كتاب جديد باللغة الفارسية حول الشعب العربي الاهوازي

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 01:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

في الوقت الذي يتعرض فيه مثقفي الشعب العربي الاهوازي من كتاب وصحفيين و شعراء وادباء ومؤرخين وغيرهم الى شتى صنوف الحرمان والاذلال وتمنع انتاجاتهم من النشر تسمح الحكومة الايرانية لكتاب و باحثين من غيرالعرب وخاصة اولئك الذين تشبعت افكارهم بروح القومية الفارسية العنصرية المقيتة بالكتابة حول تاريخ الاقليم بغية تشويه الحقائق وتزويرها خدمة للاطماع التوسعية لتلك الفئة المهيمنة على دفة الحكم وبالتالي تمهيد الطريق من اجل القضاء على شعب عربي يسكن في هذه البقعة منذ الآلآف من السنين .
والكتاب الجديد صدرتحت عنوان " ايرانيان عرب تبار، مردم شناسي ساختار قومي اعراب خوزستان " اي " العرب المنحدرين من اصول ايرانية ، دراسة في معرفة النسيج القومي لعرب خوزستان " لمؤلفه السيد "داوود غراياق زندي" حيث يحاول المؤلف ومن خلال تجاهله لحقائق التاريخ والجغرافية الترويج بان ابناء عربستان او الاهواز أو الاحواز هم عرب ولكنهم من جذورايرانية ، اي انهم ايرانيون قد تعلموا العربية مما يعيد الى الاذهان مقولة " عرب زبان " التي كانت تطلق على ابناء الشعب العربي الاهوازي ابان عهد الشاه المقبور والتي تعني في مفهومها السياسي والاثني على ان سكان عربستان هم فرس ينطقون العربية و قد عززوا اطروحاتهم هذه مثل صاحب هذا الكتاب بالكثير من النظريات التي اكل عليه الدهر وشرب .
يحتوي الكتاب على مقدمة للمشرف على البحث ومقدمة للمؤلف وخمسة فصول وتتضح اهداف المؤلف في السطور الاولى لمقدمة المشرف على البحث وهو رئيس دائرة بحوث الاقوام محمد مهدي لبيبي حيث يقول ان" خوزستان اسم ايراني ( الايراني هنا تعني الفارسي ) وهومشتق من مصطلح هوز و هخامنشي " و اج " و تبدلت الى مصطلح " هوجستان ، وهي موطن لاقدم حضارات المناطق المدنية و الثقافية الخ .." في حين الدراسات التاريخية الموثقة تشير الى ان الحضارة العيلامية كانت موجودة قبل7000 عاما اي قبل نزوح ما يسمى بالآريين الى هذه المنطقة ب 5800 عام . اما المؤلف فقد اعتبر ان" مصطلح " اوج " قد تم لفظها في اللغة البهلوية ب " هووخ" و كانوا يكتبون خوزستان به" هوجستان " و تبدلت تدريجيا هوج بالفارسية الى هوز وان مصطلح خوزستان واهواز كلهما ماخوذ من مصلطلحي " خوز " و " اوز " و " اوج " وقد ورد في في المسلات العائدة لداريوش الاخميني " هووجه " و خوزستاني " هوجيه : وقد جمع العرب هوز الى الاهواز و بعبارة اخرى فان جذوركل من هوز وخوز تعني اهواز و خوزستان و قد اشتقت من مصطلح " اوز " كما ان اللغة الخوزية اصبحت اللغة غيرالرسمية للاخمينيين " و يخلص المؤلف الى القول ان " تسمية خوزستان لا تعود باي شكل من الاشكال ببلاد ما بين النهرين فلهذا السبب لاتستند الادعاءات الراهنة والتي تقول ان الاحواز جمع تكسير لحوز وان مصدرها حاز و التي تعني التملك لاتستند الى اي مصدر تاريخي !! ..."
