كل شئ، وخلفت لنا سلوكيات غير واعية من التطبع بمبتغيات سلطة لها آلياتها الثقافية والقمعية معاً.
من هناك بدأت تختفي مدنية المدينة العراقية وخاصة الحاضرة بغداد، لتكون منقادة بخنوع واضح نحو قوانين ريفية،كانت على حافة الإندثار في وادي النسيان، ونحن على علم كيف أحياها نظام العفالقة بقوة السلطة والممارسة، في ظل سياق متخلف وجائر لغرض تغير حركة تطور سلوكيات المجتمع العراقي، ووضعه في غياهب قطفت أحزاب الإسلام السياسي ثمارها.
إن هذه البرامج أوضحت نيتها في التغاضي أوعدم الدراية في البعد الثقافي لإجل إنتشال المتلقي من دائرة واقعه المرير، والأخذ بيده نحو أفق متحرك يعطيه خطوات أولى في البحث والتساؤل.
أما أن يكون إعداد البرامج فقط هدفه ملأ شريط الساعة التلفزيونية بالكثير من الحشو والإتصالات الفارغة وحوارات في لغو داخل الإستوديو لأسماء تتكرر على المحطات بأسئلة مجة ومتكررة وكذلك الإجابات المملة المتشابهه والمنطوية على كذب مزوق لوجوه تراها في كل المحطات التلفزيونية العراقية، لذا ترى الفنان الفلاني أو الشاعر نفسه في ثلاث أو خمس قنوات في ذات الليلة أحياناً.
ومن المشاهد التي تصيبنا بالقرف والإشمئزاز، هو كثرة ما يسمى بالمسلسلات الكوميدية التي لا ترتبط مع الكوميديا بشئ سوى إن دعاتها يصرون على تسميتها بذلك، وهم كثر الى حد أنك تراهم في كل قناة عراقية فضائية، أما كممثلين في هكذا مسلسلات أو يكونوا من مقدمي البرامج التي نوهنا لها أعلاه، ضمن سياق خال من مفاهيم الكوميديا كفعل درامي فني يوازي فعالية التراجيديا كفعل إبداعي ثقافي.
إن الكوميديا كفعل فني لم تكن يوماً فقط سرداً للنكات السخيفة أو التنابز والإستهزاء على شعوب أخرى بالغناء والرقص وإرتداء الملابس الرثة في حركات صبيانية سمجة خالية من الدلالة في أدائها وصورها، إنها لن تكون إلا لإستمالة المشاهد في التهريج والإنتقاص والضحك على أصحاب العاهات المستديمة أو ذوي الإحتياجات الخاصة في حركات ثقيلة لا يقترب منها حتى بهلواني سيرك الأطفال.
ما شاهدناه في رمضان ليس بكوميديا عراقية ذات نص درامي له مقوماته الفنية الممتلئ بالمتعة والممتلأ بالحياة في معالجة مواضيع عراقية نحن في أمس الحاجة لها جميعاً، وإن تعددت وجهات النظر. ما شاهدناه ليس الا امتداد لعملية تسطيح وعي المشاهد ويدخل في باب الاستهزاء والاستخفاف بالمواطن العراقي ، ان لم يكن في باب الاهانة له، واستمراره لن يعط اي نتيجة سوى المزيد من التخلف والتهميش للوعي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن ملحق جريدة المدى(موقع ورق)العدد 1625 الأحد 11تشرين الأول 2009



#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحيبس، ومجلس النواب العراقي
- من صنع هذا الأعلان ...؟؟
- يا بيت الشهيد
- انْهَضُوا، لَقَدْ تَأخَّرْتُم ...!
- أوباما العراقي
- خُطَى حَرِيق ِ وَطَنْ(من مود حتى بريمر)
- شرطي و- هْدُومَه سُودَّة -
- لماذا إتحاد برلمانييون عراقييون!!
- لتسواهن في عيدها المجهول
- حوار مع جريدة الصباح ، أجراه مازن لطيف علي
- لَسْتُ عابراً ..!!
- هايْ فَرْحَة..!*
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد في حوار خاص ومطول مع (صحيفة س ...
- مو شيعي أنَا ..!؟
- صدام حسين لم يَمُتْ ..!
- ومضات
- رّبَّةُ الغَابَات
- المغول وصدام حسين وحدهما دفعا الشعب العراقي لهجرة وطنه
- أبقيه طفلاً
- عيدينْ ..( نص لأغنية عراقية )؟


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم هداد - كوميديا أم سخافة عراقية ؟!