أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سفيان صيام - العرب ودرس فاروق حسني














المزيد.....

العرب ودرس فاروق حسني


سفيان صيام

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 16:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


انتهت مساعي وزير الثقافة المصري فاروق حسني لتولي منصب مدير عام اليونسكو بفشل مؤلم وقاسي ، فلا يوجد أكثر ألماً في عملية انتخابية من أن تتصدر نتائج الاقتراع على مدار ثلاث جولات ثم تتعادل في الرابعة وتخسر في الأخيرة بفعل مؤامرة خسيسة .
مصدر الألم في هذه الحالة أن الخسارة قد أتت على عكس رغبة الناخبين الحقيقية ، فقد أكد هؤلاء ثلاث مرات متتالية رغبتهم في تولي فاروق حسني منصب المدير العام ، لكن المتآمرون كان لهم رأي آخر ، فهم وإن اختلفوا فيما بينهم إلا أنهم اتفقوا في النهاية على المرشح العربي .
ليست خسارة فاروق حسني خسارة لشخص الرجل ( بالمناسبة لست من المعجبين بكثير من أفكاره ) ولكنها خسارة لهويته العربية المسلمة ( حتى في صورتها المثيرة للجدل لدى العرب أنفسهم ) ، فهؤلاء العرب ليس مقبولاً أن يكون منهم أحد في مثل هذه المواقع والمناصب في المنظمات والهيئات الدولية ، ولعل التاريخ يذكرنا بمرة كان فيها مصريٌ آخر بديلاً لبان كي مون وهو بطرس غالي وعندما أراد أن يجدد ولايته مرة أخرى وقفت أمريكا بكل قوة ضد ذلك لموقف اتخذه على غير رغبتها وجاءت بدلاً منه بكوفي عنان الأكثر طوعاً وانسجاماً .
إن الرفض الغربي المبدئي لأن يتولى عربياً أو مسلماً موقعاً أول في أي منظمة أو هيئة دولية ليس مقتصر على السياسة ، بل ها هي الثقافة تثبت ذلك ، ومن قبلها أثبتت الرياضة فقدمت لنا نماذج تآمرية لا أخلاقية لاقصاء الأبطال و الفرق العربية من البطولات الرياضية ومنعها من الصعود لأدوار تالية ، بل إن فرقاً لها وزنها وتاريخها مثل ألمانيا ضحت بتاريخها وسمعتها ليس إلا لمنع فرق عربية من الصعود للدور التالي ، ولا ننسى في هذا المجال خسارة مصر والمغرب تنظيم بطولة كأس العالم لصالح جنوب افريقيا .
إن هذه المواقف ليست مواقف فردية خاصة بالوضع الخاص لكل مؤسسة أو بظروف تحكمها التحالفات الانتخابية الطبيعية في مثل هذه المواقف ، وإنما هي مواقف تاريخية استراتيجية مبدئية منهجية ضد العرب ليس إلا لكونهم عرباً أو ضد المسلمين لكونهم مسلمين .
إننا كعرب نتحمل الجزء الأكبر من المسئولية عن ذلك ، فنحن من لازال يسمح لهؤلاء بممارسة نظرتهم الاستعلائية علينا ، باقرارنا بشرعية مواقفهم بل وسعينا بتذلل لنيل مواقع معينة على الرغم من إدراكنا أن ذلك من الممنوعات على العرب إلا في أَضيق الحدود ، إضافة لاستمرار عملنا في هذه المنظمات مختلفة الأنواع والاهتمامات ومنحها مزيد من شرعية اضطهادنا والنظر إلينا بدونية بشعة ، تستحقرنا ، على حساب منظماتنا وهيئاتنا .
وإلا كان المفروض أن نهتم بأطرنا التي لا تشبه في وضعها الحالي إلا خيال الحقل، فارغة من كل مضمون، أعياها الترهل والتكلس ، وغاب عنها الاهتمام ، فماذا كان يضيرك يا فاروق حسني لو توليت منصب مدير عام منظمة الثقافة العربية ؟ وعملت على تطويرها خدمة لأمتك وتاريخها الناصع ، فهي أولى بمجهودك وأولى باخلاصك ، كما أنها لن تتآمر عليك بهذه الصورة المفضوحة والمخجلة ، كما أن تاريخها وثقافتها فيها ما يشرُف به كل إنسان .
وماذا علينا يا عرب لو وجهنا اهتمامنا لأطرنا وهياكلنا ومؤسساتنا التي نجد فيها ذواتنا ونعبر فيها عن أفكارنا وحضارتنا وتاريخنا وثقافتنا ، والتي هي بحاجة لمن يرفع لوائها عالياً ويحميها من حالة التلاشي والذوبان .
إن في إنشغالنا بذاتنا في كل مجالات حياتنا الثقافية والاجتماعية والرياضية ... الخ مع إيماننا الراسخ بأننا خير أمة وتاريخنا أنصع تاريخ وثقافتنا أعمق ثقافة وأكثرها تأثيراً وإبداعا سيزيد من احترام العالم لنا ، وعلى أقل تقدير سيزيد احترامنا لأنفسنا بشرط صدق النوايا والعمل الدؤوب الجاد الصادق ، فلا خير في أناس تنكروا لأمتهم وتسولوا أبواب الآخرين الرافضين حتى لوجودنا ، ناهيك عن تبوأنا لمناصب رفيعة في مؤسسات صممها مؤسسيها لتكون محرمة على العرب.
إن تطوير ذاتنا واستنهاض فكرنا وثقافتنا وحضارتنا لهو أعظم بكثير مما يدعوَُنه بثقافة لا أراها إلا طاووسية ليس فيها إلا البريق الخادع .



#سفيان_صيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنتهي ولاية الرئيس عباس في يناير المقبل ؟
- عيد بلا محتفلين
- لا مفاوضات ... لا مقاومة
- جامعة الأزهر إذ لا بواكي لها
- الجهاد الاسلامي .. ورسائل جرح يستفيق به الدم !!
- كيف تنتصر وأنت مهزوم أمام سيجارة ..؟؟
- أما آن للانقلاب أن ينتهي ..؟؟
- الانقسام أخطر ما في الأمر يا أنام
- الفتاوى الفلسطينية ..بين اجتهاد العلماء ومناكفة الفرقاء
- فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟
- حين يخطئ قلمي فرديا


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سفيان صيام - العرب ودرس فاروق حسني