ورغم ان الفرس يعتبرون ماورد في الشاهنامة من اساطير يشكل جزأ من التاريخ الفارسي القديم الا ان ما ورد على لسان الفردوسي فيما يخص اقليم عربستان او الاهواز او عيلام تبقى بنظر هؤلاء اساطير ومنافية للتاريخ ومن هنا اعتبر المؤلف ان اقليم الاهواز او الاحواز او المنطقة الجنوبية الحالية في ايران التي اعتبرها فردوسي انها دولة مستقلة الى جانب ايران اعتبرها مجرد هراء حيث يرى المؤلف ان استدلالات من هذا القيبل تندرج" ضمن اطار الافكار الاصولية القومية " ويخلص الى القول ان قضايا الشعب العربي الاهوازي ليست قضايا قومية وانما " قضايا اجتماعية واقتصادية " ويجب بحثها على هذا الاساس ويتناسى الكاتب ان من يريد اضطهادك قوميا فانما هو بالاسس يري اضطهادك اجتماعيا و اقتصاديا و الا كيف يعاني الشعب العربي الاهوازي من مشاكل اقتصادية في حين ان 80% من النفط و 60 % من الغاز و 34 % من الفولاذ و 46 % من انتاج السكر و 80% الطاقة الكهربائية المائية في ايران تتنتج من هذا الاقليم . "الاحصائيات ماخوذة عن هفته نامه رضوان - دوشنبه 11 خرداد 1388 - شماره 108
و رغم محاولات مؤلف الكتاب لحجب شمس الحقيقة في الغربال الا انه لم يفلح في ذلك حيث يدرك القارئ الاهوازي جيدا الغاية الكامنة من وراء تأليف مثل هذه الكتب
رغم ذلك فان الكتاب لايخلو ايضا من الحقائق حول حقيقة وجود الشعب العربي في هذه المنطقة سواء في العصورما قبل الاسلام او ما بعده وحتى عصرنا الراهن . فيقول المؤلف في الصفحة 130 من الكتاب و تحت عنوان " السياسات القومية في عهد الجمهورية الاسلامية الايرانية "ان سياسات الحكومة البهلوية وخاصة في عهد البهلوي الاول ادت الى افتعال اجواء من السخط العام من اجل اعادة الحقوق الاساسية لعرب خوزستان ولكن في عهد الجمهورية الاسلامية هناك ثلاثة اسباب هامة ومفصلية غطت على هذه المطالب المعقولة فالكاتب هنا لا يلقي اللوم على حكومة الجمهورية الاسلامية لتجاهلها لمطالب الشعب العربي "المعقولة" حسب وجهة نظره و انما يلقي اللوم على الشعب العربي . ويرى المؤلف ان اول هذه الاسباب كانت " الضغوط الكثيرة التي مورست سابقا بحق مختلف القوميات الايرانية و خاصة عرب خوزستان والتي وجدت في الثورة الاسلامية مجالا مناسبا لطرح آراءها ومطالبها ولكن بما ان هذه المطالب هي ردة فعل ازاء الضغوط الماضية ، هذا في حين ان الجمهورية الاسلامية لم تاخذ مطالب القوميات الايرانية وخاصة مطالب العرب على محمل الجد فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر من بين هذه المطالب هوالاعتراف باللغة العربية الى جانب اللغة الفارسية و تشكيل برلمان او مجلس محلي من اجل الاشراف على ادارة الامور الداخلية فلم تكن هذه الامور واضحة لان اللغات الاخرى بامكانها ان تطالب بالاعتراف بوجودها كلغة رسمية ولقد رأت الحكومة الايرانية ان مشاركة ممثلي هذه القوميات في مجلس الشورى الاسلامي تنفي ضرورة تشكيل المجالس المحلية لاي قوم او قبيلة. ويعني هذا ان الاضطهاد القومي الذي مارسته سلالة البهلويين بحق العرب سوف يتحول الى التطرف اذ ما توفرت الظروف المناسبة له في عهد الجمهورية الاسلامية ... " اما السبب الثاني هو انعدام الامكانيات لتكوين بناء قومي منسجم بعد الثورة الاسلامية ، حيث لايزال النسيج القومي و المحلي والمقاطعي " لم يكن نسيجا متكاملا وان هذا الامرالذي يؤدي الى عدم التضامن الداخلي لا يسمح بتسوية هذه القضايا عبر طرق معقولة ... اما السبب الثالث الهام و الاخير هو دورالقوى الاجنبية وخاصة تلك القادمة من خلف الحدود العراقية مثل القلاقل الاخيرة التي شهدتها الاهواز ا لخ .. و يخلص المؤلف الى القول ان السببين الاول والثاني قد وفرا الاجواء المناسبة للتدخل الاجنبي... ص 131 .
