أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حمزه الجناحي - العراقيون بين كماشتي حرب القنوات الفضائية لمتناحرة















المزيد.....

العراقيون بين كماشتي حرب القنوات الفضائية لمتناحرة


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 00:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا يختلف اثنان ان التغيير الذي حصل في العراق والذي من الممكن ان نسميه وبامتياز انه المنعطف التاريخي في حياة العراقيين لأن العراقيين وعلى مدى العشرات من السنين لم يمروا بمثل هكذا تغيير كبير وتسمية المنعطف التاريخي هذه العبارة دائما ما نسمعها من افواه السياسيين فكل شخص يخرج على التلفاز يلفظ هذه العبارة وكان العراق عبارة عن حارة لا يتجاوز عدد سكانها المئة شخص وذالك السياسي هو من ينعطف بها الى التاريخ ليسجل اسمه وبأحرف من ذهب او من فضة اوبقلم الرصاص كما يحلو له ,,
المهم ان العراق قد دخل وفعلا بذالك المنعطف التاريخ وكل من قال او سيقول انه من ادخل العراق في ذالك التغيير او في ذالك المنعطف فأنه كاذب كمسيلمة الكذاب فليس لأحد فضل على العراقيين بما جرى لهم من تغيير والكل يستطيعان يتاكد والسنين قريبة وليست بعيدة وقوى التحالف ودباباتها لا زالت موجودة ...
الحقيقة ان الذي حصل بعد 9—4—2003 هو فعلا تغيير كبيير في العراق ولم يقتصر على تغيير حكومة العراق البعثية بل طال كل شيء اجتماعيا واقتصاديا وتربويا وعسكريا وامنيا وغذائيا وبيئيا واعلاميا أي كل مناحي الحياة في العراق ولا اقصد بالتغيير الذي حصل ان بعض من هذه القطاعات انها تغيرت نحو الاحسن او تغيرت الى افضل مما كانت عليه سابقا فالعكس هو صحيح في كل شيء ...
وهنا اود الحديث عن جانب واحد فقط مما حصل في العراق وهو الجانب الثقافي او الاعلامي ففي العراق قبل ذالك التاريخ كان البعثيين مهيمينين على كل شيء على الاصدارات والتلفزة والاذاعة وكان كل شيء اعلامي مقروء ومسموع ومرئي لا يمر الا بامرهم او بامر موظفيهم اللذين يمثلون الفكر الحزبي حتى انهم فرضوا مناهجهم ونظرياتهم الفاشلة لتدرس في الكليات والجامعات العراقية والاذاعة مرهونة للقائد الضرورة وليثية والتلفزيون عبارة عن قناتيين فقط احدهما قناة الشباب لعدي والثانية قناة جمهورية العراق وهي لا تعرف الا صدام ومقابلاته وترهاته ومتى يدخل الى الحمام ومتى يخرج منه وكم يطول دخوله ولماذا انه القائد الضرورة وحسب العراقيين ان صدام على التلفاز فعليهم ان يهيئوا انفسهم لأسئلة في الغد والا فان مصيرهم السجن او الاعدام فلابد ان يسالك احد الجربان عن ماقال صدام بالامس ويجب عليك ان تعرف ماقال والا فالنتيجة واضحة....
الانفجار الاعلامي الذي حصل في العراق فجأة ونزول الاطباق اللاقطة الى السوق العراقية وباسعار زهيدة مثلت تغيير في حياة العراقيين ليس له مثيل حتى ان البعض من العراقيين وحسب ما بدا يتداول من احاديث في الشارع ان الناس كانت تخشى على ابناءها وبناتها من تلك القنوات الفضائية لأنها تنقل وفجأة ثقافة جديدة غير مألوفة وبدأت في العراق الكثير من النكات والسخريات تلوكها الالسن حول تلك الاحداث التي سببتها المئات من القنوات في البيت العراقي وعلاقة العائلة ببعضها وعلاقة الصديق بصديقة العلاقات لمدرسية والجامعية بدأت تتاثر بكل ذالك الذي يخرج يوميا على تلك القنوات للتترجم الى الواقع العراقي من موديلات وصرعات وعلاقات والى صراعات سياسية في البلد الواحد نتيجة مايبث على تلك الشاشات التي ملكها العراقيين وبالمجان لتخترق ولم يقف بوجهها لا اعراف ولا تقاليد ولا ممنوعات او مسموحات فصار كل يوم يمر هناك امر جديد بث من قناة تبث من وراء المحيطات حتى اختلط على اهل العراق الحابل بالنابل ,,وهذا التاثير الكبير الذي بدا يمر به المواطن معذور نتيجة طبيعية لذالك الشعب الذي توقف عن مواكبة التطور منذ بداية ثمانينات القرن الماضي واصبح معزولا عن كل تطور تكنلوجي او حضاري او علمي او مجتمعي او حتى في كيفية لتعامل الجديد مع الشعوب فاصبح كأنه شعب توقفت لديه عقارب الساعة ليجد نفسه ينبهر لأدنى شيء يراه جديدا وهذا بدا واضح بعد سقوط النظام لذا لا يستغرب احد عندما يجد المواطن المسكين يقف مبهورا وهو يشاهد سيارة حديثة تمرق من جانبه او يرى جهاز تلفزيون او جهاز هاتف او أي شيء هو لم يشاهد الا القديم الذي اصبح يتداول بين الناس وجمدت عليه واقفلت الحدود والسماء والماء والارض في وجهه ..