التقسيمات الادارية : يعطي المؤلف معلومات كافية حول التقسيمات الادارية الراهنة لاقليم عربستان اوالاهواز الا انه لا يتطرق الى عملية القضم و الضم التي شهدتها الخارطة التاريخية للاقليم خلال العقود الماضية على سبيل المثال ضم العسلوية و المناطق الشرقية و الجنوبية من الا قليم وتشكيل مقاطعة هرمز جان وكذلك ضم اجزاء من المناطق الشمالية الغربية مثل شمال الشوش و جنانة و الفكة وموسيان الى مناطق اخرى خارج الاقليم وتكوين مقاطعة ايلام ، رغم انه يذكر ان " بحث التقسيمات الادارية و تسمية مختلف الوحدات الادارية هي ليست تقسيمات سياسية و ادارية محضة حيث تتغيير وفقا للظروف و المقتضيات الخاصة و حسب الرغبة ـ لان تسمية الوحدات الادارية و لتي ترتبط مع البناء السياسي او الايدلوجي المسيطرة عليه فانها ترتبط ايضا بالثقافة و الاداب و العادات و التقاليد القومية او القبيلة او المجتمع الخ .. وفي هذا المجال يقول المؤلف بعد الفتح الاسلامي لايران تغيرت اسماء المناطق الجغرافية في ايران من المعيار الطبيعي الى المعيار القومي مثل تغيير اسم " اذربيايجان" الى عرب كنده و"كردستان "الى منصور العرب و"لرستان" الى عربان و" خوزستان " الى بني العرب و ايران المركزية الى عرب آباد و خراسان وكرمان الى عرب الفيل وغيرها من الاسماء .... و يضيف المولف وفي العهدين الصفوي و القاجاري هاجر العديد من العرب و سكنوا اقليم خوزستان وقد كثر عددهم بحيث اصبحت هذه المنطقة تعرف باسم عربستان . و يقول ايضا ان اسماء المقاطعات و المناطق الايرانية في عهد رضا شاه البهلوي تغيرت من الاسماء العربية و التركية الى اسماء فارسية الا انه بعد انتصارالثورة الاسلامية تم تبديل اسماء هذه المناطق الى اسماء تتماشى و القيم الاسلامية ويذكر على سبيل المثال تبديل اسم مدينة شهسوار في مقاطعة آذربايجان الى قائم شهر وقد شملت هذه الحالة تغيير 555 اسم ، الا انه لم يذكر لنا لماذا لم تعييد الجمهورية الاسلامية اسم اقليم عربستان و المدن الاهوازية الاخرى التي قام النظام الملكي السابق بتبديل اسماءها الى اسماء فارسية. ويقول المؤلف ان خوزستان على حد تعبيره قد قسمت في عام 1978 م 1385 ه ش الى 20 قضاء او 46 ناحية و 47 مدينة و في عام 1996 قسمت الى 16 قضاء و 36 ناحية و 29 مدينة و 112 قرية واستنادا الى سنوية – مفكرة 1383 ه ش 2004 م اصبح عدد الاقضية 18 قضاء والمدن 45 و القرى 112 قرية .
الخصائص السكانية :
يقول المؤلف انه و استنادا الى الاحصاء العام للنفوس و المساكن الذي اجري عام 1385 ه – ش 2006 م بلغ عدد سكان الاقليم ما يقارب اربعة ملايين و274 الف و 979 نسمة حيث يشكلون 255116 عائلة ومن بين هذا العدد من السكان هناك 5|62%يسكنون المدن 5|35 % يسكنون الارياف وان 1% لم يكونوا متواجدين في اي مكان اثناء اجراء الاحصاء ومن بين هذا المجموع من السكان ،يشكل الرجال 931|481|2و النساء 048| 090|2 نسمة وهذا يعني انه ازاء كل 100 امراة هناك 104 من الرجال وفي شباط من عام 1996 – ابان 1375 ه ش كانت تسكن الاقليم 784|637 عائلة عادية " غير جماعية " يصل المعدل الوسطي لاعدد افرادها ما بين7|5 افراد و مقارنة مع الارقام المماثلة لعام 1986 انخفض الى 5|9 وان هذا المعدل بالنسبة للعوائل الساكنة في المدينة كان 4|5 و للعوائل الساكنة في الريف 3|6 شخصا . .