من هنا ان الانبهار والتاثير يبدوا عاما على كل الناس وليس على بعض دون بعض فتلك القنوات صارت التي تبث كل شيء جديد بالنسبة للعراقيين صارت هي الزاد والماء والهواء وصار العراقيين لا يفارقونها وهم يتناولون طعامهم امام شاشات التلفزيون ويقضون الساعات الطوال امام تلك القنوات ...
وهذا كله ولد لدى المصدريين ايجاد بعض من القنوات المدسوسة تبث سمومها من اجل العبث بافكار هؤلاء المساكين والذين وجدوا انفسهم يخوضون في غابة ليس لها شمال ولا جنوب الفرقة والاقتتال وبعضها تعلم الناس على القتل وبعضها تتحدث عن سياسات معينة ومحددة وايدلوجيات مختلفة والبعض الاخر صار لدى المشاهد العراقي انها مجرد قنوات ربحية والبعض الاخر قنوات لها اغراض لنشر الفساد وهتك القيم والاعراف العراقية الجميلة حتى صار العراق عبارة عن ملعب كبيير تتبارى على ارضه تلك المؤسسات او تلك القنوات لتحقيق اغراضها ولم يقف العراقيون قبلا على اساس صلد كفكر ثابت لمواجهه تلك الموجات العنيفة والقوية التي تعبث بافكار الشارع العراقي الشاب والطفل والفتاة وحتى الكبير بالسن ,,
بعد مرور سنتين او ثلاث سنوات من عمر تلك التجارب الجبارة على الفكر العراقي والادمغة الصافية التي لا تعرف الا وطنها بدا الاشباع لدى المواطنين من كل تلك المستوردات يعمل كردة فعل مضاد يعمل فطريا عكس تلك الاتجاهات وبدا الناس يتوقفون عند عدد من تلك القنوات التي تلائم وضعهم البيئي والاجتماعي ولربما الاقتصادي او حتى الترفيهي فصار البيت الواحد وهذا عن تجربة ودراسة قريبة بعد سنوات قليلة دخلنا الى بيوت الناس وبشكل عشوائي واستقرأنا مشاهداتهم وهم يشاهدون تلك القنوات وجدنا هؤلاء الناس بدأوا يقننون من مشاهدة العدد الغير محدود من القنوات واصبح العدد يتناقص ليتوقف عند بضع قنوات تلائم الوجهه التربوية او البيئية او النشاة التي انشاءت عليها افراد العائلة وبالتالي هذا انعكس حتى على باقي افراد العائلة الذين هم في اعمار قريبة على التمرد فترى بعض العوائل تتركز مشاهدتهم على بعض القنوات الدينية والبعض الاخر على بعض من القنوات الرياضية او القنوات الفلمية او الاقتصادية او العلمية وهكذا كل حسب الرغبة لا بل شاهدنا عدد من العوائل اوقفت الاستلام المفتوح لأجهزة الستلايت على نوع خاص من القنوات ووزعت تلك القنوات بعضها لأطفالها وبعضها للكبار وبعضها للأكبر منهم سنا وانتقلت هذه التصرفات لمقاومة سموم الافاعي كالنار في الهشيم بين العوائل والمجتمعات فانت اليوم لا ترى بثا مفتوحا في بيت واحد وتجد تخصص واضح في نوع المشاهدة للعائلة العراقية وهذا ليس من بناة الافكار بل عن دراسة قمنا بها وفي مناطق متعددة في وسط وجنوب العراق ..
لكن ومع كل هذا الذي حصل من ردات فعل ممكن تسميتها عقلانية ضد تلك الهجمات لكن بقيت المجتمعات العراقية لا تستطيع الخلاص من بعض القنوات التي انشات حديثا بعد سقوط النظام واقصد القنوات لتي تبث بشكل مباشر للعراقيين حصرا والتي بعضها انشاتها احزاب وكيانات ومؤسسات حكومية او بعض التكتلات القومية والاثنية والمذهبية غايتها استمالة ذالك المواطن باسم المذهب او القومية او الدين او العرق وفجأة وجد المواطن نفسه اسير تلك القنوات ثانية التي انتهزت سهولة ابقاءه في اجواء معينة من الطائفية او القومية وبالتالي تستطيع ان تلعب بعواطفه وبمشاعره من هذه المداخيل السيئة وفعلا استطاعت تلك القنوات ان تصدر محتواها الى بعض العراقيين الذين هم ضعفاء في مجابهة تلك القنوات التي لها مارب غير تلك الحقيقية وهي تدس السم في العسل و اصبح في فترة ما هناك حربا طاحنة عراقية عراقية هي حرب القنوات الفضائية وبمساعدة رؤوس الاموال العربية التي ارادت من العراق البقاء في عدم الاستقرار والاقتتال المستمر بين ابناء مكوناته ونجحت نوعما في هذا المبغى القذر التي تبث قذاراتها من بعض الدول العربية التي مدت اصابعها وبدات تتلاعب بدمى المسرح العراقي وتعزف على وتر طائفي قومي ممتلئ بالاوساخ وروائحها العفنة ,,,
ومع عظم تلك الهجمة التي يحلوا لنا تسميتها الهجمة الثانية استطاع العراقيين الخلاص من نسيج خيوطها ثانية وبدأوا يبحثون عن القنوات لمحلية الرصينة والغير حيادية وفعلا وجد العراقيون بعض من تلك القنوات التي تعيش مع هموم لمواطن وتنقل معاناته للحكومة والمسئولين ومثال على ذالك قناة الحرة التي تصدر من امريكا وكذالك قناة الفيحاء التي تصدر من شمال العراق ولربما بعض القنوات التي لا تحضرنا اسماءها ,,أي ان المواطن العراقي بدا يفهم اللعبة واصبح هو من يقاوم وينفث رفضه ضد من يعبث بافكاره .



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشر غسيل على حبال متهرئة
- إلى الحكومة العراقية مع التحية .. رفقا بالطفولة العراقية فإن ...
- حمى اللهاث وراء منصب رئيس الوزراء
- الطفل العراقي.. بين عنف المجتمع وتجنيد القاعدة
- هل إن أحداث الأربعاء الدامي وحدها تستحق التدويل ؟
- من البصرة الفيحاء حتى قمة افريست ..مثقفي العراق ينشرون السلا ...
- الفتيات العراقيات ينهشهن مرض السرطان والجميع يتفرج على موتهن
- هل المواطن العراقي هو المسئول الأول عن الفشل في اختيار سياسي ...
- منتظر الزيدي يضع الديمقراطيات العربية على محك الأسئلة
- ما سر المفاجئة التي أذهلت ستيفا مان ناشطة حقوق المرأة الكندي ...
- حذار من إيقاف التدويل ...ورئاسة الجمهورية هي المسئولة عن الآ ...
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (3)
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (2)
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)
- انتباه رجاءا ..بعد ان فرقنا الساسة وحدتنا لعبة المحيبس
- ماذا قال البهلولو ..الأسد يخفف من لهجته التصعيدية
- الأرقام تتهاوى تحت أقدام النساء.. المرأة البابلية نموذج صادق ...
- الشيطان يفر من العراق ..آخر صيحات الاغتيال في العراق (1)
- في أي يوم كانت الجنسية المكتسبة عيبا ؟؟
- يفاجئني من تفاجأ بتصريحات بشار الأسد


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حمزه الجناحي - العراقيون بين كماشتي حرب القنوات الفضائية لمتناحرة