وفي السنوات الواقعة ما بين 1986 – 1996 كان المعدل السنوي الوسطي للنمو السكاني في الاقليم 69|1 % وقد ازداد المعدل السكاني في عام 2006 قياسا بعام 1986 ما مقداره 7|39 % كما ازدادت عدد الاسرالعادية خلال تلك المدة 7| 41| % (احصاء النفوس و المساكن لعام 1996 )
. واستنادا الى سجلات الاحوال المدنية حول الزواج والطلاق في الاقليم لسنة 2006 بلغت حالات الزواج 474|48 حالة ، اما حالات الطلاق فقد بلغت 369|4 حالة ، اما عدد الولادات و الوفيات المسجلة في عام 2004 فقد بلغت على التوالي 625 |82 حالة ولادة و 19358 حالة وان مقارنة هذه الارقام مع الارقام الصادرة في عام 1996 تكشف بان هناك نموا سلبيا بلغ على التوالي 1% و 17| 7|17 % .
اما من حيث الهجرة الى الاقليم فيذكر المؤلف ان عدد المهاجرين الى الاقليم وخلال السنوات العشرة الماضية وحتى شباط من عام 1996 قد بلغ 841|710 مهاجرمن بين هذا الارقام هناك 522|51 هجرة داخلية واساتنادا الى احصاء عام 2004 فان 82% من السكان لديهم وظائف و ان 18 % منهم عاطلين عن العمل وان نسبة الرجال العاملين بين هؤلاء فتصل الى 84 % اما العاطلين فتصل نسبتهم الى 16% ، اما النساء العاملات تصل نسبتهن الى 8|64 % عاملة و|2 35% عاطلة عن العمل ، اما احصاء سنة 2006 فقد اظهر ان ( سسعر الاشتغال اي العمل 8|10 % و العطالة 8|22% وقد بلغ عدد العاملين لدى الدوائر الحكومية سنة 2006 اما مجموعه428| 88 شخص ، من بين هذا العدد هناك147| 69 دائميين و 335| 10مؤقتين ، اما من حيث المستوى التعليمي فمن بين 482|78 متعلم هناك 7654 دون صف الثاني عشر " الديبلم " 17الف و
179 اكملوا الصف الثاني عشر " الديبلم " و 093 |22 يحملون شهادة تعرف بما فوق الديبلم و488 |29 يحملون الاجازة الجامعية " الليسانس" و1873 فوق الليسانس " ديبلم دراسات عليا " و 195 شخص يحمل درجة الدكتورا .
اما حول المخدرات و بسبب تزايد الاتجار بها وتعاطيها فيقول المؤلف نتيجة للتزايد النمو السكاني في الاقليم فقد بلغت كمية المخدرات المصادرة عام 1996 ما مقداره 539 كيلو جراما وقد وصلت هذه الكمية سنة 2000 الى 188|2 كيلو جرام يعني انها تضاعفت اربع مرات خلال اربع سنوات كما وردت في الكتاب احصائيات اخرى حول معدل الامية و الصحة و البث الاذاعي و التلفزيوني و الامورالمتعلقة بالعادات والتقاليد .
ورغم ان مؤلف الكتاب قد انجز كتابه وفقا لاراء ومواقف كانت قد اعدت سلفا الا انه لا يخلوا عن معلومات جيدة حول الشعب العربي الاهوازي تستحق القراءة فنتوجه الى الاخوة الاهوازيين الكرام وخاصة اولئك المخصتيين في شؤون التاريخ قراءة هذا الكتاب بكل دقة وامعان و ذلك من اجل الرد على ماجاء فيه من مغالطات تاريخية .
جابر احمد : صحفي اهوا

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات